بعد 3 ايام–

*كررر*

“أبي، بيون هنا.” شابٌ يبدو في اواخر العشرينات دخل لقاعة العرش بإنحناءة، قبل ان يُكمل طريقه نحو العرش بثبات

“بيون!” روبين فتح ذراعيه مُرحباً، لكن ابتسامته سرعان ما انطفئت، “…هيه~”

اقتراب بيون ببطئ للعرش جعل ملامحه المشوهة تظهر اكثر، ربما جسده مُختبئ داخل الدرع الذهبي الاسود الرائع و عبائته الذهبية المرفرفة خلفه كافين لإخفاء ما يقع تحتهم، لكن عندما نزع الخوذة و ظهر وجهه… هذا لم لم يعد وجه بشري!

وجهه لم يعد *ملئ بالندوب* بل يمكن القول بكل ثقة انه لم يبق لديه وجه اصلاً. ربما اسوأ اصابتين في وجهه الجزء الايمن من خذه بالكامل غير موجود بحيث يمكنه التنفس من خلاله، و الجلد تحت حاجبه الايسر مُذاب حتى العظم!

“لقد زادت حروب الجيش الاول كثيراً، أبي، بعض الاندفاع لازم من اجل حسم المعارك و جلب المزيد من الكواكب لتحت سلطانك.” بيون تكلم برسمية و هو يجلس على المقعد امام روبين

لكن روبين لم يبدو مقتنع جداً، “…اين اُذنك اليسرى؟! نصف اسنانك غير موجودين…” ثم تنهد، “ما الذي تفعله في نفسك؟ لماذا لا تجعل قوات الحياة يعالجوا وجهك؟ لقد تم تحويلهم كلهم للدعم، يمكنك بسهولة ايجاد احدهم في الصفوف الخلفية حتى خضم المعركة!”

“لا تقلق، أبي، هذه الندوب البسيطة لن تقلل من كفائتي اثناء المعارك.” مجدداً، رد بيون بشكل رسمي

“أتظنني اتحدث عن كفائتك اثناء المعارك؟!” تعابير روبين تغيرت و بدأ يفرك بين عيناه، “…من بين جميع اخوتك، دائماً انت اكثر من تتعبني و ترهقني ذهنياً،”

“لا اعتقد اني عصيت لك امراً من قبل… أبي.” عقد بيون حاجبه الوحيد، “لم تعطني مهمة و افشل فيها ايضاً، لماذا انا اكثر من يتعبك؟!”

“أتمزح؟ حتى كلمة ابي تخرج من فمك بصعوبة، لقد اجبرتك على نطقها منذ عقود و ما زال لسانك لم يعتد عليها.” اشار روبين نحوه صائحاً، “بيون، ما مشكلتك؟ لماذا تضع هذا الحاجز بيننا؟ هل تذكر اني عاملتك كعبد منذ اليوم الذي اشتريتك فيه؟”

“لم اقل شئ كهذا ابداً.” بيون رد بشكل رسمي، “أبي، لماذا قمت بإستدعائي؟”

“حتى لو لم تقل، تصرفاتك ظاهرة، انت ما زلت تتصرف كعبد، لماذا تترك نفسك تُشوه بهذا المنظر ايها الاحمق؟ انت امير بحق الجحيم!” روبين صاح عليه، تجاهل سؤاله كلياً، “…انا اتذكر ما حصل معك في هجوم عائلة مورفيوس على عائلة كامدين…”

“هل هنالك داعٍ للتحدث عن الامر حقاً؟!” بيون قبض كلتا يداه

روبين تابع على اي حال، “انا اتذكر… الجنود امسكوا بك، قاموا بقطع ذراعك قطعة قطعة حتى وصلت للكوع، فترة التقطيع استغرقت ساعات، ثم استداروا لجسدك، ببطئ شديد قاموا بتشويهك، لم يريدوك ان تموت فتجنبوا الطعن، اكتفوا بتقطع الجلد، حتى اني وجدت اثار سلخ عدة، و من يعرف ماذا فعلوا بك غير ذلك… لم اسأل وقتها، و لن اسأل الان.”

“يكفي..” بيون قبض على يداه اكثر

“عندما لم يجدوا جزء اخر في جسدك ليقطعوه او يسلخوه ذهبوا لوجهك و ببطئ شديد بدأوا بتمزيقه ايضاً.” تعابير روبين اختلفت، “يمكنني ان اتخيل، بيون، يمكنني رؤية رؤيتك يا ابن الرابعة عشر و انت مُثبت على الارض الرطبة بجوار نار مخيم، يمكنني رؤية بضع رجال اشداء يخلعوا عنك ملابسك و يختاروا الجزء الذين يريدون تقطيعه تالياً، ارى اللحم و الدم يتطايروا في كل مكان، يمكنني سماع صرخاتك المدوية… يمكنني الشعور بروحك و هى تطلب الخلاص.”

“يكفي!” بيون وقف صارخاً، عيناه تشتعل بكراهية لم يرها روبين في عين احد من قبل سوى ريتشارد.

بسرعة لاحظ بيون ما فعله و جلس، نظره في الارض، “اسف، انا…” ثم وضع رأسه بين يداه، “…لم تكن صورة اريد تذكرها.”

“…بيون، الفتى النبيل وريث عائلة كامدين، لقد مات ذلك اليوم.” روبين تكلم بجدية و هو يحدق في رأسه ابنه، “ما تبق منه كان روح تتضرع للموت في جسد نصف ميت، يدفع كلاهما مهمة واحدة، حماية الاخت الصغيرة زارا، أليس كذلك؟” ثم اشار نحوه، “هذه الندوب البشعة، هل تتركها لتُذكرك بذلك اليوم؟ لتذكر نفسك انك لم تعد تعيش لنفسك؟”

“…..” بيون ظل صامتاً.

امام صمت بيون، رفع روبين رأسه قليلاً، “زارا آمنة الان، هى رئيسة فريق البحث و التطوير، جيوش عشرات الكواكب ستتحرك لأجلها… ماذا الان؟ أتبحث عن فرصة للموت؟ ألهذا انت مشهور بكونك الانتحاري الاكبر في جيوش الامبراطورية؟ او ربما سيأتي يوم و تأخذ حياتك بنفسك!”

“…..” بيون اومئ عدة مرات، “كدت افعلها في جرينلاند، لكني غيرت رأيي.”

“اوه، هذا مفرح جداً،” روبين سخر بغضب، “ما الذي منعك؟”

“…وجدت ان هنالك اشخاص اخرين يستحقون خدمتي.” رفع بيون رأسه ليلاقى نظرة اباه بالتبني للحظة، قبل ان يعود للنظر نحو الارض، “فقررت ان انتظر حتى يقبضها عدو.”

“اوه، ربما علي ان اشعر بالإطراء!” روبين امال رأسه قليلاً، “حبك الكبير لنا جعلك تؤجل الانتحار و تُفضل ان يقتلك شخص اخر، أتسائل ما الفارق الذي يحدثه هذا لنا او لك، حينها ستشعر انك لم تُقصر مثلاً؟” ثم تغيرت ملامحه للغضب، “ايها الوغد الاناني، هل فكرت في ماذا سيحل بي و بإخوتك ان قُتلت؟ ماذا سيحل بأختك؟”

“ستكملون عيشكم بأفضل حال.” ضحك بيون، “لا تربطني بأحد اي علاقة شخصية، لقد تأكدت من هذا بنفسي، حتى زارا لم ارها منذ عقود.” ثم لوح بغير اهتمام، “ما زلت اقاتل لسبب واحد، لاشكرك، هذا كل شئ.”

عند هذه النقطة روبين وقف، تقدم خطوتين ثم رفع يده اليمنى و *بااااا* صفعة مدوية هزت قاعة العرش، “لقد اخطأت عندما اشتريتك ذلك اليوم.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 47/27

من Zeus

-+=