” روبين.. لما لا تبقى معي هنا؟ لا داعي للرجوع لتسكن في مؤسسة برادلي العسكرية بعد اليوم.. يمكنني هنا ان اوفر لك كل ما قد تطلبه! أمان.. موارد.. هذه ستكون افضل بيئة ممكنة لك. ما رأيك؟” تكلم الحكيم ألبيرت بعينان لامعتين
كيفما نظر لروبين هو كنز.. سواءً قدرته على إكتشاف مفاتيح القوانين الثانوية، او قدرته على تطويع هذه القوانين لعمل الطلاسم… روبين ببساطة رسم له مستقبل مختلف تماماً للمملكة
“اعتقد ان هنالك لبس في شئ هنا.. انا لن أعود لدوقية برادلي، بل لمدينة يورا!”
عقد الحكيم حاجبه”همم؟ هذا أسوأ حتى! على الاقل عائلة برادلي لديهم دفاعات جيدة نسبياً”
“هنا سيأتي دور احد شروطي يا سيادة الحكيم، أرسل قديسين لحمايتي في مقري الجديد.. و بالنسبة للموارد فسيكون لدي ما يكفي من الذهب لشراء ما أريد عندما أبيع لك بضع خواتم و قوانين هاها..ها…
هيه~ لا اعلم كيف اشرحها لك يا صاحب السمو، عندما تعرضت لمحاولات إغتيال داخل المؤسسة العسكرية لبرادلي شعرت اني سأموت وحيداً بلا قيمة… لو جاء جالان و رأى جثتي كان سيغضب لأنه خسر حليف جيد، لكن هذا كل شئ…
كان هذا نداء إستيقاظ بالنسبة لي، فأنا مهما فعلت لعائلة برادلي او لك سأكون في النهاية مجرد… تاجر!
لا اقول ان عائلة بورتون ملائكة، فهنالك بالفعل من حاول إستغلالي منهم عندما كنت ما ازال شاباً، و لو كنت ذهبت لهم بإكتشافاتي اولا ربما ما كنت سأرى الشمس المجدداً…
لكن هنالك ايضاً من أحبني لأن ما يجري في عروقنا هو نفس الدم… طالما بحمايتك يمكنني التأكد اني آمن من السيئين منهم، فأنا اريد ان اعيش بين الجيدين… لا اعلم ما إن كنت ستفهمني..”
بعد بضع ثوان أومئ الحكيم، ” … هيه~ افهمك… لا بأس، كما تشاء~ سأرسل خلفك من يجعلك تنام كالأطفال بدون أي خوف، يجب ان تكون مُرتاح حتى تعطيني نتائج جيدة هاها”
———–
روبين اكمل كلامه اكثر مع الحكيم ألبيرت على أعداد الخواتم التي سيبيعها مستقبلاً و بعضاً من خواصها و عن إمكانية تطويرها لإصدارات افضل
في النهاية ذهب الإثنان لقاعة المأدبة راضين عن نتيجة هذا الإجتماع المطول، عندما وصلوا للغرفة كان ينتظرهم قيصر و بيلي و بقية الصُحبة
الحكيم تعرف عليهم جميعاً و عاملهم بلطف زائد كأنهم جزء من عائلته مع انهم في نظره مجرد أطفال
جميعهم عرفوا ان هذا ما جلبه مكانة روبين لهم..
بعد انتهاء المأدبة ذهب روبين للغُرفة التي جُهزت له و بدأ يكتب مفاتيح قانون ثانوي له علاقة بمسار النار.. و حرص في اختياره ان يكون القانون اقوى بقليل من اقوى قانون ثانوي موجود حالياً لدى مملكة الشمس السوداء
على امتداد اليومين التاليين روبين ظل في غرفته يكتب مفاتيح القانون، او بمعنى صح يُمثل انه يكتبهم…
فهو يمكنه بسهولة كتابة كل شئ خلال بضع دقائق، لكنه إختار التأخر عمداً ليمثل ان الموضوع اصعب من حقيقته
في نفس الوقت اخذ بيلي الثلاثة اولاد و زارا في جولات حول العاصمة الإمبراطورية
الأربعة اولاد لم يروا العاصمة الإمبراطورية من قبل لذا كانت الجولة شئ جيد و مثير لإهتمام، حتى بيلي نفسه لم يذهب للعاصمة سوى بضع مرات طوال حياته
مر اليومين في التبضع بكثافة و القفز من محل لمحل و من حديقة لحديقة، ضحكات زارا البريئة جلبت الإبتسامة لحتى بيون و ثيو الذان رأى الجحيم على الأرض…
بعد انتهاء اليومين سلم روبين كُتيب مفاتيح القانون الثانوي للحكيم ألبيرت ثم اخذ الـ 520 الف عملة ذهبية على العربة الخاصة به و اخذ الوثيقة التي تثبت ان براين بورتون اصبح ماركوس، و اخذ معه الأولاد الأربعة و بيلي و تحرك نحو وجهته الجديدة..
——————————————————–
* خطوة خطوة خطوة *
خطوات سريعة مُتحمسة تصدى في أرجاء القصر الإمبراطوري، بينما يمر منها ظل قوي البنية على وجهه إبتسامة كبيرة، ينحني له كل حارس او خادم او حتى قديس يراه ماراً
وصل الظل في النهاية نحو باب ضخم ، ثم فتحه و بدأ ينزل على سلالم درجاتها صغيرة و مُكسرة، مُنحدرة و رطبة، الكثير من العناكب و الفئران منتشرة.. من الصعب تخمين اخر مرة نزل احدهم على هذه الدرجات العتيقة.
بعد بضع دقائق من النزول، وصل الظل اخيراً لأخر السلالم، حيث هنالك مكان فسيح جداً مُضاء بمشاعل مُعلقة على الحائط، لا يوجد شئ في المكان سوى مكتب صغير عليه كمية لفائف و ملقى بجانبه على الأرض كمية كُتب هائلة
و يجلس في منتصف الرقعة شخص ملامحه تبدو كأنه في الخمسينات من عمره، لا يرتدي سوى غطاء على منطقته الحساسة، قوية البنية و مفتول العضلات كأنه جبل، تتدلى من وجهه لحية بيضاء طويلة واضح انها لم تُحلق من فترة طويلة، و تصدر منه هالة حارقة قامعة…
الرجل الخمسيني فتح عينه فجأة فإنفجرت هالته اكثر و نظر نحو الظل الذي وصل للتو، ثم تكلم بلهجة قوية هزت أرجاء القبو ” ألبيرت! ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألم اخبرك ألا يزعجني احد حتى أخرج بمفردي؟”
إنحنى الحكيم ألبيرت قليلاً و تكلم، ” انا اعتذر يا صاحب الجلالة، لكن لدي شئ مهم عليك رؤيته..”
كان هذا ملك مملكة الشمس السوداء، فيليب مارلي…
عندما سمع كلمات الحكيم ألبيرت عقد حاجبه، ” أي شئ مهم قد يقطع تأملي في القوانين؟ هل أظهر أشقياء دوليفار نيتهم الحقيقية اخيراً و قرروا بدأ الهجوم الكامل علينا؟ هل إستطعت التوصل لهوية حلفائهم؟”
” أممم هذه المحادثة ستطول، لكن اولاً ألقي نظرة على هذه..” تقدم ألبيرت و قدم كُتيب من بضع صفحات للملك
إستغرب الملك اولاً من ما حدث، لكنه امسك الكُتيب و فتحه و بدأ قراءة مباشرةً
بعد بضع ثوانً فتح عينه بالكامل.. بعد دقيقة هالته إختفت.. بعد دقيقتان وقف مكانه و بدأ يقرأ بشكل أسرع…
“ما- ماذا؟!”
—————————————–
“روبين… هذا ليس المسار نحو مدينة لؤلؤة برادلي..” إستغرب بيلي من الإتجاه الذي سلكه روبين الذي يمسك زمام العربة
“اعرف، نحن لسنا ذاهبين إلى هناك.”
” إلى.. إلى اين إذاً..؟” سأل بيلي سؤال برئ، لكن واضح من لهجته انه كان سعيد جداً و قلبه بدأ يتسارع.. إن لم يكن روبين ينوي الرجوع لمدينة لؤلؤة برادلي… فهو يعرف إلى أين هذا الإتجاه
“هاها لا تُمثل يا صاحبي فأنا اعرفك جيداً، نحن ذاهبون إلى المنزل..”
“أجل!!! هاهااااي” فرحة بيلي كانت بادية عليه، هذا كان اجمل خبر سمعه من فترة طويلة، اخيراً روبين إعترف بعائلته…
إبتسم روبين و لم يقل شيئاً، بدأ فقط يتطلع إلى الفصل الجديد من حكايته…
—————————————-