مرت عشرة أيام منذ معركة الفيسكونتة سيتينا…

خلالهم توجه الدوق جالان برادلي لعاصمة الشمس السوداء و اخبرهم انه لا يمكنه إعطائهم تفاصيل عن هوية الشخص الذي أمده بالطلاسم، لكنه بالتأكيد شخص يعمل لصالح مملكة الشمس السوداء و مستعد لمساعدتهم ضد تنمر دوليفار

لم يقتنع الحضور كثيراً بكلامه.. لكنه في النهاية دوق ولا يمكنهم تعذيبه فحسب حتى يخرج ما لديه من معلومات.. لذا في النهاية إنغلق الموضوع مؤقتاً و ظل الدوق في العاصمة يتابع تطور الحرب مع بقية مراكز القوى في المملكة.

أما على الجبهة… فالوضع يزداد ضغطاً يوماً بعد يوم، بعد إنتهاء المعركة الكبيرة هربت سيتينا و حوالي ثُلث جيشها لداخل الأراضي الدوليفارية تاركين ورائهم مدنهم و طعامهم و أسلحتهم في حالة ممتازة.. فلم يتوقع احد ان تنتهي المعركة فور بدايتها…

الجينرال العام إدوارد أمر بالإستيلاء على قلعة عائلة سيتينا و قام بتدعيم بكل شئ ممكن خلال العشرة أيام، رفع الأسوار اكثر و زود الحراس و أعاد تتظيم صفوف جيشه، خلال هذه الفترة وصل ايضاً دفعة اخرى من قديسين و فرسان من دوقية برادلي حاملين اكثر من ألف طلسم نار جديد مما حمس الجينرال اكثر و رفع ثقته لمستوى جديد

فقلعة سيتينا ليست منيعة.. و هنالك جيش قوامه 170 الف جندي في طريقه نحو القلعة، و حسب اخر إستطلاع فهم يبعد بضع كيلومترات فقط…

جيش مكون من كل الجنود المتوفرون لدى كل الجيران.. جنود من بارونيات، فيسكونتات، آيرليات و حتى ماركوس! هذا بالإضافة لسيتينا نفسها و جنودها الذين إستطاعوا التراجع

جيش كهذا بقيادة جينرال مستوى 30.. نظرياً هو اكثر من كافٍ لطرد جيش اقل من 60 ألف من اراضي المملكة و إستعادة ما تم السيطرة عليه، بل كافٍ لمطاردة بقايا الجيش حتى داخل الشمس السوداء و غزو جزء من أراضيهم كرد إعتبار!

*سووووش*

هواء قوي عبر بجوار أذن الشخص الجالس في الشرفة الرئيسية للقلعة، ففتح عينيه و بدون ان ينظر خلفه سأل “اين هم الأن يا بيون؟”

“رداً على سيدي الجينرال، لقد اوشكوا على إجتياز الغابة، المسافة التي تفصل بيننا حالياً تقريباً 5 كيلو مترات و ما يزالوا يقتربون”

” خمسة كيلومترات، هممم..” قالها الجينرال إدوارد ببطئ ثم وقف و قفز نحو سور القلعة و نظر حوله ثم صرخ بعلو صوته ” أبدأوا التشكيل الثالث فوراً”

كل الضباط على السور إنحنوا و بدأوا بالصياح و إصدار الأوامر واحد تلو الأخر، بسرعة بدأ *التشكيل الثالث* يأخذ شكلاً واضحاً امام الجميع

النشابين إصطفوا على الأسوار بشكل قوي و بارز، مرتدين دروع لامعة و اقواس مهيبة، و خرج 5 الاف جندي مشاة من القلعة حاملين دروع ثقيلة و إصطفوا خارجها صفاً وراء الأخر حتى قاموا بتغطية مسافة 300 أمام بوابة القلعة الرئيسية على شكل نصف دائرة

بعد الإصطفاف السريع سادت بضع دقائق من الهدوء، حتى في النهاية جاء صوت من الغابة

*بووووووو*

صوت البوق جذب الأنظار نحن الإتجاه الذي جاء منه، رأى الجميع صفاً من الأشخاص الطائفين اولاً، لقد كانوا عشرون قديساً..

ثم خرج بعدها صفوف المشاة صفاً بعد صف.. بدا المشهد و كأن الجيش لا نهاية له، خاصةً من كانوا يراقبوا من فوق أسوار القلعة إبتلعوا ريقهم بدون شعور منهم، فقد كان هذا اكثر منظر مخيف يمكن لجندي ان يراه..

خروج الجيش من الغابة بالكامل اخذ حوالي نصف ساعة!

المسافة الأن بين جيش دوليفار و القلعة أصبحت 3 كيلومترات.. يمكن للهجوم ان يبدأ في أي لحظة.

لكن الجينرال العام لجيش دوليفار لم يستهن بأعداءه و حتى يعطي الأمر بالهجوم مباشرةً ، بل قاد حصانه و وقفه على جانب جيشه و اخذ يراقب القلعة و التشكيلة الحامية لبضع دقائق، و في النهاية أشار نحو النشابين البارزين على الجدار ” سيتينا، أهذه الأسهم هى ما دمرت جيشك؟”

تقدمت الفيسكونتة سيتينا و اومئت ” اجل سيدي إدغار، تلك الجلود المربوطة في كل سهم هى ما احدثت الإنفجارات، لولاهم لكان الإنتصار حليفي”

كان هذا الجينرال العام للجيش، إدغار تينلي، قديس قمة، عم الدوق تايتوس تينلي، هذا وحده كفيل برؤية مدى أهمية هذه الحرب للدوقية و للمملكة كلها..

“هممم.. لقد اخرج 5 الاف جندي مشاة مزودين بدروع ضخمة لمنع جيشنا من الإقتراب بسرعة حتى يتثنى لأولائك النشابين إمطارنا بسهامهم، أما يزال يريد الإعتماد على السهام أمامي؟ كنت أمل ان يكون جينرال العدو ذكي قليلاً، لكن ياللأسف… هذه الحيلة لن تنفع مرتين!

إليكم ما سيحدث، ضعوا كل من بين المستويات 11~20 في أول صف على رأس الجيش، عندما اعطي الأوامر سيندفع الجيش كله بأقصى سرعة نحوهم، بينما يظل القديسين طائفين فوق الجيش طوال الطريق لصد أي هجمات بتلك السهام،

سنقوم بتوزيع القديسين لاربعة فرق كل فرقة فيها خمسة قديسين، اقوى واحد بينهم لن يساهم في تشكيل الدروع بل سيظل متيقظ لحماية رفاقه في الفريق و لصد هجمات مغتالي العدو، حتى لا يتكرر ما حدث المرة الماضي

عندما ندخل المدى سيقومون برشقنا مرة او مرتين بتلك الاسهم لكن القديسين سيتصدون لها او يغيرون مسارها بسهولة،

هذا سيمكننا من الوصول لمشاة العدو بدون خسائر، عندما نصل سيقوم فرساننا في الصف الأول بإزالتهم بسرعة من الطريق ثم تدمير البوابة، بعد دخول الجيش للقلعة سنكون قد إنتصرنا.

فبعد الدخول سنركز على قتل النشابين، عندها سينتهي الخطر الوحيد و سنذبح البقية بسهولة… ألديكم اسئلة او تعديلات؟”

“كلا يا جينرال، ما قلته هو عين العقل”

“انا ايضاً أتفق مع سيادتك”

“اليوم لن نسمح لواحد منهم بالهرب!”

“انها خطة مثالية يستحيل ان يحصل شئ قد يكسرها”

اومئ إدغار ” جيد، لكن تذكروا ان تخبروا الجميع ان يجمعوا كل السهام في جعبات نشابي العدو بعد قتلهم او أسرهم، يجب ان نعرف ما هو هذا الشئ و لربما نستطيع صنع مثيل له بأنفسنا… إذهبوا و انشروا التعليمات، سنبدأ الهجوم بعد عشرة دقائق.”

“حاضر!”

من Zeus

-+=