قاد الرجل المُلثم الأربعة نحو البوابة، لم يشك احداً من حولهم في شئ فهم كانوا يتحركون بملئ إرادتهم، و حسب تعاليم المقنع لم يقم أياً منهم حتى بتغيير ملامح وجهه
بعد الخروج من البوابة أكملوا المسير لحوالي ساعتين نحو اقرب غابة، على بعد عشرات الأميال من العاصمة،
طوال الطريق كان يحاول قيصر و مجموعته إيجاد ثغرات حولهم او معجزة يمكنهم التشبث بها، لكن المعجزة لم تحدث..
بتوقف القديس في المقدمة فجأة و إلتف ليواجه الفريق بإبتسامة قاسية على وجهه
“اخبرنا ماذا تريد..” سأل قيصر، ما يزال يأمل ان الراجل قد يكون صادقاً و سيطلق سراحهم بدون ضرر بعد توصيل رسالته، إن لم يكن كذلك فسوف…
“هاها أحقاً صدقت هذا؟ كانت مجرد حيلة لأتي بكم هنا بدون جلبة” القديس الملثم ضحك بصوت عالٍ و بدأ يقترب منهم
هذا الجواب كان اسوأ رد ممكن.. *قُضي الأمر* ، لم يعد هنالك داعٍ للتوسل او التهديد او المقاومة، اولائك الاشخاص قادمون في مهمة و سيقومون بتنفيذها.. *يا ليتني لم اخرج اليوم، وداعاً يا أبي.. اخشى انك ستغير العالم بمفردك*
ضحك القديس بصوت عالٍ و سدد لكمة بإتجاه قيصر، عندما تصل لجسده سيتحول لتراب من شدة الصدمة، في وجهة الضربة أغلق قيصر عينيه منتظراً مصيره، و حاول ثيو و بيون الوقوف أمامه لتلقيها بدلاً عنه
*بوووم*
صوت إصطدام قوي صدر فجأة من امام الثلاثة و قوة دفع رهيبة طيرتهم من مكانهم و دفعتهم بضع أمتار للخلف، عندما فتح قيصر عينه مجدداً لم يرى قاتِله.. بل ظهر رجل عجوز ، و لم يعد يسمع صوت ضحكات القديس.. بل كان مُركزاً على الدماء التي تتساقط من عجوز على الأرض، “انت.. من تكون؟!”
العجوز كان يكافح لكبح الأضرار التي لحقت بجسده جراء تلقي ذلك الهجوم، فالقديس امامه كان اقوى منه! “أعتذر عن تأخري.. ابن الأخ قيصر، كنت ارجو ان تحدث معجزة و يتركك تذهب حقاً لهذا تأخرت في الخروج.. يا لي من عديم فائدة.. هذا العجوز يدعى مورفي.. و انا.. موكل من البطريرك بمراقبتك دائماً.”
لو كان روبين موجوداً لعرف هذا الشخص من أول وهلة، انه رئيس حراس مكتب البطريرك!
“تشةِ.. هذا سيعقد الأمور، لماذا لم تذهب لأحد الحانات وتستمتع بالأيام الاخيرة من حياتك فحسب ايها العجوز الخرف؟!” أعاد القديس المُلثم يده للخلف و كان يستعد لتسديد لكمة اخرى لكن في تلك اللحظة مورفي تراجع بسرعة، امسك بقيصر و طار نحو العاصمة
“حاصروه!” صرخ القديس الملثم، فخرج 9 اشخاص اخرين من اماكن متفرقة بينهم 4 قديسين، اقربهم لمورفي قفز ليعترض طريقه و ركل بكل قوته فخرجت صاعقة لامعة من قدمه متوجهة نحو الإثنان،
مورفي بالكاد إستطاع عمل رد فعل، إلتف بسرعة حاضناً قيصر و تلقى الضربة مباشرةً في ظهره “ارغغ”
“العم مورفي!!” قيصر شعر بشدة هذا الهجوم و تقئ دماً، تلقى بالفعل إصابة داخلية على الرغم من انه لم يمسه.. لكن كل ما شغل رأسه كان ما حدث للعجوز الذي يحاول إنقاذه
سقط الإثنان من الهواء على أرجلهم في المكان الذي كانوا فيه قبلاً، ثيو و بيون و جون بجوارهما و قاموا بتشكيل حلقة ضيقة ظهورهم في ظهور بعض،
اما العم مورفي و قيصر كانا في حالة يرثا لها مع انهما كان ما يزال بوسعهما الوقوف…
مسح مورفي المكان حوله بنظره ” 5 قديسين بين المستويات 21 ~24 و ايضاً 5 فرسان بين المستويات 14~17.. يبدو ان دوليفار تريد موت قيصر حقاً حتى ترسل تشكيل كهذا..”
عندما سمع المُلثم صاحب المستوى 24 كلمة دوليفار عقد حاجبيه و نظر بقسوة نحو القديس الذي إستخدم هجوم البرق قبل قليل، فمن المعروف ان فقط دوليفار لديهم تقنيات لقوانين البرق في المستوى الثاني او اعلى!
” لماذا تشغل بالك بما يقوله؟ ليس و كأن احدهم سيخرج من هنا حياً..” القديس الذي إستخدم هجوم البرق عرف خطأه، لكنه كان يدرك جيداً ان قتل قديس مستوى 23 لن يكون سهلاً ابداً لو قرر الهرب بمفرده
“أنصحكم ان تهربوا الأن بينما ما يزال بإمكانهم” مسح مورفي الدم من جانب فمه و وجه كلامه لرئيسهم بثقة
“هاها و لماذا هذا بالضبط؟”
“لقد أرسلت إستغاثة لمسكن عائلة بورتون… عندما رأيتك في السوق تقودهم، انهم في الطريق.. قد يكونون هنا في أي لحظة.”
“هاهاها أتحسبني مغفل ايها العجوز؟ واضح انك كنت تتبع الولد بمفردك، فمن أرسلت؟ و لو كنت ذهبت بنفسك لما كنت وجدت طريقك إلى هنا، إستسلم فحسب و تقبل الواقع”
ملامح مورفي تحولت لقبح شديد عند سماع هذه الكلمات…
“انتم مسؤولون في دوليفار؟” مسح قيصر الدم من فمه و نظر نحو الملثم الذي قادهم سابقاً، ثم بدأ يصرخ” أتدركون ما تفعلونه؟!
“نقتل بضع تافهين و عجوز، أهنالك شئ اخر يحدث؟” قهقه احد القديسين بينما يأخذ بضع خطوات للأمام، القديسين الخمسة كلهم بدأوا يتقدموا لإحكام الحصار اكثر حتى لا يهرب العجوز مورفي
“هاهاها ايها الحمقى.. انت تغضبون شخصاً لا قِبل لكم به” ضحك قيصر بغضب واضح
“اووه؟ و من هذا الشخص؟ انت؟ أم تقصد ملك الشمس السوداء؟” إبتسامة كبيرة كانت بادية في عيني الملثم، بالنسبة لقيصر فهو ميت لا محالة اليوم، و بالنسبة لملك الشمس السوداء فهم يتمنون ان يبدي رد فعل.. كل ما يفعلونه هو اصلاً لجره إلى حرب!
“بل الشخص الذي أعطاني قوتي ايها المهرج هاهاها إن مات احدنا داخل مملكتكم فأؤكد لك انها ستُمحى من الوجود!”
“همم؟” توقف رئيس فريق الإغتيال للحظة عند سماع هذا، حكايات الأمير هينري و البقية عن قوته هذا الولد كانت بالفعل تدعم نظرية وجود سر يخفيه، لو كان حكيم هو من مرر له هذه القوة..
لكنه أزال هذه الفكرة من رأسه بسرعة، لقد عرفوا هويتهم بالفعل و لم يعد هنالك مجال للتراجع الأن، لذا أشار بيدي للاربعة الأخرين و تحركوا في نفس الوقت لقتل قيصر و العجوز و منع أي طريق للهرب عليهما
الموضوع التاليالموضوع السابق