*المنصة* في الحقيقة لم تكن كمسرح كبير او شئ كهذا، بل مبني من 3 طوابق ملئ بالأسرار… فالجزء من المبنى المقابل للساحة الكبرى عبارة عن مساحات فارغة يمكن لكبار الشخصيات الوقوف او الجلوس فيه و مشاهدة العروض، الدور الخير هو الاكثر ترفاً و فخامة، مُجهز بعرش ضخم من اجل معاليه وحده ولا مقاعد اخرى في ذلك الطابق
اما الجزء الخلفي للمبنى فلن يكن بنفس البساطة، كان يوجد به قاعة اجتماعات كبرى و قاعة اجتماعات خاصة و حتى غرف نوم مؤقتة، لقد كانت قصر صغير في حد ذاتها!
“…..” الجميع اطلقوا زفيراً طويلاً في اللحظة التي غاب فيها معاليه و شظية الروح عن الانظار
الجماهير جلسوا اماكنهم، معظمهم لم ينتبهوا للأن ان اجسادهم كلها غارقة في الغرق، حتى ان اسفلهم تجمعت بِرك صغيرة من الماء ذا الرائحة النفاذة… او ربما هو بول؟ لا احد منهم سيعترف، ولا احد سيسأل، فالحال واحد عليهم.
“آمون،” ساكار رفع يده لسحب اقحوانات العالم السفلي، “سنغادر!”
“…كنت افكر في نفس الامر.” آمون ضغط ما تبقى له من دماء مجدداً و عاد لحجمه الحقيقي، “لقد حفظ لنا المولى وجهنا، لكن لو بقينا اكثر قد نجلب له مشكلة اخرى.”
“انتظروا!” ريتشارد اندفع بسرعة و وقف بينهما، “ما الذي تحاولون فعله؟ لقد خاطر أبي و مشى كلامه من اجلكم، هو لم يفعلها من اجلكم فقط بل من اجله وجهه، هل تريدون المغادرة الان و كسر كلمته؟ الاعداء يُزعنوا لكلماته و انتم، أتباعه، تكسروها؟”
“….” ساكار قبض على يده بقوة، هو يعرف ان ابن المولى يحاول تهدئتهم حتى لا يشعروا بالإهانة، هذا وحده كافٍ بالنسبة له، لكن….
“اتفق مع ولي العهد، يجب ان تبقوا على الاقل حتى يخرج معاليه من اجتماعه.” آرو اقترب ببطئ، على وجهه تعابير جادة، “جزء كبير من كلامهم في الداخل سيكون بشأنكم، لا يصح ان لا يجدكم بعدما يخرج… لكن يجب ان تتجهزوا، اغلب الظن انه سيضطر لإرسالكم بعيداً بعد خروجه.”
“المولى لن يُضحي بنا من اجل احد، المولى يعرف كم نحن أولياء له!” لوح آمون بقوة. كونه يريد الابتعاد حتى لا يسبب مشاكل للمولى، لا يعني انه سيتقبل امكانية طرد المولى له!
“اخشى ان امكانية حدوث ذلك كبيرة جداً، 90% سيأمر طردكم، 5% سيأمر بقتلكم، و الـ 5% البقية ستكون ناتج معجزة او فتيل حرب.” هاروس اشار نحو المنصة، “قوة الشظية ليست في قدرتها على هزمنا، بل في من صاحبها، و بصراحة لو كنت مكان معاليه فلن أخذ اي *سيد اعلى* اخر عدواً، يكفي انه حصل على واحد بالفعل!”
الجميع فهموا فوراً ما يرمي له هاروس، معاليه اغضب السيد الاعلى لإمبراطورية الثعبان العظيم بلا شك، حتى انه قال انه يتوقع هجمات من امبراطوريات كوكبية اخرى.
“…..” ساكار ظل صامتاً في وجه هذا التحليل، حتى امون الذي اراد ان ينفعل على هاروس، سكت، أراد ان يقنع نفسه ان هاروس يكذب… لكن أهو حقاً؟
صفوة العفاريت يعرفوا ان معاليه ينظر لهم كوحوش بلا ثمن، لهذا اختار جيشهم ليقاتل في المعركة الاخيرة بدلاً من الجيش الاول. لكن هذه ليست مشكلة، هذه حقيقة، لطالما كانت حياتهم بلا ثمن، فلماذا يلوموا المولى على نظرته؟
لكن لو امتدت تلك النظرة لأن يضحي بهم عند ظهور اول مشكلة…
ساكار و آمون سكتوا، سكوت ترقب و خوف.
ليس خوف من الموت، بل خوف من فقدان ركيزتهم الاكبر، المولى.
————————
الجزء الخلفي للمنصة– قاعة الاجتماعات الخاصة
“تفضلي بالجلوس.” جلس روبين على احد المقاعد المريحة المتناثرة، و اشار للمقعد امامه مباشرةً.
القاعة مصممة لجلوس عدة اشخاص من نفس المكانة، بضع جينرالات مثلاً، او اجتماع روبين و ابناءه، لذا كانت كل المقاعد مريحة غير رسمية ولا توجد طاولات بينهم
وبالفعل جلست رينارا أمامه مباشرة، ساقاها مُغلقتان و كفها الايسر فوق الايمن، بينما ذيولها التسعة تتحرك برشاقة و بطئ في الخلف، كل شئ حولها يوحي بنبل متأصل، “سأدخل في الموضوع، اريدك تابعاً لي.”
“لست مهتماً.” ضحك روبين
“بهذه البساطة؟” رينارا رفعت حاجباً، واضح انه لم يعجبها الرد، لكن لم يكن خارج توقعاتها تماماً.
“بهذه البساطة.” اومئ روبين، “لقد جئتي في وقت و مكان شائك، سيد رينارا، تمكنتي من رؤية جزء كبير من قوتي، من مدى تقدم امبراطوريتي، اخبرني، لمَ احتاجك؟”
ثم هز يداه مرتين، “و رجاءً لا تذكري موضوع ابلاغ السلطات عن وجود الطاعون الاحمر مجدداً، يمكنني ببساطة ارسالهم لكوكب اخر و محو كل اثارهم. لكني ايضاً لا اريد اي انتباه غير مرغوب، لذا بفعلتك تلك ستكسبيني عدواً بدون ربح اي شئ، فلِم العناء؟”
“هل سمعتني و انا اتحدث عن التبليغ؟ واضح انك لم تأتي متأخراً كثيراً..” الانزعاج كان بادٍ على رينارا، ذلك الوغد كان يقف من بعيد يشاهد ما يحدث، يشاهدها و هى تقاتل ابناءه و تهاجم حفل تتويجه؟
“احب ان اعرف ما انا مقدم عليه.” رفع روبين كتفيه، “… سيدة رينارا، ادركت بعد المشاهدة قليلاً انك لا تريدين مشاكل، كانت لديك اكثر من فرصة للقتل لكنك لم تستغليها، اشكرك على هذا، و لهذا فقط دعوتك لهذه المحادثة، و إلا كنت دمرت هذه الشظية بشكل مباشر.”
ثم فتح يداه مبتسماً، “لكن هذا لا يهم الان، انتي ضيفة مميزة، و انا احب عمل صداقات. ما عدا بضع اشياء صغيرة، انا منفتح للتفكير في أي عرض لديك!”
“….” رينارا عقدت حاجباها قليلاً، شعور ان يتم تهديدها على يد شخص من النطاق اليافع غريب جداً، شخص… ما يزال عالق في المستوى 23 لسببٍ ما؟! شخص عُمره اقل من 300 عام؟!؟
مثلما كل شئ يحدث في الخارج، ذلك الشخص المدعو روبين لم يكن اقل غرابة!
لكن لم يكن لديها وقت او دافع لرد التهديدات، هذا الروبين اغلق عليها كل المنافذ عندما ذكر المشكلة الحقيقية، طالما هو في الحزام اليافع لا يمكنها فعل شئ له.
ليس و هو موجود في كوكب مصقول يمكنه تفعيل الدرجة الثالثة و الرابعة من المقاومة، ليس و هو نفسه سيد روح يمتلك اكثر من 9 الاف وحدة!
“فكر في هذا اذاً، يا روبين بورتون.” رفعت رينارا رأسها قليلاً، “انا ادرك ان لك سيد اعلى، هذا واضح بوضوح الشمس، لا اعرف من هو لكني اقوى منه، أكثر ثراءً منه و اكثر نفوذاً. امبراطورية المسارات التسعة جاهزة لتؤويك، و تجهز مسرحاً في الحزام المتوسط يليق بك.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/27