كوكب يورا– على بعد 10 كيلومترات من العاصمة الإمبراطورية

*بززززتتتـ*

بوابة الفضاء تفعلت، و سرعان ما خرج منها عدة اشخاص *خطوة* *خطوة* و فوراً بدأوا ينظروا حولهم ببطئ و دهشة، “اووه؟”

هذه كانت اول مرة يأتوا فيها لهذا الكوكب، لكنهم تحدثوا كثيراً مع سيوف الظل و شرحوا لهم شيئاً او اثنين عن هذا الكوكب… يفترض لهذه البوابة القريبة من العاصمة الامبراطورية ان تكون مبنية في وسط صحراء و جبال، ان تكون مبنية على انقاض القديمة التي تدمرت في هجوم امبراطورية الثعبان العظيم

لقد عبروا البوابة مترقبين رؤية اطلال ساحة حرب في جو عاصف مغبر، لكن هذا لم يكن ما وجدوه، الارض كانت مفروشة بالحشائش المتساوية على امتداد البصر، توجد فيما بينما ممرات صخرية عليها نقوش خلابة.

على جانبي تلك الممرات الممتدة بشكل مستقيم لحد العاصمة الإمبراطورية توجد اشجار مثمرة لتظلل على المشاة و توفر لهم بعض التسالي في الطريق. بمجرد النظر لم يتمكن ذلك الشخص من رؤية شجرتان تحملان نفس الفاكهة، ولا وردتان بنفس اللون!

و على حدود الممرات و الحدائق الخلابة كان يوجد صفوف من الجنود مرتدي الدروع الذهبية الخلابة تمتد بإمتداد النظر، و عدد من اسياد الحرب الذي يحجبوا الافق و كأنهم حراس من الاساطير… منظر الجيش في العادة يكون قابض للقلوب، لكن ليس اليوم، لم تكن هنالك اي نية للقتل فيه، رؤيتهم كانت تبعث على الشعور بالدفئ و الأمان.

اصوات الطيور الصغيرة الموسيقية و اشكالهم الخلابة يتطايروا من شجرة لأخرى و حول اسياد الحرب اضافوا بهجة غير عادية للموقع… كل شئ في الارجاء بدى غير طبيعي البتة، هذا يفترض انه مجرد طريق نحو العاصمة، لكنها اعطى لمحة عما ينتظرهم هناك!

“جلالة الملك آيكو.. أ- أ- انظر… انظر للأعلى!” احد المرافقين اشار نحو السماء في صدمة

“همم؟” الشخص في المقدمة رفع رأسه بحاجبين معقودين، ما يزال لم يسترخي بعد في هذا الكوكب الغريب، لكن عندما رفع رأسه فوراً فتح عيناه على اخرها، تعابيره تحولت للرهبة الشديدة و اخذ خطوة للخلف.

لقد رأى تنين يطير بـ حرية بين بحيرات من اضواء الآرورا!!

و بجواره… الطائر الاسطوري رع يشق السماء بجناحيه؟

و هناك! هنالك يوجد كائن الكيلين الاسطوري يدمر اسوار عملاقة لاعباً!!

لا لا لا.. بترك كل هذا جانباً، في الجزء الشرقي من السماء كانت هنالك معركة كاملة تحدث امام اعينهم، معركة اسطورية بين بشر و عفاريت ذوي قرون ضد ثعابين ضخمة!
“ما هذا؟ ماذا يحدث هنا؟!” الملك آيكو صاح برهبة شديدة، ثم ضيق عيناه قليلاً، “…أهذه غيوم؟”

السماء في هذه اللحظة كانت عبارة عن عمل ابداعي، مزيج من الغيوم البيضاء و السوداء و الرمادية تُشكل لوحات فنية متحركة، بمجرد رفع احدهم لرأسه، لن يستطيع خفضها من شدة الإنبهار و الرهبة!

“…كيف؟ كيف يمكن صنع شئ كهذا؟” الملك تمتم برهبة، لقد جاء بدعوة رسمية ليشهد تتويج الشخص الذي احتل عالمه، جاء ليرى فقط من هو ذلك الشخص الذي اخضعه بدون ان يراه، لكنه بدأ يشعر انه بالفعل يريد العودة لموطنه!!

“جلالة الملك، ألم تسمع؟ ولي عهد الإمبراطورية، ريتشارد بورتون، نجح في صقل روح الكوكب قبل اشهر، لابد انه من وراء هذا المشهد.” احد المرافقين ذكرهم.

“ريتشارد بورتون؟ ..ريتشارد بورتون..” تمتم الملك بصوت منخفض، و بصعوبة شديدة ابعد ناظره عن ما يحدث في السماء، سواءً ما يجري في الاعلى، او الممشى الضخم الذي يبدو و كأنه اُقطتع من الجنة في الاسفل، كل شئ يبعث عن الرهبة و البزغ الشديد.

*بزززت* *بزززت*

“هممم؟” فقط الان لاحظ الملك انهم لم يكونوا الوحيدين الموجودين للإستمتاع بهذا المنظر الخالد

بجوار بوابتهم كان يوجد ما لا يقل عن 17 بوابة فضاء اخرى!

12 منهم عبارة عن بوابات ضخمة كالتي خرجوا منها، بوابات عابرة للكواكب… اما البقية و عددهم 5 فهى بوابات مصغرة، واضح انها للتنقل داخل الكوكب الواحد.

في خلال البضع ثوانٍ التي نظر فيها الملك حوله، رآى العشرات من الاشخاص يخرجوا من البوابات و ينظروا حولهم بصدمه و رهبة مثله ثم يتقدموا فى الممشى الضخم للتحرك نحو العاصمة، الممشى الذي بالفعل مُلئ بالناس من اول البوابات و حتى العاصمة، الآلاف فوق الآلاف كانوا يتقدموا نحو التتويج بفرح و ترقب شديدين.

“كان علينا جلب المزيد من رفاقنا…” تمتم الملك و هو يراقب بقية البوابات العملاقة.

هنالك الملك فولب خرج و معه حاشية ضخمة، ثم الملك شامشون و رجاله، بجوارهم فرقة كاملة من الاقزام، اما بوابة نيهاري كانت الاكثر انشغالاً حيث خرج منها اعداد ضخمة من اجناس مختلفة كلياً!

“….” الملك آيكو نظر حوله مستغرباً، هو نفسه جاء مرتدياً الزي التقليدي لبني جنسهم ليوصل رسالة للإمبراطور روبين انه لن ينجح في ابادة ثقافتهم، ملابس بدائية تغطي منطقة الاعضاء الحساسة و شرائط من القماش متناثرة على اجنحتهم و سيقانهم القوية

و مع تلك الملابس الغريبة… مع اذانهم مدببة و جلد خشن، المخالب و الانياب و الاجنحة الجلدية المرعبة، لم يشعر الملك آيكو، ملك كوكب آر-1 انهم محط الانظار او في مكان غير مكانه!

“هاها نشكر جلالة الملك على قبول الدعوة.” انسان ممتلئ قليلاً تقدم ضاحكاً نحو آيكو، “انا جوزيف بورتون سأكون مرشدكم في هذا الحدث الجلل، تفضلوا معي!”
مع ان الملك آيكو جاء بنية الصمود، جاء بنية حضور حفل كملك له احترامه و مكانته، كانت لديه نية ان يطلب فوراً مجئ آرو ليستقبله فور خروجه، لكنه فجأة شعر ان ذلك السمين من عائلة بورتون شئ كبير جداً!

“تفضل اولاً و نحن خلفك…” اشار الملك آيكو للأمام مبتسماً إبتسامة مصطنعة.

“هاها اؤكد لك انك ستحظى بوقت رائع يا جلالة الملك، لكن..” جوزيف بورتون ضحك بصوت عالٍ، ثم اشار بهدوء نحو الواقفين وراء الملك، “لكن لماذا جلبت عدد قليل معك؟ هكذا سيظن بقية الكواكب انكم عرق ضعيف!”

*باا* *باا* امسك الملك بـ ياقة اقرب اثنان له، “ألم اقل لكما ان تحضروا الجميع؟ اين هم؟ اذهبوا و استعجلوهم!”

“لكن جلالتك من–” واحد منهما صاح متعجباً بعدما صرخ الملك عليه

لكن لم يكمل كلامه، الملك آيكو رفع الاثنان و ألقاهما نحو البوابة التي كانت ما تزال مُفعلة، “إياكم و ان تتأخروا!!”

في الحقيقة كان آيكو هو من قرر المجئ بصحبة 7 اشخاص فقط، خشية ان يتعرض للتنمر فيضطر لمهاجمة روبين بورتون و ابناءه، لم يكن يريد ان يجلب المزيد معه خشية ان تتحول هذا التتويج لحدث مخصوص من اجل اخضاعهم فيموت عدد كبير من شعبه.

لكن مما يراه الان… ربما حتى لو لم يحضر لن يسأل احد عن سبب غيابه!!

 

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:165$
سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 33/7

5 1 vote
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=