بعد شهر– جبل الحد الشمالي — نطاق روح الكوكب
“اغغ..!!” روبين، في حالة تجسيد الروح الفضي، امسك صدره و صرخ متألماً.
“هاي هل انت بخير؟ حالتك تصبح اكثر سوءً.” نيري عقد حاجبيه و اخذت بضع خطوات نحو روبين، لم تعرف ماذا عليها ان تفعل.
“انا بخير.. انا بخير.. لا تقلقي انا لست مريض او مصاب، انه فأل الحق فقط.” ضرب روبين على جبهته بضع مرات و اخذ يهز رأسه، يريد ان يستعيد تركيزه بعد تلك النوبة.
“هذا ما قلته خلال المرات السابقة، لكن ما هو فأل الحق بالضبط؟” سألت نيري بفضول
“انه عبارة عن شعور سئ يأتيني في العادة عندما توشك كارثة على الوقوع، آتاني ذلك الشعور بضع مرات، في كل مرة كنت أتصرف و اضع تدابير مضادة كانت تسير الامور بسلام، اعتقد ان انذار من نوعٍ ما؟ و في مرة قررت تجاهله احترقت يورا و ماتت زوجتي.” تنهد روبين، كلما أتى فأل الحق تبدأ دورة من المصائب، “لكني لم اشعر به بهذه القوة من قبل، اشعر ان قلبي يريد ان يقفز من جسدي، انا في حالتي الروحية و مع ذلك اشعر بكياني يرتعد كلما اتت نوبة… فقط ماذا يقترب؟!”
“اجل انت اخبرتني هذا في اول نوبة جائتك، لكن كيف تعمل تلك الخاصية؟” كررت نيري سؤالها، “لقد قلت انك واجهت عدة مصائب و لم تعمل، اخرها المرة التي ظهرت فيها شظية روح المرأة عديمة الصبر. اذاً متى تتفعل بالضبط و ما هو مدلولها، كيف يمكنك الاستفادة منها؟ ما هو الغرض منها طالما لا تعرف ماذا سيحدث بالضبط؟ لو اشارة للمصائب فقط، فأنت كإمبراطور كوكبي فاتح، و صاحب عين ذهبية، حياتك سيكون كلها مصائب!”
“لا اعلم!” لوح روبين بإنزعاج، “انها تأتي و تذهب على راحتها. المستبصر قال انها قد تكون قدرة خاصة، لكن لا اعرف كيف اتعامل معها ولا كيف استفيد منها، كل ما يمكنني فعله هو اخذه تدابير احتياطية.”
“….” وضعت نيري يداها على خصرها، “اذاً؟ ألن تقوم ببعضاً من تلك التدابير الان؟ النوبات تأتيك منذ ستة اشهر و تزداد قوة.”
“ماذا قد افعل؟ الجيش الاول ينتعش على يد بيون، الجيش الثاني يأكلون الجثث كالمجانين، و الجيش الثالث يتم بناءه على قدم وساق. حتى لو خرجت و ناديت بإقتراب كارثة، لن يفعلوا اكثر مما يفعلونه الان.” هز روبين رأسه، “…اُفضل ان اتابع ما افعله، صقلك سيعطيني دفعة كبيرة ان وقعت مشكلة.”
“تفضل اذاً!” ابتسامة ظهرت على وجه نيري و اشارت نحو مجسم الكوكب، “لم يبق سوى دفعة واحدة اخيرة.”
“….هووف~” اطلق روبين زفيراً طويلاً ليسترخي، ثم اغمض عينه و ركز على مجسم الكوكب العملاق امامه، ثم ظهرت ابتسامة على وجهه، “نيري، كوكب نيهاري… أنتما ملكي الان!”
*فرووووووومممـ*
مجسم كوكب نيهاري اضاء بقوة، ثم موجة من الضوء انطلقت في جميع الاتجاهات أنارت العالم المُعتم لوهلة قبل ان يعود للسكون مجدداً.
ثم ظهرت ابتسامة راضية على وجه نيري، التي ركعت على كلتا ركبتيها و أمالت رأسها للأسفل، “نيري تحيي المالك، نيري ستظل رفيقتك نحو المجد الأبدي المحتوم!”
“اوه، ربما ترافقيني لطريق الهلاك.” ضحك روبين بصوت عالٍ، كلماته كانت متشائمة لكن قلبه كان ينبض بقوة كطبول الحرب، لقد حصل على كوكبه الثاني!!
“ان لم تتمكن من الوصول للمجد و انا معك، في حين ان لدينا حماية من كل القوى الكبرى لعشرات آلاف السنين، فكلانا نستحق الهلاك.” قهقهت نيري، لكن نظراتها لروبين كانت تقول انها لم تكن تمزح.
اومئ روبين عدة مرات، محاولاً تجاهل كلمات نيري قدر المستطاع، فهو لم يكن ينوي تضييع الوقت على اي حال.
“كيف هى الامر في الخارج الان؟” وقف روبين ثم تقدم نحو مجسم الكوكب، و بدأ يُقرب الصورة نحو الأرض
الزلازل كانت العنوان المسيطر في كل مكان، و من فوقها بدأت الاعاصير و السحب تتجمع بغذارة، الناس كانوا يركضون في كل مكان كالمجانين، و كأن يوم الحشر قد جاء!
نيري تقدم لجواره و شرحت له بإبتسامة واثقة، “الزلازل تضرب الكوكب الان لأن جزء من مواردي المدفونة تقترب من السطح، و استغل ولوجي الفوضى البدائية لأصنع غيرها في باطني. كما ان عدة عيون لجوهر الطاقة تتفجر في انحاء مختلفة في جميع انحاء الكوكب لتصنع انهار جوهر… سمعت من جنودك انك صنعت بحيرات صغيرات في ذلك المكان المدعو جرينلاند من المطر؟ لن تحتاج لهذا معي.”
ثم اشارت نحو الغيوم الداكنة، “اما تلك العاصفة فهى لأني اقوم الان بسحب كمية هائلة من الفوضى البدائية و احولها لطاقة طبيعية لأزيد كثافتها في الجو، سيبدأ مطر الجوهر بعد قليل لتغزية التربة و كل المخلوقات… التحول سيستغرق بضع ايام، بعدها ستجد كوكب مختلف كلياً!”
“…!” روبين رفع حاجبيه مندهشاً، مع ان هذا ما حصل في جرينلاند، إلا انه لم يتوقع ان يحدث مجدداً هنا
بعدما تلقت جرينلاند هذه الدفعة الهائلة من الطاقة، شعر روبين انها بالكاد اقتربت لنيهاري من حيث كثافة الطاقة الطبيعية في الجو، لقد كان يتنفس طاقة حرفياً! لكن الان نيهاري سيشهد نفس التغيير؟ هل ستصبح الطاقة في الجو سائلة من كثافتها؟ كيف سيؤثر شئ كهذا على السكان؟!
و ماذا عن ان مواردها المدفونة بدأت تخرج؟ ألهذا قالت ان كل ما جمعه لم يكن شيئاً مما يمكنها تقديمه؟
“هاها هذا مثير، اتطلع لما سأراه منك يا نيري!” ثم صفق بقوة، “سأعود لنطاقي الروحي لأرى التغييرات، اعتقد اني سأراك هناك!”
“بالطبع.” وقفت نيري ثم انحنت قليلاً.
*وووه*
بعد مغادرة روبين مُسحت الإبتسامة الواثقة من على وجه نيري، ثم *بااا* نزلت على ركبتيها مرة اخرى، لكن هذه المرة لم يكن بدافع الاحترام، بل فقدت التحكم في ساقيها… لقد كانت تنتفض.
——————
داخل نطاق روبين الروحي–
تجسيد روبين فتح فمه و عيناه ببطئ، فقط تمكن من التلفظ بـ: “…ياللهول.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:145$
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 29/5