*شوااالاااااااااااا*
“راااااااااااور! راااااااااااااااااااااااااورررر!!!!”
جنود الفيلق السادس توقفوا امكانهم رافعين أسلحتهم و كأن الوقت توقف، حتى البراعم الذين يقاتلوا و كأنهم لا يكترثون لحياتهم بدا و كأن طاقتهم انتهت فتسمروا أماكنهم… المعركة التي راح ضحاياها عشرات الآلاف من الجانبين بدت و كأنها تجمدت
الشيء الوحيد الذي يثبت أنهم لم يتجمدوا او ان الوقت لم يتوقف هى قطرات العرق التي تنهمر بغزارة على وجوه الطرفين…
كلهم بلا استثناء، وجهوا مقلات اعينهم ببطئ نحو مصدر تلك الهالة الفظيعة التي أوقفت اجسادهم عن الحركة، تلقائياً ذهبت أعين الجميع نحو جسد برعم ضخم مرعب المظهر و الهالة يصرخ بغضب نحو السماء، الفضاء حوله بدى و كأنه يرتجف من حضوره، خاصة الفضاء حول ذراعيه بدى و كأنه يكاد ينفجر!! …لكن سرعان ما هبطت أعينهم نحو شخص ضئيل أسفله يشتعل بلهب احمر اللون و يضغط بكلتا يديه بإتجاه بعضهما و كأنه يسحق الهواء وسطهما
ذلك الشخص الضئيل كان هو مصدر تلك الهالة المريعة، لقد كان قائد الفيلق السادس لإمبراطورية البداية الحقيقية، جابا.
هالة الغيمة الرعدية جلبت معها الشؤم و الخوف من الكوارث الطبيعية، لكن هالة جابا حالياً اقل ما يقال عنها انها جلبت الدم و الموت… و حالياً كلتا الهالتين الخانقتين تنزلان فوق رأس الجميع منسيةً إياهم ما كانوا يفعلون.
“راااااااااااااااور!!!” زأر العملاق مجدداً بألم و حاول بشكل واضح خفض يديه للأسفل، لكن…
“ااااااااااااااااااااااااااه!!!!” صرخ جابا بقوة حتى اندفعت الدماء من عينيه وأخذ يُقرب يديه من بعضهما أكثر
*كرررااككك*
صوت تحطم عظام بسيط صدر من البرعم العملاق قبل ان تُجبر يديه على ان ترتفع قليلاً للأعلى، وجهه بات يعتصر بألم واضح
“هذا…”
كل الموجودين الآن لاحظوا شيء اخيراً، الفضاء المُرتجف حول جسد العملاق لم يكن بفعلِه، بل كان بسبب ضغط الجاذبية الهائل عليه… جابا كان يضغط عليه بموجات من الجاذبية من كل الإتجاهات لدرجة انه ضغط الفضاء نفسه، انه حالياُ يحاول سحق البرعم العملاق علناً بإستخدام الجاذبية العكسية!!
“هـ هجوم! اقتلوا ذلك الشخص!!!” صاح برعم فارغ العينين و اشار نحو جابا، اخيراً تمكن من استيعاب ما يحدث
*خطوة..*
*خطوة..* *خطوة..* *خطوة..* *خطوة..*
البراعم بدأً من الحكماء و حتى الفانون بدأوا بإجبار أرجلهم على التحرك مجدداً، حتى من لم يكن لديه قوة الإرادة الكافية ليخرج من خوفه ضربه رفيقه على رأسه حتى يستعيد وعيه و يركض معهم… في غمضة عين الملايين فوق الملايين من البراعم بدأوا بالركض أو الطيران نحو جابا!!
“لا تسمحوا لهم، لو ازعجوا الجينرال ستكون نهايتنا جميعاً! أوقفوهم بأي ثمن!!!” مستشاري جابا و ضباطه مسحوا العرق عن جباههم و حركوا رجالهم في اللحظة الاخيرة
“احموا القائد!”
“قتل!!”
اخيراً عادت الحركة لأرض المعركة مجدداً، لكن هدف كلا الجانبين اختلف تماماً… قبل قليل كان يحاول البراعم إبقاء الفيلق السادس مشغولين حتى لا يزعجوا قائدهم، والان العكس هو ما يحدث!
*كراااااك* “رااااااااااااااااااووووررررررر!!!”
احد قرنا البرعم العملاق انكسر في هذه اللحظة مما جعله يطلق صرخة مدوية، مُدخلة الامل للبعض و الفزع للجانب الآخر
لكن قلوب جنود الفيلق السادس لم تهدأ للحظة لسببين، الاول هو ان البرعم العملاق أخذ بضع خطوات للأمام والخلف عدة مرات من شدة الألم و هذا يعني انه قادر على فك حصار جابا لكنه فقط خائف من فقد سيطرته على الغيمة، لكن هذا يعني ايضاً انه إن قرر البرعم العملاق التخلي عن الغيمة الرعدية فستكون العواقب وخيمة جداً، على أقل تقدير سيتم قتل جنرالهم فوراً.
و السبب التاني… هى ان حالة جابا لم تكن أفضل و لو قليلاً.
“كي.. كيكيكيككك…”
منذ اعلن فارغي الأعين انه هدفهم الجديد تحولت المعارك لتكون فوق رأسه و تحت قدميه، كل ثانية تمر تكاد اطراف أصابع احد البراعم تلمسه قبل أن يقوم حكيم بشري بقطع يدا البرعم او اصابته بهجوم بعيد المدى
عندما بدأ جابا ما يفعله الان تحول جسده و عيناه للأحمر و كأن الشرايين داخل جسده قُطعت، لكنه الآن اصبح مغطىً بالدماء ظاهرياً من شعره و حتى اخمص قدميه، بل و جروح متعددة مثل الحروق و اثار التجميد و حتى بعض الجذور المُقطعة على جسده جعلت شكله مأساوي لأقصى درجة
لكن كل هذا لم يكن ما اوجع قلوب ضباط الفيلق السادس
بل جسد جابا الذي كان مليء بالعضلات بدأ يصبح أنحف، و طوله الذي كان قد فاق الـ 3 امتار بدأ يتضائل بشكل ملحوظ
الجميع عرفوا ان جابا حالياً يدفع ثمن تلك التقنية، لكن لم يجرؤ أحد و يطلب منه أن يُبطلها.
اخيراً و بعد حوالي النصف ساعة توقف البرعم الضخم عن المقاومة، طاقة الحياة القوية فيه كانت تحاول علاجه لكن سرعة تحطم عظامه و تمزق عضلاته بفعل سحق الجاذبية كان اسرع بكثير
كما أن ما يحاول البراعم فعله مع جابا يحاول ايضاً حكماء البشر فعله مع البرعم العملاق، بل و ينجحون. حكماء البشر يهطلون هجمات من كل حدب و صوب نحو البرعم العملاق، و الغريب ان تلك الهجمات تصبح و اقوى و اسرع و تصيب البرعم العملاق فعلاً بفضل حقل الجاذبية الشديد حوله!!
“هيااااااااااااااااا!!!”
البرعم العملاق توقف و لم يعد لديه القدرة على المقاومة، أصوات التهشم و التمزق اصبحت كثيرة جداً في كل انحاء جسده… لكن جابا لم يعترف بذلك و واصل الضغط.
طول جابا الآن كان بالكاد مترين و بدى و كأنه جلد على عظم، لكن قوته لم تضعف و لو قليلاً.
برؤية أن جابا ما يزال يحاول المخاطرة بحياته لسحقه حتى بعد أن توقف عن الحركة، إبتسامة غريبة ظهرت على وجه البرعم العملاق، ثم فتح فمه ليتكلم لأول مرة بصوت بدا و كأن الف شخص يتحدثون في نفس الوقت، ” أحسنت عملاً يا ولد، تدرك أنه لا يمكنك قتالي وجهاً لوجه فتحاول إبقائي مكاني عن طريق موجات الجاذبية، تدرك أنه إن انقطع اتصالي مع الغيمة الرعدية فسأقوم بقتلك لذا لا تحاول كسر يدي بالكامل، ما الذي تخطط له بالضبط؟ تنتظر حتى تنتهي طاقتي بسبب التجدد أم تنتظر ان يصيبني رد فعل معاكس من الغيمة؟ و بالطبع انت لا تنتظر احد فلا يوجد شخص واحد فيكم ايها الغرباء يمكنه الصمود ضدي غيرك… لا يهم، لعلها محاولة يائسة منك فحسب. لا اعرف كيف وصلت لقوة حاكم عالم ايضاً، لكن هنيئاً لك، انت لديك القدرة على مجابهة سيد الحرب هذا، سأسمح لك ان تشعر بالفخر الان، لكن… هذا يعطيني الحق في إستخدام السحرة لصنع إله حرب ثاني و ثالث! هااااهاهاهاها”
*زلزلة*
اثناء تردد الضحكة الهستيرية في ارجاء ساحة المعركة، الأرض إنشقت على إمتداد عدة كيلومترات و بدأت تنبثق منها جذور عتيقة و بسرعة تخترق نحو عنان السماء
المنظر الغريب و المرعب في نفس الوقت اجبر الجميع سواءً كانوا بشر او براعم على النظر نحو الجذور العملاقة بهلع
“كـــ كي كي كيييييك~~” فقط جابا هو الوحيد الذي ظل مُركزاً على زيادة الضرر على جسد البرعم العملاق
نظر البرعم العملاق مجددً للأسفل و عاد ليتكلم بصوته الغريب، “هممم اما زلت تحاول؟ ما الذي تريد الوصول له بالضبط؟ واضح من حالتك انك ستموت خلال دقائق حتى لو ظللت واقف مكاني بدون مقاومة، الم تدرك الوضع بعد؟ انت في عداد الموتى، كل واحد من افراد جيشك سيصبحوا اموات، بل عالمك الذي جئت منه سيصبح كومة تراب على يدي، لقد عبثتم مع الشخص الخطأ… انا الحياة نفسها!!!”
*سووووووش*
في تلك اللحظة جسد ضئيل يرتدي درع ذهبي مميز ظهر بجوار جابا و وضع يده على كتفيه النحيفين لبضع ثوانٍ تحولت فيه عين القادم الجديد من التفاجؤ للصدمة ثم الغضب، لكنه كبح نفسه و ربت عليه عدة مرات بلطف، ” إرتح الان، اترك الباقي لمعلمك…”
ثم نظر روبين للأعلى في أعين البرعم الضخم مباشرةً بعينان تضيئان بوهج ذهبي، لكن يمكن بسهولة رؤية الكراهية والغضب بداخلهما، “هوفنهايم، كنت اود اخضاعك و اريك العالم الحقيقي لكن إنسى الأمر، ثمناً لما فعلته بتلميذي و رجالي، سأحولك لشجرة ميتة يتبول عليها الكلاب!!”
الموضوع التاليالموضوع السابق
واو ارتفع عدد المشاهدين ل600 في هذا الفصل شكله الكل يحب جابا هههههههههه
شكرااااا