*شوالاااا*

منظر غريب حدث أمام روبين لأول مرة.. تقنية تعديل الأساس والطاقة المخصصة لها و أنماط قانون الزمكان السيادي المرفق بها، كل شيء قد تحول إلى عدم!

لم يدري روبين كيف يفسر ما حدث، فجرب مرتين أخريين في أماكن مختلفة… مرة كانت لتعديل شق بسيط جداً و مرة كانت لصنع قطعة كاملة جديدة من الأساس رقم 11، لكن في الحالتين قوبل بنفس النتيجة.

*بحق الجحيم؟!* صرخ روبين داخلياً بعد تجربته الثالثة.

*أهذا يحدث لأن كلاهما قانون سيادي؟ لكن الموت و الحياة و النار كلها قوانين جوهرية و حصل بينهم الدمج بلا مشاكل، ما المشكلة لو حصل دمج بين قانونين سياديين؟* ثم بعد القليل من التفكير جرب إضافة نقوش قانون النار الرئيسي بدلاً من قانون الزمكان السيادي، و فشل..

ثم قانون الرياح الرئيسي، ثم البرق الرئيسي، ثم المياه الرئيسي، ثم.. ثم.. ثم..!!

كلهم تحولوا للعدم فوراً.

روبين كاد يجن بحلول الآن… لقد أشرف بنفسه على تعديل أساسات شخصين عاليَ المستوى وهما ميلا و قيصر، بالإضافة إلى أنه تابع نتائج تعديل أساسات كبار الشخصيات من عائلة بورتون بقية العائلات التي أقسمت على الولاء له. كل واحد منهم لم تكن لديه اساسات مثالية، كلهم لديهم اساسات بقوانين مختلفة مليئة بالشوائب المختلفة التي تراكمت على مدار عشرات أو مئات السنين و مع ذلك لم يأتيه أي تقرير عن تحول تقنية تعديل الأساس إلى بخار بعد تفعيلها!

الآن مشكلة أكبر واجهت روبين… حتى لو صرف النظر عن دمج الزمكان و الحقيقة، كيف يمكنه معالجة أساساته الآن؟!

تقنية تعديل الأساس تتطلب الكثير من الطاقة بالإضافة لوجود نقوش… الطاقة هنا لتعويض المناطق التي يجب كسرها في الأساس من أجل التعديل، و النقوش تأتي من القانون المراد التعديل به، سواءً كانت نقوش من نفس القانون القديم بغرض إزالة الشوائب أو قانون مختلف تماماً، لا يهم، لكن يجب وجود نقوش لتعويض الأماكن التي يجب تعديلها.

و المشكلة الآن هى.. روبين لا يعرف نقوش قانون الحقيقية!

ربع المستوى 11 مدمر، بغض النظر عن بقية المستويات، من أين يأتي بنقوش الحقيقة ليملئ هذه الفراغات إن كان لم يرى واحدها منها حياته؟!

*.. سأجرب هذه الفكرة لعلي أجد طرف الخيط* أخذ روبين نفس عميق ثم قام بتفعيل تقنية تعديل الاساس مجدداً، هذه المرة لم يضف لها أي أنماط

تفعيل التقنية الآن كان ميؤوس منه كالقلم بدون حبر

حسب نظام تدريب الطاقة الداخلي فالاختلاف الوحيد بين أول عشر مستويات وما بعد ذلك هو أنه يجب استخدام قانون ولو ثانوي لتقوية و تدعيم الأساسات الداخلية و إلا كل شيء سينهار، محاولة إستخدام تقنية تعديل الأساس لصنع مستويات طاقة صلبة بدون أي قانون عليها يشبه صنع برج بأوراق اللعب، أي نفحة هواء ستسقطه!

لكن روبين كان يريد أن يرى ما إن كانت ستتحول التقنية إلى عدم أيضاً إن لم تكن مزودة بالنقوش.

*بززززتت*

بهدوء بدأت التشققات في المستوى 11 تلتئم.

*…هاه؟!* تابع روبين العملية بغباوة.

كلما مرت التقنية مدعومة بالطاقة الطبيعية عند أي شق أو قطعة أساس مكسورة كانت تقوم فوراً بتصليحها بشكل تلقائي، و الأغرب أن القطعة المُصلحة حديثاً تبدأ تشع بلون ذهبي بفضل النقوش التي تظهر عليها… لقد كانت نقوش الحقيقة، ظهرت بشكل تلقائي على أساساته الجديدة!

*…ماذا يحدث هنا؟ المشكلة كانت في النقوش؟ لو رفضت أساساتي نقوش قانون النار مثلاُ لقلت إنها تستحقرها لأنها مجرد قانون رئيسي بينما الحقيقة قانون سيادي، لكن لماذا ترفض قانون الزمكان السيادي ايضاً؟*

*ليس و كأن فهمي للحقيقة سيتضرر لو عدلت اساساتي، الأساسات هى مجرد وسيلة للتطبيق العملي و لا تمثل الإستيعاب الحالي للشخص. مثلاً لو شخص أساساته القديمة سيئة ولا يمكنه الاختراق لمستوى أعلى بسببها، لكنه أمتلك حديثاً تقنية مثالية و فهم كل أخطائه الماضية، أساساته ستظل سيئة و سيظل عالق للأبد في مستواه إن لم يقم بتعديل تلك الأساسات… نفهم من هذا أن الأساسات مجرد وسيلة لترقية القوة و التطبيق العملي و لا علاقة لها بإستيعاب القانون و إتتباعه.*

*لماذا أنماط الحقيقة تتصرف بهذا الشكل؟ و كأنها ستتسخ لو أقترب منها أنماط أي قانون آخر… أليس الزمكان في نفس المستوى؟ إن لم يكن قانون الزمكان الذي فتح هذا العالم و جعله ممكناً ليس بمستوى الحقيقة، ماذا سيكون؟! أهنالك شيء غائب عني؟*

بعد مدة غير معلومة أخيراً روبين ترك التفكير في الأمر حالياً و ركز على إمداد تقنية تعديل الاساس بالطاقة فحسب.

بعد قليل شعر روبين بتيار دافئ و ثابت من الطاقة يدخل مركز تجمع طاقته جعله يبتسم داخلياً بشكل تلقائي، واضح أن المحيطين به في الخارج شعروا بما يحدث داخل جسده فقرروا المساعدة في العملية

بما انه ما يزال أمام تقنية تعديل الأساس الكثير من الوقت حتى تنتهي، و بما ان زارا و البقية حوله سيتكفولون بإمداد التقنية بالطاقة، قرر روبين دخول نطاقه الروحي.

*سووووش*

*كاتشا*

المكان كان ما يزال شديد البياض كالعادة، لكن كان هنالك بضع أشياء متغيرة هذه المرة… اولاً هيئة روح روبين لم تعد هائمة كالدخان مثل أول مرة دخل نطاقه الروحي، بل اصبحت ثابتة كأنها صلبة و اخذت شكل روبين بالكامل، بعد أن كانت تبدو ككتلة دخان لها ملامح روبين، إتخذت شكله بالكامل و أصبحت كتمثال مصنوع من المعدن الابيض و بها لمعة بسيطة من الفضة.

النطاق الروحي أيضاً بدى و كأنه تمدد عدة أضعاف عن ذي قبل، أما الغيمة الرعدية الضخمة التي تحتوي على قوة روح هوفنهايم فبدت و كأنها أصبحت أصغر بمقدار النصف تقريباً.

*فروووم*

بتلويحة من يد روبين خرجت عدة أعاصير صغيرة من الغيمة الرعدية، و لامست تجسيده الروحي.

*كاتشا* *كاتشا*

مجدداً بدأ حجم الغيمة يقل بسرعة ملحوظة.

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
2 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
MR.M
2 شهور

شكرا على الفصل

Meshari
26 أيام

شكرا

-+=