“..ما هذا بحق الجحيم؟!”

“رد فعل متوقع، ردة فعلي كانت مشابهة ايضاً عندما عملت المقارنة اول مرة.” مقارنة بملامح روبين التي تملأها الصدمة، جابا كان هادئ جداً و رفع كتفيه قليلاً فحسب، ” هل عرفت الان لماذا بدأت كلامي عن اصول الاجناس؟”

روبين نظر نحو جابا بأعين غير مركزة لبضع ثوانٍ، ثم عاد لينظر نحو عينة الدم البشرية امامه

لكن بدى و كأنه لم يقتنع لذا قام بعمل ثقب في إصبعه و إستخدمه عينه المكبرة ليفحص دمه، و كانت النتيجة نفسها… لقد كاد يجن!!

عند فحس دماء عمالقة نيهاري و النجميين و الاقزام كان هنالك تركيبة واضحة من الجزيئات المنتظمة التي تشكل الطريق الرئيسي لخيوط الطاقة و الجزيئات المتغيرة التي تتلاعب في مسار خيوط الطاقة و تصنع انماط معلومة الملامح و لها تأثير واضح
مثل الجزيئات المتغيرة في دماء عمالقة نيهاري تحتوي على سبب عملقة اجسادهم و تغيير لون جلودهم و لحومهم و حتى سبب تصرفاتهم الهمجية، يمكن القول ان تلك الجزيئات المتغيرة هى ما يُشكل جنس عمالقة نيهاري!!

و هلم جراً مع عينات دم النجميين و الاقزام، الجزيئات المتغيرة في دمائهم تصف هذين الجنسين بكل وضوح و كأنها المخطط الهندسي لبنائهم!

مع ان شكل و حجم و تصرف الجزيئات المتغيرة مختلف بشكل كبير جداً بين العينات الثلاثة، إلا ان وجود هذا النوع من الجزيئات اصبح حقيقة خالصة في ذهن روبين، لكن هذا لم يدم طويلاً..

فدماء البشر تحتوي على الجزيئات المنتظمة، لكن لا تحتوي على اي جزئ متغير.

لكن كيف هذا؟ إن كانت تلك الجزيئات المتغيرة بمثابة المخطط الهندسي للاجناس، لماذا هى غير موجودة لدى البشر؟!

عينا روبين فقدت تركيزهما بالكامل، عقله بدى و كأنه يعمل بسرعة مضاعفة ليخرج بكل الإستنتاجات المنطقية الممكنة

“حسناً حسناً لا اريد ان اقطع حبل افكارك لكني اعرف انه بعد قليل ستحتاج ان توسع دائرة ابحاثك لتخرج بإستنتاج متكامل، لذا اسمح لي ان اوفر عليك هذا التفكير الزائد،” لوح جابا بيديه عدة مرات ليجذب انتباه روبين مجدداً، ثم وقف بسرعة و ذهب ليحضر المزيد من الاوعية، بسرعة الطاولة امام روبين مُلئت بأكثر من 30 وعاء يشبه اول اربعة، ” بعدما قمت بمعاينة دماء الاجناس الاربعة في جيشك امبراطورية البداية الحقيقية و رأيت الفارق، وضعت طلب لتجار عائلة بورتون و لأحد ملوك العفاريت ان يجلبوا لي عينات دم من اجناس ذكية مختلفة، هذه كل العينات التي تمكنوا من جمعها لي، انها تحتوي على معظم الاجناس الذكية في عالما المزرعة و نيهاري، كما انه يوجد بضع اوعية فيهم عينات دم من وحوش ايضاً انا جمعتها بنفسي من جرينلاند، رجاءً ألقي نظرة ايضاً، خاصةً على دم البراعم و العفاريت…”

روبين لم يقل كلمة او ينتظر لحظة، فوراً قام بتعرية اول وعاء و بدأ يفحص عينة الدماء بداخله، ثم التالي، فالتالي… كلهم لم يخرجوا عن القاعدة، نفس الجزيئات المنتظمة و نفس الجزيئات المتغيرة، الشئ الوحيد المختلف هو خواص تلك الجزيئات المتغيرة
مع ان روبين لا يعرف أي عينة دماء تعود لأي جنس، بل لم يرى أي فرد من اجناس كوكب المزرعة حتى اليوم، إلا انه بفضل الجزيئات المتغيرة و الانماط التي تصنعها تمكن بسهولة من تحديد مظهر و خواص و مراكز قوة و ضعف كل جنس منهم!

حتى الاوعية التي تحتوي على عينات دم الوحوش لم تكن استثناء من هذه القاعدة، جميعها تحتوي على الجزيئات المنتظمة و المتغيرة… بعد فحص بعضاً منها نطق روبين مواصفات كل وحش منهم بسهولة، بعضهم كانت وحوش من نسل التنانين كعظاءات كاسح الارض و اخرى كانت من الوحوش النباتية التي يستخدمها الجيش للتنقل و اتضح انه يوجد حتى عينة من دم الدراكو بينهم!

مع انهم لم يتمكن من تحديد كل تفاصيلهم بمجرد النظر للعينة، إلا ان اشياء معينة في الانماط التي تشكلها الجزيئات جعلته يحددهم بسهولة، مثلاً النمط الذي يحتوي على قوة تحمل ألم كبيرة و ضخامة و جلد سميك كانت بالتأكيد يعود لوحش وحيد القرن الجبلي ولا كائن غيره!

ثم اخيراً وصل لأخر وعائين، احدهما كان يحتوي دم اخضر اللون، لكن هذا لم يثير فضول روبين بما ان عينات الدم الاخرى كانت مختلفة الالوان ايضاً، لكن بعد فحصها لاحظ روبين ان تلك العينة لا تحتوي على اي جزيئات طاقة لا منتظمة ولا متغيرة… ” هذه دماء البراعم.”

تركيبة دم بسيطة و مختلقة، فقط كيان مستحدث مثل البراعم يمكنها ان يكون لديها دم كهذا، فمهما وصل هوفنهايم في فهم الحياة و الخلق لن يصل لهذا المستوى الدقيق ابداً!

لذا فهذا لم يوقف روبين كثيراً، فحتى بدون رؤية دم البراعم هو يعلم منذ اخر زيارة لمورين ان دماء البراعم بلا فائدة و لا تقارن ببقية الـ– *هممم؟*

توقف روبين للحظة عندما وصل حبل افكاره لتلك النقطة، مورين في ذلك اليوم قال ان قوة العفاريت تزداد بسبب دماء الكائنات الذكية.. الدم؟

فتح روبين الوعاء الذي يحتوي على دماء العفاريت بسرعة.

من Zeus

-+=