الأكل من اكل اكتساب الطاقة… هذا ليس مفهوم غير جديد بالمرة، فهذه طريقة الوحوش المثلى لزيادة مستوى قوتهم بسرعة ايضاً!

الوحوش لا تمتلك مركز تجمع للطاقة كتلك التي لدى الكائنات الذكية، فالكائنات الذكية يقوموا بالتدريب على تقنيات امتصاص طاقة و صنع اساسات قد تحتوي على شوائب و يدرسوا قوانين و كل تلك الاشياء المعقدة… لكن الوحوش وضعهم مختلف، ما لديهم بدلاً من كل هذا هو بلورة صلبة يتغير مكانها من وحش لأخر، تلك البلورة هى مصدر قوة الوحش، و قوة الوحش تعتمد على عدة عوامل منها حجم البلورة و نقاء الطاقة فيها!

الوحوش لا تدخل عُزلات للتدريب او التأمل في الكون، فحسب الفصيلة و مدى قوة اسلاف ذلك الوحش، يولد كل وحش لديه بلورة تحتوي على قانون سماوي بالفطرة و يعمل جسده على امتصاص الطاقة من الجو بشكل تلقائي ايضاً، اما عن طريقة تسريع تضخيم حجم البلورة و تصفيتها من الشوائب فهذا اسهل، هذا يحدث بأكل البلورات الاخرى!

اكل الوحوش لللحوم هى فقط وسيلة لملئ البطن الجوعانة و اعطائهم الطاقة للتحرك كبقية المخلوقات، لكن هدفهم الرئيسي يكون دائماً اكل بلورات الوحوش الاخرى، او إبتلاع مركز تجمع الطاقة لدى المخلوقات الذكية!

حتى بعدما جاء هنا لكوكب جرينلاند رأى الوحوش و هى تهاجم و تأكل البرعم بنهم، مع ان البراعم لا يملكون بلورة او مركز تجمع طاقة إلا ان اجسادهم الفريدة و المشبعة بالطاقة ايضاً تشكل طعام ممتاز بالنسبة لهم!

الوحوش هنالك شئ واحد في رأسهم و هو الأكل، و طبعاً هذا لن يحدث إلا بالقتل… الكثير من القتل.

روبين عاش بين الوحوش لأكثر من مئة عام و يفهمهم جيداً، او على الاقل هذا ينطبق على الوحوش الضعيفة نسبياً… معظم تلك الوحوش كانت تهاجم بعضها بمجرد النظر بدون خوف او وضع المخاطر بعين الاعتبار، بالنسبة لتفكيرهم البدائي فالقتل العشوائي هى الطريقة الوحيدة الذي يمكنهم بها رفع قوتهم بسرعة و حماية انفسهم من ان يكونوا الصيدة التالية لوحش اخر!

حتى بعد ظهور روبين و سيطرته الكاملة على المنطقة التي يقطن فيها منذ اول يوم وصل فيه، الوحوش هناك ظلت تهاجمه لعشرات السنين حتى اخيراً بدأت تفهم معنى الخوف، بل حتى بعد عشرات السنين كانت تحاول الوحوش التسلل للكهف و هو نائم من اجل عمل وجبة منه!

بالتفكير في الامر، العفاريت ليست مختلفة جداً…

من ناحية غريزة القتل فهم لا يخسرون امام الوحوش، و روبين اختبر هذا مراراً في كوكب يورا عندما وضع قوانين بعدم اصطياد البشر الابرياء، لكن العديد من العفاريت كان يتجاهل اوامره على اي حال و حولوا قارة السلف إلى جحيم. حتى بعدما قبض بيلي على عدد من الخارجين عن القانون و قام بإعدامهم علناً، بقية العفاريت لم يرتجعوا و استمر الصيد بالسر حتى تم إرسالهم إلى القارة المركزية!

الاختلاف الوحيد في التصرف بين العفاريت و الوحوش، هو ان العفاريت لا تأكل سوى الاجناس الذكية ذات *نسب الدم العتيق* على حسب قولهم.

“همم؟” فكر روبين في شئ عند هذه النقطة

*العفاريت لا يصطادوا بنو جنسهم كما تفعل الوحوش، أيعقل انهم لا يملكوا نسل الدم العتيق ذاك؟* عقد روبين حاجبيه بقوة، *لكن ما هو نسل الدم العتيق اساساً؟ هل المقصود به جزيئات الطاقة المنتظمة؟ في النهاية هى العامل الوحيد المشترك بين كل المخلوقات الذكية.*

هز روبين رأسه عندما فكر في هذا، عند اختبار قطرة الدم، قامت دماء العفاريت بإمتصاص قطرة دمه الصافي فقط و تجاهلت جزيئات الطاقة المنتظمة بالكامل حتى طارت بعيداً

” نسل الدم العتيق.. نسل الدم العتيق.. مع اني ما زلت احتاج وقت لدراسة جزيئات الطاقة المنتظمة و المتغيرة حتى افهمها بالكامل إلا ان هنالك استنتاج يمكننا وضعه فوراً، و هو ان الانماط التي تشكلها الطاقة عند مرورها بجزيئات الطاقة المنتظمة و المتغيرة تسبب تغييرات في الجسد و الطباع، لكنها ليست الأصل، هذا يمكن ملاحظته بسهولة في دماء البشر التي لا تحتوي على جزيئات متغيرة…”

“… الانماط التي تشكلها الطاقة عند مرورها بجزيئات الطاقة المنتظمة و المتغيرة لها اهمية في تحديد خواص الاجناس لكنها ليست غير قابلة للإستبدال، نظرياً لو بدلنا الجزيئات المتغيرة في وعاء دم العمالقة بالجزيئات المتغيرة في وعاء دم الاقزام، فسيتحول العملاق لقزم و العكس صحيح، لكن لو ازلنا الجزيئات المتغيرة بالكامل فستختفي تلك الانماط و يصبح الدم يحتوي على جزيئات الطاقة المنتظمة فقط، أي ستتحول إلى دماء انسان.”

“انت تقصد..؟” لم يكن يعلم جابا ما إن كان مُعلمه يتكلم معه ام يتمتم لنفسه لذا ظل صامتاً، لكن عند هذه النقطة لم يستطع منع نفسه و تدخل

“ماذا اقصد، هذا سؤال جيد… اقصد انك لو ارتديت زيك اخضر اللون الذي يركز على الحماية و امسكت صولجان يساعد على تسريع تحول الطاقة العادية إلى طاقة حياة سيحسبك البقية انك من قوات قارة الشجرة المقدسة، اما لو لبست الدرع الذهبي الذي يعطيك قوة دفاعية و هجومية هائلة فسيشك الجميع انك من قوات عائلة بورتون او انك عبقري صاعد، أما إن ألقيت بكل الدروع ارضاً و وقفت عارٍ فستفقد جزء كبير من قوتك لكنك ستظل جابا…” عاد روبين للتمتمة بحماس واضح، ” مع انه تشبيه بعيد و انا اعرف لكن اسمح لي ان اشبه هذه الجزيئات المتغيرة و الانماط التي تصنعها بالدروع، أي ان الجزيئات المتغيرة و الانماط التي تشكلها ليست هى وحدة البناء الاساسية للكائن الحي بل يمكن القول انها اقرب لللمسات النهائية لتحديد مواصفات الاجناس المختلفة و نقاط قوتهم و ضعفهم.”

حك جابا رأسه قليلاً، ” لكن الجزيئات المتغيرة ليست كدروع و إزالتها من الجسد ليس بالشئ السهل، دعنا نتظاهر للحظة ان هذا هو حقل معرفتك الاساسي و انت تريد ان تراقب ماذا سيحدث لو إستقصيت كل الجزيئات المتغيرة من الجسد، كيف برأيك يمكننا تدميرهم؟”

رد روبين و هو يشير بتكرار نحو الوعاء امامه، “طبعأً اعرف انها ليس كالدروع، هذه مجرد نظرية، واعرف التشبيه فعلاً بعيد بعض الشئ، فالجزيئات المتغيرة ليست كالدروع يمكن لبسها و خلعها وقتما شئت، لقد تحتم علي زيادة قوة اختراق بصري لآلاف الاضعاف حتى اتمكن من رؤيتها، بل بدأت اشعر ببعض الصداع و انا استخدم عيني بهذه الطريقة. من يعرف كما جزء يوجد في قطرة الدم الواحدة؟ ربما ملايين؟ …مليارات؟ تقول ماذا سيحدث إن جربنا تدميرها؟ هذا صعب جداً، من قد يجرؤ على تدمير نفسه؟ حتى لو كانت تلك الجزيئات شئ دخيل و حتى بدونه سيعمل الجسد بشكل عادي، هى ما تزال جهاز متكامل متغلغل داخل اعماق الجسد و لا يمكن التحدث عن نزعه او تبديله بعفوية…”

“اما إن اتفرضنا عن سبيل التجربة ماذا سيحدث إن أزلنا تلك الجزيئات بشكل آمن و على فترات طويلة فـ…. همم لا يمكنني القول بشكل قاطع عنما سيحصل لجسد مخلوق ذكي عندما يتم نزع تلك الجزيئات المتغيرة منه، لكن بدون وجود تلك الانماط التي تشكله الجزيئات المتغيرة فبرأيي هنالك سبيلين، إما ان يفقد الشخص المزايا التي تعطيها له الانماط و يتحول إلى إنسان من خلال عملية طويلة الامد، او ان جسده لن يقدر على مواكبة التغيرات الداخلية السريعة التي حصلت فيه و سيتعرض للإنهيار الفوري. لذا فنظرياً جزيئات الطاقة المتغيرة هى—-”

اثناء كلام روبين توقف فجأة و نظر نحو جابا بعينان تملأهما الصدمة، ” أهذا ما حدث في حالتك؟!”

من Zeus

-+=