“الجينرال العام أليكساندر، لدينا وضع يحتاج في الجهة الشمالية يحتاج قرارك منك.” شخص يرتدي الفضي ظهر بجانب أليكساندر عند هذه اللحظة

” ما الخطب؟” رد أليكساندر ببطئ، عينه ما تزال مُركزة على الشجرة العملاقة امامه، لم يعد هنالك حاجة للتفاجؤ او القلق من التقارير العاجلة، فبعد استمرار الوضع الحالي لهذه الفترة الطويلة فاياً كان التقرير الذي سيسمعه الان فهو بالتأكيد سمع مثله من قبل خلال العامين الماضيين

“فرقة استطلاع الرياح رصدت تجمع كبير للبراعم على بعد 10 كيلومترات فقط بإتجاه الشمال وصل تعدادهم حتى هذه اللحظة لأكثر من اربعة ملايين برعم، حسب التقرير فهنالك اثار على انهم بدأوا بالفعل بالتحرك نحونا.” تكلم الجندي بسرعة
” اربعة ملايين؟” ضيق أليكساندر حاجباه قليلاً، لكنه فعلاً لم يتفاجئ

هذا النوع من الموجات الكبيرة يتكرر مرة كل بضع اشهر و هو اكثر شئ مزعج يتحتم عليهم مواجهته!

السبب هو ان حصار اكثر من مئة مليون برعم حول الشجرة الضخمة جعل خطوط دفاع جنود امبراطورية البداية الحقيقية يصبح رقيق جداً، في اليوم الواحد يتم اختراق الحصار اكثر من مرة قبل ان تأتي احد فرق النخبة و تجبر البراعم على التراجع، هذا هو السبب ايضاً الذي يمنع أليكساندر من اعطاء الاوامر بقسم جزء من الجيش للبحث عن مراكز تجمع البراعم حولهم و تدميرها، هو يحتاج المزيد من الجنود فكيف يتخلى عن واحد منهم؟

في ظل هذه الظروف و النقص الفظيع في الاعداد، ماذا سيحدث إن حصل هجوم من ملايين البراعم من الخلف؟

السبب الثاني هو ان الجنود يحتاجون للراحة ايضاً!

مع ان جنود الجيش كلهم اصبحوا مخضرمين بعد الحرب التي استمرت لـ ست سنوات و اصبح يمكنهم استهلاك اقل قدر من الطاقة لإحداث اكبر كم ممكن من الضرر، إلا ان هذا لم يجعلهم منيعين من التعب. الجيش منقسم لنصفين، نصف يتقدم ليشتبك من البراعم لمدة يوم و النصف الاخر يتراجع للخطوط الخلفية ليحظى ببعض النوم و يستخدم احجار الطاقة ليستعيد قوته

في كل مرة يحصل فيها هجوم كبير على الصفوف الخلفية المتعبة اساساً اعداد القتلى تكون مضاعفة عن المعتاد، و بالفرض ان تلك الصفوف الخلفية كانت قوية بما يكفي و ردعت الهجوم القادم، المشكلة الاكبر انه الان سيكون لديك الصفوف الامامية و الخلفية كلها مرهقة و سيزداد عدد القتلى اكثر و اكثر!!

لذا فعندما سمع اليكساندر التقرير علم ان اليوم هو احد تلك الايام التي لن تمر على خير، فاعطى تنهيدة كبيرة ثم وضع خوذته على رأسه و اخرج سيفين، واضح انه كان مستعد للقتال بنفسه، ” اخبر الجميع اننا سنبدأ بتفعيل الخطة جيم.”
الخطة جيم ببساطة كانت اعلان حالة الطوارئ في الجيش كله و تحول الجميع للدفاع فقط ثم ارسال نصف القوات الخاصة نحو الشمال للمساعدة في التصدي للهجوم القادم… طبعاً كلها مجرد وسائل لتخفيف الاضرار قليلاً عن الجيش، لكن عدة آلاف من القتلى سيسقطوا اليوم لا محالة.

“الخطة جيم؟ هذا يبدو غامض، لكن لا داعي لتنفيذ شئ كهذا.”

في هذه اللحظة سمع أليكساندر صوت مألوف جلب الإبتسامة لوجهه مباشرةً، “معاليك؟!”

اخذ ينظر أليكساندر حوله كالمجنون حتى رصد روبين و بجواره جابا على وشك الهبوط بجانبه، فسقط على ركبة واحدة، ” احيي امبراطور البداية الحقيقية!!” بدى أليكساندر في هذه اللحظة متحمس لكن ليس متفاجئ ابداً
في الحقيقة الاخبارعن استيقاظ روبين جائته بالفعل قبل يوم كامل، لكنه لم يكن لديه الوقت للرجوع للزيارة و بالتأكيد لن يكون وغد بما يكفي ليطلب المساعدة فوراً من معاليه الذي ظل طريح الفراش لعامين!

اومئ روبين نحوه، ” إنهض.” بعد الخروج من خيمة جابا ذهب روبين للمقر و سمع كل ما عليه سماعه بشأن الحرب الواقعة هنا قبل ان يقرر المجئ، مع انه وصل للتو إلا انه بالفعل لديه فكرة عن الوضع لا تقل عن أليكساندر نفسه

“لقد خيبنا ظنك و عطلنا طريقك، الجميع هنا سعدوا بأخبار إستفاقة معاليك لكنهم خافوا من مواجهتك، ارجوك تفهم اني الجينرال العام هنا و كل القرارات و الاستراتيجيات كانت مسؤوليتي هنا، رجاءً اعطني العقوبة وحدي!” تكلم أليكساندر و هو ما يزال راكع على ركبة واحدة، بعد حماسه الاولي إرتعد قلبه عندما تذكر ان روبين امر بعدم تنفيذ الخطة جيم، أليس هذا كافٍ للتعبير عن غضبه من ادراته؟ او هذا ما ظنه بسبب تفكيره في الامر لسنوات…

” لو كانوا عامين كافيين لإنهاء معركة ضد كيان كهذا لما عاش البشر في هذا الكوكب بخوف طوال مئات آلاف السنين، ما انجزتموه يعتبر انجاز كبير بما يكفي.” إبتسم روبين وتقدم بضع خطوات ثم مد يده ليوقف أليكساندر بنفسه، “عتابي الوحيد عليك انك ارهقت الجيش كثيراً بهذا الحصار اللانهائي، لكن ارجع و اقول لنفسي انك أكسبتنا جيش مخضرم يخوض قتالات حياة او موت ليل نهار على مدار سنين، جيش يمكنه إكتساح طريقه في اي كوكب!”

“لكن ما قلته سابقاً…” وقف أليكساندر ببطئ، و عاد ليقف امام روبين كإبن يقف امام احد اسلافه

سابقاً كان أليكساندر يخدم كجينرال روبين بسبب القسم الذي اخذه على تل الاخضر الكبير و الذي سببه طبعاً كان خوفه من جيش العفاريت، لكنه لم يخف روبين نفسه. و بالطبع فيكتوريا و العجوز غو و البقية يشاركونه نفس التفكير.

لكن الحكايات التي نشرها الفيلق السادس عن المعركة ضد اسياد الحرب الستة كان كفيل بهز كيان الجميع و جعلتهم يعيدوا التفكير في الشخص الذي اقسموا على الولاء له مجبرين.

“ما قلته.. تقصد عن ايقاف الخطة جيم؟ اها، لا داعي للدفاع بعد الان.” لوح روبين ثم نظر نحو الشجرة الهائلة امامه بعينيه الذهبيتين، ” الانتظار حتى قتل كل تلك البراعم سيأخذ سنوات و قد لا ينتهي ابداً، اذاً لما لا ندمر المصدر مباشرةً؟”

========

تعليق زيوسي/ ترقبوا فصل اخر اليوم!

لا تبخلوا بتعليقاتكم و تحليلاتكم يا شباب، كما اقول دائماً هى هدفي الوحيد من النشر هنا

من Zeus

-+=