“ندمر المصدر؟ ..تقصد مهاجمة تلك الشجرة بشكل مباشر؟” هز أليكساندر رأسه بعدما سمع كلمات روبين، ” اعتذر عن قول هذا لكن اخشى ان القول اسهل من الفعل في هذه الحالة، الوصول لتلك الشجرة اللعينة مستحيل بدون القضاء على البراعم كلياً.”
“اوه؟ كنت أتسائل ايضاً لماذا لم تفكر في شئ كهذا من قبل لكن يبدو انك جربت، هذا يثير فضولي.. ما الذي يمنعك من استهداف جزع الشجرة مباشرةً؟” رفع روبين حاجباه قليلاً
” رجاءً دعني اريك، هذا سيكون اسهل من الشرح.” انحنى اليكساندر قليلاً ثم اخذ بضع خطوات للأمام حتى حافظ على مسافة آمنة بعيداً عن روبين، ثم فتح يديه على اخرهما و كأنه على وشك ان يحضن احد، ثم اغلقها بسرعة بتصفيقة دوى صوى على امتداد اميال!
*باااااا*
حركة أليكساندر الخاطفة ارسلت نصل رياح للأعلى بإتجاه الجزع، مع ان حركته تبدو عشوائية و سريعة بدون إعداد إلى انها تقنية هجومية تدرب عليها الاف المرات حتى أتقنها كما انها احتوت كل قوته.
من شدة ضغط الهواء في نص الريح و قوة النصل التي تفصل عن الهواء المحيط به، اصبح يمكن رؤية النصل بالعين المجردة! هذا طبعاً إن كانت عينك سريعة كفاية لرؤية النصل فحتى روبين و جابا وجدوا بعض الصعوبة في تحريك اعينهم بالسرعة الكافية لتتبع مسار نص الريح
لكن ما حصل تالياً كان هو الغريب…
البراعم المقابلين للنصل بدأوا بالقفز فوق بعضهم حتى شكلوا تلة صغيرة بسرعة جداً و قفوا امام النصل القادم!
نصل الرياح كان قوي جداً فقام مباشرةً بقسم تلة الاجساد لنصفين و اكمل طريقه، لكن طوال الطريق كان يقوم الحكماء و القديسين فارغي الاعين بإمساك البراعم العاديين بجانبهم و إلقائهم نحو مسار النصل!!
المسافة بين إليكساندر و جزع الشجرة لم تكن بالقصيرة ابداً، فبعد كل شئ هنالك الملايين من البراعم يقفون بينهم، و في خلال هذا الطريق الطويل الذي قطعه النصل قتل بضع ألاف مئات برعم حتى أُستهلكت معظم قوته، و في النهاية عندما اصطدم نصل الرياح بالجذع تشتت النصل ببساطة و لم يترك خدش واحد على جزع الشجرة العملاقة.
“عاااااااااا الموت للغزاة!!!” صاح فارغوا الاعين في المنطقة المقابل لأليكساندر في نفس واحد ثم قادوا البراعم للضغط على الحصار في تلك المنطقة و كسروه بسهولة و بدأوا يدفعوا طريقهم نحو أليكساندر ليعاقبوه!
لكن في هذه اللحظة جائت فرقتين من القوات الخاصة و سحقت البراعم الذين كسروا الحصار و اجبرهم على التراجع، بسرعة عاد الوضع لطبيعته.
“مثير للإهتمام…” اطلق روبين صفيراً منخفض الصوت و هوا رافعاً حاجبيه، لا عجب ان مراكز القوة في الجيش استسلموا عن مهاجمة الجزع مباشرةً، هذا فعلاً عديم الفائدة… لو كانوا يريدون قتل البراعم العاديين فيمكنهم التركيز على قتلهم في الحصار بدلاً من تضييع قوتهم على هجمات بعيدة المدى
و المشكلة الاكبر هى صلابة جذع الشجرة الضخمة، حتى لو قوة نصل الريح انخفضت بشكل كبير اثناء الطريق فهو ما يزال نصل ريح اُطلق من يد شخص بقوة نصف خطوة امبراطور، حتى بعد ضعفه يمكنه قسم حكيم منخفض المستوى لنصفين، و مع لم يترك النصل خدش على الجزع؟!
“هل تريد تجربة حظك؟” نظر روبين بجواره بإبتسامة ذات مغزى و اشار نحو جزع الشجرة
“انا؟ على الاقل لن تكون النتيجة افضل من الجينرال أليكساندر.” قهقه جابا و هز رأسه
رفع روبين يده و لطم جابا على مؤخرة رأسه، “حسناً حسناً كلانا نعرف ان هذه ليست حقيقة، أكنت تظن انك ستخفي شئ عن عين معلمك؟ لقد رصدت التغيرات في جسدك منذ اللحظة الذي دخلت فيها لباب الخيمة.”
حك جابا مؤخرة رأسه بإبتسامة محرجة، ” لا اقصد اخفاء شئ، لكن جسدي تغير و لم اعد قادر على تحديد مستوى قوتي، كنت فقط ارغب بالاحماء قليلاً قبل ان احرج نفسي امامك، كما اني… لا اريد ان اكون محط الاهتمام حالياً.”
“لماذا تفكر بهذه الطريقة ؟ أتظن ان هذا سيجلب لك السلام في ابحاثك او شئ كهذا؟ حماقة. إن اردت السلام فعليك ان تكون قوي لتحافظ عليه! حتى ان لم تكن تريد خوض المعارك بنفسك فعليك اظهار قوتك، عندما يعرف الجنود ان لديهم ظهر يحميهم، ستضرب ايديهم بقوة اكبر. هيا هيا اختبر قوتك الجديدة، اين ستجدع حقيبة رمل افضل من هذه؟” قهقه و روبين لم يضف كلمة، حتى أليكساندر الذي تراجع للوقوف بجانبهم مجدداً لم يعرف ماذا يجري، لماذا يظن معاليه ان جابا سيُبلي افضل منه؟
“…اعتقد ان معك حق، كما تشاء اذاً.” طق جابا رقبته يميناً و يساراً بيديه، ثم قال بعمل بعض الإطالات البسيطة لكتفه
بعدها اخذ خطوة للأمام بقدمه اليسرى و فرد ذراعه اليمنى للوراء، “هيااااااااااا!!!!” ثم اطلقها للأمام بكل قوته كأنها رصاصة.
*بوووووم*
في اللحظة التالية سُمع دوي انفجار اخر خلف خطوط البراعم، عندما نظر الجميع لمكان الدوي الثاني وجدوا دائرة قطرها اربعون متراً و عمقها عشرة امتار على جزع الشجرة…
جزع الشجرة الضخمة قد تضرر!!
ساحة المعركة التي ظلت مشتعلة لعامين وقعت في صمت مخيف في هذه اللحظة، الجميع نظروا في الجهة المقابلة ليروا الفاعل، بعد انقشاع الغبار وجدوا خيمة القيادة قد انفجرت بعيداً بفعل ضغط الريح، و وجدوا جابا في وضعية الهجوم و يقف بجانبه روبين مبتسماً و أليكساندر الذي بدى مندهشاً لدرجة انه يمكن حشر خمس بيضات في فمه
“انه الجينرال السادس!”
“معاليه! معاليه هنا!!”
“ابي، انت جئت؟!”
“تحيا امبراطورية البداية الحقيقية!”
“تحيا امبراطورية البداية الحقيقية!”
الجانب البشري في هذه المعركة اكتسب بعض الحماسة اخيراً لأول مرة منذ عامين و وصلت معنوياتهم لعنان السماء بحركة واحدة، حتى فوغون و السكان المحليين رفعوا اسلحتهم و صاحوا بحماس مع جنود امبراطور البداية الحقيقية قبل ان يعودوا للمعركة مجدداً بزخم هائل، في غمضة عين تضاعف عدد القتلى في صفوف البراعم و دُفعوا للوراء مجدداً
===========
تدخل زيوسي/ لمتابعة مواعيد نزول الفصول و رؤية صور الشخصيات انضم لجروب ديسكورد:
https://discord.gg/Vbxqr5GKUZ
الموضوع التاليالموضوع السابق