في مكان ما اسفل جسد هوفنهايم–
“الاخ جابا، شكراً على مجيئك بهذه السرعة، اعتقد اننا وجدنا ضالتنا هنا.” العجوز غو اظهر ابتسامة كبيرة عندما شعر بجابا يشق طريقه بين الجذور و يقترب منه
مع انه اكبر من جابا بآلاف السنين و مناداته بالأخ لا تبدو مناسبة إلا ان جابا اقوى من بكثير و اعلى منه مكانه في الامبراطورية، رفعه ليكون في نفس مستوى المُخاطب هو اقل شئ يمكنه عمله
هذه البقعة تقع تحت سطح الارض بأكثر من 40 متراً و هى المنطقة التي كُلف العجوز غو بالبحث عن اي شئ مفيد فيها و بالمرة يمشط المنطقة بحثاً عن اي براعم ناجية، مع ان المكان يفترض به ان يكون معتم بالكامل إلا انه في الحقيقة كان مضيء بما يكفي بسبب الجذور التي تحولت لجمر على طول الطريق الذي اتخذه العجوز غو إلا هذه النقطة!
*خطوة* *خطوة*
اخيراً جابا تخطى اخر حاجز من الجذور المحترقة و ظهر بجوار العجوز غو و اومئ نحوه، ” اخ غو بارنيت.” ثم عاود النظر امامه
ما كان يقبع اماهما الان هو شئ يبدو كجدار ضخم لكنه مكون بالكامل من جذور مختلفة عن تلك التي تحيط بالمنطقة، مع انه واضح من الأثار ان العجوز غو حاول حرق هذا الجدار بكل التقنيات الهجومية التي يعرفها إلا انه لا يوجد اي ضرر حقيقي عليه، التصدي لهجمات قريبة المدى من شخص يقف على قمة نطاق حكيم ليس بالشئ البسيط ابداً!
“يبدو انها خزانة فعلاً، رجاءً تراجع قليلاً.” اشار جابا للعجوز بأن يبتعد، ثم اخذ هو وقفة هجومية
*باام*!
لكمة واحدة من جابا كانت كفيلة بصنع ثقب بعمق متر تقريباً في الجدار، لكنها لم تسقطه بالكامل
*باام* *باام* *باام*
ثلاث لكمات صنعوا ثلاث ثقوب على شكل مستطيل، ثم حول جابا قبضته إلى كف و ارسل لطمة في وسط المستطيل!
*بووووم!!*
بعدما هدأ الغبار ظهر باب صغير امام جابا و العجوز غو، اللذان لم يترددا لحظة و دخلاه بسرعة، و بشكل فوري ظهرت إبتسامة على وجه كلاهما…
ما ظهر امامها كان عالم مختلف تماماً حيث كل شئ يتوهج ببريقه الخاص…
مع انهما كانا تحت الارض إلا ان المنطقة كانت مضاءة بالكامل بسبب جبال احجار الطاقة المتنثارة في كل مكان
لم يستطع كلاهما تحديد مساحة هذه المنطقة لكن العجوز غو قدرها بأنها مئات الفدادين، غير جبال احجار الطاقة كان يوجد ايضاً عدة تلال تشه وهج مختلف، كل واحد من تلك التلال كان يحتوي المعادن و الصخور النادرة المرتبطة بأحد القوانين السماوية، كان يوجد حتى تل يحتوي فقط على معدن الأوراسيليوم شديد الندرة!!
“ياللهول.. ما حاجة شجرة لكل تلك الاغراض؟!” اخذ العجوز غو خطوتين للأمام و تكلم في دهشة
“لإنشاء البراعم بالطبع، الاعتماد على الامتصاص من الجو وحده ما كان سينفعه لو حاول انتاج جيش بسرعة، طبيعي ان يخزن كل احجار الطاقة التي يمكنه الوصول لها. اما تلك التلال من المعادن فهى من اجل صنع البراعم المتخصصين في العناصر المعينة، فبعد كل شئ يجب ان يولد العناصر لديهم ميل لعنصر معين و لا عجب ان هوفنهايم استخدم معادن و احجار تحتوي على تركيز عالي من تلك العناصر في صنع اجساد قواته الخاصة من البراعم.” نقر جابا على ذقنه و اعطى تحليل سريع، “اما بالنسبة للأوراسيليوم و بقية المعادن الغير عنصرية هنا، فربما هو جلبها لدراستها او ببساطة من اجل جمع ثروات اراضيه و ابقائها تحت تصرفه حتى يعرف لها استخدام.”
ثم نظر جابا تحت قدمه مجدداً، الارض كانت مفترشة بالنباتات، لكن واضح انها لم تكن امتداد لجسد هوفنهايم بل نباتات مستقلة بذاتها، جابا جلس القرفصاء بجانب اقرب نبتة له حابساً انفاسه، ” هذه زنبقة الارض المفتوحة، خصائصها ليست معروفة بالكامل لكن يستخدمها المحليين في صنع عجين يساعد على إلتئام الجروح بسرعة حيث ان افضل عجين جروح متاح حالياً لدى قبيلة غضب الشمال هو المصنوع من زنبقة الارض المفتوحة ذات عمر الـ 10 الاف عام، انها عشبة ليست نادرة بالتحديد لكنها تذبل بسرعة بعد حدوث اي تغيير في محيطها لهذا فإيجاد واحدة ذات 10 الاف عام بالفعل نادر جداً، لكن حسب عدد الحلقات على جذع هذه الزنبقة فـ.. عمرها مليون و نصف عام؟!”
رفع جابا حاجباه في ذهول ثم نظر نحو الحقل خلف الزنبقة… أيعقل ان كل النباتات هنا بنفس المستوى؟! كاد قلبه يدمى عندما رأى الباب الذي قام بتفجيره و هو يرقد فوق بضع نباتات ساحقاً إياهم…
“انظر هناك…” اشار العجوز غو نحو منطقة معينة و جابا تبع اشارته
هنالك كانت منطقة هائلة مردومة بتل ضخم من الأسلحة المصنوعة من الخشب، لأن تلك الاسلحة لم تصدر وهج معين لم يروها قبل قليل، الان فقط ايقنوا انهم قللوا من شأن حجم هذه المكان مجدداً!
اما تلك الاسلحة فهى مألوفة جداً، هم رأوها منذ اليوم الذي وصلوا في إلى جرينلاند، انها الأسلحة التي إستخدمها البراعم بمستوى قديس او اعلى عندما حاصروهم على التل المنحدرة، هذه الاسلحة قوتها ليس اقل من الاسلحة الذهبية!
و يوجد تل منهم هنا!!
*بلع* “…لو تم توزيع هذه الاسلحة و الدروع على البراعم اثناء الحصار لإرتفعت حصيلة القتلى بين صفوفنا لاضعاف،اشك انه كان يمكننا المحافظة على الحصار اساساً، لماذا الاب الشجرة قرر الابقاء على هذا المخزون من السلاح هنا بدلاً من الدفع به للحرب التي تحدث تحت انفه؟!”
العجوز غو بلع ريقه عندما فكر في احتمالية ظهور هذا الكم من السلاح في المعركة… لقد خسروا اعداد هائلة من جنودهم و كاد الحصار ان ينفض اكثر من مرة مع انهم يملكون 200 الف جندي نخبة ذهبي في صفهم، اما الاسلحة التي تقبع امامهم تكفي على الاقل لتسليح 200 الف برعم بشكل كامل ايضاً، لو ظهرت كتيبة نخبة كهذه في المعركة لتغير كل شئ…
“منذ وصلنا لهذا الكوكب و فقط البراعم بمستوى قديس او اعلى يستعملوا تلك الاسلحة ربما البراعم الاقل مستوى لا يمكنهم لمسها، و بما اننا قتلنا معظم القديسين و الحكماء بين البراعم طبيعي ان ترقد هذه الاسلحة هنا حتى تجد لها مستخدم جديد. لحظة، أهذه هى نفس الاسلحة التي قاتلونا بها؟ لا عجب ان معظمها كان يختفي بعد كل معركة، هوفنهايم كان ييجمعهم لنفسه مجدداً بطريقةٍ دا و يخزنهم هنا؟ لا ألومه، لو كنت مكانه لما اردت اعدائي ان يستفيدوا بها ايضاً…” نظر جابا نحو ذلك التل طويلاً ثم تنهد، “… اثناء تنقلي حول جسد الاب الشجرة وجدت احد الفروع غير كامل و كأن طرفه مقطوع، إن لم اكن مخطئ هذه الاسلحة مصنوعة من لحاء ذلك الفرع. لا عجب ان تلك الاسلحة غير قابلة للتدمير حتى من قِبل اسلحتنا الذهبية!”
“كل واحد من تلك الاسلحة لهو كنز بحد ذاته…” تمتم العجوز غو، هو رأى بنفسه مدى صلابة القشرة الخارجية الاب الشجرة!
“كل شئ هنا هو كنز يغطي عملياتنا في جرينلاند حتى الان.” وقف جابا مجدداً ببطئ و اعلن و هو ينظر حوله
لكن فجأة صفاء ذهنه قوطع و عقد حاجباه للحظة قبل ان تتحول ملامحه للدهشة ثم لسعادة!
“ما الخطب؟” فهم العجوز غو سريعاً ان هنالك رسالة وصلت لجابا عن طريق خاتم الصوت
“مثلك، تقول الاخت إليزابيث انها وجدت جدار جذور لا يمكن تدميره و انها تحتاج لمساعدتي، تقول انه تشعر بوجود كنوز وراء ذلك الجدار…” تمتم جابا
“مستحيل! المنطقة التي تبحث فيها إليزابيث بعيدة كل البعد عن هنا!”
كاد جابا ان يجيب لكن الكلمات علقت في حلقه لبضع ثوان، قبل ان ينفجر ضحكاً، “هاهاها الاخ أليكساندر ارسل لي انه وجد عُش ضخم اي احد الافرع و انه يحتاجني للدخول!”
“هل يعقل…” فتح العجوز غو عيناه على اخرهما
اومئ جابا فرحاً، “يبدو ان هذه ليست الخزانة الوحيدة للأب الشجرة!”
الموضوع التاليالموضوع السابق