“ملك الشمال هولاك، أنت حي؟!”
“مستحيل!!”
واحدًا تلو الآخر، بدأ المارشالات يقفون بفزع وعدم تصديق. الأمراء المئة الواقفون في الخلف جميعهم ضيّقوا حواجبهم وتخلّوا عن وقفاتهم الثابتة. حتى بايثور فتح عينيه على آخرهما ووقف مذهولاً، وكأنه رأى عفريتًا.
معظم الحاضرين كانوا متواجدين في يوم العبرة، وشاهدوا بشكل مباشر ما حدث مع هولاك ومورين عبر مصفوفة المراقبة المباشرة التي يمتلكها جابا. أما من لم يكن حاضرًا، فقد سمع القصة من أولئك الذين شهدوها.
رأوا بوضوح هولاك يتلقى هجومًا مباشرًا من ظل السيد الأعلى، وشاهدوا ذراعه تتلاشى. رأوه يقترب من نهايته حتى جاء الويفرن الضخم وبدأ يحرق جسده. عندها أطفأ جابا المصفوفة، قائلاً إنه يحترم السلف ولا يرغب بمشاهدة المزيد.
كلانك كلانك
لكن لم يكن أحد أكثر صدمةً وفزعًا من قوات المارشالات الخاصة الواقفين فوق السطح. جميعهم تركوا مراكزهم في دهشة؛ بعضهم تقدم خطوات لرؤية القادم الجديد بشكل أفضل، والبعض الآخر تراجع خوفًا.
هؤلاء كانوا متواجدين هناك في يوم العبرة. شعروا بقوة الظل، وشاهدوا هولاك يتصاعد كرماد أمامهم، كورقة جافة لامست النار. مجرد رؤية الظل حينها أوقفت قلوبهم وجعلتهم يفرّون دون أن يلتفتوا حتى وصلوا إلى المنطقة الشرقية.
منذ ذلك الحين، لم يغادروا تلك المنطقة أبدًا. بعضهم ما زال يعاني كوابيس من تلك اللحظة… كيف يمكن أن يكون الشخص الذي واجه الظل لا يزال حيًا؟ كيف يمكن أن يقف أمامهم الآن بدون خدش؟!
“هاها، اهدأوا جميعًا! لا احب الجو الفوضوي، من يريد توقيعي عليه الاصطفاف!” ضحك هولاك بصوت عالٍ، وأشار لجمهوره بخفض أصواتهم.
“أنت…!!” أخيرًا، أدرك بايثور أن وقوفه بدا غير لائق، فأمسك بطرف صوْبه الأرجواني وأعاد نفسه إلى الجلوس. ثم أشار لمارشالاته بالجلوس بتلويحة قوية.
ثم حدق في وجه هولاك بحزم، “…كيف بقيت حيًا، يا هذا؟ الجميع رآك تتلقى هجومًا من تجسيد السيد الأعلى. رأينا ذلك الظل يلتهم ذراعك. ذلك الهجوم من المفترض ألا يتوقف إلا بوجود قوة موازية. وهذا أمر يستحيل أن يمتلكه شخص حثالة من الحزام اليافع مثلك.”
“أوه، أتقصد ذلك الظل؟! لا يمكنه قتل ذبابة، فضلاً عن إيذاء هولاك العظيم!” ضرب هولاك على صدره ضاحكًا. “ثانيًا، ألست من الحزام الكوكبي اليافع أيضًا يا هذا؟”
فتح بايثور فمه ليرد بأنه لا يمكن مقارنته بشخص منحط مثله، لكنه توقف عندما رأى هولاك يشق طريقه نحو الطاولة بلا اهتمام. جلس بجوار ريتشارد، ثم التفت نحو روبين قائلاً: “هوي، لماذا لم تنتظريني؟! أعلم أن كاريزمتي طاغية، و غالباً كنت سأخطف الأضواء منك لو مشينا جنبًا إلى جنب. لكن تركي أخرج بمفردي هكذا حركة دنيئة. ماذا لو تركز الهواء البارد عليّ وأنا وحيد وأصبت بالبرد؟”
“……” دم بايثور البارد بدأ يغلي، لقد تم تجاهله و كأنه لا شئ.
“لقد تأخرت. هل كنت تمارس تمارين الإحماء على الجانب الآخر؟ أنا لا أنتظر أحدًا.” لوّح روبين بيده بلا اهتمام.
“أولم تنتظر ساكار أيضًا؟! الوغد عبر أمامي مباشرةً.” أشار هولاك إلى الناحية الأخرى نحو العملاق القرمزي ذي القرون.
“أنت لست ساكار.” التفت روبين قليلاً وحدق في عينيه، ثم قال: “والآن، أبقِ لسانك في فمك.”
“تسك~ هذا رد من ليس لديه حجة قوية!” كتّف هولاك يديه امام صدره ورفع قدميه، واضعًا إياهما على مقعد آخر أمامه، تحديداً صوب وجه المارشال سيليبوس، الذي بدأ يرفع له حواجبه بإستمرار و ارسل له قبلة على الطائر، “مرحباً يا حلو، هل تذكرني؟”
“انت!! ألا تعرف كيف تتحلى ببعض الاحترام ايها الهمجي؟!” المارشال الاول ضرب على الطاولة، لكنه لم يجرؤ على مهاجمة هولاك… اولاً بسبب المفاوضات، و ثانياً لأنه فعلاً لا يجرؤ.
عندما رأى بايثور ما يجري، ظهرت على وجهه ابتسامة مرغمة و عاد ليواجه روبين. “حتى إمبراطور كوكبي عظيم لا يمكنه التحكم في أتباعه؟ أم أنك تعاني نقصًا في الأتباع فجلبت أول شخص تظن أنه سيكون ذا فائدة؟ جئت لتتحدث معي عن مصير كواكب، لكن لديك تابع يقلل من احترامك علناً. هذا مثير للشفقة.”
عندما سمع قيصر، ريتشارد، وساكار هذه الكلمات، بدأ الدم يغلي في عروقهم، وألقوا نظرات قاسية نحو هولاك. عندما ينتهي هذا الاجتماع، سيكون لهم حديث معه بلا شك!
لكن روبين، بابتسامة صافية، رد بهدوء: “للأسف، هذه هي طريقة عمالقة نيهاري. مستفزون ويصعب السيطرة عليهم. حتى وهم في صفك، تجدهم متمردين لا يطيعون كل أوامرك. ولكن، لأنهم أقوياء، تضطر لتجاهل تصرفاتهم…”
ثم أشار في اتجاه معين خلف بايثور: “أليس لديك واحد منهم أيضًا؟ سمعت أن علاقتكما لم تكن في أفضل حال مؤخرًا.”
التفات التفات
الجميع وجهوا أنظارهم نحو البقعة التي أشار إليها روبين. كان هناك شخص يجلس على مقعد مفرود يشبه مقاعد الشاطئ، يتأمل السماء وكأن كل ما يجري لا يعنيه.
“أتقصد مختار الحقيقة الرابع؟”
ازدادت ابتسامة بايثور اتساعًا عندما رأى الشخص الذي أشار إليه روبين. “كان تلميذك طوال هذه الفترة، ولا تستطيع التفريق بين البشر وعملاقة نيهاري؟ لا عجب أنه تخلّى عنك. أنت معلّم سيئ.”
“أوه؟” رفع روبين حاجبيه قليلًا والتفت نحو جابا مجددًا. “ألم تخبر سيدك الجديد أنك كنت عملاقًا ذات يوم؟”
بدون أن ينظر إلى الطاولة، سُمع صوت جابا واضحًا في آذان الجميع: “لم أعتقد أن هناك حاجة لذلك. هذه حقيقة معروفة في كوكب نيهاري بأكمله. ظننت أن نظام الاستخبارات لديهم سيخبره بمعلومة بسيطة كهذه.”
“أنت!!” شعر بايثور بالإهانة فورًا. كلمات جابا حملت إهانة صريحة، كما فضح نظام استخبارات إمبراطوريته واصفًا إياهم بالفشل.
“هاها! أرأيت؟ كلهم على هذه الشاكلة.” ضحك روبين بصوت عالٍ وعاد ليركز على بايثور. لكن شيئًا ما في عينيه بدا وكأنه انطفأ قليلًا.
“…” أما الأربعة الآخرون مع روبين، فوجهوا أعينهم نحو جسد جابا… سؤال روبين كان يحمل في طياته اتهامًا خفيًا بأن جابا قد اتخذ من بايثور سيدًا جديدًا، لكنه لم ينفِ ذلك!
“يكفي أحاديث جانبية.” لوّح بايثور بيده بغضب واضح، وكلمات جابا أثرت عليه كثيرًا. “لقد جئنا اليوم لنتحدث عن وقف الحرب، وليس لنقيم مسابقة لمعرفة من لديه أكثر تابع وقح!”
“أتفق.” أومأ روبين عدة مرات وأضاف: “ماذا تقترح؟”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:245$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 49/32
قادم لكم بسرعة برعاية salah Idrissi
الموضوع التاليالموضوع السابق