“…الأمور ليست بخير *هناك*” اكتفى العفريت بقول هذه الكلمات ثم نظر نحو أليكساندر و جابا

“أليكساندر هو من يدير شؤون الامبراطورية و يجب ان يعرف عاجلاً ام آجلاً، و جابا هو تلميذي و يعرف بشأن المزرعة، لا داعي لمراقبة كلامك،” لوح روبين للعفريت ليكمل، “ماذا يحدث في المزرعة بالضبط؟ ألم تقل لي بنفسك ان كوكب المزرعة يحتوي على عدد كبير من انصاف البشر و انهم كلهم اعداء؟ ألم تقل انها بيئة مثالية لكم؟ ماذا حدث الان..”

“…كما يشاء المولى.” تردد مورين قليلاً لكنه سرعان ما استسلم و بدأ يتكلم، “اول بضع سنوات من وصولنا لعالم المزرعة كن فعلاً كل شئ مثالي، اعداد انصاف البشر هناك غفيرة و لا يوجد نظام حكم معين، مجرد قبائل يحبون من يشبههم و يريدون قتل المختلف عنهم. ان هاجمنا مقر او اثنين لأحدى القبائل فلن تعرف تلك القبيلة حتى من الذي هاجمهم، و حتى إن عرفوا و قرروا التصدي لنا، فهم سيقاتلونا وحدهم و لن يساعدهم احد، و بالطبع نحن كان بإمكاننا قتال قبيلة او اثنتان بلا اي مشكلة!”

ثم ابطئ هنا قليلاً،” لكن كل شئ تغير منذ طلبنا من المولى السماح لنا بجلب عائلاتنا من كوكب نيهاري و المولى وافق على طلبنا الأناني.. لم يكن بوسعنا تركهم جميعاً في القارة المركزية حيث لا يوجد طعام كافٍ، لذا اضطررنا لإحضار عدد كبير من اشبالنا لكوكب المزرعة لصيد طعامهم و طعام أمهاتهم و كبارهم بأنفسهم، لكن الزيادة الضخمة في اعدادنا جعلتنا نهاجم عشر قرى بدل واحدة، و سرعان ما قضينا على جنسين كاملين! و هذا نبه كل قبائل الكوكب لنا، لقد رأوا اننا لا عداوة لنا مع جنس معين و اننا نهاجم بشكل عشوائي، فإتحدوا ضدنا.”

“كيكيكي.” نظر جابا للأعلى و قلد ضحكة العفريت

سند روبين رأسه على اصبعين و تكلم قبل ان ينهر العفريت جابا، ” إذاً بعدما كنتم تُعاملوا كجنس جديد من بين العشرات، اصبحتم تُعاملوا كخطر عالمي يجب القضاء عليه.”

ابعد العفريت وجهه من ناحية جابا بصعوبة بالغة و اومئ، “…صحيح ايها المولى.”

“يصدف ان هذا هو نفس موقفنا هنا، الفارق اننا وُضعنا في هذا الموقف منذ اللحظة التي وطئت فيها اقدامنا لهذا الكوكب، لكن انتم… تسللمت بهدوء للكوكب و وُضعتم في بيئة مثالية للتخفي و الاصطياد بتعقل، ربما حتى كان بإمكانكم عمل بضع تحالفات مع القبائل الاخرى، لكن في النهاية وجدتم انفسكم في نفس موقفنا؟” هز روبين راسه، “..إذاً، ما الذي حصل بعدها؟ حتى نحن بجيشنا البشري تمكننا من الحصول على موطئ قدم هنا و الدفاع، هل تخبرني انكم تواجهون مشاكل هناك يا معشر العفاريت؟”

“مولاي، هذه ليست معركة ند لند او اننا نقاتل اعداء محترمون مثل البشر حيث لهم جيش منظم و اراضي و حدود، افراد تلك القبائل معتادون على الانتشار في مجموعات صغيرة للصيد و هذا هو ايضاً اسلوبهم في الحروب، لو خرجنا في جيش لن نجد احد في طريقنا، بل يمكننا ان نصل حتى مقر قبيلتهم الرئيسي فنجده ركاماً و نجد ابنائهم و عجائزهم منتحرين، بينما الشباب منهم يكونوا قد فروا لمكان اخرن ثم يعودوا يهاجمونا في شكل مجموعات صغيرة لاحقاً! انهم مجموعة من الهمج و طريقتة قتالهم هو اسلوب قتال العصابات!” وضح مورين بسرعة

“يغادروا بيوتهم و يتركوا عائلاتهم للموت فور شعورهم بالخطر؟ يبدو مفهوم الكرامة و الشرف ليس معروف عندهم البتة، افرح يا مورين، انهم اسوأ من الكلاب، مثلكم بالضبط أهاها!” ضحك جابا مجدداً

اما روبين ففرك ذقنه لبعض الوقت، “ما تصفه الان دليل على انهم اعتادوا هذا النوع من الغارات و بدأوا بإتخاذ اسلم وسيلة لبقاء جنسهم حياً بدون وضع اعتبار لأي شئ اخر.. هذا النوع من الاعداء فعلاً خطير.”

اومئ مورين ثم اكمل محاولاً ان يتجاهل تعليق جابا لأقصى درجة، ” هنالك شئ اخر في صالحهم و هو ان بينهم قبائل تسكن الجبال يتميز سكانها بأن لهم اجنحة كأجنحة الطيور و هو اسرع بكثير منا حتى في وضع الطيران، و قبائل اخرى يتنفسون تحت الماء و يسكنون البحار و المحيطات و الانهار يخرجوا ليهاجمونا ثم يعودوا ادراجهم بسرعة، و قبائل تسكن تحت الارض و قبائل تسكن البراكين و اخرى تسكن وادي البرق، كلها اماكن خطرة بالنسبة لنا و ذهابنا إلى هناك يعطيهم افضلية ساحقة علينا، لم يسعنا سوى تشديد الدفاعات حول منطقة بوابة الفضاء و انتظار الهجمات منهم لنتصدى لها و نقتل المهاجمين، لكنهم ببساطة كثيرون جداً، و طريقة هجماتهم متنوعة بشكل لا يمكننا مجاراته!”

*صوت صفير~* رفع أليكساندر حاجبيه و اطلق صفيراً، هو فعلاً لا يمكنه تخيل ان يوضع في موقف كهذا، حتى الهجوم الضخم من الاباء الاشجار و التحالف البشري الذي يفكر فيه ليل نهار و يعد الخطط له بدى كلعب اطفال لوهلة…

“غررر…” العفريت زمجر نحو أليكساندر عندما سمع الصفير، مما اجبر أليكساندر على النظر بعيداً بسرعة

“ماذا بعد؟ إلى اي مدى تراكمت خسائركم؟” نوع من الغضب الهادئ سيطر على وجه روبين، ملامحه الثابتة و عيناه النصف مغلقتين كانتا تبدوان مسالمتين، لكن أي احد يمكنه القول انه على وشك اكل احدهم حياً

روبين أمر العفاريت بأن يستخدموا المزرعة كـ *مزرعة* حرفياً للأبد بحيث يصطادوا ما يشاؤوا من طعام و يُقووا انفسهم ببطئ، هو حتى لم يجرؤ على اعطائهم الامر بالصيد الجائر عندما ضاقت به السبل و شعر انه المستوى الثالث من قانون الحقيقة السيادي ما يزال بعيد جداً عنه!

سبب هذا كان أنه ما يزال يريد التمسك بشئ من انسانيته، لكن سبب اخر هو انه يعرف ان الصيد الجائر سيدخل العفاريت حرب عالمية تجعل خسائرهم اكثر مما يكسبون…

كلمات مورين كانت مُنمقة إلى اقصى درجة، حتى هو كعفريت ما يزال عليه اظهار الاحترام لروبين لذا جاء له بكل هذه القصة، لكن النتيجة واحدة… هم ضربوا بأوامره عرض الحائط و بدأوا بالصيد الجائر بدون إذنه!!

لكن ماذا يقول؟ لقد فعلوا المثل في قارة السلف و كانوا يفتعلون المشكلات و يلفقوا التُهم لسكان قارة السلف حتى يجدوا فرصة لإفتراسهم، حتى مع اوامر ملوك العفاريت و مراقبة بيلي المكثفة اعداد الضحايا بين سكان قارة السلف تراكمت بشكل خطير و هو سبب كراهيتهم العميقة لروبين و نظامه، أمن فعلوا هذا في مسقط رأس روبين، سيحترموا ارادته في كوكب اخر بعيد عن انظاره؟!

“نحن نعرف هذا النوع من الهجمات جيداً و بمساعدة اسياد النقوش و الحدادين الإلهيين الذي خصصهم لنا المولى تمكننا من التصدي لهم، لكنهم جمعوا انفسهم و شنوا علينا موجات 6 مرات حتى الان و في كل مرة فٌتل فيها مئات الالاف من كلا الطرفين… خسائرنا من حيث الأرواح تقدر بالملايين حالياً لكن هذا لا يهم بما ان معدلات انجاب العفاريت عالية و اشبالنا يحتاجوا خمس سنوات فقط للوصول لسن البلوغ، ليس عليك القلق بشأن هذا.” تكلم العفريت و كأنه فعلاً شئ جانبي بلا وزن، ثم نظر نحو أليكساندر، ” و في اثناء الموجات بالذات كانت تصلنا رسائل تطلب حضور احد الملوك، و احدهم شعر بالحزن و اشتكانا لأننا لم نلبي.”

“كيف اعرف كل هذا؟!” دافع أليكساندر عن نفسه

“حدث لكم كل هذا و انتم بينهم ايها السيد الإمبراطور؟ تسك تسك~ يبدو ان اباطرة العفاريت ليسوا بهذه القوة.” هز جابا رأسه مبتسماً

لكن الطُعم لم يفلح، فمورين نظر نحو روبين بدلاً من ذلك، ” مولاي، الاخ ساكار كان هو اول امبراطور بيننا و قد تمكن من تحقيق هذا التطور قبل 10 اشهر فحسب.”
“هل افهم ان الحرب انتهت قبل 10 اشهر؟” رفع روبين حاجبيه، طبقاً لما يعرفه عن قوة الاباطرة، فوجود ساكار و حوله حفنة من ملوك العفاريت كافٍ لتدمير مئات الجيوش بسهولة!

“..كلا سيدي، بعد إظهار ساكار قوته الجديدة كإمبراطور اثناء الموجة الخامسة، جائت الموجة السادسة و فيها اثنان من أباطرة الاعداء.”

من Zeus

-+=