قبل ساعتين– اسفل شجرة عملاقة اوراقها مدببة بنية اللون

“أسيكون هنالك جديد اليوم او سنعتمد على سيد القبيلة آرو والانسة النبيلة فلورا للضغط عليهم كالعادة؟” شخص ذا وجه ملئ بالبثور تكلم بنبرة غاضبة بعض الشئ

“هل لديك اقتراح اخر؟ لا تخبرني انك ما زلت تحاول جعلنا نهاجمهم بكل قوتنا صحيح؟” شخص اخر لديه عينان حمراوان و شعر احمر رد عليه

” و ما المشكلة؟ سيد القبيلة آرو والانسة النبيلة فلورا يهاجمونهم كل يوم تقريباً و يبدأوا تحديات عادلة تحت مراقبة منا، العفاريت اعتادوا على هذا الوضع الان و لعلهم ينظروا مجيئنا اليوم ليشاهدوا العرض، لماذا علينا ان نمنح اولائك الغرباء منافسات عادلة اساساً؟ اقترح ان نضرب بكل قوة اليوم و نقتل عدد كبير من اباطرتهم قبل ان نغادر، هذه ستكون ضربة قاسمة لهم و سنتمكن من ابادتهم بالكامل! ألم تكن هذه هى الخطة اساساً؟”

هذه المرة آرو هو من بادر بالرد، ” و هذه ما تزال هى الخطة، لكنك ترى بنفسك انه كلما ذهبنا وجدنا كل اباطرتهم متراصين مستعدين للمعركة، مر عامين تقريباً منذ بدأ هذا الحصار الكلي و ما يزال لم يخففوا من دفاعاتهم ولو قليلاً، و ان هاجمنا بكل قوتنا الان فلن تكون قتالات واحد لواحد ضد اباطرتهم بل سينضم جيشهم كله للمعركة، حينها سينكشف ظهرنا العاري…”

عجوز بعينين مغلقتين تقدم و تكلم بإحترام، “سيد القبيلة آرو، انا ادرك ما تقول، انا فعلاً مُقدر لخطتك، لكن ألا ترى ان سياسة النفس الطويلة ليست في صالحنا؟ حتى تحت الحصار هم ما يزالوا يزدادوا اباطرة بينما نحن علينا ان نقتل اعداد لا تحصى من ابنائنا حتى نصل على هذه القوة، إلى متى سننتظر؟ حتى يزدادوا عشرون او خمسون امبراطور اخر؟ حينها حتى الحصار لن ينفع.”

“اجل، لماذا ننتظر حتى يزدادوا اباطرة قبل ان نرفع اعدادنا ايضاً؟ ادعم اقتراحي و دعنا نصنع عشرة اباطرة اليوم و نستخدم الفارق العددي للهجوم! أم ان قلبك اصبح رقيق الان لأن كل من تبقى هم العائلات المقربة لكم؟!” شخص اخر ذا ذيل ابيض اللون صاح غاضباً
فلورا التي كانت تستند على جذع الشجرة غير مبالية اعتدلت و اللهب اشتعل على شعرها، ” هوي شحاليف، ادرك انك غاضب لأتك قمت بالتضحية بمتدربي قبيلتك كلهم لكن زعيم التحالف لا داخل له. سيد القبيلة آرو لم يكن من امرك بفعل فعلتك، انت من فعلتها بنفسك بمبدأ عاقب نفسك قبل ان يقتلك الاخرين، انت كنت تعرف اننا لم نكن لنختارك و ان قبيلتك التافهة كان سيتم التضحية بها على اي حال ففعلت فعلتك، لا تأت لنا و تلقي اللوم!”

“هل فتحت الموضوع اصلاً؟ هل فتحت الموضوع؟!” الشخص ذا الذيل الابيض بدى انه على وشك الانهيار لكنه حافظ على كلامه محترماً قد الامكان

آرو رفع يديه ليهدأ فلورا ثم نظر نحو الشخص ذا الذيل الابيض بحزم، ” هل تحسب قرار التضحيات كان سهل و القبض على المتطوعين كان بهذه السهولة؟ بعد القبض على اول فرقة لعمل التضحية تفكك الجيش و هربوا كلاٍ في اتجاه، كوننا ما نزال نتمكن من مواكبة تطور اولائك الوحوش لهى معجزة! ثانياً حتى لو كانوا كلهم امامي ينتظروا ان يتم التضحية بهم ما كنت لأختار ذلك، لقد اقترفنا ما يكفي من آثام و دمرنا حضارة عالمنا بالكامل تقريباً، لم يعد يبقى متدربين الا عدد قليل يكفوا لصنع 27 امبراطور او مساعدتي على الوصول للمستوى 46، اضافة 27 امبراطور او حتى تقويتي سيطعي دفعة كبيرة ضد اباطرتهم لكن عندما يتدخل جيشهم في صفهم فهذه الميزة ستختفي بسرعة و نرجع لحالة التوازن، ثانياً إن قتلناهم جميعاً فحرفياً سينهار كل شئ نعرفه، ما ال1ي سيدفعنا حتى للقتال بعدها؟! علينا الابقاء عليهم.. علينا ان نزديهم لا ننقصهم!”

“تقصد زيادة اعداد متدربي قبيلة ثور الرعد و تنين اللهب الأحمر..” امبراطور اخر تكلم بصوت منخفض

“قبيلة ثور الرعد قدمت تضحيات ايضاً و انت تعرف!” اشار آرو نحو الشخص الذي تكلم و صاح، صوت الرعد دوى قليلاً في السماء

“انا لم اقل شئ!!”

امام الامبراطور الخائف، خفض آرو ذراعه و نظر حوله قليلاً..

كلمة هَش لا تكفي لوصف هذا *التحالف*، هذا متوقع بما انه معظم الموجوين هم سادة و عباقرة من قبائل متناثرة كانت تتناحر فيما بينها قبل بضع سنين، انه كتحالف بين الافعى و النمس كلاً منهما ينظر للعدو بعين و لحليفه المزعوم بالعين الاخرى

السبب الوحيد لوجود تحالف اصلاً حتى لو شكلياً هو وجود آرو و فلورا، فأحدهما عبقري حربي و قتالي قاد قبيلته التافهة سابقاً لتكون من ضمن اقوى خمس قبائل في العالم، و الاخرى سليلة اقوى و اعرق قبيلة في عالم، إن لم يدعم الاثنان بعضهما بعضاً لإنهارت المقاومة قبل سنين، و ليس على يد العفاريت، بل كانت القبائل ستتناحر فيما بينهم

آرو اخيراً اطلق زفيراً طويلاً، “جميعكم، لا داعي للقلق، متى كانت اخر مرة خذلت فيها من وثق بي؟ اعتمدوا علي، قريباً سأختار فريق منكم و نقوم بهجوم مدروس يشل تحركات العفاريت لثلاث سنوات على الاقل، حتى لو مُت اثناء الهجوم ستأكد من انجاحه، ثقوا بي قليلاً بعد!”

“طبعاً طبعاً، طالما سيد القبيلة آرو تكلم فمن نحن لنعارض؟”

” سيد القبيلة آرو لم يحنث بوعده ابداً.”

“لطالما وثقت بك يابن الاخ، ما الضرر لو مدننا الثقة قليلاً بعد؟”

عشرات الاباطرة اثنوا بإبتسامات بدت مزيفة و تعابير وجهه تظهر مزيجاً من قلة الحيلة وقليلاً من الطمأنينة، لكن ماذا بيدهم ايضاً؟ آرو لم يطلب منصب قيادة التحالف بلطف بل سحق كل من عارضه، هو بالفعل كان لا يقهر عندما كان ما يزال في قمة مستوى حكيم، فماذا الان و قد اجبرهم على جمع التضحيات من اجله و والوصول للمستوى 43 نطاق امبراطور؟ انه شخصية لا ينمزح معها

لكنه في نفس الوقت لم يكسر كلمة قالها ابداً، مع انه ما يزال شاب صغير لم يتجاوز المئة من عمره إلا ان صولاته في العالم لا تعد و لا تحصى و له شهرة واسعة، لو قال انه سينقذ شخص فسينقذه و لو كان بين براثن الموت و إن قال انه سيدمر احد فسوف يدمره هو و كل من يحمل لقب عائلته

خوف ممزوج ببعض الاحترام.. هكذا يرى الجميع آرو، لكن هل يمكنه عمل معجزة اخرى في هذه الظروف؟ لا احد يعلم، و لا احد لديه قول في ذلك ايضاً، لا يمكنهم سوى البوح ببعضاً من قلقهم بعدها مباشرة بعض المدح

بين كل ذلك المدح المزيف و الابتسامات المصطنعة، اخذت فلورا بضع خطوات لتقف امام آرو ثم مدت يدها بلطف حتى وصلت لأسفل رأسه، ” لا عليك، انا اثق انك ستشتري لنا بعض الوقت كما قلت، فقط عدني انك ستختارني ضمن ذلك الفريق.”

نظر آرو نحوها بعينان يملأهما الحب بدل الغضب، ثم مد يده ايضاً و جذبها من اسفل رأسها نحوه حتى تلامست جبهاتهما، “تعرفين انه لا يمكنني ان اعدك بذلك، لكني سأحاول جعلك بجانبي دائماً، انا دائماً احاول..”

الوقت الحالي–

فلورا هبطت ببطئ و وقف بجوار روبين بشموخ

*كراك* *كراك* *قعقعة*

ملابسها و اصابتها الخارجية عولج معظمها بعدما اشتعلت ذلك اللهيب الاحمر فيها، و حاولت في نظراتها ان تظهر القوة و الحزم قدر المستطاع، لكن ذراعها المقطوع و ضربات قلبها المضطربة ألقوا بكل هذه المظاهر جانباً

*كراك* *قعقعة* *قعقعة*

“ااه… اااااه… اااااااهه!!!!!!” صرخ آرو حتى كادت رئتها تنفطران، السماء الملبدة بالغيوم فوقه انشقت نصفين و امطرت صواعق صهرت الارض!

العفاريت كلهم اخذوا وضعية دفاعية، حتى ساكار بدى جاداً فهو لم يرى آرو غاضب هكذا من قبل

لكن روبين اكتفى بالنظر نحوه بنصف إبتسامة سامجة عالقة على وجهه

اخيراً آرو استجمع شتات نفسه و اشار نحو روبين بالسبابة، “انت.. تذكر ما حدث اليوم.” ثم طار بعيداً

بقية اباطرة كوكب دم اليتيم نظروا نحو بعضهم للحظات قبل ان يتبعوا آرو

لم يبق احد خلفهم سوى فلورا، التي شعرت انها اصبحت كالدمية بلا حياة..

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

من Zeus

-+=