بعد ثلاث سنوات– فوق التلة المنحدرة– مبنى المقر

*سوووف* اخذ أليكساندر رفشة طويلة من مشروب ساخن بين يديه، ” الحد الزمني الذي وضعه لنا معاليه يقترب بسرعة…”

فركت إيملي جبهتها لبضع ثوانٍ، “اجل، لقد اعطانا العديد من المهام لتقوية الجيش بسرعة قبل الوصول لذلك اليوم… متبقي اربع سنوات و عشرة اشهر تقريباً؟ لا اعلم ما إن كنا نستطيع فعلها في الوقت المناسب، ما يزال امامنا الكثير حتى يصل الجيش لدرجة التسليح و الاستعداد التي ينتظرها معاليه، خاصةً ان الانتاج توقف لفترة طويلة في مصانع و ورش قارة السلف بعدما بدأت الحرب على المتمردين…”

اومئ أليكساندر، “معك حق… قارة السلف مشتعلة منذ ثلاث سنوات، مع انه لم تكون حرب بين جيوش نظامية، إلا انه لا توجد مدينة واحدة إلا و طالها اغتيال او عملية عسكرية ضد الطرفين، اعداد القتلى تراكمت لمليونين حتى الان و ما تزال مستمرة، و مع ان بقية القارات لديها مصانع و ورش خاصة بها إلا ان ببساطة اعداد قانطي قارة السلف تفوق اعداد المواطنين في بقية القارات الخمس مجتمعة ببضع اضعاف و لذا اشتعالها بالحرب أنزل الانتاج لأكثر من النصف! لكن على الاقل المصانع عادت لتُفتح قبل عام تحت حراسة مشددة و كل العاملين الجدد تلو القسم على العمل بجد و الان الانتاج تضاعف عن السابق، قد نستطيع تعويض تلك السنين من الحرب لو تم حماية المصانع بشكل جيد…”

“بصراحة لا ارى نهاية للحرب في قارة السلف في اي وقت قريب، خاصةً ان معظم اسياد النقوش و الحدادين الإلهيين القدامى رفضوا تلو القسم و جزء كبير منهم تمكن من الهرب… ثانياً حتى لو تم استئناف الانتاج الان هذا لا يعني ان توقف الانتاج لعامين كاملين لم يؤثر على خطة التسليح، لا، انتاج السلاح و الطلاسم و توفير المعادن و حتى مهمة الاكاديميات في مضاعفة اعداد القديسين و الحكماء ما تزال توجع رأس الجميع، و كأننا نحاول ان نملئ بئر لا قاع له! …حتى جابا بعدما نجح في اتمام مصفوفه ما يزال يعمل ليل نهار ليُشكل على الاقل كتيبة واحدة قبل انتهاء الحد الزمنى، كما انه ما يزال يعلم على تحسين المصفوفة لتعمل بشكل اسرع!” إيملي هزت رأسها و نظرت نحو إليزابيث

“إنن، نجاح جابا كان مفاجأة متوقعة، فهو تلميذ المولى الوحيد في النهاية.. الان كل من لا يستطيع التدرب على القوانين في نظام الطاقة الداخلي يمكنه سلوك طريق تقوية الجسد! بالطبع الامر سيأخذ بعض الوقت حتى يتم بناء المزيد من المصفوفات و تحسين العملية بشكل عام لتكون نظام مستقل، لكن المستقبل مشرق امام هذا النظام..” اومئت إليزابيث مبتسمة،

“حتى مع تسهيل و تسريع العملية، ما زلت لا اعتقد انه سينافس نظام التدريب الداخلي…” لوَح أليكساندر، ” هل رأيتن تلك المصفوفة؟ هى فعلاً تختبر حدود قوة التحمل، هنالك العديد من الاشخاص ماتوا بداخلها اثناء عملية تدمير العضلات و قطع الاحشاء، كم ان الناتج لا يسر كثيراً، شخص لديه القوة الجسدية ليتحمل هجمات من قديس مثلاً هذا لا يعني انه يمكنه قتال قديس، بل لا يمكنهم الطيران حتى!! ما زلت ارى ان افضل استخدام لتلك المصفوفة هى تطبيقها على القديسين و الحكماء من نظام الطاقة الداخلي ليصبحوا اقوى.. غير هذا يعتبر مضيعة في رأيي.”

“ارى ان حكمك شديد بعض الشئ يا أليكساندر، نظام تقوية الجسد بالكاد بدأ، من يعرف اي مفاجئات تنتظرنا فيه؟” هزت إيملي رأسها، “ثانياً مستخدمي نظام تقوية الجسد الحاليين هم من الذين لا يملكون اي ألفة من القوانين، أي انهم كانوا سيكونوا مزارعين او عمال مصانع معلبات في مكانٍ ما. هل تخبرني ان اعطائهم هذه القوة الجسدية الهائلة و تزوديهم بعتاد إلهي لن يفيدنا في الحروب؟ على اقل تقدير يمكن استغلالهم كمشاة، و هم فرحون بهذا.”

رفع أليكساندر كتفيه، ” إن كان هذا ما تعتقدينه~”

لكنها سرعان ما عقدت حاجبيها، “فقط اتمنى ان يبقى محافظ على هدوءه لفترة اطول…”

إيملي و أليكساندر نظرا لبعضهما، كانا يعرفان ما الذي تتحدث عنه إليزابيث..

خلال اخر عامين بدى جابا دائمأً مستثار الاعصاب و دائماً يصرخ على اتباعه، فهو حاول التواصل مع روبين اكثر من مرة ليحثه على الذهاب لنيهاري لكنه يرفض و يقول انه مشغول

ثم بدت إليزابيث و كأنها تذكرت شئ فنظرت نحو الاثنين فجأة و سألت مستغربة “هاي.. هل يعلم احدكم ما الذي سيحدث عند وصول الحد الزمني اساساً؟!”

و الاجابة هى ان الاثنان رفعا كتفيهما معاً… لا احد يعلم ما الذي سيحدث بعد اربع سنوات و عشرة اشهر من اليوم

الجميع يعلم ان هنالك شئ كبير سيحدث و الجميع جالسين على اعصابهم يترقبون، يعلمون ايضاً انه شئ له علاقة بكوكب نيهاري الذي جاء منه جابا و العفاريت، و يعرفون ان روبين لديه عداء شديد مع العمالقة هناك بسبب قتلهم لزوجته الحبيبة ميلا و حتى انهم سمعوا جابا يتكلم عن اعداء قادمين لغزو كوكب نيهاري، لكن ماذا سيحدث تحديداً؟ لا احد يعرف

هل سيهاجم معاليه كوكب نيهاري لينتقم؟ كيف سيهاجم و لماذا لم يخبرهم بأي خطة!؟ طيب هل سيساعدهم على مقاومة الغزاة القادمين لمهاجمة نيهاري؟ إن كانت هذه نيته لماذا لم يذهب لنيهاري بعد ليقيم الدفاعات و ينسق مع السكان المحليين؟ …هل الامر له علاقة بكوكب نيهاري اصلاً؟!

“اخذ قرارات الحروب ليست من مسؤولية الجيش بل زعيم الأمة، معاليه سيخبرنا ماذا نفعل عندما يحين الوقت المناسب، المهم هو ان نكون جاهزين ليتم ارسالنا للقتال في اي مكان و اي وقت.” اخذ أليكساندر رشفة اخرى من مشروبه

اومئت إيميلي بجدية و رفعت نظارتها برفق، هى تفهم كلمات أليكساندر و بالفعل تعمل بكامل طاقتها لتوفية متطلبات معاليه في الوقت المناسب

“اووه؟ مثير للإهتمام، تبدو متحمس لتلقي الاوامر؟” إلبتسامة لعوبة ظهرت على وجه إليزابيث

“متحمس؟ من يعلم ماذا سنواجه هناك.” هز أليكساندر رأسه، ” لكن رغبة معاليه يجب ان تُطاع.”

“هاها لا داعي لإخفاء الامر انا ارى اللهب يشتعل في عينك! أتسائل… اثناء اتفاقية التل الكبير، من الذي شدد على اننا سنطيع الامبراطور روبين في السِلم فقط و اننا لسنا مضطرين لسماع اوامره في حالة انه دعانا للدخول في حرب؟ الان انت تبدو انك تريد ان تحثه على بدأ الحروب لتتبعه!” ضحكت إليزابيث بصوت عالٍ

حتى العظيم أليكساندر احمر خجلاً بعض الشئ، ” ألم تكوني معي ذلك اليوم ايضاً؟ دعينا نترك الماضي للماضي..”

“هممم ذلك الرجل فعلاً له سحره الخاص~” إليزابيث اراحت ظهرها على الاريكة و تمتمت، عيناها لمعت قليلاً

“لا تفكري في الامر حتى.” إيملي نظرت لها من اعلى نظرتها

“اووه؟ و أوتريدين اختطافه مني؟ اخشى ان المنافسة ستكون من جانب واحد.” قهقهت إليزابيث، إبتسامتها في هذه اللحظة كانت قاتلة

“انا؟! لا تدخليني في اوهامك، انا اعرف قيمتي جداً.” إحمرت إيملي خجلاً و وقفت تصيح، ثم جلست مكانها بهدوء و عدلت نظارتها، “و ايضاً معاليه ليس مهتم بالجنس الناعم على اي حال، خلال الثلاث سنوات الاخيرة لم يقابل اي احد غير العجائز من فريق البحث و التطوير المهتمين بالكيمياء و الاخرين المسؤولين عن تسجيلات العوالم الاربعة، اربع اعوام لم يجلس مع ابناؤه بالتبني او يذهب لمطعم او حتى يأخذ راحة لساعة واحدة…”

“هيهي لو كان من النوع المتخاذل لما وصل إلى ما وصل إليه~” رفعت إليزابيث كتفيها، ” لكن اتسائل ما الذي يحيكه مع فريق البحث و التطوير لثلاث سنوات طوال..؟ هممم، حسناً اعتقد اننا سنعرف في الوقت المناسب، منذ متى يمكننا التنبؤ بما يريده معاليه على اي حال؟ حتى اعضاء فريق البحث و التطوير الذي يساعدونه لا يعرفوا ما الذي يساعدون فيه،” غطت إليزابيث فمها الصغير و قهقهت

في هذه اللحظة سمعت إيملي رسالة صوتيه فوقفت بسرعة و ذراعيها ملتصقين في فخذيها، فقط بعد عدة ثوانٍ تنفست الصعداء

أليكساندر ترك مشروبه و وقف بسرعة و تبعته إليزابيث، ” الوحيد الذي يجعلك تتصرفين كهذا عند تلقي رسالة منه هو معاليه، ما الذي قاله؟!”

“…قال انه يريدني ان ارسل بضع اباطرة عند جبل الفجر الاخضر ليجرب شئ!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=