فوق جبل الفجر الاخضر–

جبل الفجر الاخر هو اقرب جبل من التلة المنحدرة بإرتفاع يفوق الثلاثة الاف متر بقليل و هو ايضاً المُرتفع الوحيد القريب من التلة المنحدرة الذي لم يدمره جابا في تجاربه، او بمعنى اصح، لم يتمكن من تدميره. فهذا الجبل يحتوي على كمية معتبرة من المعادن و الاحجار القوة التي أبقته متماسكاً الى اليوم. لذا مع انه لم يعد *اخضر* حالياً بعد ما احرقت تفجيرات مصفوفة جابا كل شئ، إلا انه ما يزال متماسك!

و فوق هذا الجبل كان يجلس روبين وسط كومة من اللفائف و القوارير الزجاجية، الرياح العاتية على قمة الجبل كانت كافية لإقتلاع اشجار صغيرة و لكن تلك اللفائف الخفيفة بدت و كأنها لا تعترف بالرياح هنا!

ملابس روبين لم تكن متسخة و شعره كان مصفف بشكل جيد، كل شئ حوله كان يوحي بالنبل و الحكمة البالغتين… لكن كل هذا لم يخفي عيناه المرهقتان التي تبدوان و كأنها لم تذوقان النوم منذ سنوات.

*سووش* *سووش*

“نحيي معاليك!” عدة ظلال هبطوا تباعاً و انحنوا قليلاً

رفع روبين رأسه و اومئ نحوهم مبتسماً، ” لم احسب ان الجميع موجودون في المقر اليوم، يبدو ان الحرب تسير على ما يرام.”

عاد أليكساندر ليقف مستقيماً و إبتسم، ” منذ صنع معاليك لأسياد الحرب بدأ كل شئ يسير بسهولة و تقدمنا بسهولة و يسر لمدة عامين، و عندما جلب معاليك الفتاة التنين فلورا و كل شئ انقلب لصالحنا اكثر، فهى لم تتبع كلام معاليك بأن تتحرك بحرية و تأتي لساحة المعركة عندما نقوم بإستدعائها فقط، بل هى حالياً تمكث بشكل دائم في جيوش فيكتوريا الغربي، و سمعت انهما كونتا صداقة قوية ايضاً..”

“اوه؟ هذا مطمئن..” رفع روبين حاجبيه قليلاً ثم اومئ، ” صحيح مدة الخمس سنوات اوشكت على الانتهاء، ارسل لها اني اريد رؤيتها هنا في اسرع وقت.”

اومئ أليكساندر و اغلق عينيه، واضح انه بدأ في ارسال الرسالة

امام روبين الان كانت تقف ايميلي و معها إليزابيث و أليكساندر و حتى العجوز غو و عدد اخر من الاباطرة من مختلف المسارات، فكما امر روبين حاولت إيملي جمع امبراطور واحد على الاقل من كل المسارات المتوفرة… احدهم مثلاً يستعمل قانون الحياة الرئيسي و الاخر يستعمل قانون البرق الرئيسي!

رفع روبين حاجبيه عندما وقعت عينه على شاب فضي الشعر، “احدهم وصل لنطاق امبراطور بإستعمال البرق بالفعل؟ هل افهم انك الجينرال رايدين؟”

“اجل سيدي لقد اخترقت لنطاق امبراطور قبل شهرين فقط، هذا التابع يحيي المولى!” تقدم رايدين خطوتين و ركع على ركبة واحدة، صوت دقات قلبه كان مسموع للجميع

“هيهي حلمك تحقيق ايها الصغير؟” وضعت إليزابيث يدها على فمها و جلجلت، “معاليك، رايدين جاء المقر اليوم ليسلم بنفسه التقارير و يسأل عن اخبارك، فهو كان يريد لقائك منذ فترة طويلة، اخيراً حلمه تحقق اليوم!”

“الانسة إليزابيث!!” رايدين نظر جانبه و هو ما يزال راكع و كأنه يتوسل

إبتسم روبين إبتسامة كبيرة، “شاب صغير لم يتخطى الاربعين بعد و مع ذلك تمكن من حجز مكان مرموق بين جينرالاتي، شاب ملئ بالطموح و الموهبة سيكون لك مستقبل اكثر اشراقها، انا ايضاً وددت ان القاه منذ فترة!”

اثناء كلمات روبين التي تحدثها ببطئ عيناه لمعت بالذهبي للحظة و تفحص رايدين بالخفاء، مع انه لم يكن يظن انه سيجد اي شئ إلا ان فضوله لتفحص اي شئ اجبره على ذلك

“مدح معاليك لا استحقه!! لولا معاليك لكنت حالياً ارعى الابقار في مكانٍ ما، لو كان لدي بعض الموهبة فأنا بالتأكيد سأضعها في خدمة معاليك للأبد و—” كاد رايدين ان يكمل كلامه، عندما راى الوهج الذهبي يشتهد في عينا روبين و ملامحه تتغير للصدمة، ” معاليك؟”
وقف روبين و اخذ بضع خطوات بسرعة نحو رايدين ثم امسك بكتفيه و اوقفه و بدأ يتفحصه بعينا الحقيقة بشكل مكثف اكثر

تصرفات روبين اجبرت بقيت الاباطرة على النظر لبعض بأطراف العين و يتساؤون ما الذي يحدث

اخيراً بعدما تجولت عينا روبين على جسد رايدين بالكامل عاد لينظر في عينه، ” انت… انت يمكنك استخدام الدرجة الرابعة من قانون البرق الرئيسي، صحيح؟!”

“ماذا؟!” أليكساندر و البقية صُدموا و نظروا نحو رايدين بذهول ينتظرون رده

رايدين حك شعره الفضي لبضع ثوانٍ و رد في خجل، ” حقاً لا شئ يخفى على معاليك..”

“انت يمكنك استخدام الدرجة الرابعة من قانون البرق الرئيسي و لم تخبرنا!” إليزابيث لم تكبح نفسها، فأخذت خطوتين و لطمت رايدين برفق على مؤخرة رأسه

“اسف يا انسة إليزابيث، لكن عندما رأيت الجميع لا يستطيعوا فعلها فخلت ان ابقي الامر لنفسي حتى لا تنزعجوا مني.” رايدين نظر للأرض بنظرة محرجة…

شخصيته في العادة من النوع المندفع الشائك المستعد لمهاجمة اي عدو يظهر امامه مهما كان مستواه يفوقه، لكنه هنا يشعر انه مجرد رضيع، كل الاباطرة الموجودين اعمارهم تخطت المئة، *الانسة إليزابيث* عمرها تقريباً 800 عام، بينما اصغر الحضور و هو جلالة الامبراطور روبين عمره تقريباً 200، بينهم هو يشعر انه جالس مع كباره و ليس مع جينرالات اخرين!

“لكن.. كيف؟!” أليكساندر اخذ ينظر لرايدين من الاسفل لأعلى لكن لم يرى اي شئ مميز، حتى بعدما غطاه بحسه الروحي لم يرى شئ مختلف فيه ايضاً

صلب روبين ظهره و سند ذقنه على يده اليمنى، ” قانون البرق الرئيسي في جسده نشيط بشكل غير طبيعي، يمكنني رؤية صواعق صغيرة تتحرك في اوردته في انماط معينة بشكل تلقائي مع انه لا يملك اي جزيئات المتغيرة، ما يحدث معه تخطى حدود تقنية قانون البرق الرئيسي التي استخدمها للاختراق، و كأن عقله يحتاج لتقنياتي ليستوعب القوانين لكن جسده لا يحتاجها حقاً…” ثم اشار عند سفح الجبل، ” اضرب تلك البقعة بهجوم من الدرجة الرابعة.”

“حاضر.” وقف رايدين و ادى التحية العسكرية ثم اخذ بضع خطوات حتى يُبعد نفسه عن الجميع، قبل ان يرفع كلتا يديه للسماء…

*قعقعة* *اضطراب*

*بزززتـ* *بـــزززززتتتتـــ*

السماء تلبدت بالغيوم سريعاً و الصواعق تكثفت حتى اصبحت مرئية

*كاتشااا*

عدد كبير من الصواعق تكثف معاً ثم نزل على هيئة عامود من البرق

*بووووم!!*

“اه!!” إليزابيث و ايميلي و بقية الاباطرة اخذوا خطوات للوراء تلقائيا من الصدمة، لكنهم سرعاً ما عادوا للنظر للأسفل ” ..هذه هى قوة الدرجة الرابعة؟”

حفرة بقطر عشرة امتار و بعمق اكثر من ثلاثون متراً ظهرت في النقطة التي ضربها رايدين

“مذهل… عدد من الصواعق التي لا ترى بالعين المجردة شكلت نمط مؤقت في دمك مما سمح لطاقة الهجوم بالمرور بسهولة، و الان تفكك ذلك النمط الهائل و عادت الصواعق لتشكل انماط صغيرة تساعدك على زيادة سرعة تدريبك و تقبلك لقانون البرق الرئيسي!” تنهد روبين و هز رأسه، ” لم يبالغوا عندما وصفوك لي، روح الكوكب احياناً تعطي هبات للاطفال كروح قوية او جسد صلب، في حالتك انت اعطتك جسدك له ألفة خيالية مع قانون البرق الرئيسي، لا اظن ان هذه الدرجة من الألفة سنراها مجدداً في اي وقت قريب…”

حك رايدين رأسه مجدداً و اومئ بضع مرات بخجل، منذ اطلق هجومه و هو يأخذ لمحات سريعة من الاباطرة الواقفين خلفه، و مناظرهم لم تكن تسر ابداً…

بعضهم كان غارق في التفكير و هم عاقدين حواجبهم، و بعضهم كان ينظر نحوه بغيره واضحة!

عندما شعر روبين بغير بقية الاباطرة ضحك بصوت عالٍ، ” حسناً حسناً، قد لا يكون لديكم ما منحته روح كوكب يورا لرايدين لكن هذا لا يعني انكم لن تستخدموا الدرجة الرابعة من قوانينكم ابداً.. أنستم اني ما زلت هنا؟”

“معاليك تقصد..؟” الامبراطور مستعمل قانون الحياة اخذ خطوة للأمام بعينان تلمعان

إبتسم روبين مجدداً ثم بتلويحة من يده تطايرت اللفائف و القوارير الملقاة على الارض، فسقطت لفافة و قارورة بين يدي كل امبراطور، ” اريدكم ان تقرأوا اللفيفة و تفهمومها جيداً، ثم تشربوا ما في القارورة دفعة واحدة، بعدها تُحركوا ما شربتوه في اجسادهم تبعاً لما فهمتموه من اللفيفة، مفهوم؟”

“مفهوم.” رد كل الاباطرة بسرعة

“جيد، يمكنكم البدأ!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=