“…ما– ماذا؟!”
“يريد ان يرانا نحترق كيف يعني؟!”
“تلميذ سيد العشيرة، انت لست خفيف الظل كما تعتقد!”
شيوخ العشيرة استغرقوا عدة ثوانٍ ليستوعبوا كلمات جابا ثم بدأ كلاً من في اظهار ردة فعل مختلفة.. بعضهم ظل انفجر غاضباً و البعض الاخر ظنه يمزح، اما الجزء الاكبر فظلوا صامتين و اكتفوا بعقد حواجبهم و كأنهم توقعوا هذه الكلمات
رفع جابا يديه ليسكت الحضور، ” معاليه سمح لي ان بإعلان انه من ارسلني حتى يسهل علي مهمتي، لكني لن افعلها بهذه الطريقة، هذه مصيبة كوكب نيهاري و يجب ان يحلها ابناء كوكب نيهاري.” ثم نظر في عيون الجميع تباعاً قبل ان يكمل، ” انا لم اعد تلميذ معاليه، انا مجرد مواطن مثلي مثلكم الان، مواطن قلق على موطنه و يريد حمايته… من معي؟!”
“هذا سئ.. هذا سئ جداً..” احد الشيوخ وضع يده على رأسه، لم يبدو مصدوماً بقدر ما هو خائب الامل
اي شخص لديه بعض المعلومات عن الاحداث الجارية و بعض الذكاء سيدرك ان معاليه لا يريد السلام، هو حرفياً يبيع التقنيات و السلاح و الطلاسم مقابل كميات هائلة من درر الطاقة لدرجة ان العملة الرسمية اصبحت احجار الطاقة العادية بسبب ندرة الدرر في الاسواق!
هو فعلاً يدفع الحرب للأمام في المناطق الاربعة و يستفيد منها… لكن هذا لا يعني انه لا يريد توحيد الكوكب تحت لواءه، من قد لا يريد السُلطة عندما تُقدم له على طبق من فضة؟!
أورزون قبض يديه بقوة و سأل جابا، ” هلا اوضحت موقف سيد العشيرة اكثر؟ كيف يرانا حالياً… حلفاء ام عُملاء محتملين او ربما… اعداء؟”
“لا اعرف ايضاً… لكن تذكر ما حدث في اخر اجتماع لكم و معه و سيكون معك اجابتك.” شعر جابا بالضعف في قدميه و جلس مجدداً
“لا…” اورزون هو من وقف هذه المرة بصدمة في عينيه، ” ماذا تقصد؟ هل سيد العشيرة.. هل سيد العشيرة يخطط لإعلان الحرب علينا ايضاً؟!”
” لا تحسبوا ان اولائك التجار من عائلته و العلاقة الهامشية مع العشيرة تعني ان الماضي مات، لا.. معاليه لم ينس ابداً. افضل شئ يمكننا ان نأمله هو ان يكمل دعمه للحروب من الجانب ولا تتدخل امبراطورية البداية الحقيقية عسكرياً ضدنا، لو حصل ذلك فالعواقب ستكون كارثية.” هز جابا رأسه ثم إبتسم ابتسامة ساخرة، ” ثانياً يمكنكم التوقف عن دعوته بسيد العشيرة الان فهذا سيستفزه اكثر، انه يراكم كلطخة عار في تاريخه.”
“ما الذي يعنيه هذا؟” احد شيوخ العشيرة نظر حوله و صرخ، ” هل ذلك الروبين سيظل يدعم الحرب حتى يأتي الغزاة و يقتلونا جميعاً؟ او ربما هو نفسه ليهاجمنا من تلك البوابة اللعينة اثناء وجود الغزاة ليصطاد في الماء العكر؟! اقترح ان–”
*طااخ*
“اااااه—-”
قبل ان يكمل ذلك الشيخ كلامه جاءته صفعة ارسلته طائراً فإخترق الحائط وحطمه ثم اكمل طيراناً نحو الافق حتى اختفت صرخاته كلياً، غير معروف ما إن كان مات ام ما يزال حي..
“لا احد هنا مسموح له بأن ينقص من قدر معاليه. حتى لو اصبح عدواً ينوي تدمير الكوكب كله ستتحدثون عنه بإحترام امامي و من وراء ظهري، مفهوم؟” صوت جابا سُمع مدموجاً بنية قتل قوية
“مفهوم سـ سيد جابا، مفهوم.” بقية شيوخ العشيرة اومئوا بسرعة
ليسوا لأنهم مقتنعين بما قاله، بل بسبب هالته التي ظهرت عند الهجوم. هذه لم تكن هالة شخص في نطاق حكيم، التفسير الوحيد انه وصل لنطاق امبراطور قتالي…
*بلع* إبتلع الجميع ريقهم واحد وراء الاخر عندما تذكروا انهم ينظرون الان الشخص الوحيد خارج المنطقة الشمالية الذي يصل لهذا النطاق!!
لحظة.. بالتأكيد جابا ليس عبقري استثنائي حتى يصل لهذا النطاق لوحده و ينجح فيما عجز عنه ملايين العباقرة من قبل، التفسير الوحيد انه وصل له لأنه تلميذ سيد العشيرة.. سيد العشيرة يمكنه ان يجعل اتباعه اباطرة الان؟!
*هدوء~* حتى صوت التنفس في القاعة انعدم عند التفكير في هذه النقطة
“جيد.” نية القتل الصادرة من جابا هدأت قليلاً و تمشى حتى وصل للفتحة التي احدثها جسد الشيخ و اخذ يطالع المدينة و يده وراء ظهره كما اعتاد مُعلمه، “…لا اريدكم ان تيأسوا، ما يزال هنالك امل.”
“سيد جابا، ارجوك اخبرنا بما تعرف!!” اورزون ترجى بسرعة
“…حسب ما فهمت من معاليه، هو تحت إلتزام بأن يمنع الغزاة من نهب كوكب نيهاري، لذا هذه يجب ان نضع تحتها مئة حط و نتركها جانباً.” عقد جابا حاجبيه قليلاً و تكلم بهدوء، ” عندما جائنا معاليه اول مرة كان يريد توحيد عالم نيهاري، امداده بالتقنيات و الامكانيات و تقويته خلال الخمسون عام بدرجة كافية تُمكننا من التصدي للغزاة بإرتياح، ثم يتركنا نعيش في سلام و رخاء و يرجع هو لعائلته… لكنكم تعرفون كيف سار هذا.”
“….” نظر شيوخ العشيرة لبعضهم
كيف لا يعرفوا؟ قبيلة عزيل الملاعين دمروا كل شئ!
و هم… أهم مخطئون لأنهم عصوه و سمعوا كلام العمالقة و رفضوا مهاجمة الشمال؟ ربما، ربما لا.. المهم انهم عصوه و ظنوا انهم بدونه سيكونوا افضل حالاً و تسببوا في انه تخلى عنهم و عن فكرة التوحيد بالكامل.
ثم اكمل جابا، ” الان نرجع لهدف معاليه، و هو ان يوقف الغزاة من نهب الكوكب، لو كنتم مكانه و خيار التوحيد اصبح غير متاح و كانت لديكم كراهية دفينة نحو كوكب نيهاري، ماذا كنتم ستفعلون؟”
“…اتخلى عن المهمة؟”
“سأنهب انا الكوكب اولاً…”
إلتف جابا ليواجههم، “انا ايضاً لدي تخمينات مثلكم ولا اعرف الحقيقة، لكن اعتقد ان معاليه اختار انه بدلاً من قضاء الوقت في السِلم و مساعدة بعضنا لنصبح اقوى معاً، هو اختار ان يجعلنا نقضي وقتنا في حرب و هذا سيدفع الجميع رغماً عنهم ليصبحوا اقوياء و بالطبع نشر الكثير من التقنيات و الاسلحة سيساعد على هذا اكثر.”
“انت تقول..؟” رفع اورزون حاجبيه
اومئ جابا، ” اعتقد ان معاليه ما يزال يأمل ان ندافع عن كوكبنا بأنفسنا او على الاقل نرهق الغزاة قبل ان تتدخل امبراطورية البداية الحقيقية،.. كل ما في الامر هو انه ما يزال يرانا خط الدفاع الاول، لكنه لم يعد يهتم كم فرد منا سيبقى حياً بعد انتهاء الحرب سواء نجحنا او فشلنا في صد المعتدين…”
“هذا… سيد جابا، برأيك ما الذي علينا فعله الان؟” احد الشيوخ سأل متوتراً
تقدم جابا بضع خطوات و وضع كلتا يديه على الطاولة، ” معاليه ما يزال يراقب الوضع و يحاول تقوية الجميع، لكنه لن يتدخل إلا عندما تنهار كل خطوطنا الدفاعية و نموت جميعاً، بعدها سيأتي بجيش امبراطورية البداية الحقيقية و يسحق الغزاة بضربة واحدة… علينا ان لا نسمح لهذا بالحدوث! معاليه حتى و هو غاضب علينا أمدنا بالسلاح و التقنيات و سمح لي بالعودة و فعل ما اشاء، لا يمكننا لومه على التقصير! خلال الخمس سنين القادمة يجب علينا استغلال كل المتاح حتى نكون اقوياء كفاية للإنتصار ضد الغزاة بمفردنا، او على الاقل نصمد ضدهم طويلاً بما يكفي لاجباره على التعاون معنا. هذه هى الطريقة الوحيدة للنجاة!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 15$
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:
https://best-cash.net/r43rbnVg
او
https://exe.io/TzRoO
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
الموضوع التاليالموضوع السابق