بعد نصف يوم– على الحدود بين المنطقة الوسطى و الجنوبية
*فرووووممـ*
عشرات السفن الحربية خففت من زخمها الهائل، ثم تدريجياً تباطؤوا حتى توقفوا كلياً.
*بشششـ* بوابة السفينة الام في مقدمة الاسطول فُتحت وخرج منها الابن السابع و معه عدد من اخوته، كلهم نظروا حولهم بتعابير تملأها الدهشة، “بحق الجحيم..؟”
بايثور اصدر امراً واجب النفاذ بشكل فوري بأن يحتلوا المنطقة الجنوبية من اجله و يدمروا بوابة الفضاء، لكنهم لم يضعوا قدماً في المنطقة الجنوبية بعد و بدأوا برؤية اشياء غريبة!
امامهم الان و على مدى البصر كان هنالك جنود محليين من مختلف الاجناس، لكن هذا ليس الشئ الغريب فهم يعرفوا عدد المقاتلين المتوقعين في المنطقة الجنوبية، الغريبة هو انه بين كل جندي و الاخر توجد مسافة عشرة امتار!
في هذه اللحظة سمعوا صوت خشن كأن حلق المتكلم ملئ بالتراب: “لماذا تأخرتم كثيراً؟”
“انت هناك… جينرال العفاريت آمون؟” الامير السابع إلتفت نحو عفريت يطوف على مسافة ليست بالبعيدة، “أكنتم تنتظرونا؟”
“بالطبع، نزول عشرات السفن من الممر الدودي حدث جاذب للأنظار كيفما إرتأيته، لكننا انتظرنا كثيراً، ماذا، هل كنت تنتظر لتجمع بعضاً من اخوتك؟ هل تخاف ان تأتي وحيداً؟ هيهي” آمون لم يبدو جاداً ابداً
“كان امامكم نصف يوم للإستعداد و هذا ما خرجتم به؟” اشار الامير السابع للاسفل بإستهزاء
آمون تظاهر بالتفاجئ، “ماذا، ألم تعجبكم خطة الجينرال الاعلى ساكار؟”
لكن الامير السابع بدأ يضحك بصوت مرتفع، ” هاها كلا بل اعجبتني كثيراً، هل يفترض ان اخاف لأني ارى جنوداً على مرمى البصر؟ لو أنزلت فرقة بها ألف جندي فقط سيمزقوا تلك التفاهة التي تدعوها بتشكيلة!”
“اووه هذا يبدو ذكي جداً، لما لا تجرب؟” اشار آمون للأسفل بإبتسامة اظهرت انيابه المتوحشة
“…..” الامير السابع عقد حاجبيه قليلاً، بدأ يشعر ان هنالك شئ غير مضبوط، لكنه اشار لإحدى السفن على اي حال.
*فروووم* تلك السفينة اقتربت من الارض ثم فتحت ابوابها، “هياااااا!!!” عدد كبير من الجنود بدأوا بالنزول منها حتى وصل تعدادهم لقرابة الـ 5000، بينهم عدد من الاباطرة القتاليين!
“امسحوهم.” لوح الامير السابع بدون النظر لهم، عيناه مُركزتان بالكامل على امون.
“تعيش امبراطورية الثعبان العظيم!!” 5 الاف جندي متمرسين من جنود امبراطورية الثعبان العظيم تقدموا في صفوف منظمة و بإسلوب شرس، فـ بعضهم إلتف ليُشكلوا اجنحة للجيش الصغير و بعضهم قفز عالياً ليهاجم في عمق الجيش المحلي، مجرد تحركهم كان وليمة لعيون أي مُراقب، و ما حدث بعدها لم يكن اقل اثارة للإعجاب.
كما قال الامير السابع تماماً، تباعد الجنود المحليين بهذا الشكل أدى إلى تقديمهم لمذبحة، هم بالفعل اضعف من جنود امبراطورية الثعبان العظيم بفارق كبير من ناحية السلاح و المستوى و الخبرة، و الان عليهم مواجهتم بشكل فردي تقريباً، فكل واحد يقف في دائرة قطرها 10 امتار بدون دعم، كل واحد فهم كان كأنه يقاتل بمفرده ضد جيش!
بسرعة تقدم الجيش المكون من 5 الاف جندي واطئين على عدة صفوف من المحليين بدون ان يخسروا جندي واحد او تتباطئ وتيرتهم، و العجيب هو ان الجنود المحليين ظلوا واقفين اماكنهم متباعدين لا يتقدموا ولا يتراجعوا كخراف تنتظر دورها في الذبح، لو تلك المجموعة من 5 الاف جندي تابعوا التقدم على هذا الحال سيتمكنوا من قتل الملايين من المحليين بدون ان يتصببوا عرقاً!
“هاهاها!” احد الامراء ضحك بصوت عالٍ و ربت على كتف اخاه عدة مرات بقوة من غباء ما يراه.
“….” لكن حاجبا الامير السابع عُقدا اكثر، و سأل بصوت مسموع، “…لماذا؟ لقد شاهدت معاركك ضد قبائل العمالقة، قد تكون من عِرق بدائي لا يستحق ان يطلق عليه لقب عرق ذكي، لكنكم لستم اغبياء لهذه الدرجة…”
” من اجل ذلك..” قهقه آمون و اشار بيده مُشكلاً شئ كصندوق
“ذلك؟” استغرب الامير السابع قليلاً ثم رفع حاجبيه بسرعة، “تقصد مكعبات ختم الكارثة؟”
“اجل، ذلك الشئ الكارثي اياً كان اسمه… لا ضير في اخبارك فلا شئ في يدك لتفعله على اي حال، لقد رأينا نطاق الدمار الذي حصل مع اخي الراحل مورين و الجينرال الاعلى ساكار، روح الكوكب توقف الهجوم بعد اجتيازه مسافة معينة، لهذا فكرنا في ان زيادة المساحة التي يغطيها الجنود ستقلل من الخسائر لو قررتم تكرارها.” اشار امون للأسفل، “الأن المكعب الواحد لا يمكنه سوى قتل بضع آلاف محلي، أي لم يعد لهم فائدة.”
“….” الامير السابع لم يدري ماذا يقول، هذا يبدو غبي جداً!
“هاها و لم يعد لجيشك فائدة ايضاً!” احد الامراء الاخرين تابع ضحكه، “لماذا نحتاج لإستخدام مكعبات الكارثة الان ايها الحمقى؟ هاهاها!!”
*بززززتتتـ*
*بززت* *بززت* *بززت* *بززت*
في هذه اللحظة فُتحت عشرون بوابة فضاء فورية خلف الـ 5 الاف جندي مباشرة و خرج منهم آلاف العفاريت في غمضة عين!
*شااا* سوووش* *بوووم*
فور خروجهم هاجموا ظهور الجنود الغافلين فوراً محدثين اضرار هائلة، حتى استوعب الجميع ما يجري كان هنالك الف قتيل على الاقل و البقية جرحى بجروح متفرقة!
“إستعدوا لتنزيل المزيد من الجنود، المعركة قد بدأت، حاصروهم و اقتلوهم جميعاً!!” الامير السابع اشار للأسفل بسرعة، لولا انه سيضطر لقتل جنوده ايضاً لأمر بإستعمال المدافع.
*كرررر* *كرررر* ثلاث سفن هبطت و الابواب بدأت تُفتح و الجنود بداخلهم قفزوا في تشكيلاتهم، عند سماع الاوامر التالي سيتقدموا بسرعة ليحاصروا القادمين الجديد و يقتلوهم جميعاً.
و الامير السابع لم يتأخر، فور ما رأى ان التشكيلات اصبحت معقوله رفع يده ثم صاح، “تقدمـــ–..؟!”
لكن قبل ان ينهي كلمته تراجع العفاريت كلهم بسرعة، كان بينهم و بين البوابات بضع امتار فقط فقفزوا عائدين بنفس الطريقة التي جاؤوا بها، تركوا الساحة خلفهم مليئة بالقتلى و الجرحى و الصدمة!
*بلع* الجنود المحليين على مرمى البصر حافظوا على اعينهم مغلقة، أصوات بلع ريقهم و رائحة العرق و البراز غطت الجو، لقد علموا ان تلك السفن و من فيها سيفرغوا غضبهم عليهم، لكن لم يقدر اياً منهم على التراجع!
“انتم… أهذه هى خطتكم لإيقافها؟ هل انتم مجانين يا قوم؟!” الامير السابع كاد يفقد عقله، الان فقط إرتسمت الخطة التي اعدها المدعو ساكار لإيقافهم، و هى الجنون بعينه!
الموضوع التاليالموضوع السابق