الوقت الحالي– على قمة جبل بجوار مدينة يورا
“أترى هذا؟ أليس هذا احد الاشخاص الحشريين المسمين سيوف الظل؟ يبدو ان اصحابك الجدد في مأزق.” اشار هولاك نحو بوابة المدينة مقهقاً، ففي هذه اللحظة كان قد خرج شخص يرتدي ملابس سوداء ممزقة و جسده ملئ بالجراح و الكسور، يمكن القول ان من فعل به هذا بالكاد تركه على قيد الحياة عن قصد.
الويفرن اعطاه نظرة جانبية، “انت ايضاً في نفس المأزق مع نفس الاشخاص يا شريك، الفارق ان هم لديهم أمل في الانتصار.”
“هاي، هذا لم يكن له داعٍ!” غضب هولاك للحظة، لكنه رفع كتفيه و عاد لينظر نحو البوابة مجدداً، “…حسناً لديك وجهة نظر.”
“جيد انك أوقنت هذه الحقيقة على الاقل، كنت سأفقد فيك الامل لو كنت تظن خلاف ذلك.” صوت الويفرن العتيق بدى مرتاحاً، “إذاً لما لا تختار جانب؟”
“شريك، انت انضممت لهم للتو لكنك بالفعل اصبحت تدعوني بالنيابة عنهم؟ هل كنت تتخذني ذريعة لتنضم لهم ام ماذا هاها” ابتسم هولاك و هز رأسه، “نحن لم نعرف بعضنا اليوم يا شريك، ألا يمكنك توقع ردي؟ انا لا اريد ان اختار جانب، اريد انا اكون انا احد الجوانب.”
“لكن الاوان قد فات لهذا الخيار، لو سمعت كلامي قبل كل تلك السنين و وحدت الكوكب تحت سُلطتك بمساعدتي و بمساعدة جيش الوحوش كنت لتكون احد اطراف الصراع، لكن ليس الان…” هز الويفرن رأسه الكبير
“انا لا احتاج لأحكم الجميع حتى يعرفوا اني الاقوى، هنالك اشخاص اكبر مني عمراً و اكثر سُلطة في نيهاري و مع ذلك يدعوني بالسلف، الجميع يعرف من هو اقوى شخص في العالم و هذا يكفيني!” لوح هولاك
“هذه النظرة هى ما اسكتني به في الماضي، انك فقط تريد الحرية و لقب الاقوى و لا شئ اخر، لكن الان الساحة اتسعت امام كلانا و عرفت ان *العالم* ليس مقتصر على نيهاري، ماذا بعد؟ أتعتقد انك وحدك يمكنك التصدي لكل تلك الامبراطوريات الكوكبية؟ ماذا يمكنك ان تفعل وحيداً مهما بلغت قوتك؟ …لقد جاء كلانا الرد، انت واجهت الظل بينما انا تم ابراحي ضرباً على يد ثلاثة اشخاص حتى كسروا عظامي كلها… لو كنت أسست مملكتك الخاصة في الماضي كنت لتكون احد الاطراف، لكن الان انت عنصر، عنصر تم ركنه على الجانب بحركه واحدة.”
“هذا ما حصل و قُضي الامر… ثانياً توقف عن التحدث بحكمة و كأنك كنت تتوقع كل شئ،” هولاك نظر وراءه، “كيف كنا سنسيطر على نيهاري بالضبط؟ ألا تذكر ما حدث لمختار السماء الثاني عندما فكر في الامر؟ لقد احترموني و اعطوني الألقاب لأني لم احاول التسلط عليهم، لأنهم إعتقدوا اني وجدت طريقة لأصبح اقوى و بطريقةٍ ما سأهديها لهم، لكن لو حاولت اخضاعهم بالقوة كنت سأرى منهم الوجه الاخر، كنت إما سأدمر العالم بمساعدتك، او يدمرونا هم!”
*سووش* *سووش*
اثناء حديثهم لاحظ هولاك وصول شخصين اخرين، وصولهم جعل البقية حول البوابة يؤدوا التحيات العسكرية و يتراجعوا تاركينهم وحدهم مع سيف الظل المصاب حيث بدأوا بإستجوابه فوراً، لقد كانا العجوز غو و معه بيلي بورتون.
بعد برهة من الصمت عاد صوت كريكسس العظيم للظهور، “ماذا تنوي ان تفعل الفترة القادمة؟”
“ألم تسأل عن هذا بالفعل؟ اخبرتك اني لا اعرف.” حك هولاك رأسه برفق، منذ سمع عن ما جرى من سيف الظل شعر ان شئ بداخله انطفئ.
“لا يوجد لديك الكثير من الخيارات في الحقيقة،” حرك كريكسس رقبته لينظر نحو هولاك، “الاول هو ان تعود لنيهاري.”
“لا اريد!” نظر هولاك للأسفل، قلبه الذي اكتمل مؤخراً انتفض، الخوف المتأصل الذي ذرعه فيه ذلك الظل الداكن وجد طريق للسطح، “…لا اريد العودة الان، ليس قبل ان اكون قوي بما يكفي.”
“إذاً ليس امامك إلا ان تبق هنا في مُلك الامبراطور الكوكبي روبين، لكن ضع في حسابك انه سواء كان لديك دور في الامبراطورية او كنت تتجول فيها حراً بلا مسؤوليات، انت ستكون جزء منها..”
إلتفت هولاك ببطئ ناظراً في عينا كريكسس لبضع ثوانٍ، “…بدأت اشعر ان روبين بورتون دفعك علي.”
“…انا فقط اريد ان اظل اناديك كشريك لفترة اطول، لا اريدك ان تنساق وراء اهوائك بإندفاع كالعادة.” عاد كريكسس العظيم ليريح رأسه على ظهر كفه الضخم
“….” نظر هولاك نحو البوابة مجدداً يتابع التحركات الهلعة هناك بدون قول كلمة
صحيح انه يتصرف بضيق افق احياناً، لكن ليس لأنه غبي، بل لأنه قوي بما يكفي ليتجاهل كل الخيارات التي لا تشعره بالإرتياح.
اما اليوم فلأول مرة منذ آلاف السنين وجد انه عليه استخدام رأسه في حساب الاحتمالات و ردود الافعال على قراراته!
ذهابه لنيهاري لن يفيده شئ… إن لم يكن يريد متابعة القتال يمكنه ان يطلب الذهاب في سرية تامة و على الارجح روبين سيوافقه، لكن ماذا بعد؟ سيظل يتجول في الارجاء كالغجر يحاول الابتعاد عن جيش الثعبان العظيم؟ فعلاً طموحه كان الاستحواذ على نيهاري كباحة شخصية له، لكن ليس لأنه يحب كوكب نيهاري نفسه او اهل كوكب نيهاري، بل لأنه هو يريد هذا الشعور!
طالما لا يمكنه الاستحواذ على روح نيهاري، فلا يوجد اي فائدة من الرجوع، هو لا يهتم بترابه ولا ناسِه!
قتال امبراطورية البداية الحقيقية و امبراطورية الثعبان العظيم على احقية مُلك روح الكوكب؟ هذا ليس لأنه يريد السيطرة على الكوكب وحكمه فجأة، بل لأنه يرفض حقيقة ان احدهم يريد اخذ شئ كان له، لقد بدأ صقل الروح بالفعل، من بحق الجحيم يمكنها اخذ ما في يده؟! .
…لكن هذا ما يحدث، المارشال سيليبوس كان يصقل الكوكب على مرأىً من عينه، و على الارجح ما يزال يصقله هنالك.
الان بقي له خيارين، و هذا ما كان يشير له الويفرين… إما يتبع روبين و يكون احد الرعايا، او يحاول اخذ احد كواكبه بالقوة.
“….” حك هولاك رأسه بقوة، “انا فعلاً مندفع يا شريك لكن لست احمق، لا اريد ان اكون تابع لأحد لكني لن اذهب و اعبث مع امبراطورية كوكبية بمفردي ايضاً، تلك الكيانات اعمق من مجرد قوة افراد، لقد جربت بنفسي ثمن التعامل معهم.”
“جيد انك تفهم.” الويفرن اطلق تنهيدة طويلة و عاد للصمت، طالما هولاك يحافظ على حياته بطريقةٍ ما فهذا ما يهم حالياً، طالما يجتاز هذه المحنة و يصفى ذهنه سيجد الافضل لنفسه لاحقاً.
في نظر كريكسس العظيم، اولائك الثلاثة الذين كسروا عظامه لم يقاتلوا بجدية، لو قاتلوا بكل ما لديهم فسيقدروا على ايقاف هولاك بلا شك، هذا بدون التحدث عن قائدهم الذي اخضعهم كلهم ليستمعوا لكلامه!
…هولاك قضي الساعة التالية بجوار الويفرن يراقب ما يحصل حول البوابة و يفكر بدون قول كلمة، القرارات المصيرية التي عليها اخذها كانت كثيرة جداً، لكن اولاً… اين يذهب الان بعدما يودع شريكه؟!
في هذه اللحظة فُتحت بوابة فورية امام بوابة مدينة يورا و خرج منها شخصان تعتليهم تعابير الجدية
“…هممم؟ يبدو ان الامر اخطر مما كنا نتوقع يا شريك، انظر.” هولاك ربت بضع مرات على مخالب الويفرن
الذي بدوره رفع رأسه الضخم و ركز على ما يحدث في الاسفل، و بسرعة تعابيره تحولت للجدية ايضاً، “…؟”
احد الشخصان الذي وصلا للتو كان سيده الجديد، روبين بورتون، و من تعابيره لم يبدو الامر جيد.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:140$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 30/17