بعد يومان اخران– فوق احدى الجبال بالقرب من مدينة يورا
*خطوة* *خطوة*
“هووو~” توقف هولاك ليلتقط انفاسه، ثم تابع تسلق الجبال بيد واحدة كاملة، و يد اخرى تصل بالكاد للكوع.
سيف الظل وراءه عرض المساعدة، “هل تريد دفعة؟”
سؤاله كان عادي لكنه كان ساخر بعض الشئ، من يمكنه ان يساعد هولاك ان كان هو لا يستطيع عمل شئ؟ في الحقيقة هو فعلاً كان يستهزء، صحيح ان الجبل بإرتفاع 4 الاف متر لكنه ليس بشئ بالنسبة للحكماء، اما الاباطرة يمكنهم ان يصلوا للأعلى ببضع قفزات إن لم يرغبوا بالطيران، اما هولاك فكان يتمشي و يصعد كأنه فاني!
لكن على غير العادة هولاك لم يرد بعجرفة، بل لم يبدو انه يمانع ابداً، هو فقط ابتسم، “لا شكراً.” و تابع للأعلى.
و لم تطل رحلته كثيراً، سرعان ما جذب بيده لأخر مرة، “هااه!” فتغير المشهد امامه.
قمة الجبل لم تكن مدببة مليئة بالصخور كما هو منتظر، بل كانت مستوية ناعمة كالبلاط في القصر الامبراطوري، لكن هولاك رأى منظر كهذا من قبل عندما لاقى روبين اول مرة فلم يبدو مندهش و لو قليلاً، اهتمامه كان منصب اكثر على ما هو فوق قمة الجبل
*غررر…*
“المزيد من درر الطاقة هنا!”
“هل جائت المستشفى الميدانية الخامسة بعد؟”
على وجهه ابتسامة لطيفة، تقدم هولاك بضع خطوات وسط ما بدى كخلية نحل مشغولة، كل من يراه يتراجع خائفاً لكنهم يهدأوا مجدداً عندما يروا سيف الظل وراءه.
في النهاية هولاك اقتحم مصفوفات المستشفيات الميدانية واحدة تلو الاخرى
*زمجرة* رفع كريكسوس رأسه بصعوبة عندما شعر بقوة الحياة داخل المصفوفات اصبحت اضعف و توجهت لشخص اخر، لكن عندما رأى القادم الجديد ريح رأسه مجدداً على ذراعه و عاد ليغمض عينه.
عندما رأى سيف الظل ان محادثة شخصية على وشك ان تجري أشار لأسياد النقوش و باحثي برج فاتح السماء ان يتبعوه، ثم نزلوا جميعاً من قمة الجبل، لم يذهبوا بعيداً، لكن كفاية لإعطاء الاثنان مساحة شخصية.
“…تبدو في حالة يرثى لها يا صاحبي.” ابتسم هولاك عندما تأكد من مغادرة الجميع، ثم ليجلس امام صديقه القديم.
فعلاً حالة كريكسس كانت سيئة جداً و إلا لما قضى عدة ايام داخل العديد من مصفوفات المستشفى الميداني و كل واحد تعمل بكامل كفائتها!
هو لم يتلق الضرب من عظماء الامبراطورية الثلاث: قيصر، ساكار و ريتشارد فقط، بل هو كان بالفعل مصاب عندما وصل لكوكب يورا، بل المسافة التي قطعها من جبل الحد الشمالي و حتى وصل للبوابة في المنطقة الغربية كانت تعج بأنصاف الثعابين، طوال مسيرته تم الاطلاق عليه عدد لا يحصى من طلقات المدافع
لكن كل تلك الإصابات الظاهرية لم تكن شئ، فالعظماء الثلاثة لم يقصدوا ايذاءه، و طلقات المدافع لا يمكنها سلب حياته، ما اضر به فعلاً كان انه اضطر لحرق طاقة حياته الخاصة و المكنون الذي يجعل منه ملك الوحوش من اجل زيادة سرعته و الوصول للبوابة بسرعة…
“شكراً، و انت تبدو ككومة روث طازجة طازجة.” كريكسوس لم يكن لطيفاً ايضاً، منظر هولاك و هو يتهاوي بذراع واحد كان مؤلم للنظر بالنسبة لكريكسس.
هولاك قوي، قوي جداً، جسده وصل للحد الفيزيائي للقوة الجسدية المحضة، لكن هذا ايضاً يجعل من الصعب عليه تعويض اطرافه المقطوعة، حتى بمساعدة المستشفيات الميدانية التي تقوم بتحويل الطاقة من الدرر لطاقة حياة صافية، سيتعين عليه قضاء وقت ليس بالقليل حتى يستعيد ذراع يكافئ القديم قوة.
بعد صمت عدة ثوانٍ نظرة هولاك للأرض، “…لقد سمعت عن ما فعلته من اجلي.”
“انت لست هنا لتشكرني، أليس كذلك؟” فتح كريكسس عيناه و نظر نحو صاحبه بإستغراب
“هيهي لا لا، لقد فات قطار الشكر بيننا.” مد هولاك يده و ربت على مخلب كريكسس بقوة، “عندما يُقطع جناحك سأساعدك ايضاً.”
*باش* إرتطم رأس كريكسس بالارض بلا حول، “لا شكراً، لدي من يساعدني الان، اذهب لحالك… اكمل طريقك.”
“…طريقي؟ أي طريق هذا…” ابتسم هولاك و هو ينظر للارض، “عمري آلاف السنين، و مع ذلك قضيت اليومان الماضيان افكر ما الذي صنعته بحياتي، لم اجد شيئاً.”
“…..” رفع كريكسس رأسه و ارسل نظرة للجانب، هذه اول مرة يسمع هولاك يتكلم بهذه الطريقة
لقد قاتل هذا الوحش لمئات السنين و قضي معه آلاف السنين، هولاك ليس من النوع الذي يقلق على المستقبل، هو فقط يريد شعور ان يكون الاقوى، بعدها يمكنه ان يعيش ابسط حياة ممكنة كما كان يعيش سلفاً… ما الذي صنعه بحياته؟ لا شئ، هو فقط كان يرضي نفسه.
“ذلك الشعاع الرمادي.. لا، ذلك الموت المتجسد، لقد جعلني افكر… ألو مُت اليوم سأحدث فارق في حياة احد، ام اني سأُنسى قبل ان تغيب الشمس؟ تغلغل الاحباط إلى قلبي عندما علمت يقينا ان الاجابة هى الثانية، موتي لن يحدث اي تأثير، بل على العكس، سيفرح الكثير به.” ابتسم هولاك بعين مكسورة
ثم زادت ابتسامته قليلاً و رفعت وجهه المشرق نحو كريكسس، “لم يمكنك تخيل فرحتي لما علمت ما فعلته من اجلي، ليس لأني سعدت بأني حي، لا لا، لقد فرحت لأن احدهم إهتم يوماً لأمري… انا لن اشكرك على انقاذي، لكن اسمح لي ان اشكرك على اعطائي بعض الامل.”
“…تتكلم مثل المخنثين.” نظر الوحش بعيداً.
“هيهي اعتقد اني كذلك.” ضحك هولاك اخيراً
كريكسس سأل بعد صمت طويل، “…ما الذي تنويه الان؟ لن اسمح لك ان تعود لنيهاري. عن نفسي سأبق هنا حتى اسدد ديني، لن تكون فكرة سيئة لو بقيت معي، يمكنك اخذ مكانة عالية في امبراطورية البداية الحقيقية.”
“لا اعلم بشأن هذا، لكني لست بهذا الغباء، اعلم ان عودتي لنيهاري لم تعد متاحة في هذه الظروف…” وقف هولاك و نظر نحو قرص الشمس البعيد
“…هممم؟” اثناء تأمله في الافق بصمت وقعت عينه على مدينة يورا، عينه الحادة لمحت بوابة الفضاء هناك تفعلت فجأة و خرج منها شخص على وشك الموت.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر:130$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 30/14