اليوم التالي– كوكب نيهاري– المنطقة الشرقية– برج الشيوخ
“جابا ايها الوغد الجاحد! لقد تبعتك في كل شئ لأنك قلت ان معاليه تخلى عنا كلياً و انه ينوي مسح الكوكب، لكن لن اوافق على ما يجري اكثر!!” احد شيوخ المجلس صرخ بعلو صوته في قاعة الشيوخ، و خلفه 4 اخرين من الشيوخ من اعراق متحورة مختلفة جاؤوا لدعمه.
في حين ان بايثور و حاشيته المقربين المكونين من عدد من ابناءه ابتسموا وهم يشاهدوا المسرحية، جابا وقف غاضباً، “أنتم ايضاً؟ أهكذا تعاملون اليد التي مُدت لكم؟ لولاي لأكلتكم قبائل عمالقة الشرق و بصقتكم منذ زمن!”
“مُدت لنا يدك بالشر و المهانة!” عينا ذلك الشيخ مُلئتا بالدموع، “اخبرتنا اننا سنقوم بتشكيل قوة كبيرة نسيطر بيها على كوكب نيهاري و نكسب احترام معاليه، لكنك سلمت كل شئ لتلك الافاعي و وضعت رؤوسنا في الوحل! ألا ترى ما يفعلوه بشعبنا في الشوارع؟ أهؤلاء سيعطونا اي وجه او يتركونا نحكم انفسنا؟ بئس اليوم الذي اخترنا فيه إتباعك!”
“حسناً هذا لم يعد مُرفِه، اقتلوهم.” بايثور لوح ببطئ، و بالفعل واحد من حاشيته قام من مكانه مستعد لتنظيف المكان
“كلا!” لكن جابا صاح بغضب، “انهم لي، اولائك الكلاب اطمعمتهم و نصرتهم و رفعت من شأنهم في النهاية يتطاولوا علي؟”
بعدها جابا اشار لعدد من حراس العشيرة، “خذوهم، ألقوهم مع البقية في سجن صحراء الموت، و ارسلوا معهم كل افراد عائلاتهم!”
“لا! دعوني! اقتلوني!! لا شأن لعائلتي بقراراتي! لاااا!!!” حاول الخمسة التملص، لكن الحراس الشخصيين لجابا لم يكونوا شئ يستطيعون اعتراضه، و بسرعة قاموا بقمع طاقاتهم الداخلية لمنعهم من اي عمل انتحاري.
في الحقيقة هذه لم تكن اول مرة يتم فيها القبض على احد الشيوخ بسبب اعتراضه و الزج به في سجن صحراء الموت عالي الحراسة، منذ ظهر المارشال لاكروس اول مرة فوق العشيرة بدأ الشيوخ يعترضوا بالتدريج، وبعدها رفض جابا للإنصياع لطلب النجدة من معاليه ادخل الرعب في قلوبهم.
ثم جائت القشة التي قسمت ظهر البعير و هى وصول بايثور و انتشار الفساد في المدينة و التأكد من المنحنى الذي وجدوا انفسهم فيه، بعضهم حاول اغتيال جابا و من بينهم اورزون، لكن بالطبع فشلوا، و كلهم تم القبض عليهم و ارسالهم لأسوأ سجون المنطقة الشرقية حيث يتلقوا تعذيب مضني ليل نهار.
“قتلهم اسهل بكثير.” بايثور تكلم اخيراً و هو يرى الشيوخ الخمسة يتم اقتيادهم للخارج.
“يجب ان يكونوا عبرة، لا يمكنني السماح لأياً كان بالتشكيك في مكانتي.” قبض جابا على كلتا يديه بقوة، ثم ليجلس على اريكته سانداً رأسه على ذراعه، هو لم يعد يملك سوى حوالي 12 شيخاً متبقي، منهم 5 فقط يتملقوا لأنصاف الثعابين و يعملوا على راحتهم بينما السبعة الاخرين غاضبين لكن صامتين.
“انت تعطيهم اعتبار اكثر من اللازم، جابا.” بايثور هز رأسه و نظر مطولاً نحو الشرفة، “انت مختار حقيقة، و مختاري الحقيقة دائماً يكونوا الرجل الثاني في الامبراطوريات العظيمة، مكانك هناك بجانب السيد الاعلى لتساعده في حربه الملحمية، او بجانبي، لتساعدني في توسيع امبراطوريتي! سكان نيهاري؟ ضعهم وراء ظهرك.”
جابا رفع عينه نحو بايثور، “سواء ذهبت للسيد الاعلى و بقيت هنا، السيد الاعلى وعدني بمُلك كوكب نيهاري، ارجو ان لا تنسى، جلالتك.”
“ينسى؟ هل تقصد إهانة جلالته ايها الشئ؟” واحد من حاشية الامبراطور الكوكبي نظر لجابا من الاعلى للاسفل، “جلالته يُكلمك عن مستقبل عظيم و انت تتحدث عن ملكية كوكب ستقوم بتسليم معظم مستخرجاته للسيد الاعلى على اي حال؟ يالضيق الافق و الحماقة.”
“….” جابا حافظ على صمته
“شششـ السادس الصغير، يجب ان تحسن الكلام مع جابا، مهما كنت توقن انك اقوى منه هو ما يزال مستخدم لقانون سيادي و له أهميته و احترامه.” قهقه بايثور، لكنه لم يرد على استفسار جابا، تجاهله ببساطة.
غاضباً قليلاً، ” جلالتك، لما لا تشرح لنا سبب ارسالك لأبنائك الكبار الثلاثة لتفعيل مكعبات ختم الكارثة؟ لابد ان السبب عظيم حتى تضحي بهم بهذا الشكل، مظهرهم و نحن نشاهدهم يُسحبوا لتحت الارض مُسلسلين من اعناقهم كالخنازير لم يكن سار ابداً.”
بايثور فتح عيناه على اخرها و إلتفت ببطئ نحو جابا مبتسماً، ” هل تريد ان تصل لشئ يا سيد مختار؟” نظرة بايثور كانت كأنه يريد افتراسه!
“هاها بالطبع لا،.” رفع جابا كلتا يديه و عاد لينظر من خلال النافذة، نحو مئات الآلاف من جنود الثعبان العظيم الذين يتدربوا على التقنية التي ابتكرها خصيصاً لهم
اما بايثور فشعر بنظرات ثاقبة على جسده، لقد كانت من ابناءه الاخرين.
جميعهم سعِدوا ان ترتيبهم في القوة و المكانة ازداد بعدما قُتل اعلى ثلاثة، لكن هذا لا يمنع انهم شعروا ببعض الخطر.
بايثور عقد حاجبيه نحو جابا للحظة ثم عاد لينظر من الشرفة، “المكعبات تتطلب في تفعيلها مستوى طاقة عالي و ألفة عالية نحو مسار التدمير، كان امامي اما التضحية بأبنائي الكبار، او التضحية بالجينرالات ذوي الخبرة في قيادة الجيوش، فإخترت ابنائي حتى لا يتكسح جيشي… اوقن انه لو ابنائي الثلاثة عرفوا لأختاروا الذهاب و هم راضون، ألا تتفقوا؟”
“هاها بالطبع جلالتك، هذا شرف لهم!” ابناء بايثور بدأوا بالضحك المزيف، لكن في داخلهم بدأوا بالتوجس من قراراته
بايثور عرف ان هنالك شرخ قد تصدع بالفعل في علاقته معهم، فنظر نحو جابا ببعض الغضب، “انت هناك، كتلميذ تابع مختار السماء الثالث لازمته ككلب لأكثر من اربع عقود، ماذا ستكون خطوته التالية برأيك؟”
“….” ظل جابا صامت قليلاً يفكر، بعدها فتح فاهه، “…سيبدأ بإستخدام سيوف الظل و طرقه الاخرى ليوحد العمالقة ضدنا لننشغل بالشمال، ثم سيرسل جيشه لتأمين البوابة الجنوبية، و ارجح انه سيقوم بحشد اللاجئين حولها لحمايتها اكثر، هو لا يهتم بحياة عمالقة الشمال ولا لاجئي الجنوب، هو فقط يريد اشغالنا حتى يجد لنفسه موطئ قدم جديد.”
بايثور عقد حاجبيه، “أهذا كل شئ؟ قضينا على نصف جيش و انت غالباً فُضح امرك و كل ما سيقوم به هو تأمين موطئ قدم؟ ألا تتوقع انه سيحاول الهجوم بأي طريقة؟”
هز جابا رأسه، “انه من النوع الذي يخطط لعشرات السنين قبل القيام بشئ، حادثة مكعبات ختم الكارثة ستوقف عقله عن التفكير لفترة، لن يقدم إلا على الخيارات الدفاعية، هو أجبن من ان يأخذ المبادرة، انتظر و سترى.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 190$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 41/40