*بزززت*

بوابة فضاء آنية فُتحت و خرج منها آمون بطوله الذي يصل لثلاث امتار و قرانه الحلزونين القويين، و من بعده خرج 30 عفريت اخر واحد تلو الاخر.

فور خروجه رصد وجود مورين و ساكار في المكان فأدى تحية احترام العفاريت المعتادة، “أخواي.” و هم اومؤوا نحوه
ثم ركز على المكان.. لقد كانوا فوق تلة صغيرة، بخلاف مورين الواقف على الجانب و ساكار الجالس على شئ يشبه العرش، كان يوجد ما لا يقل عن 200 عفريت، كلهم اباطرة عاليين او متوسطى المستوى و هم يعتبروا كلم مفاصل الجيش..

اسفل التلة كان يوجد الجيش الذي يقوده ساكار للضغط على جيش الثعبان العظيم و منعهم من الهبوط بإتجاه المنطقة الوسطى او الجنوبية، جيش جرار مكون من مئات الاف العفاريت.

لو اجتمع ربع هذه الاعداد قبل وصول روبين لينهاري لبدأت فوضى مدمرة، كالطاعون كانوا ليبدأوا في الانتشار و تدمير كل شئ مرمى ابصارهم، غرائزهم كانت ستحجب عنهم اي اوامر من قادتهم بحجاب من الدم، رؤوسهم كانت ستتشبع بغريزة التدمير و القتل حتى يتحد كل مخلوقات الكوكب ضدهم في حرب هائلة يُباد فيها احد الطرفين.

لكنهم ها هنا الان، اولائك في الطليعة يقفون في صفوف منظمة، يرتدون قطع دروع حمراء متناثرة و يحملون اسلحة و تروس حمراء ايضاً، مستوى هذه الدروع و الاسلحة لم تكن اقل شأناً من الدروع الذهبية الخاص بالجيش الاول، تم تصميمها بشكل خاص من معادن تميل لللون القرمزي لتلائم جسد العفاريت و ألوانهم، كما ان التصميم وحشي اكثر، بخلاف تصميم دروع البشري التي تعطي انطباع الملكية.

خلفهم الجسد الحقيقي للجيش جالسين في حلقات يتناولوا طعامهم و يتحدثوا بأصوات منخفضة او ببساطة جالسين و اسلحتهم على افخاذهم في وضعية استعداد، ثم خلفهم يوجد قرية صغيرة مُقامة على عجل غرضها تنظيم طعام الجنود و صيانة اسلحتهم، إلخ~

لقد كان جيش حقيقي بتنظيم منضبط و هرمية واضحة، حتى ان البشري الوحيد المتواجد، تشارلز بورتون، رجل سيوف الظل الثاني، لم يكن به الا ان تنهد و اومئ موافقاً على ما يراه.

“لماذا تم استدعائنا؟ اضطررنا لإيقاف معركة بشكل فوري و التراجع، خسرنا قطعة كبيرة من الارض التي عملنا بجد من اجلها.” آمون لم يكن سعيداً ابداً.

“لا اعرف، نحن ايضاً تم استدعائنا بشكل عاجل من قبل سيوف الظل.” مورين ايضاً لم يفهم شئ

“…” و حتى ساكار ظل جالس مكانه بدون قول كلمة

تشارلز جاء قبل قليل و طلب استدعاء امون و مورين و كل الشخصيات المهمة في الجيش لسببٍ ما، ثم وقف مكانه مغمض العينين لسببٍ ما.

تشارلز اخرج ملفوفة ورقية من خاتمه الفضائي، ثم صاح بصوت عالٍ سمعه الجيش كله، “العفريت ساكار، تقدم و تلق فرمان مولاك.”

*وقوف* *وقوف*

كل افراد جيش العفاريت نظروا نحو التلة، الجالسين وقفوا و الذين يعمل شئ تركه.

“…فرمان من المولى؟ ما الخطب؟” آمون إلتفت نحو ساكار بسرعة، “هل غضب بسبب تحركاتنا الاخيرة؟”

“هاي تشارلز، ايها الثعلب الصغير، بماذا وشيت للمولى بالضبط؟ هل اخبرته بالظروف التي دفعتنا لتلك القرارات ام انك اخبرته بالشكل النهائي فحسب؟” مورين اظهر بعض الغضب و اخذ خطوة للأمام

“يكفي،” لكن ساكار رفع يده اوقفه، ثم قام من على كرسيه، “مهما كانت الظروف المؤدية لتلك القرارات، علينا تحمل تابعات اختياراتنا، ما يريده المولى سيكون.”

بعد بضع خطوات وقف امام تشارلز الذي بدى كالطفل في هذه اللحظة، و تكلم بصوت الخشن، ” إتل ما في يمينك.”

“فليسمع الجميع كلام المولى!” تشارلز لم يبدو خائفاً ابداً و فتح اللفيفة مباشرةً، ثم تابع القراءة بصوت عالٍ: “ساكار، مبارك عليك منصبك الجديدة، لكن تذكر ان هذا المنصب هدفه هو ان تخدم الامبراطورية بشكل افضل و ليس ان تفعل ما تشاء بدون حساب، انا سأكون حسيبك.”

“…؟!” ساكار امال رأسه للجانب قليلاً، آمون و مورين إلتفتا لبعضهما ايضاً، بل جيش العفاريت كله اضطرب للحظة

“…إن شاء القدر و وجدت نفسك يوماً ما في ساحة معركة واحدة من قيصر، يجب تتواصلا معاً قبل القيام بأي حركة تؤثر على الجانب الاخر، و ان وصل الاختلاف لأشده و لم تجدا حل وسط، فمن وصل اولاً للساحة هو من سيأخذ القرار و على الاخر ان يطيع.”

“……!!!” حيرة ساكار إشتدت، قيصر يستمع له لو كان هو من وصل للساحة اولاً؟

“سيوف الظل لن يعطوك اوامر مباشرةً بعد الان، لكن عليك ان لا تقطع صلتك بهم و إستمع لما لديهم من معلومات و نصائح، فهم من اكثر الاجهزة الموثوقة في الامبراطورية،” تشارلز لم يكن راضٍ كلياً عن هذه الجزئية لكنه تابع على اي حال، ” بدأً من اليوم اوامرك ستأخذها مني و مني فقط، فيما عدى ذلك يمكنك ان تقرر بحسب ما تراه مناسباً… بالتوفيق.”

*اضطراب* *اضطراب*

“عن ماذا يتكلم ذلك البشري؟”

“أي منصب؟ ماذا يجري؟!”

جيش العفاريت لم يستطع البقاء صامتاً، لكنه لم يتحركوا خطوة من اماكنهم

“ماذا يحدث هنا؟!” حتى ساكار الذي يفضل الصمت كان عليه ان يسأل، قلوبه كانت تدق بسرعة هائلة

لو ربط كلمات تشارلز ببعضهم سيصل لنتيجة خيالية، شئ لم يتوقع ان يحصل ابداً، لكنه يفضل ان لا يصل لأي استنتاجات قبل ان يتأكد!!

“هل فاتنا شئ!؟” آمون بدى محتاراً ايضاً

“صمتاً!!” مورين إلتفت و صاح على الجيش ليهدأ مجدداً، ثم عاد ليلتفت نحو تشارلز، امسك بفرع شجرة و تقدم نحو سيف الظل، “تشارلز، هنالك لا محالة جزء مفقود من الفرمان، انت لم تتعمد قرائته لأنك تعرف انه لا يمكننا قراءة الورق، أليس كذلك؟ لو كنت تريد العبث فسأعبث معك بسرور.”

“تسك~ الاوامر الفعلية مختومة في لفيفة اخرى و تلك اللفيفة انتشرت في كل مكان بالفعل، كنت ستعرفوها وحدكم على اي حال.” تشارلز ضحك بصوت عالٍ، ” معاليه بالفعل ختم تلك اللفيفة الاخرى ليراها الجميع بعدها سيتم تخزينها المقر الإدارى للإمبراطورية، اما هذه النسخة و معها لوائحك الجديدة ستظل معك لو قبلت منصبك.”

“أي منصب؟!” صبر ساكار كاد ينفد

“معاليه قد عينك جينرال أعلى بنفس صلاحيات و مهام قيصر، و اعطاك مهمة تشكيل جيش ثاني للإمبراطورية. أي انك ستكون مسؤول عن الدفاع عن كامل اراضي الامبراطورية مثله تماماً، مسؤول عن فتح اراضي جديدة و مسؤول عن اي تصرف سئ يبدر من احد العفاريت قد تشوه صورة الامبراطورية.” تعابير تشارلز تحولت للجدية، “إن قبلت المنصب و القوانين فأبق على هذه اللفيفة معك و احتفظ بها في مكان آمن، إن لم تقبل سأخذها معي و ارجع.”

*اضطراب* *اضطراب*

“الملك ساكار اصبح مثل ابن المولى؟!”

“….!!” مورين تسمر مكانه، كان يريد ان يقول شئ لكنه لم يستطع، “هـ… هـ..”

“هـ هذا…” آمون تمتم بصوت منخفض، لو كانت لديه عينان لخرجتا من مكانها لا محالة

بقية ملوك العفاريت السابقين و مسؤولي الجيش الحاليين وقعوا في حالة من الصدمة ايضاً

“هذا.. رائع!!” مورين رفع كلتا يد و صرخ متحمساً

آمون تقدم و ضرب على كتف ساكار بقوة عدة مرات، “هاهاها، مبارك اخ ساكار، لا احد يستحقها اكثر!”

“مبارك ايها الجينرال الاعلى!” بقية المسؤولين بدأوا يضحكوا و يصيحوا بالفعل، بعضهم بدأ يأمر بتنسيق حفل للجنود
“جلالة الملك!!”

“يعيش جلالة الملك ساكار!!”

“هاهاها لقد فعلها الملك، و من غيره؟! هاها”

“عاااا!!!!”

الجيش اهتاج ايضاً، كلهم بدأوا يقفزوا اماكنهم او يلكموا بعضهم ليتأكدوا انهم لا يحلموا… مليكهم اصبحت بنفس أهمية قيصر، إبن المولى!!

“…..” الوحيد الذي حافظ على هدوءه و بدى مثقلاً كان صاحب الشأن نفسه، الذي شعر ان جبل سقط فوق رأسه و هو يراقب اللفيفة التي ما تزال في يد تشارلز، البقية ربما يرون السطحيات خلف هذا القرار، لكن هو يرى شئ اخر…

“…هوه~” لكن بعد بضع ثوان اخذ نصف خطوة للأمام على اي حال، ركع على ركبة واحدة، ثم مد كلتا يديه نحو تشارلز في مشهد مهيب حيث اُجبر الجميع على كتم انفاسهم، ” انا اقبل المسؤولية.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 45$ هييييه~

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=