“ألم تسأم من هذا المنظر بعد؟” بجواره، آمون فتح فاهه الملئ بالأنياب و تكلم بصوتٍ خشن

“…ابداً.” بكلمة واحدة رد ساكار بدون ان يبعد حواسه عن الاعلى

كلاهما كانا يقفان على مكان مرتفع، يُربعان ايديهما و ينظران للأعلى… حجمهما الضخم، القرون الحلزونية و الشعر الابيض الطويل المتمايل تحت ضي الأقمار جعل مظهرهما خلاب و مرعب في نفس الوقت، ربما لو رآهما محلي بالصدفة لا يعرف ما هم العفاريت لمات رعباً بينما عيناه تتلألأ

ضحك آمون ضحكة مرعبة ثم رفع رأسه اكثر حتى اصبح يواجه اتجاه معين، في ذلك الاتجاه كان يوجد نقطة سوداء تجعل سواد السماء في عز الليل تبدو مضيئة… تلك النقطة هى مدخل الممر الدودي، و هم كانوا يقفون تحتها مباشرةً.

قبل انسحاب روبين الكامل مع جيشه توجه نحوه موقع آمون و ساكار، سلمهم مصفوفة ختم السماء الكبرى و إستأمنهم على هذا المرر الدودي، اخبرهم انه اذا مرت السفن من هناك عائدة لكوكبهم الام فهذا يعني ان الحرب قد فشلت، و ان مسؤوليتهم هى إرداء أي شئ يمر من هنا قتيلاً.

الاثنان اخذا كلمات روبين بشكل صارم بزيادة و جمعوا كل قواتهم لتكون تحت اقرب نقطة من الممر الدودي، و وقفوا هناك فحسب ينظرون للأعلى… الممر كان عالٍ جداً!

لا يوجد احد يمكنه الطيران إلى ارتفاعات حيث ينعدم الهواء، و العفاريت لم يكونوا استثناءً لهذه القاعدة. لكنهم وقفوا هناك على اي حال يرجون ان السفن التي تحاول العبور ستكون قريبة من الارض قليلاً ليتمكنوا من صيدها، لكن طبعاً هذه كانت مجرد اضغاث احلام.

الجيد في الامر ان الرجل الثاني في سيوف الظل، تشارلز بورتون، جائهم بستة سفن فضائية مسروقة و معها طاقم من الطيارين ليستعملوها كيفما شاؤوا، فأمر ساكار بوضع 50 امبراطور عفريت في كل سفينة و عمل دوريات حول الممر الدودي من ثلاث سفن على مدار الساعة.

تلك دوريات اسقطوا 7 سفن صغيرة حتى الان كانوا يحاولوا المغادرة، و ما تم تدميرها الان كانت الثامنة، و تلك الدرر كانت ما تحمله في احشائها.

“لقد غادر معاليه منذ قرابة الاسبوعين، كيف تظن الامور سارت معهم؟” بعد فترة وجيزة من الصمت سأل آمون.

قبيل مغادرة روبين و عندما اخبرهم بمهمتهم، اخبرهم بشكل مباشر ان هنالك هجوم كبير على يورا و دم اليتيم و جرينلاند و انه سيحاول انقاذ ما يمكن انقاذه.

“أهذا يهم؟” بصوتٍ خشن، هز ساكار رأسه ثم اخذ خطوتين نحو حافة المُرتفع الذي يقف عليه، ثم نظر للأسفل، يتأمل منظر اكثر أثراً…

*زلزلة* *زلزلة*

“معك حق.” اومئ آمون و ضحك ضحكة مرعبة.

كلما تكلم مع ساكار يدرك آمون مدى سعة المسافة بينهما من حيث الوعي و الخبرة، فعندما كان آمون مجرد عفريت قديس تم الامساك بيه ليعمل في سيرك متحرك كان ساكار بالفعل ملك لأكبر مجموعة عفاريت في المنطقة الشرقية.

اجل، ما يحدث في يورا و جرينلاند و دم اليتيم لا يهم ابداً… لا يهم ان احترقت كل تلك الكواكب، يمكنهم العيش في نيهاري.

لا يهم ان قُتلت عائلاتهم كلها، يمكنهم عمل غيرها. لا يهم ان تمت ابادة جيش البداية الحقيقية بالكامل، هم موجودين.

الشئ الوحيد الذي يهم هو خدمة المولى حتى يرضى!

*بزززتـــ*

بجوار الاثنان، بوابة فضاء فورية لمعت ثم خرج من بشري يرتدي الاسود، ” هل شعرتما بالملل بعد يا سادة؟”

آمون نظر خلفه بكسل، ” تشارز بورتون، ماذا حدفك علينا اليوم؟”

“لدي اخبار من الشمال.” اجاب تشارلز بجدية ثم تقدم بضع خطوات حتى وقف بجوار ساكار و تابع المنظر في الاسفل معه.

و هو يقف بجواره كان يبدو كالطفل مع والده لكنه تصرف بأريحية و كأنه لا يقف بين وحشين، ” هنالك عدة اساطيل بدأوا بتحركات غريبة.”

“غريبة كيف؟” سأل ساكار مقتطباً

“حتى هذه اللحظة تم رصد ثلاث اساطيل يغيروا وجهاتهم من الاختراق عميقاً داخل الاراضي الشمالية إلى تجهيز عتاد و جمع المزيد من السفن و الرجال من الاساطيل الاخرى، و حسب الظاهر فأحد تلك الاساطيل سيتجه غرباً، بينما اسطولين اخرين سيتجهان جنوباً.”

تكلم تشارلز ببطئ و هو يُكتف يديه، “حسب اعداد الاساطيل و وجدتهم فأعتقد ان المقصد هو السيطرة على المناطق الغربية و الوسطى و الجنوبية.”

من خلفه اظهر آمون انيابه مبتسماً، “إذاً الاسطولين المتجهين نحونا، احدهم سيتوقف ليسيطر على المنطقة الوسطى، و الاخر سيتابع التقدم ليسيطر على المنطقة الجنوبية؟ هذا.. مثير للإهتمام.”

” ليس كذلك في الحقيقة، ليس مثير بالنسبة لكم على الاقل.” تابع تشارلز و هو ينظر نحو الاسفل، “مهمتكم ليست القتال ضدهم، جئت لأخبركم بأن تتجهزوا لتغادروا قبيل وصولهم، دوريات السفن ايضاً عليها ان ترحل.”

” و كيف نتم مهمتنا؟” آمون اظهر جديته مجدداً

“سأفكر في شئ… المهم انه تم اعفائكم من مهمة حماية الممر الدودي، ان حدث و مرت سفينة سأتحمل انا

المسؤولية.” تشارلز رد بإقتطاب، “يمكنكم العودة لكوكب يورا ان اردتم، لو بقيتم هنا ستبدأ حرب اخرى و هذه لم تكن خطة معاليه.”

“كلا.” اخيراً نطق ساكار

“جينرال ساكار، هل تعصي اوامر معاليه؟” عقد تشارلز حاجبيه قليلاً

“بل انفذها.” تابع ساكار بهدوء، “لو اراد المولى حماية الممر الدودي من عبور سفينة صغيرة بين كل حين و اخر لجعل الامر في يدكم يا سيوف الظل، لكنه أمر ببقائنا، حتى انه ارسل خمس اسياد حرب كدعم… بماذا ينبئك هذا؟”

“….” عقد تشارلز حاجبيه قليلاً، “هو يجهزكم لحرب؟”

“اجل يريد منع اي احد من استخدام الممر الدودي وهذا ما سيحدث، و لو عنى منعهم من النزول خطوة عن الحدود الشمالية لتأمين الممر الدودي فسنفعلها بسرور.” ابتسامة خفيفة لكن مرعبة ظهرت على وجه ساكار، “سنبق هنا، لو جائت سفينة سندمرها، لو جاء اسطول سنسقطه! تقول ان هنالك اسطولين قادمين في هذا الطريق؟ …لا بأس، لم نحصل على وجبة جيدة منذ فترة.”

“هيهيهي” آمون ضحك و سال لعابه قليلاً

“….” تشارلز عاد لينظر نحو اسفل المُرتفع مجدداً، لا يعرف ان كانت هذه طبيعة العفاريت الدموية التي تتحدث او ان لديهم وجهة نظر جيدة، على اي حال هم لن يغادروا، لذا بدأ بالفعل يجهز خطط لمساندة العفاريت في المعركة القادمة.

*زلزلة* *زلزلة*

آمون ايضاً اخذ بضع خطوات و جاء ليقف بجوار ساكار و تشارلز ليراقب ما يجري في الاسفل معهم، إبتسامة كبيرة علَت وجهه، “…كيف نشعر بالملل يا تشارلز؟ لم اشعر بالملل ابداً و انا تحت أمر المولى.”

اسفلهم كان يوجد مليارات الشباب و الشيوخ و الاطفال من كافة اعراق نيهاري، عدد كبير منهم يرتدون دروع ذهبية او يمسك بسلام ذهبي، كلهم مطئطؤون رقابهم متجهين نحو الجنوب تحت حراسة اعداد مهولة من العفاريت.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 250$.

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============

الفصل 50/36

من Zeus

-+=