كوكب يورا– قارة اللهب–

*نقر* *نقر*

جالس على مقعد ضخم يشبه العرش، راقب أليكساندر المشهد امامه كالصقر بدون تعابير بادية على وجهه.

في هذه اللحظة كانت تقع امامه ثالث اكبر مدينة في قارة اللهب، مدينة محصنة جيداً مليئة بالموارد و الطعام، و مليئة بالغزاة.

كان هذا اخر مكان الذي إرتضاه المارشال دايروث ليكون معقل جيشه، اسوار المدينة غُطيت بالكامل بجثث البشر المشنوقة و المشوهة، اعلام امبراطورية الثعبان العظيم رفرفت على القلاع و السفن الحربية كانت تحوم حول المدينة بلا توقف…

“هاهاها لماذا تقفون بعيداً هكذا؟ تعالوا نضايفكم! هاااهاهاها” جنود الثعبان العظيم المسؤولون عن المراقبة استمروا بمضايقة أليكساندر و من معه.

و مع ذلك أليكساندر و وراءه جيش جرار، لم يجرؤ على الاقتراب.

عاد جيش البداية الحقيقية من كوكب نيهاري قبل ما يقارب الـ 12 يوماً و تم قسيمه بين كوكب يورا و كوكب دم اليتيم. كان من المتوقع ان يتم تنظيف كوكب يورا بشكل سريع بعدما تلقى أليكساندر ما يقارب الـ 250 امبراطور و 30 سيد حرب، هذا غير عدد هائل من الجنود مستخدمي القوانين يصل لمئات الاف او حتى الملايين بعد اعلان التجنيد.

و مع ذلك هذا لم يحدث، اولاً بسبب انتشار جيش امبراطورية الثعبان العظيم بشكل موسع جداً و احتلالهم لمدن مليئة بالسكان… و السبب الثاني هو ان المتمردين كانوا مختلطين بالسكان و ينتهزوا اي فرصة لطعم جيش امبراطورية البداية الحقيقية من الخلف.

لكن هذا تغير قبل بضع ايام… عندما هبطت الاسهم من الغيمة الحمراء التي غطت الكوكب، و ببث روبين صوته في آذان الجميع يخبرهم ان كل من عليه سهم احمر هو مجرم يجب قتله لأنه شارك في احداث التمرد.

فوراً سعِد جميع الجينرالات، بل اهتاج جميع الجنود حماسةً و ركزوا على قتل كل من يحمل سهم احمر ظناً منهم انهم سينظفوا الدخلاء اولاً بعدها يركزوا على الغزاة، و هذا فعلاً جلب نتيجة اول بضع ساعات… لكن عندما ادرك الملايين من المتمردين انه لا مفر من المواجهة، واجهوا.

تجمع المتمردين مجدداً و بدأوا بمهاجمة المدن و القرى الخاضعة للإمبراطورية بشراسة و استغلوا نفوذهم في تنفيذ عمليات تخريبية ضخمة في كل مكان، حتى انهم افرغوا الاكاديميات و مصانع السلاح و المتاجر و قاموا بإعطاء كل شئ لجيش امبراطورية الثعبان العظيم!!

بوجود شبكة خدمة هائلة كهذه قويّ جيش الثعبان العظيم اكثر و إستفحل، لم يعد بإمكانهم البقاء داخل المدن المتباعدة حول القارات لفترة طويلة بسبب وجود اسياد الحرب و جينرالات البداية الحقيقية و لأن المتمردين توقفوا عن الاختباء بين المواطنين، لذا غير المارشال دايروث الاستراتيجية و امر السفن الحرة بالتنقل من مدينة لمدينة و من تجمع لتجمع لحصد كل ما يقدرون عليه من موارد و درر و سلاح قبل ينتقلوا للمدينة التالية!

التعامل مع المتمردين الذين يقاتلوا بشراسة من اجل النجاة كان صعباً بما يكفي، و الان محاولة ايقاف السفن ذات السرعة الهائلة من مرادها تخطى وصف الصعوبة… كوكب يورا خُرب بعد وصول روبين و الجيش اكثر ببضع مرات من قبل وصولهم.

عندما حاول أليكساندر اجتياح قارة اللهب و قتل الجزء الاكبر من جيش الثعبان العظيم، اعطى المارشال دايروث الاوامر لسفنه بالتفرق و الانتشار في جميع انحاء يورا، عاثوا تقتيلاً كما يحلو لهم، بعدها عادوا للتجمع في مدينة اخرى في قارة اللهب.

كرر أليكساندر العملية، هذه المرة بحصار مُخطط له جيداً لكن النتيجة كانت انه قتل عدد من الجنود و اسقط عدد من السفن، اما البقية كرروا فعلتهم مجدداً و دمروا جزء كبير من كوكب يورا، حتى انهم ذهبوا لمهاجمة خزينة العاصمة الامبراطورية مجدداً لولا ان اسياد الحرب وصلوا في الوقت المناسب لمنعهم!

و مجدداً عادوا ليتجمعوا في قارة اللهب، تحديداً هنا، في ثالث اكبر مدينة.

مر عليهم يوم كامل هنا… أليكساندر جالس امامهم يراقب من بعيد لا يدري ماذا عليه ان يفعل.

جيش امبراطورية البداية الحقيقية ما يزال كما هو تقريباً لم يُمس، لكن القتلى من المدنيين و حجم الدمار يتراكم بشكل مهول، و هذه مسؤوليته هو كقائد الجيش!

جالس على بوابة المدينة فوق عرش ليس اقل فخامة من عرش أليسكاندر، ضحك المارشال دايروث و تكلم بصوت هادئ، “جينرال أليكساندر، يبدو انك ما زلت لم تجد شئ لتفعله اليوم ايضاً؟ جلوسك انت و جيشك هنا لن يغير شئ.”

بعد معارك الكر و الفر التي دامت بين أليكساندر و دايروث خلال الاسبوعين الماضيين، الاثنان اصبحا على دراية جيدة ببعضهما البعض.

“لن ابرح مكاني حتى أزيل الدنس الذي اراه امامي.” رد أليكساندر بدون مشاعر، لكن بعض الغضب المقموع لم يكن يمكن اخفاءه.

“اووه لكنك لن تزيل اي شئ، انا لن اذهب إلى اي مكان!” ضحك المارشال دايروث، “إقبل عرضي و دع كلانا يحظى بالسلام لبضع سنين، ما رايك؟”

رفع الكساندر حاجب واحد، “عرضك عبارة عن سخافة، دخل في اذني و خرج من الاخر في وقتها.”

“هاها إذاً دعني اعيده عليك و احتفظ به بين اذنيك هذه المرة، هذا لمصلحتك انت.” نظر دايروث في عينا أليكساندر مباشرةً، “مع انك مجرد امبراطور متوسط تافه إلا اني ادرك انك ذا منصب عالٍ في امبراطورية البداية الحقيقية بما انك تسلمت مهمة الدفاع عن كوكب يورا، و التي لا تجري بشكل جيد جداً على ما يبدو؟ استغل منصبك بشكل جيد و اعطني قارة اللهب، سأوفر ممر امن ليخرج كل مواطنيكم من هذه القارة كما اني ساسحب كل قواتي من باقي القارات و لن اخرج من هذه الحدود لمدة عشرة اعوام، بعد انتهاء المدة يمكننا معاودة التفاوض.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 240$.

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============

الفصل 48/29

من Zeus

-+=