“……..” ناظرين لأعلى، تابع جيش امبراطورية البداية الحقيقية السفن الفضائية و هى تغادر الغلاف الجوي، ظلوا ممسكين بأسلحتهم مستعدين للقتال حتى اختفت اخر سفينة عن الانظار

“هوو~” ثم اطلق احد اسياد الحرب زفيراً طويلاً في راحة، بعدها نظر للخلف و خر راكعاً، “معاليك!”

*ثااد* *ثااد*

“معاليك!”

“معاليك!!”

في مشهد مهيب، نزل عشرات الاف من الجنود على الارض راكعين، امامهم اباطرة المقرة و خلفهم اسياد الحرب الاربعة، كلهم راكعين بكلتا القديم و اليدين ينظروهم نحو الارض

روبين رفع حاجبيه و هو يرى هذا المنظر… هذه لم تكن طريقة الركوع العسكرية، لم يتم تعليمهم شئ كهذا من قبل، و مع ذلك كلهم نفذوها في نفس الوقت و بدون تواصل، لقد كان ركوع شكر و خضوع.

قبل قليل كان جميعاً محكوم عليهم بالموت المحتم، و يا ليتهم كان سيكون موتهم ذا قيمة، بل فقط كانوا يحاولون اخذ حفنة جنود من الجانب الاخر معهم في معركة بائسة عديمة الملامح، حتى وصل روبين… بمجرد وصوله قُلبت كل الموازين و انهارت السماء فوق رؤوس الاعداء.

لقد قتل المارشال، الشخص المجنون الذي عذبهم لما يقارب الشهر، امام جيشه العتيد مختنقاً بصرخاته، و مع ذلك لم يحرك احد ساكناً! أي نوع من السُلطة هى هذه؟ أي نوع من العز و الفخر ذاك؟!

في هذه اللحظة روبين كان كجدار هائل يستندون عليه، دعامة ترفع السماء، كان كالشمس في اعينهم!

روبين حك رأسه قليلاً، “اممم.. انتشروا و ابحثوا عن اي شخص من جيش الثعبان العظيم نسوه هنا او هناك، دمروا لهم اي مقرات و اجمعوا اي عتاد تركوه خلفهم، انشروا خبر انقشاغ الغمة ايضاً و أريحوا قلوب الجميع.”

“حاضر، معاليك!!” الجميع صاحوا بقوة في نفس واحد، ثم وقفوا و ادوا التحية العسكرية بتفانٍ، بعدها انطلقوا في اتجاهات مختلفة… لو فعلاً وجدوا اي جنود متبقين من جيش الثعبان العظيم و هم في هذه الحالة المعنوية سيعضوهم بأسنانهم حتى الموت!!

بعد مغادرة الجميع و اخلاء المنطقة تنهد روبين ثم لوح نحو المخلوق الروحي هوفنهايم، فظهرت اسفله الحلقة الفضية الكبيرة مجددا و اخذت تبتلعه ببطئ حتى اختفى… ثم نظر نحو ساحة المعركة المهولة بحاجبين معقودين لبضع ثوانٍ، بعدها ابتسم و فرد كلتا يداه و صاح، ” شبكة صيد الروح!!”

*شوووو*

ألف وحدة من قوة روح روبين تحولت لشبكة فضية عملاقة تم إلقائها نحو منتصف ساحة المعركة، ثم سحبها بسرعة و ادخلها لداخل حلقة فضية كبيرة، بعدها كرر تلك الحركة 6 مرات اخريات عبر إلقاء الشبكة بشكل عشوائي في جميع انحاء ساحة المعركة…

قبل ان يتنهد و ينفض يده، “هوو~ الحفاظ على شكل الشبكة و قوتها ليس سهلاً، لكن استعمالها بهذا الشكل العشوائي اسهل من استخدامها على هدف حي واعي.” بعدها عاد يتمشى نحو بيون مبتسماً، “أكل شئ بخير عندك؟”

“انا بخير… لكن تلك حركة خطرة كانت بزيادة، كان عليك انتظار وصول الدعم اولاً على الاقل، كان يمكنك المماطلة طالما اردت طالما المارشال في يدك.” ضحك بيون بهدوء و هز رأسه، حالته تحسنت بشكل كبير بعد شرب رشفة من جوهر الطاقة

بالطبع بيون كان يقصد قتل المارشال امام جنوده، جيش الثعبان العظيم كان ما يزال محتفظ بجزء كبير من قوته، و كان معهم ما يقارب الـ 350 امبراطور قتالي، ماذا لو اهتاجوا و هاجموا؟!

“هيهي أي دعم؟” قهقه روبين و عاد ليجلس على الناحية الاخرى من البركة الصغيرة

“…أتقول انه لا دعم قادم؟ و مع ذلك تصرفت بهذا الشكل؟!” فتح روبين عيناه على اخرها غير مصدق

المنطق يقول ان روبين يفترض به عمل فرصة لسحب الجيش بعيداً، او على الاخر اخذ بيون و اسياد الحرب ثم الفرار، لكن ما فعله كان ابعد ما يكون عن المنطق… فور وصوله دمر ما يقارب الثلثُ اسطول و أصاب بالمارشال ثم استخدم تلك الشجرة العملاقة لموازنة القتال و استئنافه، بل قتل المارشال نفسه بدم بارد!!

“همم لهذا السبب بالذات تصرفت بهذا الشكل.” نظر روبين نحو السماء مبتسماً، “لو تصرفت بعقلانية و حاولت التراجع او المفاوضة معهم سيعلموا اني في موقف ضعف و ما كانوا لينسحبوا، كان علي خلق ذلك الحاجز النفسي لديهم بأني لا اهاب شيئاً و اني متأكد من وصول الدعم.”

“…” رفع بيون حاجبيه قليلاً و لم يقل شيئاً، مخاطرة روبين كانت كبيرة جداً، لكنها نجحت، “ماذا كنت ستفعل لو هاجموا؟”
مع روبين قاد معركة كبيرة و ظهر منتصراً إلا ان جيش امبراطورية الثعبان العظيم كان ما يزال عتياً، 350 امبراطور كانوا يمكنهم ارهاقه حتى الموت حتى لو لم يستطيعوا قتله مباشرةً!

“مستحيل، علمت انهم سيتراجعوا لا محالة، لقد عانيت كثيراً من الطبيعة البشرية حتى عرفت بعض اساساتها، و اليوم انت رأيت شئ بسيط منها..” هز روبين رأسه

*بززت* بوابة فضاء فورية فُتحت بجوار الاثنين و ظهر ثيو، “هاها الاخبار كانت محقة، ابي!” ثم تقدم بضع خطوات و احتضن روبين من الخلف و هو جالس

مع انهما لم ينفصلا منذ زمن بعيد، إلا ان الاحداث التي حصلت في تلك الفترة و حياته التي توضع على المحك يومياً جعلته يشعر ان عقود قد مضت

“هيهي تبدو بحال جيدة يا ذا الشعر الطويل.” قهقه روبين و ربت على رأس ثيو، “تعال جالس و اشرب معنا.”

بيون انتظر اخاه حتى جاء ليجلس بجانبه ثم سأل، “لماذا لن يأتي الدعم يا ابي؟ هل الحرب في نيهاري ما تزال مستعرة؟”

“لا~ لقد انسحبت مؤقتاً من نيهاري، حالياً جيشنا مُقسم بالكامل بين دم اليتيم و يورا.” هز روبين رأسه

“يورا؟ ايفرجرين اخبرتني انك عدت ليورا منذ قرابة الاسبوعين، الحرب ما تزال مستمرة؟!” عقد بيون حاجبيه، حتى ثيو كان مصدوم من هذه الحقيقة

اومئ روبين، ” جرينلاند كان محظوظاً بوجود انت و اخاك بالإضافة لإيميلي هنا لقيادة المقاومة منذ اليوم الاول، أما يورا لم يكن فيها هذا النوع من الحظ، لقد تمادوا كثيراً قبل وصولنا.” ضغط روبين على يداه بقوة، لقد رأى الدمار الذي وقع على يورا اثناء وجودة في مجال روح الكوكب، لقد فاق ما فعله هو عندما جلب العفاريت!

“فلنذهب إذاً، لقد انقضت مهمتنا هنا.” وقف بيون معقود الحاجبين، بالطبع كان يقصد التوجه ليورا

*بوو*

“لا داعي،” اما روبين فأفلت يده التي يستند عليها، نام على ظهره و اغلق عيناه، ” أليكساندر يحتاج لهذا الإنتصار.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 240$.

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============

الفصل 48/28

من Zeus

-+=