*كرااك* اطبق الامير السابع كلتا يديه بقوة، يحاول درس الموقف قدر المستطاع…
اولائك الجنود المحليين المترامين على الارض ليسوا الجيش الحقيقي، هم وسيلة دفاع جوي و سيطرة ارضية ان صح القول، انهم موجودين لمنع السفن الحربية من التحرك بحرية في اجلو و من الارساء، و من احتلال قطعة ارض و عمل مقر بدون اجتياز معركة كبيرة اولاً.
لو تجاهلتهم السفن و حاولت التقدم سيهاجمهم من الاسفل، و حتى لو كانت هجمات ضعيفة، هم ببساطة كثيرون جداً ليتم تجاهل تأثيرهم، و لو حاولوا ان يرسوا السفن وسطهم سيتكالبوا عليهم من كل الجهات لتدميرها.
كما ان البقاء في السماء بالسفن الحربية ليس عملي ابداً في مواجهة البوابات الفورية، يمكن لأمون و من معه ان يظهروا فوق احد السفن ليدمروها بعدها يتوجهوا لغيرها، السفن الحربية مجرد وسيلة نقل عندما يكون هنالك اباطرة قتاليين في الارجاء، خاصةً في مواجهة امبراطورية البداية الحقيقية التي لا تنقصها الابتكارات!
لذا و كما حدث الان فالحل المنطقي الوحيد هو التقدم براً، لكن فور تنزيل اي جيش سيستخدم العفاريت تلك البوابات المزعجة لجلب عدد مشابه من الجنود و الاشتباك معهم من مدى قريب بل و يندمجوا وسطهم بسرعة بدون الاهتمام بتشكيلات قتالية و خطوط امداد و دعم و كل تلك الشكليات، انهم يسعوا لقتال همجي بحت، الهدف هو ببساطة اخراج المدافع و مكعبات ختم الكارثة من الصورة كلياً.
فلو انزل الامير السابع 50 الف جندي الامير سيظهر في وسطهم 50 الف عفريت و يشتبكوا معهم فوراً، لو حاول الامير السابع استخدام مكعب ختم الكارثة لقتل كل اولائك العفاريت فسيكون عليه قتل عدد مشابه من جنوده!
ماذا لو أمر بإنزال كل جيشه؟ لديه 500 الف جندي و 600 امبراطور قتالي، انزال جيشه عرمرم كهذا لن يسمح بأي ألاعيب! “..احمق!!” ضرب الامير السابع على رأسه ثم هزها و عاد ليركز.
تنزيل جيشه الان سيكون اكبر خطأ، بل يمكن القول انه سيفعل ما يأمله قائد العفاريت، ففي ذلك الوقت لن يكون على العفاريت المجئ اساساً، قائد العفاريت المدعو ساكار سيفتح البوابات امام جحافل المحليين اللانهائية و يصبها وسطهم، ماذا سيفعل 500 الف جندي امام الملايين، بل المليارات من المحليين!!
خسائر كبير في حياة المحليين؟ واضح ان قائد العفاريت لا يهتم، بل من مظهرهم و ملامحهم المرعوبة يبدو ان العفاريت يهددوهم بشئ ليقفوا هذه الوقفة!
إهدار عدد لا يحصى من درر الطاقة؟ واضح ان العفاريت اللعينة لا يعرفوا قيمتها، انهم يتصرفوا مع الدرر كأنها اكثر انتشاراً من الخبز و المياه!!
لا يمكنه متابعة الطيران في اجواء المنطقة الجنوبية، و لا يمكنه اخذ خطوة على الارض… لم يخطو للمنطقة الجنوبية بعد لكنه حصل على كش ملك بالفعل!
“…..” الامير السابع اخذ ينظر نحو آمون بغضب مشتعل، ثم تنهد بقلة حيلة و لوح لإخوته و بقية الجينرالات، “فليتراجع الجيش لحدود المنطقة الوسطى!”
“الاخ الاكبر، ما الذي—؟!” الأمير الذي كان يضحك بقوة قبل قليل استغرب ردة الفعل
“افعلوها!” إلتف الامير السابع نحو اخوته بسُلطة مُطلقة، و لم يبعد نظره عندهم حتى اومؤوا و عادوا للسفن، ثم رآى سفن الجيش تتراجع ببطئ للخلف.
…بعدها عاد هو للنظر في وجه امون المنزعج، “اعتذر، لن احقق مرادك اليوم.”
” و لن تحقق مرادك ايضاً.” آمون فعلاً كان منزعج من ردة فعل الامير السابع، لكنه لم يحاول استفزازه.
مهمة العفاريت هى السيطرة على المنطقة الجنوبية و ابقاء الجيش في حالة استعداد قصوى، هذا كل شئ.
“هذا قد لا يكون حقيقي.” اظهر الامير السابع ابتسامة هادئة، قبل ان يعطي امون ظهره و يعود للسفينة الأم التي نزل منها و هو يتمتم بصوت مسموع، “انا لست من النوع الذي يعود فارغ اليدين.”
“…؟” عدم الارتياح في قلب امون ازداد بشدة، و سرعان ما اثبتت غرائزه انه محق.
*فروووووممممـ*
محركات السفينة الام الخلفية بدأت تومض بلون ازرق كثيف.
“لا!!” حول آمون ذراعه الايسر لساطور ضخم و انقض على السفينة، لكن الاوان قد فات.
بـ *سوووش* السفينة الحربية اختفت، انطلق في اتجاه معين بسرعة تقارب سرعة الضوء!
————–
مدينة عقاب الشتاء–
*سوووش*
الفضاء إرتعد قليلاً ثم في اللحظة الاخرى ظهرت سفينة ضخمة من العدم
“…” من قمرة القيادة مسح الامير السابع الموقع بعينه سريعاً، لم يوجد شئ على مقربة، لا يوجد اثر لجيش العفاريت ولا يوجد حتى اولائك الجنود المُترامين على بُعد عشرة امتار من بعضهم، اقرب وجود للجيش على الرادار هو على بعد عشرات الاميال!
ثم لمح شئ بطرف عيناه و اشار نحوه مبتسماً، “هناك!” في ذلك الاتجاه كان يوجد قوس معدني ضخم مألوف جداً بالنسبة له، هذه كانت بوابة فضاء المنطقة الجنوبية
“…همم؟” كان هنالك شئ اخر في ذلك الاتجاه، عفريت ضخم بطول 3 امتار تقريباً بخروج تخرج من مكان عينه كان يجلس على البوابة، و تطوف حوله اعداد ضخمة من الحشرات الكبيرة.
“…أهذه اقحوانات مصنوعة من الدم؟ “عندما اقتربت السفينة اكثر من جسد بوابة الفضاء تمكن من رؤية المشهد بشكل افضل، ففتح عيناه على اخرها، “انه ساكار، قائد جيش العفاريت!!”
*كررر* فُتحت بوابة السفينة و خرج منها الامير السابع وحيداً، المسافة بينه و بين ساكار لم تكن سوى بضع مئات من الامتار، يمكن لكلاهما رؤية و الاستماع لبعضهما بوضوح.
“لم اعتقد ان جائزتي الكبرى ستتضاعف! هل تظن انك ستكرر اسطورتك عندما قمت بإيقاف احد اساطيلنا بمفردك في نفس هذه البقعة؟ اخشى انك اخطئت…” ضحك الامير السابع، ثم اخرج مكعب داكن، “…اليوم سيكون اخر يوم في حياتك.”
“….” عندما رأى ساكار المكعب المألوف و شعره بهالته التي لم تغادر كينونته، وقف ببطئ حتى إستقام، لم يبدو عليه الهلع او التفاجؤ، “أأنت موقن انك تريد فعل هذا؟ أخاك لم ينتهي نهاية جيدة، صرخاته هى الشئ الوحيد الذي يساعدني على النوم هذه الايام.”
“قتل شخص خطير مثلك و تدمير بوابة فضاء للأعداء يستحق حياة شخص متواضع مثلي بلا ريب.” إبتسامة بسيطة ظهرت على محيا الامير السابع
“…كلا، انت لا تبدو من هذا النوع، انت لن تقتل نفسك من اجل احد.” ساكار امال رأسه للجانب قليلاً
==========
تم 33 فصل، شهر اخر ينتهي بشكل مثالي!
بالمناسبة احنا داخلين على الألفية الاولى في حالة عايزين تجهزوا لي هدايا و كدا هيهي
الموضوع التاليالموضوع السابق