في نفس اليوم إنتشر في المدينة خبر ذبح شقيق روبين، جون بورتون و تعليق جثته امام منزله بشكل مهين.
الجميع يذبحون الوحوش و المواشي إحتفالاً بروبين، و هو ذبح أخاه فور ما دخل المدينة…
في تلك اللحظة أيقن الجميع ان الشاب اللطيف المبتسم الذي كان على العربة، أبعد كل البُعد عن عن اللطف.
أدركوا ان الشخص الذي إعتزل العالم لمئة و خمسون عاماً لم يكن زاهد في امور الدنيا، بل وحش ذو طموح شديد لا يعرف شيئاً عن الرحمة..
الجميع أدركوا ان عليهم إعادة تقييم روبين بورتون، حتى لا يقعوا في نفس خطأ الخائن جون.
—————————–
اخيراً بعد أيام من السفر المتواصل نعُم روبين و رفاقه بنوم هانئ لأكثر من يوم كامل
بعد يومين ودع الشبان الثلاثة روبين و زارا و إنطلقوا نحو الأراضي عائلة بورتون الجديدة لإخضاع المتمردين و البحث عن المواهب أصحاب الأرواح القوية كما أمر روبين
زارا عادت لرسم الطلاسم، فعليها ان ترسم انواع كثيرة من الطلاسم قبل موعد اول مزاد بعد شهرين، و حتى ان ترسم حبوب تنشيط الروح التي لم تُتم واحدة من قبل، هى فقط شاهدت روبين يصنعهم…
بخلاف رسم الطلاسم هى عليها ان تتدرب لرفع مستوى طاقتها.. فـ بنت الحادية عشرة الأن تتحرك بخطى ثابتة تحو الإختراق للمستوى الثامن!
يجدر بالذكر ان حتى ميلا التي كانت عبقرية جيلها لم تكون قريبة حتى من هذا المستوى عندما كانت بمثل عمرها.
طبعاً الخبرة القتالية لدى زارا معدومة و لم قاتلت شخص اقل مستوى او اثنين منها ستُهزم.. لكن مع ذلك سرعة تدريبها ما يزال معجزة بالنسبة للعصر الحالي!
أما روبين… فهو وجد لنفسه غرفة مظلمة معزولة عن بقية المبنى و قرر عزل نفسه فيها
فبعد التخلص من كل إلتزاماته، اخيراً جاء الموعد لعمل نقلة نوعية اخرى في العالم، شئ لو تم بنجاح سيُبنى عليه كل الخطط المستقبلية
و هذا الشئ يتعلق بـ .. القوة الروحية!
حالياً القوة الروحية في العالم لا تمثل وزناً، كلما أصبح الشخص قوياً من حيث الطاقة تقوى روحه قليلاً مما يعطيه صفاء ذهني و يطيل فترة عدم حاجته للنوم و يقوي تركيزه، و ما إلى ذلك..
لكن لو كان هذا كل ما عليه، لماذا يولد اشخاص بقوة روحية اعلى من الاشخاص العاديين، ألا يعني هذا انه يمكن معاملتها على انها شئ منفصل؟
كما ان دليل اخر ظهر عندما بدأ روبين يشعر بطاقته الروحية تقل و يشعر بإجهاد كلما رسم طلسم، و هذه الطاقة تعود لسابق عهدها بعد الإستراحة لفترة.. و بعد فترة من رسم الطلاسم لاحظ ان قوته الروحية تزيد بمقدار قليل جداً مع ان مستوى طاقته لم يزد!
ألا يعني هذا انه يمكن معاملتها على انها طاقة قابلة للزيادة و النقصان مثل طاقة الطبيعة المحيطة التي يستعملها الجميع و يمتصوها من الهواء و الاحجار؟
إن تم تقوية هذه الروح ألن يصبح ذهنه اقوى و عنده إستعداد افضل لإستكشاف الأنماط حوله؟
ألن يتمكن من تأهيل عدد كبيرة من رسامي الطلاسم و عمل جيشه الخاص من الرسامين؟
إسكتشاف الطاقة الروحية اولاً سيؤدي لطريقة لتقوية الروح مما سيفتح باب هائل من الإحتمالات المستقبلية ، و من يعلم ايضاً ماذا قد يجد…
——————-
مر 40 يوم منذ عزلة روبين..
خلالها أمسك طرف الخيط لطريقة يمكن بها تحديد قوته الروحية الحالية بالضبط بما سيعمل بعد ذلك كمقياس لأي طرق لتقويته
الحس الروحي.. كان هذا هو التطبيق الوحيد تقريباً المعروف للقوة الروحية و يمكنه إستخدامه في القتال و الإستكشاف لمعرفة أماكن الأهداف و التنبؤ بمسارها، بعد الكثير من الفحوصات وجد روبين ان مساحة التي يمكن للحس الروحي ان يمتد لها تعبر عن مدى القوة الروحية للشخص،
لكن في نفس الوقت هى ليست شئ ملموس يمكن ملاحظته و فحصه لأنها تكون مشدودة على نطاق واسع حتى تكاد تكون كثافتها شبه منعدمة، اعلى بقليل من الفراغ!
لهذا قام بنشر حسه الروحي لأقصى درجة، ثم وجد طريقة لضغط ذلك المجال حوله لأقصى درجة ممكنة، فتحول المجال لهالة خافته لامعة تبتعد من جسده لمسافة 5 إنشات فقط و لا يمكن ضغطها اكثر… بعين الحقيقة خاصته فحص الهالة حول يده فوجد انه بإمكانه رؤية هذه الهالة المضغوطة بشكل شبه واضح و.. اخيراً تمكن من رصد أنماط فيها!
فرحة روبين بإكتشافه الجديد يُمكن فقط مقارنته بفرحته عندما بدأ يرى الأنماط اول مرة.. شعور لا يوصف
فأي شئ يرى فيه أنماط يعني انه يمكنه إستغلاله.. و القوى الروحية لن تكون مثل كتابة تقنيات قوانين سماوية، انها حقل جديد بالكامل للبحث..
لكن سعادته و حماسته قُطعا بعد يومين فقط من إكتشاف أنماط القوة الروحية بـ
*طرق طرق*
فتح روبين عينه مزعجاً، ” ماذا هنالك يا زارا؟ ألم أوجه بعدم مقاطعتي؟!”
“أسفة، لكن هنالك اشخاص مهمين يريدون لقائك و لا اعرف متى ستخرج..” صوت خافت مملوء بالشعور بالذنب جاء من خلف الباب
عرف روبين انه قسى عليها فتنهد،”هيه~ حسنا حسناً لا بأس انا قادم،”
قام فإستحم في المرحاض الخاص بالغرفة و لبس عبائة جديدة، ثم خرج ليجد زارا ما تزال واقفة منتظرة، فسأل ” من اولائك الاشخاص المهمين الذي علي إستقبالهم بنفسي..؟”
“انها السيدة ميلا و معها اشخاص اخرين، جميعهم ينتظروك في مكتب البطريرك”
إستغرب روبين من الرد، “ميلا؟ ما الذي تفعله هنا… حسناً سأذهب لأرى ما يحدث.”
—————-
بعد عشرة دقائق – مكتب البطريرك
“سمعت ان هنالك من يريد ان يلقاني” صوت جاء من خارج جذب إنتباه جميع من كانوا في المكتب، و بعد بضع ثواني دخل روبين مبتسماً
اول شخص عينه وقعت عليه كانت إمرأة شديدة الجمال و متفجرة الأنوثة، و التي كانت تنظر بإتجاه بنظرات معقدة..
“هاها العمة ميلا، كيف يمكن لهذا الصغير ان يخدمك؟” عندما رأى ميلا برادلي لم يتمالك نفسه إلا ان انفجر ضحكاً و حاول مباشرةً ان يستفزها
“عديم الحياء!” النظرة المعقدة على وجة ميلا إختفت و إستبدلها نظرة غاضبة، ثم بـ *همف* أحاول وجهها ناحية اخرى
“اوه؟ جينرال إدوارد ايضاً هنا؟ هذا يبدو جاد..” تحولت نبرة روبين للجدية عندما رأى الجينرال العبقري الذي أخضع دوليفار، و بجانبه يوجد 3 قديسين اخرين!
“احيي السيد روبين.” اومئ إدوارد بإبتسامة
“روبين، هذه البعثة جائت من عائلة برادلي و جميعهم يريدون ان يتحدثوا معك، انت اجلس معهم و تابع اعمالك، أما انا فلن أعطلكم.” تكلم البطريرك بإبتسامة ثم وقف مستعداً للمغادرة
“لا داعي عمي براين، يمكنك البقاء هنا، لا يوجد شئ بيني و بين عائلة برادلي يستحق إخفاءه” رد روبين ثم وجد لنفسه كرسي فارغ و جلس عليه، ثم سأل بهدوء ” كيف يمكنني مساعدتكم؟”
الموضوع التاليالموضوع السابق