اذكروا الله
—————
كوكب نيهاري– مدينة الامل
*كرررر* *كرررر*
*بااااانج*
بينما كان يرسوا عدد كبير من السفن الحربية فوق مباني مدينة الامل و يسوونها بالارض، تقدم ست اشخاص من ذوي الهالة القوية نحو البرج الاعلى في المدينة، و انحنوا فوراً عندما وصلوا لأعلى طابق و رأوا وجه مألوف، “نحيي سمو الامير السابع!”
“الجينرالات.” الامير السابع اومئ بدون اهتمام كبير
*باااانج* *بااانج*
“…صاحب السمو، هل توجد اوامر معينة من جلالته لنتبعها او مارشال لنأتمر بأمره؟” مع انهم كانوا يسمعوا الصوت التكسير في احد الغرف المجاورة، تقدم احد الجينرالات الستة و سأل بدون مقدمات.
كونهم جينرالات ذوي مكانة كبيرة لم يعني شئ في هذا الحرب حتى يتواجد الحراس الامبراطوريين و المارشالات و حتى جلالته بايثور نفسه، عليهم ان يطلبوا الاذن للتنفس!
“جلالته ليست في مزاج جيد حالياً ليعطي احد اوامر.” حك الامير السابع رأسه و نظر نحو تلك الغرفة، “ربما عليكم الذهاب للمنطقة الشمالية و المساعدة في حصار ما تبقى من عمالقة نيهاري حتى يصفو ذهن جلالـ—”
*بااانج* صوت تحطم اخر جاء من تلك الغرفة، هذه المرة مصحوبة بصيحة، “ابن العاهرة! ابن العاهرة!!”
“…أهذا صوت جلالته بايثور؟” احد الجينرالات سأل متخوفاً، “ماذا يمكن ان يوصل جلالته لهذه الحالة؟”
“هيه~ و من غيره قادر؟ انه الامبراطور الكوكبي روبين بورتون..” تنهد الامير السابع، “ذلك الشخص بدأ بصقل روح كوكب صخرة السم.”
“ما– ما..!! ماذا..؟!” الجينرالات الستة فتحوا اعينهم و افواههم على اخرها، يصقل روح كوكب صخرة السم؟ متى ذهب إلى هناك اصلاً؟ كيف انتصر على الحراس الامبراطوريين؟ متى وجد الروح؟ مئة سؤال قفزوا لاذهانهم فوراً!!
“عندما وصلتنا اخبار الغزو قبل ايام نصحته ان لا يحاول عمل شئ بإستخدام روح كوكب صخرة السم لأنه لن يستطيع تدارك العواقب، و انه لو فعلها سيبدأ روبين بورتون بمحاولة صقلها لنفسه فوراً.” في هذه اللحظة صدر صوت هادئ من احد اركان الغرفة، “لكنه لم يستمع لي و ذهب ليحرض روح الكوكب على فعل شئ، ماذا كان ينتظر ان يحدث؟ لماذا لا تستمعوا لي يا قوم؟ هيه~”
“سيد مختار، عليك ان التحدث بتهذيب اكثر عن جلالته او اغلق فمك.” عقد الامير السابع حاجبيه، “كيف يفترض به ان يعرف ان روبين بورتون يمكنه ايجاد روح الكوكب بهذه السهولة مع انه لا احد يعرف مكانها غير جلالته فقط؟”
“توقفوا عن الاستخفاف بروربين بورتون، ان لم تعرفوه فعلى الاقل اسمعوا ممن يعرفه.” إلتفت جابا نحو الامير السابع، “بالطبع روبين بورتون يمكنه ايجادها بسهولة! لكنه لم يحاول صقلها منذ وصل لأنه يعرف ان فعلته تلك ستبدأ سلسلة من الاحداث المنطقية التي ستؤدي لضياع حيوات ملايين الجنود و المدنيين بدون فائدة، لكن جلالته بايثور لم يستوعب ذلك، او لعله لم يصدق قدرات خصمه، فأوقع نفسه في شبكه الاخطاء و الدماء، كان عليك ان تنصحه بخلاف ذلك بدلاً من ان تحاول مخالفتي لترضي نفسك، فقط انتظر فور ما يهدئ من ثورته و سترى قرارته كيف ستكون.”
*كرااك* “تتكلم و كأنك لست السبب في كل هذا… لو لم تذكر الامر لما فكر فيه، اسلوبك المستفز هو ما دفعه لفعلها!”
اصابع الامير السابع اخذت تصدر اصوات تحطم، لولا ان السيد الاعلى سيغضب لو حصل شئ له لقام الامير السابع بقتل مختار الحقيقة المتعجرف هذا بلا شك، “ثانياً لا تستخف بجلالته، حدث بسيط كهذه لن يغير شئ!”
“لم اقم بشئ سوى النصح، انا لست ساحر لأؤثر على قرارات جلالته، ما انا الا بشري صغير لم اكمل القرن من عمري بعد~” قهقه جابا ثم نظر امامه، “اما عن ردة فعله، فلن ننتظر كثيراً.”
*بااااانج*
احد الجدران تحطمت بصدمة اخرى و ظهر من ورائها بايثور بتعابير مشتعلة غضباً، “أيحسب ان له اليد العليا الان؟ أيحسب انه يملكني الان؟! لا، لن اتركه يهنئ!!”
*بام* *بام* الجينرالات الستة نزلوا على رُكبهم فوراً
“جلالتك، ارجوك هدئ من غضبك!” الابن السابع تقدم بسرعة نحو أباه، “المفاوضات بعد 4 ايام فقط، حتى لو تابع الصقل ماذا يمكن ان يفعل خلال 4 ايام؟ جلالتك استغرقت مئات السنين لتتم صقل الكوكب، ما يقوم به روبين بورتون بدون فائدة ببساطة هو فقط يحاول اغضابك قليلاً.”
“ذلك الوغد استخدم حيلةً ما ليصل بالصقل لـ 7%، ان كان يحاول اغضابي فقد نجح!!” صاح بايثور بإنفعال شديد، بعض الحصرة بادية في صوته
“وصل لـ 7% بالفعل؟ مستحيل!!” اخذ الابن السابع خطوة للأمام، كمقاتل متمرس في الحزام المتوسط هو يعرف ما تعنيه هذه السرعة المهولة، روح الكوكب قبلت به كمنافس بطريقةٍ ما!!
“لو استمر على هذه الوتيرة قد يتجاوز الـ 10% قبل يوم المفاوضات، لا يمكنني السماح له الجلوس امامه بتبجح ليخبرني انه سيستحوذ على روح الكوكب خلال بضع اعوام قليلة، لا، بل قد لا يأتي للمفاوضات من الاساس لو شعر انه لم يعد بحاجة لها!” صوت صرير بايثور على اسنانه دوى في القاعة كلها، “علي ان استرد بعض الافضلية…”
من الجانب لوح جابا نحو الامير السابع بالخفاء، ثم اشار نحو بايثور و كأنه يخبره ان يستمع جيداً لما سيُقال الان.
*خطوة* *خطوة* حاول بايثور ان يهدئ نفسه فأخذ انفاس عميقة و ذهب نحو الشرفة، “المنطقة الجنوبية… يجب ان افرض سيطرتي على المنطقة الجنوبية خلال 4 ايام!”
بعدها نظر نحو الجينرالات الستة و اعطى وامره، “إستعدوا، سيقودكم الامير السابع شخصياً و عدد من ابنائي الكبار لتذهبوا معاً لسحق كل ما يقع جنوباً، معكم مباركتي للقيام لإرتكاب كل شئ يمكنكم لتدمير تلك البوابة، حتى لو عنى ذلك استخدام احد مكعبات ختم الكارثة!!”
“حاضر، جلالتك!” الجينرالات الستة ادوا التحية العسكرية ثم خرجوا من القاعة بحماسة، مهمات الابادة هى اكثر ما يجيدوه بعد كل شئ
“…!!” اما الامير السابع فـ بؤبؤاه توسعا حتى كادا يلامسا جفونه
المنطقة الجنوبية بها مليارات المقاتلين المحليين، كما ان العفاريت تتدفق لها ليل نهار حتى وصلت اعدادهم لقرابة الـ 300 الف جندي و مئات الاباطرة القتاليين حتى الان، كم انه يوجد اسياد حرب و عدد غير معروف من المآرب.. الذهاب لهناك بدون خطة سيكون له وقع كارثي، حتى لو انتصروا فـ الجيش سينهار!!
ثم إلتفت ببطئ نحو جابا، الذي بدوره رفع كتفيه و تمتم، “اخبرتك.” ثم عاد ليغلق عينه.
الموضوع التاليالموضوع السابق