اذكروا الله
—————
“سيدي الحاكم، اعتقد انه حان الوقت لنطلب الدعم، لا يمكننا التأخير اكثر.” سيف الظل رشح بصوت هادئ..
هذا لم يكن سيف ظل عادي بل امبراطور مستوى 43 يقود منظومة سيوف الظل المصغرة على ظهر كوكب أر1، لذا من الامن القول انه يعرف كل شئ يجري و كيف يجري، ربما اكثر من أليكساندر نفسه!
وجه أليكساندر الجاد تحول ببطئ لإبتسامة ساخرة، “اعرف ان سيوف الظل عليهم العمل بجد خلال الحرب من اجل الاستطلاع و حساب النقاط و توصيل التقارير و حتى التدخل في المعارك نفسها، لذا اعرف انك مرهق، لكن لهذه الدرجة إرهاقك افقدك الحس السليم؟”
أليكساندر ارسل نظرة للوراء، “لم يمر الكثير منذ ارسل معاليه انه يحتاج 60% من جيشنا كدعم عاجل لكوكب صخرة السم، و حامل الرسال اخبرنا انه يقاتل موجة وحوش عظيمة يقودها دورغر الملتهم شخصياً كما ان هنالك مارشالان و 200 حارس امبراطوري يقبعان في ذلك الكوكب و سيتدخلوا في المعركة بلا شك، انا بالفعل محرج اني لم ارسل الدعم المطلوب، هل تريدني ان اطلب انا الدعم؟”
هز أليكساندر رأسه و إلتفت للامام مرة اخرى، لقد تم توكيله بهذا الكوكب الصعب لسبب، و هو ان معاليه يثق في قدرته على اخضاعه. هو لم يخضعه فحسب، بل سيطلب دعم في موقف سئ كهذا؟ الموت افضل! في اسوأ الحالات سيتوقف عن التقدم و يدافع عن هذه البقعة حتى تتحسن الاوضاع.
“ليس علينا طلب الدعم من معاليه مباشرةً، ايها الحاكم، هنالك جهات اخرى.” ذكَر سيف الظل مجدداً
“أتقصد ان اطلب من الجينرال الاعلى ساكار؟” هز أليكساندر رأسه مجدداً، “انس الامر، مهمة العفاريت ليست أقل اهمية او خطورة مما نفعله نحن، و ما حدث معهم سيخرجهم من اجواء الحروب لفترة.”
بالطبع أليكساندر سمع بظهور الظل و مقتل الملك مورين و تقريباً مسح ثلث جيش العفاريت، انها لمعجرة انه تم توكيلهم بحماية البوابة الجنوبية، و معجزة اكبر انهم انصتوا للأوامر و ذهبوا فعلاً!
في الحقيقة اعجاب أليكساندر ازداد نحن ساكار و العفاريت كثيراً بعدما سمع هذا، لو كان مكان ساكار ما كان سيعرف ان كان سيتمكن من حشد الجنود البشر للقيام بشئ مماثل.
“لديك جهتين اخريين، سيدي الحاكم.” مجدداً ذكر سيف الظل، “لا تنس اننا امبراطورية تتكون من عدة كواكب و كل الامبراطورية في حرب حالياً، ليس فقط كوكب يورا و العفاريت، لماذا علينا نُستثني البقية؟”
“…معاليه لن يعجبه ذلك و انت تعلم.” أليكساندر عقد حاجبيه قليلاً، الان فهم ما يرمي إليه سيف الظل و لماذا لم يتكلم مباشرةً من البداي لأنه ترشيحه يعارض مشيئة معاليه، “كوكب جرينلاند و كوكب دم اليتيم تعرضوا لدمار هائل و قُتل الكثيرين منهم، معاليه لا يريد ان يتحول سكانهم ضدنا لو ضغطنا عليهم اكثر بإشراكهم فيما تبقى من الحرب.”
“لكن ايها الحاكم، ألم يتم ضغطنا نحن ايضاً في يورا؟ ألم نعاني اكبر خسائر منذ بدأ الحرب؟ لا يوجد جندي في جيشنا إلا وفقد أحد احبائه، و بعضهم فقدوهم كلهم! و مع ذلك ما زلنا نقاتل، فهذه حرب و لو توقفنا سيُقضى علينا، اعتقد ان بقية حلفائنا سينصتوا لصوت العقل، ألم يأخذوا وقت راحة بما يكفي؟” سيف الظل حاول دفع فكرته مجدداً، لكنه في النهاية يحاول زرع افكار في رأس أليكساندر فقط، هو لا يجرؤ على الظهور في الصورة كصاحب فكرة تعارض مشيئة معاليه!
“….” حافظ أليكساندر على صمته لبضع ثوان ثم بدأ يومئ عدة مرات، بعدها اخرج لفيفتين فارغتين و بدأ يكتب ثم ختم عليهم بختم حاكم جرينلاند أليكساندر، بعدها سلم اللفيفتين لسيف الظل، “سلم هذه لفوغون و تلك لفلورا، انا سأتحمل المسؤولية.”
سيف الظل اطلق تنهيدة مرتاحة، “احسنت الاختيار، سيادة الحاكم.” ثم إستلم اللفيفتين، انحنى قليلاً، و اختفى.
———————-
بعد قليل– كوكب دم اليتيم– امام الهرم المدرج
“هممم؟” عقدت فلورا حاجبيها قليلاً عندما ظهر سيف ظل بجوارها حاملاً لفيفة بكلتا يده، “ختم الحاكم أليكساندر؟ …هاتها.”
بعد تسليم الرسالة انحنى سيف الظل مجدداً ثم اختفى.
“……” فلورا قضت بضع ثوانٍ تقرأ بسرعة فحوى الرسالة، تعابيرها تغيرت من انعقاد الحاجبين و التساؤل إلى رفعهما و التفاجؤ!
ثم نظرت للأعلى و صاحت بلطف، “عزيزي، اعتقد ان عليك قراءة هذا.”
“همم؟” آرو الذي كان يطوف في الاعلى يتابع مدى تقدم تضحية اليوم جُذب انتباهه نحو فلورا و هبط لجانبها، ثم تسلم الرسالة منها و قرأها بتمعن، بعد قليل ظهرت ابتسامة على وجنته “تم ركل مؤخرته في احد الكواكب التابعة لإمبراطورية الثعبانا لعظيم و لم يجد سوانا و يطلب منه الدعم؟ و يطلب على مسؤوليته ايضاً و ليس امر مباشر من معاليه؟” بعدما انتهى أعاد لف اللفيفة و ألقاها لفلورا، “أهذا هو أليكساندر الذي يتكلم الجميع عنه؟ يبدو انه وغد حالم.”
“لا تستخف به فـ أليكساندر لديه مركز مرموق جداً في الامبراطورية، ألم تذكر عندما وعدك معاليه بمنصبك؟ قال انه سيجعلك حاكم مثل أليكساندر.” فلورا ذكرته ثم نظرت نحو اللفيفة، “لابد ان كتابته لهذه الرسالة كان صعب جداً عليه.”
“همف، لو كنت مكانه لما كتبتها حتى لو كان الثمن رقبتي.” لوح آرو ثم هَم ليطير نحو قمة الهرم مجدداً، “تجاهليه، نحن لا نقاتل من اجل هذا الأليكساندر، لا تتحركي بدون مرسوم امبراطوري من معاليه شخصياً.”
“لا اتحرك؟ ماذا عنك؟” امسكت فلورا بيد حبيبها بسرعة، “انت لا تنوي العصيان، صحيح؟”
“اعصي من؟ لقد فقدت القدرة على عمل هذا الخيار و انتهي الامر” هز آرو رأسه، “كل ما في الامر اني لست جزء من الامبراطورية بعد، ألم تسمعي معاليه؟ قال ان سأتسلم منصبي و كل ما وعدني به عندما يقوم بعمل لوح قسم شديد خصيصاً من اجلي، و هذا لم يحدث، أي اني رسمياً لست عضو في امبراطورية البداية الحقيقية بعد.”
“انت الوحيد الذي حدث معه هذا، هو لا يثق بك و لو قليلاً.” نظرت فلورا للأسفل، خدمة آرو لروبين تحت هذه الظروف سيكون ملئ بالشكوك حتى لو اخذ قسم قاسي، كما ان الجميع سيرى دائماً آرو كخادم اكثر من حليف!
“…لا ألومه، علي التعايش مع الامر.” رفع آرو كتفيه بتعابير قبيحة، لو كان مكان روبين و عرف افعاله لما بقي حياً دقيقة اخرى فضلاً عن اعطاءه فرصة!
“ألا تريد تغيير نظرته لك؟” إبتسمت فلورا و لوحت باللفيفة في يدها.
الموضوع التاليالموضوع السابق