البطريرك ضرب يده على فخذه و قام بتلخيص كل شئ متحمساً، ” ممتاز، طالما كل شئ توضيحه سأبدأ فوراً ببناء قاعة مزاد كبرى في وسط مدينة يورا و ابدأ الترويج لإفتتاحها بعد شهرين من الأن،
سنبدأ ايضاً البحث عن مواهب في قوى الروح في مدينة يورا و في الحملات العسكرية لإخضاع المتمردين في أراضينا الجديدة، ثم سنعلن عن افتتاح التجنيد العام لأصحاب الارواح القوية و الفرسان المتقاعدين عند افتتاح المزاد بعد شهرين، أهذا جيد؟”
اومئ روبين، “الخط الزمني لا بأس به، خلال شهرين زارا يمكنها بضع حبوب و طلاسم ذات مستوى مناسب للبيع… اه صحيح، إلتقط”
روبين اخرج من عبائته لفيفتين و ألقاهما نحو البطريرك، الذي إلتقطهما و فتح الأولى منهما متحمساً ، لكن سرعان ما تحولت الحماسة للقليل من الدموع يمكن رؤيتها في أعين البطريرك
إنتفض الشيوخ الموجودين عند رؤية هذا المشهد و سأل أحدهم مسرعاً، “ماذا هنالك ايها البطريرك؟ أهنالك مشكلة..؟”
إبتسم البطريرك و مسح عينه، ثم مرر اللفيفة للشيخ بجواره”لا.. لا ابداً.. امسكوا اقرأوها ايضاً.”
بعدما قرأها الشيخ ايضاً بكى ثم مررها للتالي.. حتى فهموا اخيراً ما هذه.. تم ضم الأراضي الجديدة لهم و اخيراً تم الإعتراف بهم كعائلة ماركوس… حُلمهم و حلم أبائهم و اجدادهم قد تحقق..
ثم فتح البطريرك اللفيفة التالي فوجد تعهد مختوم من قبل الحكيم ألبيرت انه يمكن لعائلة بورتون التوسع كما يشاؤون طالما في حدود المعقول، و يمكنهم الدفاع عن مصالحهم او الإعتداء ضد أي مشكلة شخصية بدون تدخل من العائلة الملكية لمدة خمسون عاماً.
تفاجئ البطريرك كثيراً من هذا و نظر لروبين بسرعة، ” هذا..؟!”
” لا داعي للتفكير في أهمية ذلك الوعد الان، ركز على وثيقة الماركوسية.. يمكنك بوثيقها إطلاق الحروب الداخلية على أراضينا الجديد و إخضاعها بشكل رسمي و لن تحاول عائلة اخرى التعارك معنا علينا، ايضاً يمكنك بها زيادة اعمال العائلة و تجنيد المزيد من المواهب.. إستفيد بها لأقصى درجة.
“جيد، سنغادر الان إذاً و نتركك تستريح.” اومئ البطريرك متحمساً ثم وقف متحمساً لبدأ ما عليه فعله و وقف وراءه بقية الشيوخ
“لحظة،” قبل ان يغادر الجميع تدخل بيلي، ” روبين، انت طلبت مني حبس شقيقك جون حتى *تتفرغ له*، هو ما يزال في السجن منذ وقتها، بما انك هنا الان ماذا تريد ان تفعل معه؟ هو يصرخ منذ سُجن انه يريد لقائك..”
“اوه، كدت أنساه… اعتقد انه لا يمكن تركه مسجوناً فعلاً… أقتله.” لوح روبين غير مهتماً
“إيه؟” الجميع ردوا في نفس الوقت مستعجبين، إجابة روبين لم تكن متوقعة ابداً
رفع روبين حاجبه، ” ماذا؟ لن نتركه يأكل و يشرب بدون مقابل للأبد، صحيح؟ اقتلوه و علقوا جثته أمام منزله لسبعة ايام ثم ألقوا الجثة خارج المدينة لتأكلها الوحوش .”
روبين كان يتكلم بهدوء، لكن كل كلمة خرجت بنية قتل جعلت أبدان كل الموجودين تقشعر و شعور أجسادهم تقف
حاول قيصر التدخل بسرعة بعدما سمع تلك الكلمات، “أبي! ربما هنالك سوء فهم، حتى لو كان اخطئ فهو ما يزال أخاك، ربما عليك ان-”
“اخرس! إقتيادك للمطعم اول مرة و تركك تتعامل مع الموقف بنفسك بدون ان يساعدك يمكن إعتباره مصادفة او ان شخصيته ضعيفة، لكن تهريبك من سكن العائلة قبل المنافسة ببضع ساعات؟ إقتيادك نحو بوابة المدينة؟ إقناعك ان تذهب مع القديسين الذين أرادوا قتلك؟ أكل هذا مصادفة ايضاً؟” اخيراً إنفعل روبين و صرخ في وجه قيصر
“ربما.. ربما فعلاً مصادفة…” قيصر تكلم بصوت منخفض ناظراً للأرض
عندما رآه روبين هكذا لم يكمل صراخه، بعد بضع ثوان تكلم مجدداً، ” انا لم اسمع كل التفاصيل عن ما حدث تلك الليلة، سأسألك سؤال واحد و إجابته ستقرر تنفيذ الحكيم عليه او التأجيل للتحقيق، جاوب بالصدق الذي علمت ان تقوله دائماً.. جاهز؟”
أبرقت عين قيصر للحظة، فهو لم يرد ان يصدق ان العم جون الطيب كان له يد في محاولة اغتيال، إن كانت لديه فرصة لإنقاذه فقط جائت الان، لذلك رد مسرعاً، “سأجاوب بصدق، ارجوك اسأل!”
اومئ روبين، ” عندما إنشغل القديسين بمعاركهم و انت قررت الهرب مع بيون و ثيو بإستخدام طلاسم الظلام.. هل حاول ذلك الجون ان يمنعك من المغادرة بأي شكل؟”
صُدم قيصر من السؤال و عاد للنظر للأرض، لم يُجب…
عندما رآه روبين هكذا عقد حاجبه اكثر و نظر لبيون، ” أهذا حدث فعلاً؟”
“اجل سيـ.. اجل يا أبي، العم جون فعلاً حاول منعنا بكل جهده، و لو كان يعلم بوجود الطلاسم لربما امسك بنا حتى لا نتركه وحيداً.” تكلم بيون بدون مشاعر
عندما سمع التقرير، غضب روبين زاد اكثر “ذلك الوغد!! إن لم يُقتل بسبب الخيانة فجيب ان يُقتل بسبب الغباء المُستفحل! بيلي، إفعل ما قلته لك، لكن علقه أمام منزله لإسبوعين بدل اسبوع، و اخبر الجميع بما فعله.. اخبرهم ان هذا هو جزاء الخيانة! لا أحد سيهرب من العقاب.. ليس حتى من هم من لحمي و دمي.”
خيانة الزمالة بالنسبة للشخص الذي جاء لقتله.. خيانة الشخص الذي سرب معلوماته للعائلة الملكية، و خيانة *شقيقه* جون الذي كاد يضيع منه قيصر..
بالنسبة لروبين الذي يعتمد في مساره على المُضي خطوة خطوة في الخفاء قدر المستطاع، الخيانة هى اسوأ كوابيسه..
فهم الشيوخ ما يرمي إليه روبين و أومؤوا ثم غادروا، بيلي ايضاً تنهد و خرج ورائهم لتنفيذ ما عليه فعله…
بعد ان تفرغ المبنى لروبين و صُحبته، نظر روبين لقيصر الذي ما يزال واضح عليه الحزن الشديد، ” تنهد~ لا اعلم ما إن كنت حزين انه خانك ام ان خيانته لك هى ما ستؤدي لموته.. في الحالتين يجب ان تدرك ان حياتك أهم من أي احد و أي شئ، من أراد الإيقاع بك يجب ان تقع رقبته.
إذهبوا الان اختاروا لأنفسكم غرف ضعوا فيها اغراضكم و ارتاحوا الليلة، غداً سينطلق ثلاثتكم نحو المزيد من المعارك.
و انتي يا زارا بعد إستراحتك إبدئي بعمل بضع حبوب تنشيط الروح كما علمتك و عمل بضع طلاسم مختلفة الانواع، لكن ركزي على تدريب و إراحة قواك الروحية قبل أي شئ… رسم الطلاسم سيكون شئ جانبي في وقت تحددينه يومياً، و ضعي لنفسك وقت فراغ لتخرجي تلعبي و تتعرفي على فتيات العائلة.”
“حاضر.” اومئ الأربعة، ثيو و بيون بلا مشاعر… قيصر تماسك قليلاً، و زارا واضح عليها الحماس و الفرحة.
إبتسم قيصر بصعوبة و سأل،”و انت يا أبي ماذا تنوي ان تفعل؟ لا تقل انك تستركز على التدريب و تترك ثلاثتنا في التراب ورائك، انت بالفعل لحقت بنا مع انك تركز على الأبحاث اكثر.. هذا سيؤذي ثقتنا بأنفسنا! ”
“هاها لا تقلق، لدي شئ في رأسي على البحث عنه و هذا قد يأخذ الكثير من الوقت، سيكون لديكم الوقت الكافي لبناء أعمدتكم قبلي، لكن لا تتكاسلوا! هيا اغربوا الان.. حان وقت النوم!”
الموضوع التاليالموضوع السابق