97 -نقود؟ لا مشكلة

داخل مبنى الضيوف المهمين – غرفة الإستقبال

بعد القليل من الرسميات أمام المبنى دخل روبين و رفقته و دخل ورائهم البطريرك و بضع رجال كبار

لم يبق احد تقريباً من الشيوخ او المسؤولين الكبار في العائلة، فكل القديسين ذهبوا للحرب ما عدا البطريرك، قُتل واحد منهم و الثلاثة الباقيين ظلوا في اراضي العائلة الجديدة -دوقية تينلي سابقاً- ، و حالياً لا يوجد سوى البطريرك و بيلي الذي عاد مع روبين

نفس الكلام بالنسبة للفرسان، معظمهم في الاراضي الجديدة و لم يتبقى سوى حفنة منهم للعمل على إستقرار اراضي العائلة القديمة… و معظمهم موجودين مع روبين الان

الجميع هنا كبار في السن و القيمة، كلهم رأوا روبين مرة واحدة على الاقل عندما كان ما يزال صغيراً، بعد رؤيته مجدداً بنفس هيئته و عمره و مستوى تدريبه حاولوا ان يسألوه اسئلة شخصية عن ما حدث له، لكنه أعطاهم إجابات مختصرة عن فترة دراسته في الكهف و انه جنى بعض الحكمة،

لكن رفض ان يفصح عن أي تفاصيل مثل القانون الذي اختاره لنفسه و عن كيفية إحتفاظه بهيئته و غيرها..

لم يحاول احدهم الضغط عليهم ايضاً خشية ان يغضب و يتركهم مجدداً..

بعد فترة من تبادل أطراف الحديث سأل البطريرك، “روبين، ماذا تنوي ان تفعل الأن؟”

كان هذا هو السبب الذي جمع كل الشيوخ هنا، فهم يعرفون جيداً انه مصدر الطلاسم و مصدر العز و الفخر الذي يعيشونه الان

عندما سمعوا البطريرك يسأله اخيراً صمتوا و إنتظروا رد روبين.. فأياً كان ما سينطق به سيحدد مستقبل العائلة الفترة القادمة

“همم حتى انا لم احسم قراري بعد… لو كنتم تنتظرون اني سأصنع كميات كبيرة من الطلاسم و نكمل فتوحاتنا مع عائلة برادلي فأخشى أني سأخذلكم.” هز روبين رأسه

شعر الحضور بخيبة أمل، لكن سارع البطريرك و تكلم ” لا بأس، الأراضي التي نملكها حالياً اكثر من كافية، من يحتاج للتوسع اكثر؟ هاها”

“صحيح صحيح، قبل بضع سنوات كنا قلقين من ضياع لقب آيرل او حتى زوال العائلة، بفضلك وصلنا لهذه النقط.. ماذا قد نطلب اكثر؟” أضاف شيخ اخر

“إسترح يا روبين، عِش حياتك و اكمل دراساتك و إنس امر الحروب..”

عندما سمع روبين هذا إبتسم تلقائياً و شعر انه لم يخطئ بعودته، اياً يكن السبب إن كان فعلاً محبة او خوف من غضبه او إعتراف بفضله.. على الاقل هنا العلاقة ليست تجارية بحتة.

اومئ روبين و أضاف، ” كما قلت، انا لن أصنع طلاسم بشكل رئيسي بعد اليوم، لكني لم اقل اني لن أساهم في مجد العائلة… رجاءً أنصتوا، أنا لدي خطط مبدئية لشئ كبير، إن حدث كما هو مخطط ستقفز العائلة لمكانة مختلفة تماماً”

كل الحضور تغيرت ملامحهم من الرضا لـ حماسة فوراً، سأل احدهم بسرعة، ” ما هى تلك الخطط يا روبين؟”

” ليس الأن… أهم حلقة في خطتي لم تكتمل بعد، لكني احتاج مساعدتكم في الخطوات المبدئية حتى أكمل تلك الحلقة المفقودة.”

“كيف نساعد؟” سأل بيلي بسرعة

تحولت عينا روبين لجدية تامة و تكلم، “اريد اشخاص بأرواح قوية… الكثير منهم!”

إندهش الحضور من طلبه، البطريرك اول من رد ” ارواح قوية… في العائلة حالياً يوجد واحد غيرك يمكن اعتبار روحه فوق المتوسط، عمره 19 عام و هو في المستوى الثامن، أهذا يكفي؟”

“كلا! إن لم يوجد غيره في العائلة فأحضروا من خارجها، إجمعوا اشخاص من مدينة يورا، أقيموا فاعليات تجنيد بمُرتب كبير للأشخاص من دوقية ألتون و الدوقيات الاخرى،

قوموا بتجنيد كبار الفرسان الذين لم يعودوا يقووا على القتال اكثر و احضورهم بمُرتب مناسب، عند إخضاع أراضينا الجديد في دوقية تينلي إقبضوا على أي شخص لديه روح قوية… تصرفوا!”

كلام روبين صدم الحضور، “هذا… كم شخص تريد بالضبط؟!”

” الكثير! كلما كان اكثر كان افضل.”

“لكن تجنيد بهذا المستوى و بهذه الفئة المعينة يتطلب اموال كثيرة، و نحن…” ملامح البطريرك قُلبت

الحرب جلبت لهم غنائم كثيرة بلا شك لكنها ايضاً اخذت مصروفات كثيرة، الكثير من الدروع و الأسلحة و غيرها تحتاج تعويض و عليهم إكمال بناء جيشهم الذي دُمر في الحرب قبل حوالي 13 عام لإحكام السيطرة على اراضيهم القديمة و الجديدة،

الاراضي الجيدة قد تفتح لهم مصدر دخل جديد من مناجم و محاصيل و تجارة..إلخ، لكنهم ايضاً عليهم صرف كل هذا تقريباً على إعداد جيش لحمايتها قبل مرور العشرون عاماً.

روبين فهم ما يعنيه البطريرك ، “لا تقلقوا بشأن الاموال، انا لن انتج كميات كبيرة من الطلاسم تكفي لحروب لكن يمكنني انا و زارا رسم بضع طلاسم عالية المستوى بغرض البيع للنبلاء، او حتى بيع بضع حبوب… عائلة بورتون إشتهرت بالطلاسم بالفعل، لن يكون من الغريب إن قمنا بعمل مزاد دائم لمن يريد شرائهم هنا في مدينة يورا، و لن نجد ابداً نقص في المشترين! في جميع الأحوال لا تحملوا هم المال بعد اليوم.”

الإبتسامات رجعت لتشرق على وجوه الجميع… اخيراً الفقر سيُطرد من ديارهم!!

اومئ البطريرك، ” لا بأس، طالما يمكنك تأمين الأموال يمكننا جمع الاشخاص و الموارد و أي شئ تريده… ألديك شئ اخر يمكننا عمله من اجلك؟”

” حالياً لا اريد شيئاً اخر، كل شئ سيتوقف على الخطوة التالية، سأقرر ما التالي بعد ان انجح او افشل.. انا فقط بحاجة لمخطوطات و كُتب فارغة يمكنني إستعمالها في ابحاثي و لا اريد ان يزعجني احد لأي سبب خلال الفترة القادمة حتى أنتهي مما اريد فعله… اه صحيح، اعتقد انه الفترة القادمة ستبدأ حملة لإخضاع سكان اراضينا الجديدة في دوليفار؟”

تفاجئ البطريرك، “اوه، يمكنك توقع هذا؟ هنالك اعمال شغب تحدث الان في اراضينا الجديد و ديفيد بدأ يقسم الجيش لإخضاع السكان المحليين.”

“اومئ روبين، “جيد، ارسل قيصر ، بيون و ثيو ليشاركوا في الحروب الداخلية و امنحوهم كتائب خاصة بهم ليكتسبوا خبرة اكبر و يندمجوا مع الجيش،”

“لا بأس!” لم يكن لدى اي احد اعتراض، فجميعهم يعرفون الادوار البطولية التي لعبها الثلاث في الحرب الكبرى، فضلاً عن بضع معارك داخلية!