” إستعدااااد… أطلق!”
*سوووووووووووووووش*
*بووم بووم بووم*
“يااااااااااااااااااااااااااي روبين! اهلاً بك!!”
“روبين انا احبك!”
“انت بطلي!!”
“ارجوك دربني!!”
—————————
– قبل بضع دقائق-
مر حوالي اسبوع من الإنطلاق من العاصمة، العربة التي تحمل روبين و صحبته إقتربت من مدينة يورا،
إجتهد خلالها روبين في التدريب و وصل للمستوى العاشر… مما اذهل الجميع عن مدى صفاء ذهنه حتى يستطيع الإختراق لمستوى اعلى في مكان كهذا
قبل الوصول للمدينة ببضع كيلومترات ترك بيلي العربة و طار بإتجاه المدينة بسرعة بدون إذن روبين، فأخبر البطريرك ان روبين اوشك على دخول المدينة
البطريرك دخل في نوبة من الهلع من شدة الفرح عندما سمع هذا، هو كان يترجى روبين ان لا يترك العائلة عندما كان ما يزال مجرد شقي قد يكون له مستقبل… إذاً ماذا بعدما أصبح ما هو عليه الأن؟!
عندها أزاع بعِلو صوته لكل الأهالي ان <الأسطورة الحية *روبين* قرر الرجوع للعائلة و جلب معه قيصر و بقية تلاميذه> و أمر ان يخرج الجميع لإستقباله
هو لم يكن عليه حتى ان يطلب منهم الخروج لإستقباله، فبعد كل شئ هم يسمعون كثيراً من الشيوخ و كبار العائلة كم ان روبين عظيم و كم انه عبقري لدرجة انه وصل لدرجة معينة من التبجيل في أعينهم
مباشرةً خرج الألاف للشوارع، حتى انهم نظموا صفين لمئات الأمتار خارج المدينة مستعدين بالورود و الأعلام
إعتلى نشابين عائلة بورتون اسطح المنازل و بدأوا يستعملون الأسهم المربوط بها الطلاسم كألعاب نارية
عندما رأى روبين و البقية من بعيد ما يحدث في المدينة، طلب قيصر و البقية ان ينزلوا من العربة قبل الوصول فهم لا يحبون هذه الأجواء…
فواحد منهم تربى بين الوحوش، واحد لديه ماضٍ بشع في الأطلال المظلمة، و الأخير تعرض لتعذيب وحشي … لا احد منهم مهتم بأن يكون تحت الأضواء.
لكن روبين رد عليهم، ” إبقوا أماكنكم و إرفعوا رؤوسكم، اليوم يجب ان يرى الجميع وجوهكم ليعرفوا من هم أبنائي حتى يعطوكم الإحترام الذي تستحقوه مستقبلاً.
بيون، ثيو، زارا من اليوم فصاعداً نادوني بأبي و نادوا قيصر بالأخ الأكبر، أنتم من العائلة الأن… مفهوم؟”
إبتسم قيصر و أومئ عندما سمع هذا.. هو بالفعل كان بدأ يعاملهم كإخوة بعدها مر معهم بتجارب حياة او موت اكثر من مرة، و بما انه هو نفسه مجرد إبن بالتبني لروبين فهو لم يشعر بأي شعور بالتفوق عليهم.
أما عندما سمع ثيو و بيون هذا… نزل كلاهما على أرضية العربة راكعين واضعين أيديهما على الأرض، يمكن للدموع ان تُرى في أعينهما بوضوح.
هم الأن يعرفون ان روبين رجل كبير عمره 150 عاماً، لهذا من الطبيعي ان يكونوا بمثابة أبناء او حتى أحفاد بالنسبة له، لكن مكانته كسيدهم الذي إشتراهم.. مكانته كعبقري أعطاهم قوة غير مسبوقة.. و مكانته كأحد أهم الأشخاص على قيد الحياة في الكوكب.. تجعل كلماته هذه أثقل.. أثقل بكثير.
فعندما وضعا على منصة العبيد ، لم يجرؤ احدهما على الحُلم بأن سيده الجديد سيفعل كل هذا من اجله، و في الأخر يتبناه كإبن..
اخيراً بيون تكلم، ” سيـ.. أبي.. سأقول ما في قلبي و اعتقد ان هذا يُمثل ثيو ايضاً.. أقسم اني.. سألقي نفسي في النار لو أمرتني بذلك!”
ثيو الراكع بجانبه أومئ
روبين الذي ما يزال يمسك زمام العربة لم ينظر للخلف مرة، هو فقط إبتسم إبتسامة بسيطة و قال، ” طبعاً لو ألقيت نفسك في النار ستحمي نفسك بقانون الرياح! هاهاها حسناً حسناً مشاعركما مقبولة، لا تتصرفا كذلك المخنث الأكبر، قوما و إستعدا للتعرف على عائلتكما الجديدة..”
“هاي! من المخنث الأكبر؟!” الإبتسامة مُحيت من على وجه قيصر و سأل صارخاً
ضحك الإثنان بشكل خافت و قاما من الركوع، حضن بيون اخته التي كانت تبكي لفرحتها بمكانتها هى و اخيها الجديدة… و بدأ الجميع يستعدون نفسياً لدخول مدينة يورا.. معقل آل بورتون
————————————
-حالياً-
“انت مثلي الأعلى!”
” انا لدي روح قوية، دربني دربني!!”
” مرحباً بعودتك!”
شوارع المدينة إمتلئت بأكملها…
في البداية صُدم الجميع عندما رأوا بضعة مراهقين على العربة، فروبين المفترض ان يكون عمره قرن و نصف… حتى لو لم يكن شيخاً عجوزاً يفترض ان يكون كهلاً!
لكن عندما بدأ كبار السن يصلون واحداً وراء الاخر و يقابلون روبين بإبتسامة و يحيونه، تأكد الصغار ايضاً ان هذا روبين الاسطوري و بدأوا يهتفون له
و لو ان الصغار لم يعرفوا ان الشيوخ لم يكونوا اقل تفاجؤً منهم..
عندما غادر روبين كان عمره 14 عاماً في المستوى العاشر.. و هو الأن يبدو تقريباً في نفس العمر و ايضاً في المستوى العاشر!!
في الحقيقة، بعض الفرسان العجائز في العائلة عندما سمعوا بما حدث لجسد روبين كانوا ينوون الضغط عليه ليخبرهم الطريقة، لكن قديسي العائلة منعوهم… اخبروهم ان هذا موضوع كبير و يجب ان يتخذ روبين القرار فيه بنفسه.
قدر.. معجزة.. إختراع… لم يهتم احد كثيراً، المهم ان الإبن الضال قد عاد اخيراً.
إستمر الموكب بين الحشود لمدة ساعة تقريباً بسبب الزحام، روبين إنشغل بالإبتسام و الإيماء و التلويح،
بينما الثلاثي في الخلف بدون مشاعر تذكر على وجوههم.. اكثر من إستمتع بالموقف كان زارا التي إتشغلت بجمع الورود التي تُلقي عليهم!
——————————
بعد ساعة تقريباً من الوصول لمدخل المدينة، وصل روبين للمُجمع القيادي لعائلة بورتون…
المكان حيث فيه المباني الحكومية مثل مكتب البطريرك، مباني تنظيم و تخطيط الجيوش، مبنى الإجتماعات… و غيرها الكثير.
تحتوي ايضاً على بضع مباني مخصصة للزوار عالي المستوى و الرُسل كما تحتوي على بضع أراضي فارغة تستخدم حالياً لتدريب العباقرة.
هذه المنطقة المغلقة من المباني هى قلب و عقل عائلة بورتون… و هى ما تم إختياره ليكون سكن روبين و صُحبته المستقبلية.
بعد وصول العربة للمنطقة المركزية، دخل روبين و اُغلقت ورائهم الأبواب الضخمة لمنع دخول احد من الحشود المتحمسة خلفهم،
ثم أُقتيدت العربة نحو احد المباني المخصصة للضيوف المهمين حيث كان ينتظر البطريرك براين مبتسماً، عندما رأى روبين ينزل من العربة ، بدأ البطريرك يتكلم، ” اخيراً يا روبين رجعت لأصلك، لا يمكنك تخيل مقدار سعادتنا بأن هذا اليوم قد أتى فعلاً، شكراً لك على ثقتك اخيراً، و اهلاً لك!”
“لا داعي للرسميات ايها البطريرك، ليست لدي أي ضغينة مع العائلة أنا كنت اتصرف بحذر زائد فقط، المهم اني هنا الأن… و كما وعدتك قبل مغادرتي… حان الوقت لتعويض العائلة عن غيابي.”
الموضوع التاليالموضوع السابق