الان– جبل الحد الشمالي
“بأمر من السيد الاعلى، بأمر من جلالته بايثور.. مُت!”
“هاهاها، اريد ان ارى كيف ستقتلني!!” ضحك هولاك بصوت عالٍ صوت اندفع للأمام رافعاً قبضته، يريد ان يطير رأس ذلك الحالم بضربة واحدة قبل ان يسارع لداخل مكتبة مختار السماء الثاني حيث يقبع جسد المارشال سيليبوس
لكن…
*اضطراب* *اضطراب*
في هذه اللحظة انفجر الصندوق الاسود و خرج منها ضباب رمادي عظيم، ذلك الدخان تمدد و تشكل ليأخذ هيئة بشري ملثم هائل الحجم، لا يظهر منه سوى عينان حمراوان كالياقوت.
*با-دوم*
“…!!!” قلب هولاك دق بقوة ثم توقف للحظة، هو نفسه تسمر في منتصف الطريق و نظر للأعلى ببطئ، و لأول مرة في حياته، السلف هولاك شعر بالخوف.
*اضطراب* أضطراب* *اضطراب*
الغيوم في السماء اختفت و لونها الازرق تغير للأحمر القاتم، الارض اخذت تهتز و الشلالات توقفت، الطيور تساقطت من الجو و الاسماك التي تعوم بقرب السطح إنقلبت على ظهرها ميتة على الفور… بدى الامر و كأن كارثة عالم حلت على كوكب نيهاري بأسره!
ذلك التجسيد لم يضيع الكثير من الوقت، فحرك يد واحدة و اشار نحو هولاك، شعاع رمادي اللون انطلق نحوه.
“انت.. انت لا تخيفني! لا شئ يمكنه الوقوف امامي هنا، هولاك!!” ليشجع نفسه صاح هولاك بقوة ثم قام بتفعيل درع اللهب الازرق لقوته القصوى، و قام بتجميع قوته في قبضته كما لم يجمعها من قبل، ثم لكَم للأمام، “كاااااا!!!”
اللكمة كانت مدمرة، حتى هولاك نفسه لم يعرف انه يمكنه اخراج هذا النوع من القوة عندما يتم حشره في الزاوية… فضاء نيهاري الضعيف تشقق و تلوي، الهواء الباقي في الجو انفجر بدوي هائل جعل أذان اباطرة الثعبان العظيم تنزف، فقط الهواء المضغوط الصادر من اللكمة كان كفيل بمسح مدينة صغيرة!
لكن.. *وووش*
الشعاع الرمادي شق هواء لكمة هولاك شقاً و وصل لقبضته بسرعة، *هششششــ*
“ااااااااهههــ!!!!” هولاك صرخ و هو يرى قبضته تتلاشى امام عينه ثم اخذ معصمه يختفى فالكوع فالعضد بسرعة هائلة حتى إلتهم الشعاع ذراعه كله من تحت الدرع!
“هاها هذا ما تحصل عليه من معاداة امبراطورية الثعبان العظيم!!” الاباطرة صاحوا بحماسة و هم يروا ذلك المشاهد المرعب، لكن حتى و هم يعلموا ان ذلك الظل في صفهم لم يكن بهم إلا ان تراجعوا تلقائياً للخلف بقلوب وجلة.
في هذه اللحظة السماء إنشقت *قعقعة*
*بام* *بام* *بام* و تحت اقدام الرسول حامل المكعب بدأت الارض تتشقق!
من ذلك الشق شديد السواد السماء بدأت تهطل صواعق على رأس الظل العملاق، تلك الصواعق فوراً اثرت على الظل الظل ثم اخذت تلتف حوله كالثعابين
*كلينج* *كلينج* من تحت الارض خرجت سلاسل سوداء كالفحم تشتعل بنار داكنة إلتفت حول اطراف الرسول و رقبته و اخذت تضيق الخناق عليه.
*بااااام* البرق نجح اخيراً في الفتك بالظل فتحول مجدداً لمجرد دخان و تلاشى.
“اااررغااااا!!!” اما الرسول، الامير الثالث لإمبراطورية الثعبان العظيم، بدأت الدماء تنفجر من اذنه و انفه و عينه، ثم تقطعت اطرافه و سحبت تحت الارض، بعدها سُحبت رقبته مع ما بقي من جسده تحت الارض المشتعلة بينما ما يزال حي، ثم اُغلقت الارض مجدداً و كأن شيئاً لم يحدث.
“…!!!” صدور اباطرة الثعبان العظيم ضاقت من المشهد و بعضهم لم يتمكن من الابقاء على نفسه في وضعية الطيران فسقط، اما البقية من ذوي الاذهان الحاضر إستداروا و هربوا في اتجاهات متفرقة و بعضهم يصيح، “انا لم انضم للجيش لأحظى بمصير كهذه!!”
في غمضة عين لم يبق اياً من اباطرة الثعبان العظيم حول الجبل، لكن هولاك لم يفرح بإنتصاره، ” ااااه! ااارغاااااا!!!”
حتى بعد تلاشى الظل، كانت تلك الطاقة الرمادية ما تزال تفتك به، كتفه في طور التلاشي!
“ررررراااااوووررر!!” وصل اخيراً كريكسس مسرعاً، كل شئ حدث في لمح البصر حتى هو لم يعرف ماذا حصل.
“النجدة، شريكي، النجدة!!” صرخ هولاك بألم، كتفه الايمن اختفى بالكامل و وصلت الطاقة الرمادية لجزعه.
*شوالاااااا*
بدون تأجيل فتح كريكسس العظيم فمه و حرق هولاك بشلال من اللهب و الصهارة.
“اااااااااااااااههههــ!!!!” حتى لو اعتاد عليه لفترة طويلة، ذلك اللهب الازرق ما يزال شديد الألم، لكن هولاك لم يتزمر فهو يعرف ما يفكر به كريكسس
الطاقة الرمادية فتاكة لكنها قليلة، و بما انها ليست شئ اصلي لجسد هولاك فـ نار المطهر ستكون كفيلة بتطهيره لو كانت قوية بما يكفي، خاصةً انه ما يزال يرتدي درع المطهر و الدرع لم يصاب بأذى حتى الان!
او هذا ما كان يعتقد.. *شوالااااااا—*
تفريغ كريكسس العظيم لكل شحنته من اللهب لم يفعل شيئاً سوى ابطاء تقدم الطاقة الرمادية، و في اللحظة التي توقف فيها عادت لتتسارع مجدداً، “ااااااااااااههـ!!!” الجلد و اللحم و العظم على صدر هولاك بدأ يتلاشى كاشفاً رئتيه و قلبه من تحت الدرع.
“راااااااااااووورر!!!” كريكسس العظيم نظر للسماء و هدر، لا يعرف ماذا عليه ان يفعل، لم يبقى سوى ان يبق بجوار صاحبه في لحظاته الاخيرة.
اثناء صرخاته وعندما رأى هولاك الموت منتظراً تذكر شئ اخير، “نيري! اعرف انك من قمت بتدمير ذلك الظل، اعرف انك تريني! نيري ساعديني!!”
“اسفة~ لدي صلاحيات للتدخل في حالة ظهور قوة تفوق نطاق امبراطور و تدميرها، لكن لا يمكنني معالجة الضرر الذي تسببت فيه تلك القوة أنفاً، كما انك لست الوحيد الذي تضرر من هذا التدخل العنيف اليوم، لقد حصل هجومين اخرين في نفس الوقت، الاضرار هناك مخيفة.”
“سأستخدم… نسبة صقلي… كلها!! نيري، سا– عديني! ساعديني!! سا.. عديـ….. نـي..” لأول مرة في حياته لم يتمكن هولاك من التحدث بشكل لائق، لقد اختفت رئته اليمنى بالكامل و وصلت الطاقة الرمادية لقلبه و عنقه.
“هكذا يمكننا ان نتحدث!” صوت ضحكة صدر في رأس هولاك، بعدها تشَكلت غيمة فوق جسده مباشرةً و بدأت تمطر عليه قطرات خضراء لامعة شديدة الصفاء، في غمضة عين تلاشى ما تبقى من الطاقة الرمادية.
مشهد الغيمة الصغيرة و هى تمطر كان خلاب، أي شخص سيرى تلك القطرات شديدة الجمال و هى تنسدل سيحتفظ بذلك المشهد في رأسه للأبد.
هولاك كان فاتحاً عليه ينظر للأعلى نحو الغيمة مباشرةً، لكنها ظهرت و اختفت بدون ان يبدى أي رد فعل.
عيناه مفتوحتان… لكن فاقدتان لأي حياة.
“….” نظر كريكسس العظيم نحو صاحبه بأسى، روح الكوكب اوقفت عذابه، لكن الاوان قد فات، قلبه قد تعرض لضرر كبير من الطاقة الرمادية.
رفع كريكسس رأسه و فتح جناحبه العظيمين على اخرهما، اللهب الازرق بدأ يتجمع في حلقه، مهمته الاخيرة كصاحبه ستكون حرق جثته بشكل لائق حتى لا يعبث فها احد اعداءه.
*با-دوم*
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 190$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 38/29