“أأ.. أأأ…” من صدمتها اخذت فلورا خطوة للخلف، كلتا يداها تغطيان فمها مفتوح، لكنها لم تستطع تغطية عيناها الباكية
آرو.. لطالما كان الرجل المثالي في نظرها، بطل حقيقي يتصدى لكل الصعاب نيابة عن الجميع، لو سقطت السماء فوق رؤوسهم هو سيحملها وحده حتى لو علِم انها ستكسر عنقه!
مع انه وُلد في قبيلة ثور البرق التي كانت تُعامل كمستودع لحم، مع انه رأى الجحيم في صغره و شاهد أهله يتم سحبهم لمسواهم الاخير باكين صارخين، مع انه شق طريقه بأسنانه و اظافره ليقف على القمة!! ..هو لم ينتقم من الجميع، بل اكتفى بإثبات قوته و حمى من تبقى من قبيلته، ثم تسيد الجميع بالعدل و الشرف!
لكن الان بعد سماع روبين، و رؤية رد فعل آرو.. هو..؟!
“….” عندما لاحظ آرو رد فعل حبيبته شعر ان قلبه انقبض، فمد يده و سحب رمحه من الارض و صرخ نحو روبين، “سحقاً.. سحقاً!! ما الذي استفدته الان؟ انت تستحق الموت!!”
اما روبين فقهقه و عاد لينظر امامه، “إسترخ ايها القوي حتى لا تُفتح جراحك مجدداً، حتى لو كنت في حالتك المثلى لن تستطيع لمس شعرة مني.”
*كراااك* ضغط آرو بكل قوته على عصا الرمح، ثم *باا* ألقاه جانباً
“…كل ما كان عليك فعله هو قتلي، ما الداعي لهذه الثرثرة؟” تمتم آرو بضعف ثم عاد ليجلس مكانه، “اجل، كل ما قلته صحيح، لكن ماذا إذاً؟ لو رأيت ما رأيت انا لما إستغرب، لو عرفت ان جميع زعماء القبائل أطاعوا اوامري و هم يعلمون مرادي لأنهم ايضاً أرادوا استغلال الفرصة مثلي، لما دعوتني بذو الوجهين… لقد سمعت عن كوكبك الام، من رأى النعيم منذ صغره لا يحق له الحكم على احد.”
“لم احكم على احد بعد، كل ما فعلته هو شرح الاحداث، انا فقط احاول فهم الشخص امامي.” ابتسم روبين، “لطالما تسائلت لماذا مجموعة من الاوباش كسكان كوكب دم اليتيم يتخذوا شخص نزيه و شهم كقائد مع انهم ببساطة يمكنهم التجمع عليك و قتلك، هذا يخالف المنطق، لكني الان فهمت، انت يا من لم تتم الـ 100 عام بعد، أخبث منهم جميعاً.”
ارسل آرو نظرة نحوه بغضب، “همف، و ماذا إستفدت بعدما فهمت؟ لو قتلتي قبل قليل كنت سأموت بمنزلة شهيد في عيون الأهالي، فلورا كانت ستحكم ما تبقى من دم اليتيم بعدل من اجل ذكراي، و انت كنت ستحظى بكوكب مطيع و سكانه قلائل يمكنه تشكيلهم كما يحلو لك، لكن الان هى تكرهني، و لو نشرت هذه الكلمات سيرفضها الجميع كقائد و تعم الفوضى مجدداً، بئس فمك الثرثار هذا!”
“توقف عن قول هذا الكلام، انت لن تموت!!” فلورا إستفاقت من صدمتها الاول و اخذت خطوتين للأمام ثم نظرت نحو الارض، “آرو، انا.. انا لا اكرهك!! ان فقط كنت استوعب ما قيل، هذا كل شئ…”
“انضجي قليلاً!” صاح آرو نحو فلورا، “هذا هو العالم الذي نعيش فيه، لقد جائتني فرصة لإعطائك انت و قبيلتي مستقبل افضل وإستغللها، و الان هذا الشخص جائته فرصة لقتلي ليحظى بمستقبل هادئ و سيستغلها، هذه هى الحياة، من يغتنم فرصته اولاً يفوز!”
“…!!” شهقت فلورا ثم إلتفتت نحو روبين بسرعة، “معاليك، لما لا تقل شيئاً؟ لقد وعدتني انك لا تريد إيذاءه!!”
“…؟” حاجبا آرو غاصا و إلتفت نحو روبين ايضاً
أما روبين فضحك، “من البداية لم تكن لدي نية لقتلك، خاصةً عندما تلقيت هجومك ذلك اليوم على سور مدينة العفاريت و شعرت بموهبتك الاستثنائية التي لم ارى لها مثيل للأن، قلت لنفسي ان هذا الشخص يجب ان يكون تحت طوعي، لكن و حسب اعتقادي القديم كشخص شهم صارم لا يعرف المراوغة كان سيُهزم لا محالة على يد ساكار، كنت اخطط لجعلك اليد اليمنى لقيصر، او تكون حارس شخصي لي مثلاً، لكن الان و بعدما أقررت بحقيقتك الخبيثة…”
“….” فلورا و آرو ضيقا اعينهما اكثر، هى تفكر في طريقة للدفاع عنه و هو يفكر في طريقة ليفقدها وعيها حتى يتم الإعدام.
في هذه اللحظة روبين أدار جسده نحو آرو بالكامل مبتسماً، “… بعدما علمت حقيقك و عمق تفكيرك الخبيث إرتئيت انك ستكون جينرال جيد!”
“هاه؟!”
“لا يوجد شئ يجعلكما تتفاجئا هنا، انا امبراطور كوكبي، انا لا افتح الكواكب بالورد و الياسمين بل الحروب، على جينرالاتي ان يكونوا ذو بأس شديد و ان يكونوا خبيثين كالعقارب لإخضاع أعدائي بأقل وقت و خسائر،” ثم إلتفت نحو فلورا، “لو نتكلم عن الشهامة و الوقوف مع الحق فلا يوجد افضل من بيلي في هذه الامور، لكنك ربما لاحظت انه مع انه ابن عمي و صديقي إلا انه لم يتم تسليمه منصب قيادي عالي منذ فترة، و في حرب الكواكب السبعة لم يتم ارساله لأي مكان بل تم الابقاء عليه في المقر، و هنالك ايضاً إليزابيث، انها تُفضل تقليل الخسائر من الطرفين قدر المستطاع و لا تحقق تقدم ملحوظ كالبقية، هذه ستكون مهمتها الاخيرة كجينرال لتكون مسك الختام بأن تفتح كوكب بمفردها، بعدها سأعطيها احد الكواكب لترعاها في هدوء بعيداً عن الحروب.”
ثم عاد لينظر نحو آرو، “انا لا احتاج اللطفاء النزيهين، انا احتاج وحوش، و انت وحش قلباً و قالباً… ما رأيك، هل ستتبعني؟”
“…ألست خائف ان اطعنك في ظهرك عندما تسنح الفرصة؟” تمتم آرو بصدمة، حتى لو كان يطمع في الرحمة عندما وصل روبين، عندما ذكر ما فعله بأعاونه ضاع منه اي امل!
“هاها هذا موضوع اخر،” ضحك روبين بصوت عالٍ، “لو وافقت سأقوم بعمل تعديلات على لوح القسم و اخذ وقتي لأنسق اشد قسم روح تلاه احداً يوماً، بعدها يمكنك ان تجرب حظك~”
“…على ماذا سأحصل لو وافقت؟” سأل آرو متوتراً
“مبدئياً ستكون مواطن في امبراطورية البداية الحقيقية و لك كل الحقوق كغيرك، ستحصل على لقب جينرال، و ستحصل على مكانة حاكم كأليكساندر، فقط ثلاثة سيكون لهم مكانة اعلى منك و هم انا و قيصر و ساكار. سأعطيك كوكب دم اليتيم لتديره كما تشاء و امدك بالموارد لتقوي أهله، سأعطيكم 30% من الأسرى الذين جلبتهم معي لتقووا انفسكم بسرعة و تصلوا لنفس مستوى قوة جرينلاند على الاقل، كما اني سأسمح لك و كل من ينصاع لك بأن تتحركوا في كواكبي كما تشاؤون ان لفظتم العيش في دم اليتيم.”
“بالطبع كل هذا ستحصل عليه بعدما اطمئن ان القسم سار كما اريد،” ثم نبرة روبين تغيرت قليلاً للجدية، “بعدها يجب ان تضع في حسابك انك ترعى الكوكب و سكانه من اجلي، أي خلافات و احقاد انساها، لو سمعت انك تقلل سكان امبراطوريتي عن قصد فلن اكون رحيماً.”
“…!!!” فلورا نظرت نحو آرو بسرعة بعينان مفتوحتان على اخرهما و كأنها تتضرع له ان يوافق.
“…حياتي كانت لك لتقتلني، لو اردت استخدامها بشئ اخر فلا بأس عندي طالما لا تقوم بإذلالي… انا معك.” بعد صمتٍ طويل نظر ارو نحو الارض و اطلق تنهيدة طويلة، لقد وضع خطوة في بوابة الموت ثم سحبها!
“اه!!” صرخت فلورا فرحة و قفزت في نحو آرو فاتحة يداها على مصرعيها، الان فقط يمكنها تنفس الصعداء.
“هاها لقد جنيت لنفسي جينرال قوي، جيد!” صفق روبين ضاحكاً ثم اشار لآرو ان ينهض، “هيا قُم، لقد أجلت التضحيات بما يكفي، تعال معي فأنت من ستشرف عليها.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 190$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 38/25