بعد يومان– كوكب نيهاري– المنطقة الشرقية– مدينة الامل

“…” المارشال لاكروس أطال النظر في المشهد امامه

(“لأقتلنكم جميعاً!!”)

(“اسقطوا ذلك المخبول و مطيته، لن اهدأ حتى امزق جثته بيداي العاريتين!!”)

معركة هولاك و كريكسس ضد الـ 300 من حراس المارشالات ما تزال مستعرة، بل و اشتدت اكثر لسببٍ ما بعد حوار هولاك القصير مع مساعد المارشال، فسقط ثلاث قتلى جدد.

“هذه المعركة يجب ان لا تستمر بهذا الشكل.” كشر المارشال لاكروس عن أنيابه و شد قبضتيه

في حين ان هولاك و كريكسس لديهم اجساد عظيمة القوة و قدرة تجددية فائقة، خصومهم من حراس المارشال امتلأوا بالحروق الطفيفة و الغائرة التي ما تزال تستعر كالجمر و تتوسع، و امتلأوا بالعظام المكسورة و العضلات المشوهة.

السبب الوحيد الذي يجعل هذا القتال يستمر هو اعدادهم الهائلة مقارنة بخصومهم حيث يعطوا فرصة لبعضهم ان يستريحوا، و خبرتهم الكبيرة التي تسمح لهم بالفرار قبل تلقي اي ضربات قاتلة… لكن لو استمر هذا القتال بنفس الوتيرة فستتراكم الإصابات بشكل خطير، قريباً سيبدأوا بالتساقط كأوراق الشجر و بكل لكمة من هولاك سيتساقط العشرات منهم.

“هذه مشكلتهم.” جابا لم يبدو مندهش جداً، “أي قائد عاقل كان ليبقى مع جنوده حتى يجد حل، لكنه تركهم في مواجهة السلف هولاك و كريكسس العظيم بدون قيادة و ذهب ليصقل روح الكوكب، نفس الروح التي وعدني بها السيد الاعلى كمكافئة… زميلك ببساطة مشتاق جداً لصقل روح كوكب نيهاري الضخم لدرجة انه لا يعبئ بما يحصل لأعوانه، ولا يعطيني اي وجه، لماذا اعبئ انا اذاً؟ على أي حال انا لست في عجلة لعرقلته و اخذ ما هو لي، لو كانت روح نيهاري تريد الحمقى لكانت سهلت الصقل على السلف هولاك الذي ظل يحاول طوال تلك السنين.”

“علينا ان نساعدهم لأنهم اعواننا ايضاً، هزيمتهم من هزيمتنا!” المارشال لاكروس بدى غاضب قليلاً، “لو ذهبنا الان، بقوتي انا و انت يمكننا إجبار ملك الشمال و مطيته على التراجع.”

“اذهب على راحتك و اعلن عن وجودك و دع الجميع يرفعوا حذرهم، اما انا فلن اتحرك الان، لا يوجد شك ان سيوف الظل يراقبوا تلك المعركة، لو أظهرت نفسي و قاتلت بجانبكم فسأعلن خيانتي و سيتقدم مورين و جيشه في ذيله ليدكوا حصون عشيرة اتحاد نيهاري.” غير جابا المشهد امامه ليجلب شكل مورين و هو يمضغ كومة عظام وسط جنوده، “لن اخاطر ببدأ معركة مع تلك الاشياء من اجل زميلك الأبله، لو كان علي التقدم حقاً فسأتقدم نحو مورين و اقضي عليهم مباشرةً.”

“انه المارشال الاول يا هذا، لن تكون نهايتك جيدة لو علم بطريقة كلامك عنك.” لاكروس تكلم بهدوء قليلاً

لقد إستسلم عن محاولة السيطرة على جابا او جعله يتكلم بطريقة معينة، هالة ذلك البشري قوية جداً، و هو لا يريد بدأ معركة حقيقية مع حليف له على تفاهات!

“انا مستخدم لقانون الحقيقة السيادي *يا هذا* فليذهب مارشالك الاول للجحيم، ان انضممت لأحد فأسنضم للسيد الاعلى لأعمل تحته مباشرة، و لو انضممت لكم سأكون الرجل ثاني بعد امبراطوركم و حتى هو سيتوجب عليه ان يحترمني، عدل انت طريقة كلامك معي.” سخر جابا ثم عاد ليشاهد ما يجري

لقد تساهل مع لاكروس لشهور بعد مجيئه، حيث تعامل معه بإنصياع و استدرجه في الكلام ليعرف منه كل شئ عن امبراطورية الثعبان العظيم و سمع كل ما يريد معرفته من معلومات عن الحزام الكوكبي المتوسط، و عن خبرة لاكروس في صقل روح الكوكب إس2، و بعدما اخذ ما يريد تحول ليعامله كزميل او ادنى.

“…دعنا نهاجم جيش العفاريت في الجنوب إذاً.” لم يرد لاكروس متابعة ذلك الجدال فأشار نحو صورة مورين و غير الموضوع، “بقوتي و قوتك، بالإضافة لـ 100 حارس في صفي و 80 امبراطور في صفك، ألن يكون القضاء عليهم سهلاً؟ بعد سنتقدم نحو البوابة الجنوبية بسهولة و ندمرها، و بعدها نهاجم الغرب و ندمر البوابة هناك، و بعدها نتجه نحو جيش العفاريت بقيادة الجينرال العفريت آمون و نهاجمهم من الخلف!”

“جميل، و ماذا عن هذا؟” غير جابا المشهد

في البداية كان مع جابا 50 احداثية حول الكوكب يستخدمها ليراقب الوضع، لكن خلال الشهور الماضية قام جابا بالتعديل على الاحداثيات بتغيير ارقام طفيفة و تجربة ارقام عشوائية حتى تمكن من جمع كم هائل من الاحداثيات الدقيقة.

“ماذا عنه؟” لاكروس عقد حاجبيه، المشهد الذي جاء به جابا كان ساكار الجالس على عرشه.

“لا اعلم من الذي يخطط لجيش العفاريت مؤخراً لكن اياً كان ذلك الشخص فهو شخص خبيث كالأفعى، لا اذكر وجود شخص مثله خلال فترة تواجدي مع امبراطورية البداية الحقيقية، حتى الجينرال الاعلى قيصر شخص مباشر جداً. موقع ساكار خطير جداً، جيشه متفرغ كلياً و معه عدد كبير من الجنود، ظاهرياً هو يضغط على الشمال لكنه يضع عين اتجاه الشرق و الغرب ايضاً، لو تحركنا جنوباً سيرسل مساعدة لجينراله مورين بالتأكيد، كما انه سيرسل جزء من الجيش ليهاجم مقراتنا الخاوية و ربما سيستغل قلة الدفاعات في مدينة الامل لتدميرها و تدمير بوابة الفضاء.” هز جابا رأسه

“ماذا إذاً؟ لا يمكنني مساعدة اعواننا في الشمال ولا التقدم جنوباً ولا غرباً؟ هل تقول اننا محبوسين هنا؟ كش ملك؟!”

المارشال لاكروس لم يرد الاعتراف بما يسمعه، “ما فائدة تعاوننا معك اذاً ان لم تجد حلول و تساعدنا؟!”

“ان لم تتعاونوا معي لكنت ساعدت في معركة المدينة الآمنة و لكنت اقاتل جنباً إلى جنب مع السلف هولاك، لكان جيشكم هلك بالكامل بحلول الان، تأدب قليلاً معي، بمجرد جلوسي انا اساعدكم.” جابا لم يكن ينوي تمرير اي قلة احترام، ” على اي حال لا يمكنني البقاء صامت طويلاً حتى لو اردت، علي ان اتبع نفس طريقة المخطط الجديد لجيش العفاريت… يجب ان انتظر.”

“تنتظر ماذا بالضبط؟” لاكروس عقد حاجبيه، مشاهدته لمنظر ساكار الهادئ الجالس على عرشه جعله يرتعد قليلاً

ضيق جابا حاجبيه قليلاً، “لا اعرف، لكن ارضية المعركة متوازنة و متوترة، لن تستمر بهذا الشكل طويلاً، هنالك طرف سيتقدم قريباً جداً.”

في هذه اللحظة صدر صوت قوي هز المدينة الصامتة: *بززززتتتتتـ*

“ما كان هذا؟!” لاكروس نظر حوله

“هذا صوت تفعيل بوابة الفضاء!!” جابا وقف مزعوراً و قفز من النافذة، فعلاً الفضاء داخل البوابة بدأ يتميع لقد إرتبطت ببوابة اخرى!

اخر مرة تم تفعيل البوابة كان منذ بضع اشهر، عندما وضع جابا قانون يمنع مجئ احد من امبراطورية البداية الحقيقية بسبب *تدابير حالة الحرب*

تفعيلها الان… هل يعقل ان روبين قرر استخدام موقع البوابة ليهاجمه؟!

“سحقاً!” عندما فكر جابا في هذا صاح بقوة اثناء هبوطه امام البوابة *باام* و اخرج مطرقة حرب ضخمة من خاتمه، مستعداً لتدمير البوابة كلها.

*خطوة* *خطوة*

مباشرةً قبل ان يلمس جابا البوابة خرج شخص منها واضعاً يداه وراء ظهره…

طوله يقارب الثلاث امتار، لونه شاحب و جلده متشقق، له شعر سميك و اطرافه تبدو كالأفاعي، و هالته… هذه الهالة كانت لوحش عتيق!

“جلالتك بايثور!!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 190$.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 38/21

من Zeus

-+=