” أهذا السبب كان يتساقط فرسان دوليفار بشكل مريب طوال القتال؟! هذا…” مد القديس يده فأمسك بطلسم الكلام بسرعة و تفحصه كأنه طفل صغير..

دهشته الكبيرة أدهشت روبين نفسه، حتى انه نظر له بإستغراب و تكلم ” انا فاشل في التخفي و واضح انكم فاشلين في الإستخبارات ايضاً!”

حينها أدرك الحكيم مدى ردة فعله فعاد لطريقه جلوسه الاولي، “إحم، الوقت كان ضيق جداً لجمع كل الأدلة و الشواهد، فورما تأكدنا من هويتك دعيتك فوراً.. ها، ماذا لديك بعد؟”

اخيراً الترقب بدأ يملئ عين الحكيم، فهو كان على وشك ان يبدأ التفاوض مع روبين على طلاسم النار و ربما بعض الحبوب.. مع انه لن يستفيد شيئاً من تلك الحبوب إلا انها ما تزال ستساعد الكثير من الفرسان و القديسين على زيادة مستواهم

روبين مد يده مجدداً في الصندوق و اخرج جلد يميل لللون الأخضر، “هذا طلسم الحيوية، يمكنه منح الشخص 10 ايام من الشفاء الطبيعي بشكل فوري، انه حياة إضافية لكل من يدخل ساحة معركة.”

الحكيم إستلم الطلسم الاخضر من يد روبين برهبة كبيرة، لو كان هذا الطلسم موجود سابقاً لإستطاع إنقاذ العديد من افراد أسرته…

لكنه لم يندهش جداً كما حدث مع طلسم الظلام، فهو سمع عن وجود شئ كان يجعل القديسين و الفرسان قادرين على متابعة القتال، لكن الان فقط عرف انه ايضاً كان طلسم، و لديه خواص رائعة كهذه!

الأن فقط كل شئ حدث في المعركة الاخيرة اصبح معقول، ” هيه~ حسناً، الأن عرضت لي بضاعتك.. كيف تنوي إمدادي بها؟”

“انا لم أنتهي بعد…”

“إيه؟” إستغرب الحكيم ألبيرت كثيراً، فلم تظهر اي دليل على وجود نوع اخر من الطلاسم في احداث المعركة

مد روبين يده مجدداً في الصندوق و اخرج خاتمين مع المعدن، على رأس الخاتم توجد قاعدة مربعة عريضة بعض الشئ عليها رموز جميلة.. يبدو كخاتم عادي يمكن شراءه من من أي محل خردوات، “هذا.. هو اخر و أعظم تطبيقاتي حتى اليوم.”

كلمات روبين ضربت الحكيم ألبيرت كالصاعقة، بعد كل ما رأه حتى الان، و هذا هو أعظم ما أنجزه؟ ما هو يا ترا..؟

إستمال الحكيم للأمام قليلاً و اخذ يحدق في كل تفاصيل الخاتم و النقوش الجميلة عليه لكنه لم يفهم شيئاً.. ” ماذا يفعل هذا الخاتم؟ إلى ماذا تشير هذه الرموز؟”

“النقوش؟ هى لا شئ، مجرد شكل جمالي حتى يظهر كخاتم عادي”

لم يتوقع الحكيم هذه الإجابة، ” إذاً ما هى فائدة الخاتم؟!”

” من الافضل عدم إستخدام الكلمات هنا، لما لا نطبقها بشكل عملي افضل؟ رجاءً دع شخص يأخذ أحد الخاتمين و يذهب لمكان بعيد عن هنا..”

“بعيد؟ لأي مدى..؟” إستغرب الحكيم من طلب روبين

“أبعد ما يكون! سأبدأ التطبيق بعد خمسة دقائق من إنطلاقه بالسرعة القصوى، اعتقد خمسة دقائق تكفي قديس متوسط المستوى ان يبتعد عشرات الكيلومترات؟”

“إنس امر قديس متوسط المستوى، انا سأفعلها! أعطني هذا الخاتم.” اخذ الحكيم أحد الخاتمين و اختفى…

روبين لم يتوقع ما حدث.. نظر حوله لم يجد احد سواه في الغرفة المليئة بالكنوز و التحف.. لم يكن يعلم ما إن كان الحكيم يستأمنه لهذه الدرجة ام انه يعلم انه لن يجرؤ على لمس شئ…

بعد 4 دقائق و 50 ثانية – على بعض اكثر من 200 كيلو متر من روبين..

وقف الحكيم ألبيرت و إستعد لهذه *التجربة* المثيرة للإهتمام.

طوال الطريق كان يحاول تخمين ما قد يفعله هذا الخاتم، الطلاسم الثلاثة الذي إستطاع روبين صُنعهم مختلفين تماماً لدرجة انه يستحيل التنبؤ بما سيبتركه لاحقاً

ثانية.. اثنتان… مر الوقت ببطئ جداً و هو ينتظر، مُدة الخمسة دقائق مرت منذ بضع ثوانٍ و لم يحدث شئ…

و اخيراً بدأ الخاتم يتوهج بشكل خافت و ييوخذه في إصبعه، بشكل تلقائي مرر بعض الطاقة فيه ليرى ما يحدث

فسمع صوت في اذنه…

“مرحباً.. إختبار إختبار.. هل تسمعني؟ إن كنت تسمعني فتعال و أحضر معك فرخة مشوية، انا لم أكل منذ ايام يا عديمو الدم…”

الحكيم من الصدمة أخذ خطوتين للوراء لا ارادياً و اخذ يتلفت حوله، هذا كان صوت روبين!!

لكنه سرعان ما إستسلم عن محاولة إيجاده، فهو تحرك بسرعة لا يمكن إلا لحكيم الوصول لها حتى وصل إلى هنا، يستحيل ان يكون حكيم اخر متفرغ لإحضار روبين خلفه و عمل مقلب عليه

إندفع الحكيم من مكانه بقوة لدرجة ان الصخرة تحت قدمه تحولت لغبار و إنطلق بأقصى سرعته نحو روبين

بعد ثلاثة دقائق..

*سووووش*

صوت هواء قوي عبر من النافذة و ظهر الحكيم ألبيرت أمام روبين فجأة بعينان حمراوين و وجه مخضوض كأنه عفريت، و بدأ يصرخ ” كيف وصل صوتك إلى أذني؟ أي سحرٍ هذا بحق الجحيم؟”

روبين ايضاً بدى عليه الغضب فقام من مكانه و صاح ، “أين فرختي المشوية بحق الجحيم؟!”

الحكيم لم يتوقع رد روبين على الإطلاق، لكن يعرف ان روبين رد بهذه الطريقة ليُخفف الجو مجدداً و يمتص حرارة الموقف… دهشة ألبيرت تحولت لإبتسامه و قهقه ثم رجع ليجلس مكانه، ” اعتذر عن تصرفي قبل قليل لقد سيطرت علي مشاعري قليلاً، يمكنك بدأ التوضيح بطريقتك الخاصة.”

“انا لم اكن امزح.. احضر لي شئ أكله..”

“ايه؟ اوه… ايها الخادم، أقم وليمة كبيرة على شرف ضيوفنا”

“لا تنسى الفراخ المشوية”

“…. لا تنسوا الفراخ المشوية! إحم.. أيمكننا إكمال كلامنا الأن؟”

اومئ روبين بإبتسامة و تكلم، ” حسناً يا صاحب السمو، قبل فترة سمعت عن معاناة نقل المعلومات من المسافات البعيدة و صعوبة التواصل بشكل عام، فكما تعرف قسم نقل المعلومات يمكن ان يدمر جيوش او ينقذها، لهذا فكرت في إبتكار موجه لهذا المجال …

بشكل عام انا لدي أبحاث في عدة مسارات، و احد تلك المسارات هو مسار الرياح.

احد القوانين الثانوية لهذا المسار هو قانون الصوت الثانوي، فأنا إكتشفت ان الصوت عبارة عن موجات تسير خلال الهواء و تعتمد بشكل كُلي عليه،

لذلك بعد بضعة أبحاث خفيفة.. إستطعت عمل طلسمين متصلين ببعضهما، عندما تتكلم عبر واحد، يقوم الطلسم بتنقية و تسريع موجات الصوت بإتجاه الطلسم الاخر… يمكنك القول انها قناة ثابتة للتواصل.”

من Zeus

-+=