إلتف العملاق بالكامل أخذاً الوضع بجدية.

منظومة السيطرة على العفاريت لديهم عدة قوانين حديدية، منهم مثلاً انه غير مسموح بتخطي عش العفاريت الواحدة لعدد 500 عفريت بشكل اجمالي، اي ان عدد العفاريت الذكور و الاناث و الاطفال معاً يجب ان يكون 500 او اقل.

يُسمح لشبل بالبلوغ فقط في حالات معينة، و هى ان يموت احد الكبار اثناء الصيد فيتركوا احد الاشبال يبلغ ليعوضه، او يطعن احد العفاريت الكِبر و يتوقف عن صيد سكان مستعمرات الاعراق الواعية، عندها قوة السيطرة ستقتل كبار السن و يسمح لعدد من الصغار بالبلوغ مكانهم.

او عندما يتم انشاء مستعمرة جديدة للاعراق الواعية، فيُقتاد العمالقة جزء من عفاريت احدى الاعشاش لمكانهم الجديد لبناء عش جديد، و عندها يُسمح للعشين بالوصول لـ 500 بشكل منفصل.

كما انه قطعاً غير مسموح لملك العش ان يتخطى حاجز ملك متوسط، هذه كانت اول مرة في حياته يجد ملك عفاريت قد وصل لهذا المستوى من القوة!!

منظومة السيطرة على العفاريت لديها قوانين متعددة جداً و شديدة الصرامة، قبضتهم تصل لكل مكان في المنطقة الشرقية بسبب دعم قبائل العمالقة لهم و امدادهم بالرجال و العتاد و الدرر بشكل دائم لتنفيذ مهامهم، لذا و بسُلطة كل قبائل العمالقة في المنطقة الشرقية، قوانين المنظمة نافذة لا محالة!

“لماذا هذا يحصل…؟!” عندها شعر العملاق ان هنالك شئ غريب، لو هذه المستمرة معروفة لدى منظمة السيطرة لكان هذا الملك تم حصاره و قتله منذ زمن بعيد.

لذا بشكل تلقائي مد العملاق حسه الروح ليتقصى اكثر عما حوله، ” ياللهول…” تمتم العملاق و اخذ خطوة للوراء لا ارادياً.

اتضح ان الكهف ليس كما يبدو عليه، شبكة الانفاق المحفورة بالمخالب داخل الجبل لم تكن من اجل إرباك المهاجمين فقط، بل كل واحدة من تلك الانفاق تحمل العديد من الاناث و الاشبال، عدد الاناث وحدهم يفوق الثلاثة الاف انثى، و اعداد الاشبال تخطى العشرين الف!!!

و مع ذلك لم يجد اي ذكر بالغ واحد، “مستحيل!! اين بقية البالغين؟ كم اعدادهم؟ بالحكم على السرعة التي يبلغ بها الاشبال، هذا المكان يجب ان يعج بالبالغين.. هل جميعهم في الخارج يصطادوا؟ لكن كل مستعمرات الاعراق الذكية مراقبة من قبل قوة السيطرة، إذاً ماذا يصطادوا؟ لا… هل يعقل انهم يعيشوا على اصطياد العمالقة؟!”

“تسك تسك~ أليس هذا بديعاً؟ كيف اتممت شئ كهذا يا كومة النتانة؟” بعد صدمته الاولى، ضحك العملاق بصوت عالٍ و هو ينظر نحو ملك العش، ” لكن علي القول، احسنت عملاً، عندما اقوم بالتبليغ عن هذا العش سأخذ على الاقل اجر عشر سنين كاملة كمكافئة، هاهاها!”

الملك العفريت لم يتحرك من مكانه او يلتفت نحو العملاق، اكتفى بالبقاء مكانه يسد المدخل بجسده الضخم

لكن لأن هذا هو التصرف المتوقع من ملك عفاريت واثق من قوته و يعتقد انه يمكنه انقاذ اناثه بمجرد وقوفه، قهقه العملاق و اخرج خنجره الضخم مجدداً، “ان كنت لن تسمح لي بالمغادرة للإبلاغ، فسأخذ جثتك معي، لابد انه جثة ملك عفاريت عالي المستوى تساوي شيئاً هاها، مُت هاهاها!!”

العملاق كان يعرف ان قتل عفريت اقوى منه جسدياً لن يكون سهلاً كما فعل بالحارس، فأمسك مقبض الخنجر بكلتا يده و اندفع للأمام واضعاً كل قوته وراء هجومه، مستعداً لتفجير رأس العفريت الملك بضربة واحدة.

*بااا*

“ماذا؟!”

العملاق فتح عينه على اخرها… قبل ان يصل لهدفه، رفع ملك العفاريت ذراعه اليسرى بسرعة سامحاً للنصل ان يعبر من خلال مخالبه، ثم حفر مخالبه في كلتا يدا العملاق الضخمتين!!

“اتركني، ارغغ!!” حاول العملاق الاستفادة من افضلية جسده الضخم و وشم تقوية الجسد الإلهي فبدأ بالسحب للخلف لعله يفلت، لكن كلما حاول سحب جسده كلما انغرزت مخالب العفريت في يده اكثر، “ارغغغغ!!!”

ثم حدث شئ غريب في لحظات العملاق الاخيرة…

العفريت إلتفت اخيراً لينظر في عينا العملاق مباشرةً، ثم فتح فمه الملئ بالانياب المدببة،”ها..ها …مُت.”

“…!!!” قلب العملاق ارتجف و فتح عيناه على اخرها في رعب تام، ثم اغلقها للأبد… بضربة واحدة طير العفريت نصف رأسه.

*باام* القى العفريت الجثة جانباً ثم بدأ يخرج روائح من خياشيمه، *أنتن بأمان الان.. لقد تأخرت، هذا خطئي.*

*الملك!!*

*الملك.. ساكار.. شكراً لك!!*

كل الاناث ركعن بشكل غريب واضعين جباهم، قرونهم و أكواعهم بالكامل على الارض في تعبير عن الإستسلام الكلي، و بسرعة تبعهم اشبالهم.

ساكار اخبرهم ان يعودوا لما كانوا يفعلوه، ثم إلتفت نحو الاشبال الميتة…

المتسلل تمكن من قتل 7 اشبال قبل ان يصل لمكان الواقعة، احد تلك الاشبال يكون ابنه الاخير، *اكرموا الجثث بأكلها، لا تبقوا منها شيئاً لحشرات الارض.*

بعد اعطاء تعليمات الاخيرة، عاد ساكار فأمسك برقبة العملاق ثم سحبه معه حتى اخذه لأحد الانفاق القريبة من مدخل الكهف، و ثبته على الجدار بـزرع عظمة فخذ لعملاق نيهاري اخر في صدره.

ثم جلس على مقعد مصنوع من عظام و جماجم عمالقة، يراقب الجثة المعلقة في صمت…

حادثة اليوم عادية جداً، يمكن القول انها تتكرر في الاسبوع مرتين، و في كل مرة يجد ملك العفاريت ساكار الدخيل و يقتله، و بهذا الطريقة لم تنتشر الاخبار عن الكهف.

في عدد من المرات رأى بعض العمالقة الحذرين الكهف و فضلوا جلب الدعم اولاً، و بالفعل عادوا و معهم عشرات من قوات السيطرة قبل ان يدخلوا معاً، لكن بلا حاجة للقول، كلهم لاقوا نفس المصير على يد ساكار، و كلهم علت وجووهم نفس النظرة المرتعبة قبيل موتهم، و هم يصرخوا في اذهانهم: *ذلك العفريت يمكنه ان يرى!!*

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 10$.

رجاءً من يرسل دعم بأي وسيلة يترك ملحوظة انها مخصصة للورد الحقيقة لأن الحسابات مشتركة مع موقع تيم اكس و اغراض اخرى، و ان حصل خطأ و فشلت في حساب دفعة ذكروني في ديسكورد او في التعليقات.

+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=