قبل 45 سنة– امام احد كهوف المنطقة الشرقية
“اووه؟” ذكر من جنس عملاق نيهاري يرتدي الاسود هبط بالمصادفة امام كهف ذا مدخل ضيق جداً، بالكاد يمكنه السماح لأحد بالدخول او الخروج، “اشتم رائحة نتانة مألوفة هنا…”
ذلك العملاق لم يكن ضعيف ابداً، هالته تقول انه تنين (حكيم) متوسط المستوى، في اي قبيلة او أي جيش سيكون له وضعه الخاص، و مع ذلك ها هو ذا يتجول في الغابات و هو يرتدي ملابس مدنية تقليدية، الشئ الوحيد الجاذب للنظر فيه هو شريط احمر يلتف حول كتفه الايسر
ذلك الشريط يعني انه من قوة السيطرة على العفاريت.
*باا* *باا* اخرج العملاق شئ كالبودر الابيض و رشه على نفسه و فرك به رسغيه، ثم تقدم نحو الكهف *خطوة* *خطوة* و ادخل رأسه اولاً من خلال المدخل.
“تسك~ كما توقعت، رائحة النتانة تلك واحدة في كل مكان، كيف اتوه عنها؟” تمتم العملاق بقرف
في الحقيقة الكهف كان اكثر اتساعاً في الداخل، فقط المدخل هو الذي كان صغير جداً… و كان يقف الان امامه مباشرةً عفريتان يتحدثان لبعضهما عن طريق افراز روائح كريهة من اشياء تشبه الخياشيم موجودة على رقابهم، و حتى مع دخول رأس العملاق ليكون على بضع اقدام منهم لم ينتهبوا و تابعوا كلامهم بشكل طبيعي جداً.
“هيهي~” حشر العملاق نفسه من خلال البوابة و دخل و هو يضحك على منظر العفريتين للحظة، ثم اخرج خنجراً و بكل بساطة طعن احد العفريتين في خياشيمه النتنة، “مُت!”
“اغغغ!!” العفريت سقط على ركبتيه ممسكاً برقبته، لا يعرف ماذا حدث فجأة.
*ماذا بك؟ ماذا بك؟* زميله الواقف في الحراسة لاحظ تصرف زميله الغريب و اقترب منه بسرعة ليتفحصه بسرعة، فوجده غارق في دمه، لقد فارق الحياة بالفعل.
العفريت الثاني اخذ يشم حوله كالمجنون مكشراً عن انيابه رافعاً مخالبه لعله يجد ما تسببه في مقتل زميله، لكن بلا فائدة، و كأن عصفة ريح هى ما تسببت في ذلك!
“تسك~ وحوش غبية.” العملاق تمتم من وراء ذاك العفريت المذعور ثم بصق على الارض، بعدها اكمل طريقه للداخل، مُفضلاً ان يترك الرعب يفتك به على ان يقتله بنفسه
تقليل اعداد تلك العفاريت كان دائماً عمل قذر و غير مجذي، لذا كل واحد من اعضاء فرقة السيطرة يجد طريقته الخاصة ليحظى ببعض المتعة اثناء القيام بأداء عملهم!
…الكهف كان مظلم و ضيق، كثير التشعبات محفور على شكل متاهة، هذا الكهف محفور بأنياب و مخالب العفاريت بهذا الشكل و منتشرة فيه رائحة الجثث المتعفنة و خليط من الروائح الاخر خصيصاً ليكونوا في مأمن من ذلك الشئ الذي يقتلهم و يخطف اطفالهم.
لكن عندما رأى العملاق هذا ضحك بصوت عالٍ، ثم اخرج مشعل و اضاءه فحسب، ثم وضع يده على انفه ليبعد تلك الروائح الكريهة، بعدها اكمل طريقه يطئ العظام و الاشلاء اينما اخذ خطوة، “علي ان اطلب زيادة في الاجر، المجئ لهذا المكان القذر مقابل حفنة من الدرر لهو النصب بعينه!”
ذلك الكهف كان مصمم حسب منظور العفاريت الضيق الذين يرون العالم عبر انوفهم القوية فقط، بالنسبة لهم الذين يروا الكائنات الاخر ككتلة من الرائحة المتحركة، لا يمكنهم استيعاب ان تلك الكائنات لديها حواس اخرى يمكنهم استخدامها لإيجاد طريقهم.
العفاريت لا يعرفون ما هو السمع ولا الإبصار، و بالنسبة لمن يختبر شئ من قبل فلن يفقهه مهما تم شرحه له، هم ليسوا كالبشر العميان الذين يروا السواد امامهم، هم لا يملكون عين او اذن اصلاً و بالتالي لا يوجد توجد اي معلومات لديهم من هاتين الحاسيتين في رأسهم
انه كمن يطلب من انسان ان يرى من خلال كعبه او يسمع من خلال بطنه!
لذا بالنسبة لهم فأياً كان من يقتل اشابلهم هم كالأشباح بالنسبة للبشر الفانين، و تماماً كما لا يعرف البشر كيف يتعاملوا مع الاشباح فيحاولوا اغلاق الابواب او رش الملح او اي شئ يفكرون فيه، العفاريت ايضاً لا يملكون وسيلة للدفاع!
“اوه؟ هيهي ها قد بدأنا~” اثناء تحرك العملاق في المتاهة الخرقاء رأى بالصدفة في احد الازقة بضع إناث عفاريت و حولهم اكثر من 20 شبل.
الفرق بين الاناث و ذكور العفاريت لم يكن واضح جداً، فالاعضاء التناسلية تكون محفوظة داخل اجساد الذكر و الانثى و تخرج عن التزاوج فقط، كما ان الاناث لا يملكون اثداء كمتحولي البشر لإرضاع اشبالهم، منذ يتم وضع الشبل يعتمدون على القئ و لحوم الحشرات و الزواحف الصغير كطعام رئيسي…
بالطبع من يدقق البحث من الخبراء سيجد ان الاناث اقصر قليلاً و اكتافهم اقل عرضاً، كما ان الاناث هم المسؤولات على العناية بأطفالها الكثر بسبب فترة الحمل القصيرة، مما يجعلهم اقل قوة بسبب افتقارهم الوقت للتدريب و عدم مشاركتهم في الصيد… و بالطبع لهم رائحة مميزة يشمها بني جنسهم فقط~
*يجب ان تكبر بسرعة.. يجب ان تكبر بسرعة..* احدى الاناث في ذلك الزقاق كانت تتقئ بعضاً من الطعام من اجل إطعام اشبالها، و في نفس الوقت تصدر رائحة مميزة من خياشيمها لتخبر الاشبال ان يأكلوا بسرعة
غالباً واحد فقط من مئة شبل ينجو خلال سنينهم الاولى، اي ان الانثى التي تضع مئات الاشبال سترى 3 او 4 منهم فقط يصلوا لمرحلة البلوغ، و بالنسبة لأم، حتى بالنسبة لأمهات العفاريت، كان شئ يفطر للقلب.
*يجب ان تكبر بسرعة.. يجب ان– ااه!!* تلك الانثى اصدرت رائحة صراخ عندما اشتمت رائحة مختلفة من احد ابناءها، و عندما تفقدته بسرعة وجدته ميت، *انه.. يحصل! احموا… الاشبال!!*
*ااه!!* بقية الاناث اصدروا روائح صراخ ايضاً و احتضنوا ابنائهم ايضاً
لكن هيهات
“هاهاها، حسناً الان تذكرت سبب بقائي في هذا العمل، هذه الجزئية ممتعة هاها!” العملاق ببساطة كان يتمشي بينهم و يمسك برؤوس الاشبال ثم يقوم بكسرها بكل سهولة في احضان امهاتهم، “مُت! مُت انت ايضاً! مُت! هاها”
*اااه!!* *النجدة!!*
*كراك*
“هممم؟” صوت تحطم حجارة صدر من وراء العملاق فنظر نحو مدخل الزقاق بسرعة، فوجد ما يسده…
كان عفريت قرمزي ضخم لديه قرنان يخرجان من مكان ما يفترض ان يكون عيناه، شعر ابيض طويل، و ذقن مدببة.
العملاق عقد حاجبيه عند رؤية هذا المنظر، و زاد غرق حاجبيه اكثر عندما شعر بهاله العفريت، ” ملك عفاريت عالي المستوى؟!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 10$.
+ اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE