قبل عشر دقائق– كوكب جرينلاند– مدينة الميناء الجديد

*بزززت*

خرج العجوز غو و تشارز بورتون من البوابة، ثم خلفهم مباشرة خرج شامشون و فولب، و فوراً كلهم بدأوا ينظرون حولهم بحواجب مرفوعة، كلاٍ يراقب شئ خاص به..

*طرق* *طرق*

“اين الاخشاب التي طلبتها؟!”

“قادم!!”

“هوي، اريد مئة سيخ حديد هنا!!”

*صهيل* *صهيل*

اصوات صياح البنائين، ضجيج عجل العربات التي تجرها الخيول و المطارق التي تدق فوق رؤوس المسامير، الوهج من مستخدمي قانون اللهب الذين يطوعون الحديد من اجل البناء، و حتى الفتيات الصغار مستخدمي قانون المياه لإستحضار غيوم صغيرة لملئ البراميل من اجل مواد البناء

هذا كان موقع بناء عملاق!

بنظرة فاحصة حولهم لم ير اياً من الاربعة أي مبنى قائم بعد، فقط رأوا قواعد صلبة يتم تأسيسها على مد البصر، و يوجد خلفهم جبل هائل الحجم يعمل كظهر للمدينة.

و هذه المدينة التي تقم بعد لم تكن كمدينة عادية كالتي يعرفونها ايضاً، فقد رأوا اشخاص ذوي عضلات مفتولة يدقوا مسامير ضخمة في اماكن محددة و اشخاص اخرون يرتدون زي موحد فضفاض يرسموا اشياء على الارض، اياً كان ما يفعلوه فهو ليس جزء من بناء البيوت و المتاجر!!

“…حسناً انا لم اتوقع هذا.” شامشون تكلم مندهشاً، فولب و حتى العجوز غو اومئوا معه.

لكن تشارلز لم يبدو مندهشاً جداً، “هذه المدينة لم يكن لها وجود قبل اسبوع، كل ما في الامر ان الجينرال ثيو اختار هذا المكان لبناء بوابة فضاء، و بالتالي هذا المكان قُدر له ان يكون احدى بؤر الكوكب، فأمرت سيدة المقر ايميلي بإقامة مدينة هنا على اعلى مستوى و أسمتها مدينة الميناء الجديدة و خصصت لها قدر كبير من الموارد و القوى العاملة، عندما تنتهي يجب ان تكون على نفس مستوى العاصمة الامبراطورية من حيث الدفاعات.”

بعد اجتياح الكواكب الثلاث لم يعد من المعقول التركيز على تقوية الجيش فقط، فقد تعلموا بالطريقة الصعبة ان عليهم حماية الاماكن المركزية في الامبراطورية ما ان ارادوا الاستمرار بجدية فيما يفعلونه.

لذا ايملي و بعد فتح الخزينة الامبراطورية تحت التل الكبير خصصت جزء هائل منها لإعادة تأهيل المدن القديمة لتصمد و لو قليلاً امام اي هجوم، ثم بدأت التنسيق لبناء بضع مدن تكون حجر الاساس لقوة الامبراطورية و مركزاً لها في حالة وقوع حرب اخرى… و بالطبع المنطقة بجوار البوابة كانت الخيار الامثل بعد تدمير التل المنحدر.

حتى بعد التكلم بثقة، لم يكف تشارلز عن النظر في الارجاء، يُملي عينه بما يجري… فهو تصله الاخبار بشكل دائم عن طريق سيوف الظل، لكنه لم يأتي لجرينلاند منذ قبل بداية الحرب، “هيا بنا، هنالك خيمة لائقة بالقرب من هنا مُعدة لإستقبال الشخصيات المهمة.”

الثلاثة اتبعوا تشارلز محاولين ايجاد طريقهم وسط ما يمكنه دعوته بهيكل المدينة… الطرق كانت واسعة جداً و ذات ملامح محددة، لكنها ايضاً كانت مليئة بالاحجار و الاخشاب و المعادن المحطمة الناتجة عن البناء لذا المشي فيها كان صعب بعض الشئ

لكن لم ينته اياً من الاربع لذلك… تشارلز ما يزال لا يعرف كيف يجذب انتباه معاليه و كيف يواجهه ان قاطعه اثناء قيامه بشئ مهم، العجوز غو اخذ يراقب النقوش المرسومة على الارض من قِبل اسياد النقوش و يحاول استنتاج ما هى و بدأ يفكر في طرق لحشو المزيد من الدفاعات

امام فولب و شامشون كانوا في عالم خاص بهما، ينظران حولهما كالأطفال.

كوكب جرينلاند يتسم بجو بديع، هنالك ثلاث شموس في سماه الخضراء توفر مصدر طاقة دائم للنباتات لكن في نفس الوقت لا تؤثر على درجة حرارة الكوكب، قانون الحياة موجود في كل مكان حولهم لدرجة ان كلاهما رأوا بعض الزهور و البراعم تنبت في الاخشاب المهيئة للبناء!

على مدى البصر كان يمكنهم رؤية شئ كالجبل يحجب البصر، لكن ببعض التدقيق تمكنوا من التبين انه شجرة، شجرة ضخمة لا يمكنهم رؤية اعلاها من اسفلها!

الطيور الذي تزقزق حولهم، المروج التي يرونها على مد البصر، الحيوانات الصغيرة التي يرونها تلعب وسط الاشجار الخضراء النضرة، كل شئ حول هذا المكان جعل فولب يتمتم بلا وعي، “…أهذه الجنة؟!”

“… يا رجل انت تعرف كم تزعجني هذه الجملة، لكن هذه المرة سأتفق معك!” شامشون ايضاً لم يكن يصدق ما يرى
*شهيق* اخذ فولب نفساً عميقاً، “الطاقة هنا كثيفة ايضاً…”

“إنن، كثيفة و لطيفة، لم اشعر بشئ مثلها من قبل.” اخذ شامشون شهيق قوي ايضاً، ” لكن ليست كالكوكب الذي كنا فيه قبل قليل.”

“اجل، الطاقة هناك ليست اكثر بفارق كبير، لكنها مختلفة…” حاول فولب تذكر ذلك الشعور مجدداً، “اعتقد انها اثقل و اكثر عدوانية؟ هذه مريحة جداً بالنسبة لها.”

“هذا صحيح، اتفق معك!” اومئ شامشون بجدية

“…..”

“…..”

بعد صمت دام لبضع ثوانٍ انفجر الاثنان ضحكاً… قبل ساعات كانوا يفكرون في طرق للنجاة من امبراطورية الثعبان العظيم، لكنه بطريقةٍ ما هو الان يتنقلون بين الكواكب يُقيمون مميزات الطاقة فيها!!

“لقد وصلنا.” تشارلز اشار نحو خيمة كبيرة امامهم

الخيمة كانت مُقامة على اطراف المدينة فوق مرج واسع من الاعشاب، مغلقة من كل الجوانب و يقف حولها حرس يمنعوا اي احد ادنى من رتبة مساعد جينرال من دخولها

جميعهم لم يروا تشارلز من قبل، لكن بالطبع لدى رؤيتهم الجينرال غو افسحوا الطريق بسرعة مؤديين التحية العسكرية.

*كرر* *كرر*

فور دخول الاربعة وجدوا لأنفسهم مقاعد جيدة بعيداً عن الاطراف، ينظرون نحو تشارلز منتظرين الحركة التالية

“هووو~” تنهد تشارلز ثم اغلق عينه للحظة “…”

بعدها فتح عيناه و طمأنهم، “حسناً لقد ارسلت طلب اللقاء لمعاليه، كل ما علينا الان ان ننتظر، ان حالفنا الحظ سيكون هنا خلال–”

*شااااا*

الفضاء انشق امام تشارلز و خرج منه روبين فاتحاً عيناه على اخرها، “ماذا بحق الجحيم تقصد بظهور علامات تمرد على ساكار؟!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 300$.
خخخخخخخخخخخخ!!!!

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============

الفصل 60/53

من Zeus

-+=