بعد يوم و ليلة– جرينلاند– التلة المنحدرة
“اريد 700 الاف منكم في مملكة فئران المراعي لإكمال العمل على ترميم العاصمة هناك، و 500 اخرين في محيط منطقة الاب الشجرة لابيكان لإعادة ترميم بيوت الشجر التي أقمناها للجيش.” إيملي كانت تتكلم بصوت مسموع بينما تكتب على ملفوفات و ختمها بسرعة هائلة
اما امامها فكان يوجد عدد كبير من الاشخاص يرتدون قطع دروس متناثرة، لدى معظمهم لحى كبيرة و ملابسهم مقُطعة بعض الشئ في اماكن متفرقة، اما البقية فكانوا مكتفين بإرتداء اثواب واسعة طويلة نظيفة.
“حاضر!”
“حاضر!”
بعد كل مرة تنتهي ايميلي من كتابة ملفوفة و ختهما يتسلمها احد الماثلين امامها، ثم يختار عدد من الواقفين خلفه قبل ان يغادروا.
بالطبع *الترميم* هنا لم يكن الحديث عن اعادة بناء المنازل، فهذا شئ سيتكفل به اهل المنطقة، اولائك الماثلين امام إيميلي هو اسياد النقوش و الحدادين الإلهيين، مهمتهم ستكون ترميم المصفوفات إن وُجدت و تقوية المباني الحكومية و المصالح العامة
لكن بالطبع، هذا سيأخذ الوقت، الكثير منه…
بعد اجبار معاليه روبين بورتون الغزاة على الفرار، وجد المتبقيين من سكان جرينلاند انفسهم يتنفسوا الصعداء انه نجوا من هذه المحنة، ثم نظروا حولهم فوجدوا عالم مُدمر، لم يروا شئ كمثله قط حتى في اوج الحرب ضد الاباء الاشجار!
لذا و قبل ان يحصل اي شغب او يتصاعد اي شعور بالخوف او الكراهية تجاه امبراطورية البداية الحقيقية، سارعت إيملي بفتح الخزائن المخفية و استغلال سيوف الظل و بوابات الفضاء الفورية لتقوم بسرعة بتوزيع الكنوز على المتضررين، كما انها بدأت توزع اسياد النقوش و الحدادين الإلهيين التابعين للإمبراطورية لكل مكان لمساعدة المحليين في الاستشفاء اسرع و لعق جراحهم.
رد فعلها السريع ساهم بشكل كبير في تهدئة العامة و جعلهم يركزوا على الخطوة التالية.
*سووش* في هذه اللحظة ظهر شخص بجانب ايملي بعصفة ريح خفيفة، ” كان حرياً بك البدأ في ترميم التلة المنحدرة اولاً.”
في الحقيقة اكثر بقعة مدمرة على ظهر جرينلاند كان التلة المنحدرة و هذا لأنه تم استهدافها فور هبوط السفن الحربية بسبب وجود بوابة الفضاء اعلاها. في ذلك اليوم قامت مصفوفة الدفاع بالصمود قليلاً، لكن ليس بما يكفي للسماح بأحد تفعيل البوابة، في غمضة عين أمر المارشال بإطلاق السفن الام للاساطيل بإطلاق مدافعهم الرئيسية و اخترقوا المصفوفة البدائية بسهولة.
في ذلك اليوم حصلت مذبحة هائلة فوق التلة المنحدرة، او ما يُعرف بالمقر…
قامت إيملي و الـ13 امبراطور بجمع ما يقدرون عليه من اتباع و اي شئ مهم ثم دفعهم لداخل بوابة الفضاء الفورية و القرار، لكن البقية لم يكونوا محظوظين جداً، في تلك المعركة القصيرة فُقدت الكثير من الابحاث و التقنيات التي كان يعمل اعضاء برج فاتح السماء عليها، و قُتل عدد من الباحثين ايضاً.
ربما الشئ الوحيد الايجابي ان الغزاة لم يتمكنوا من فتح الخزينة الضخمة اسفل التلة المنحدرة بسهولة بسبب طبيعة بنائها، وفي نفس الوقت بدأت ايفرجرين بجمع الوحوش و موجات الحشرات و القوارض من كل مكان ليجتمعوا فوق التلة فقرروا الاستغناء عنها مؤقتاً و المغادرة…
في هذه اللحظة، إيملي كانت تجلس في الهواء الطلق جالسة على كرسي محطم تكتب ملفوفاتها فوق جذع شجرة مستوٍ هى من اقامته و حولها المباني المنهارة و اثار الحريق في كل مكان!
“جينرال بيون، اعتقد ان منع فرص خروج *حركة شعب* اخرى داخل جرينلاند هى الاولوية حالياً.” رفعت ايملي نظارتها للحظة قبل ان تتابع الكتابة بسرعة، “هل قمت بقمع اعمال الشغب في مدينة فولهي؟”
“اجل، كان هنالك نقص في الغزاة بسبب حرق السفن الحربية لكل شئ في المنطقة، لكن تم التكفل بالمشكلة.” حك بيون رأسه قليلاً لماذا يشعر انه يعمل عندها؟
“جيد، يمكنك الان التوجه لمقاطعة برينها، خذ معك بضع سيوف ظل فالوضع صعب هناك.” بدون ان تنظر نحوه مجدداً، سلمته ايملي لفيفة مختومة بما عليه فعله.
“…حسناً!” رفع بيون كتفيه و إلتف، مستعد للمغادرة.
“انتظر!” ابتعدت ايملي وجهها من على كومة الورق اخيراً، “أمعاليه بخير؟”
من بعد حادثة قتل المارشال امرهم روبين بالانصراف ما عدا بيون ظل بجواره، منذ تلك اللحظة لم يسمع عنه احد شئ.
“هو بخير،” ابتسم بيون، ثم غادر مجدداً في عصفة من الريح، “هو فقط يريد ان يبق وحيداً لبعض الوقت.”
———————
فوق جسد الاب الشجرة هوفنهايم– تحديداً داخل احد الاعشاش الضخمة
*بلع* “هااام!!” اخذ روبين قضمة كبيرة من فخذ مشوي لطائر ضخم و هو يراقب المشاهد البديع امامه، الجلوس على ارتفاع عشرات الكيلومترات من الارض و مراقبة العالم لهو دائماً شئ آثر للنظر و القلب
“هاي هاي~” ريش الطائر المتناثر تجمع و اظهر هيئة فتاة صغيرة على رأسها قرون غزال، ” الى متى ستستمتع بقوتك يا مالكي العزيز؟ هيا هيا لديك قوة لتجنيها و امبراطورية لتبنيها!”
*بلع* قهقه روبين، ” استخدام الزمكان دائماً ما يكون متعب، ألا يحق لي بعض الراحة؟ لكن معك حق.” ألقى روبين ما تبقى من الفخذ الضخم جانباً *باام* ثم جلس في وضعية تأمل، “قومي بحمايتي لو جائت زوجة هذا التعيس.”
“هاي هاي~” رفعت ايفرجرين يدها لتؤدي التحية العسكرية بشكل لطيف
————–
داخل نطاق روبين الروحي–
“حسناً حسناً.. ماذا لدينا هنا؟” تمدد روبين فور دخوله النطاق، ثم وضع يد واحدة على خصره و تأمل فيما يراه مبتسماً
في هذه اللحظة كان يطير في ارجاء نطاقه الروحي اكثر من عشرة آلاف كرة بيضاء في حجم كرة قدم، كلهم يتحركوا بمرح و يرتطموا ببعضهم البعض، عدد منهم حتى رآه روبين يختبؤوا من بعضهم خلف الاشجار للعب الغميضة
“أهم واعون؟ ألا يفترض ان وعيهم يفيض في لحظة الموت؟” رفع روبين حاجبيه و هو يراقب المنظر الغريب
تلك كانت الارواح المبدئية التي جمعها في ميدان المعركة بإستخدام شبكة صيد الروح.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 240$.
+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============
الفصل 48/32