ظل العجوز غو صامتاً قليلاً، يراقب نار المخيم الهادئة كبقية السكان الاصليين…
وصف ساندريا الان لكوكبها الامر بدى و كأنها جحيم حقيقي بلا فائدة، و ربما هذه حقيقة بالنسبة لأي احد يتخذه مسكن دائم، لكنه قطعاً ليس كذلك في نظره!
خلال المسافة القصيرة التي قطعها من الهاوية و حتى هنا رأى بعينه كمية كنوز هائلة تكفي لملئ عدة خزائن، فلماذا عن ما تحمله المنطقة الجنوبية في باطنها؟ بل ماذا عن كم الكنوز الموجود في المنطقة الشمالية ذات درجات الحرارة الشاوية؟
العجوز غو يمكنه في تقريره بكل أريحيه كتابة ان كوكب جودا وحده قادر على ملئ خزينة امبراطورية البداية الحقيقية لآلاف السنين…إمتلاك كوكب جودا كإمتلاك منجمين ضخمين لكنوز النار و الجليد!
هذا المكان فعلاً غير صالح للعيش المستدام، لكنه مثالي لأي امبراطورية كوكبية تملك عدد من الكواكب الاخرى!
الحماسة كانت تملئ قلبه، لكنه صمت… ماذا عليه ان يقول؟ *هدئي من روعك يا فتاة، كوكبك رائع جداً و ارغب في نهبه ايضاً؟*
*خطوة* *خطوة*
بعدما كانت نار المخيم على وشك ان تنطفئ، رأى العجوز بطرف عينه عدة اشخاص برؤوس ذئاب يقوموا بصعوبة لجلب المزيد من العظام و الجلود لحرقها و وضعوها فوق الكومة، ثم طلبوا من شخص يرتدي كومة ملابس ثقيلة ان يقوم ليفعل شيئاً…
ذلك الشخص قام بصعوبة حاملاً كل تلك الملابس، ثم بصعوبة اكبر مد يده الحمراء و اخرج منها دفعة من اللهب القرمزي الذي تلاشى معظمه قبل ان يصل للعظام و الجلود، ثم كرر تلك العملية بضع مرات حتى اشعل اللهب الهادئ في الكومة بالكامل قبل ان يعود ببطئ لمكانه و هو ينتفض برداً.
“لا يعد يمكننا استعمال اللهب منذ تمت علينا عملية ترقية العرق لذا…” إبتسمت ساندريا بإحراج.
اومئ العجوز غو بضع مرات، لابد ان هذا الجو جحيم حقيقي على ذلك البشري الاحمر، لكن وجوده لا غنى عنه، فلا توجد وسيلة اشعال نار طبيعية يمكنها ان تعمل هنا. في الحقيقة ان لو يكن ذلك البشري الاحمر هنا بمزاجه، فسيكون طبيعي جداً ان يخطفوا حفنة من الناحية الاخرى ليعملوا كعبيد اشعال نار فحسب!
…او ربما هذا يحصل فعلاً، و ذلك الشخص هو اخر واحد من دفعة المساجين؟ العجوز غو لم يرد الانخراط في هذه المحادثة، “كوبكم فعلاً قاسٍ على اهله، علي ان اعترف…”
بعد قليل تنهدت ساندريا، “هيه~ لكن اعتقد ان علينا ان نكون شاكرين لطبيعة الكوكب ايضاً، فـ لولا هذا الجحيم المزدوج لقامت امبراطورية الثعبان العظيم بإبادتنا جميعاً منذ زمن بعيد.”
ثم بدأت تتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي نزلت فيها تلك السفن الفضائية من السماء، “اولائك الثعابين من طبيعتهم انهم ذوات دم بارد يميلون للأماكن الحارة اكثر و لهذا لم يتمكنوا من البقاء على ناحيتنا اكثر من بضع سنوات كل مرة قبل ان يفقدوا الصبر و يتراجعوا بعد هجوم منا، لكن للأسف يحدث هذا كل مرة بعد نهب المنطقة المُسيطر عليها… و الاغرب انه لا يمكنهم البقاء على الناحية الاخرى ايضاً لفترة طويلة بسبب شدة الحرارة فيتحتم عليهم العودة لكوكبهم الام لإجازات طويلة بين كل حين و اخر!”
ثم نظرت للعجوز غو، ” أتصدق هذا يا عم؟ كائنات ضعيفة لا يمكنهم تحمل لا الحرارة ولا البرودة، بل لا يملكون في اجسادهم سوى قطرة او اثنتين من دماء ما يدعى بدورغر الملتهم، و مع ذلك تمكنوا من حشرنا هنا!” ثم ضغطت على يديها بقوة، “لولا اعدادنا القليلة بسبب قلة الطعام لكنا مسحناهم مسحاً.”
“اوه، لهذا السبب إذاً؟ كنت على وشك ان اسألك عن سبب إطالة الحرب كل هذا.. صحيح، ماذا فعل سيدكم الاعلى عندما علم بالهجوم عليكم؟” سأل غو ثم انتظر منصتاً
“لم نخبره.” هزت ساندريا رأسها، “الفترة التي قضاها ابي في السجن جعلته يتردد مئة مرة في التفكير في استخدام تلك البوابة مجدداً، خاصةً ان السيد الاعلى لم يظهر اي أسف او يذكر الموضوع حتى و كأن من تم سجن لعدة سنوات كان كلب ضائع، بل و بعدما تسلم الجهاز و الكُتيب من السيد الاعلى، قام مُساعديه بتهديد والدي بأن لا يعتاد على دوس ارضهم المقدسة!”
“هذا.. غريب…” عقد العجوز غو حاجبيه مجدداً
“اعرف، السيد الاعلى اعطانا جهاز بهذه القيمة العالية و لم يطلب شئ في المقابل، بل و حتى صعَب التواصل بيننا…” ساندريا بدت مليئة بالتساؤلات ايضاً، “المرة التالية التي تواصلنا مع السيد الاعلى فيها كان قبل عشرون عام تقريباً بعد وصول الجينرال هاروس و تضييق الخناق علينا، لم نجد بدٌ من طلب المساعدة لأننا كنا على وشك الانهيار، عندها تم تصعيب الامور على افراد البعثة، بعد عدة سنوات عادت جزء من البعثة محملين بأسلحة ملحمية، و ايضاً بلا مقابل!”
“جزء منهم..؟” سأل العجوز غو
اومئت ساندريا و دفعت رأسها فيه ذراعيها اكثر، “إنن، اخي الاكبر تم الابقاء عليه هناك، حتى هذه اللحظة لا اعرف ماذا حل به، لكن بقية افراد البعثة يقولوا انه كان يتم معاملته بشكل جيد كالوسيط السابق لـ ديفوس المتعالي… فقط اتمنى انهم لا يكذبوا و انه بخير حقاً.”
“الوسيط؟ اه صحيح انتي عرفتي بنفسك كوسيط ديفوس المتعالي، كيف يعمل هذا؟”
“كل ما في الامر ان ديفوس يحب السلام و الهدوء، لذا منعنا من زيارته و ازعاجه كل يوم و اختار اختي الكبرى لأنها من نسل والدي، اعتقد انه تشريفاً له كأول من تحول بإستخدام دمائه. و بعد موت اختى الكبرى في الحرب تقلد اخي الاكبر هذه المهمة، و بعدما تم احتجازه هناك في تلك الارض المقدسة تم تمرير هذا الشرف لي…” اكملت ساندريا و هى تستند على ذراعيها، “انه ليس بالشئ الكبير، الوسيط عليه ان يجمع هدايا لديفوس المتعالي و يجلبها له في يوم محدد من كل عام، يعتني بفراءه، يطلب منه ملئ وعاء دم ان فرغ، و يقوم بإستدعاءه إن اقترب عدو بشكل خطير من العرين.”
“….” نظر العجوز غو يميناً و يساراً بتوتر… هل قالت للتو إستدعاء ديفوس المتعالي ان اقترب عدو من العرين؟ أليسوا هم الان بجوار العرين؟! لا عجب انها ليست خائفة منهم و تتكلم بحرية…
ضحكت ساندريا من ردة فعل العجوز غو، ” لقد اجبت عن كل اسئلتك، ألا ترى ان عليك ان تفعل المثل؟”
“بالطبع، اسألي ما تشائين!” ضرب العجوز غو على صدره، في الحقيقة هو لم يكن يتوقع ان تتحدث معه بهذا الإنفتاح
عادت ساندريا للنظر نحو نار المخيم لبضع ثوانٍ، “…اخبرني عن سيدكم الاعلى.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 240$.
+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============
الفصل 48/ 13