*فرقعة* *فرقعة*
العِظام الملقاة في لهب المخيم الدافئ اخذت تتشقق بلطف تحت انظار الجميع التعبة
“…علاقتنا بالسيد الاعلى؟ اعتقد انه لا ضير في اخبارك، امبراطورية الثعبان العظيم يعرفوا هذه المعلومة منذ زمن و لهذا يصروا على مهاجمتنا، لا اراها مشكلة لو عرفتم انتم ايضاً.” حدقت ساندريا في عينا العجوز غو لبضع ثوانٍ، ثم عادت لمراقبة العظام المحترقة و هو تسند ذقنها على معصميها، “لكن لتعرف كيف هى علاقتنا بالسيد الاعلى، عليك ان تعرف ماضينا اولاً. اخبرني، هل رأيت الفتيات البشريات ذوات البشرة الحمراء على الناحية الاخرى من الهاوية؟”
“اجل، هيه~ مشهد مقتلهم المؤسف على يد ذلك الجينرال المجرم ما يزال محفور في ذاكرتي، انهم متحورين على ما اعتقد؟ ليسوا بشر صافيين هذا لا شك فيه.” اومئ العجوز غو
“متحورين؟” ارسلت ساندريا نظرة للعجوز غو قبل ان تعود للتركيز على اللهب الدافئ، “اعتقد انه يمكنك تسميتهم بذلك الاسم، فهم يمكنهم تحمل النجاة في درجات الحرارة المرتفعة على الناحية الاخرى من الهاوية بسهولة، و هم ايضاً اسلافنا الأولائل.”
“اسلافكم الاوائل؟ ليسوا جنس اخر؟” عقد العجوز غو حاجبيه قليلاً
“كلا، لم يكن على ظهر هذا الكوكب سوى جنس واحد و هو اولائك البشر حُمر البشرة، و فيما بعد و مساعدة السيد الاعلى وصلنا لهذا الشكل…” هزت ساندريا رأسها، ” على اي حال، ظل البشر حُمر البشر يتسيدون الكوكب منذ بدأ الخليقة، كلهم محشورين في الجانب الشمالي لأنه لا يمكنهم اجتياز الهاوية بسبب ضعفهم.”
“…الكوكب ككل آن ذاك كانت درجة حرارته مرتفعة جداً تحرق اي نبتة صالحة للأكل وهذا جعل كل الحيوانات و الوحوش أكلة لللحوم و جعل فصل الصيد او الزراعة شبه منعدمة، هذا أدى ان كم الطعام المتوفر يكون قليل جداً، ليس لدرجة المجاعة، لكن بما يكفي لجعلهم يحددوا النسل لإبن واحد لكل عائلة.” اكملت ساندريا و هى تسند رأسها على معصمها، “و في تلك الاونة العصيبة ظلت الهاوية و الاجتياز للناحية الاخرى شغلهم الشاغل، ففي اعتقادهم الناحية الاخرى مليئة بالخيرات الغير مكتشفة، لكن هيهات.. لا يمكن لأحد اجتياز الهاوية بدون الوصول لقمة نطاق حكيم، قوة لم يكونوا اكتشفوها بعد.”
اومئ العجوز غو منتبهاً، يريد امتصاص اكبر قدر من المعلومات
“و اثناء انشغالهم بتوفير الطعام بشق الانفس او البحث في طرق للوصول للناحية الاخرى، حلت كارثة لم تكن على بال احد، درجة حرارة الكوكب بدأت ترتفع، ببطئ، لكنها كانت ترتفع و بشكل ملحوظ للجميع.” صورة اللهب انعكست في بؤبؤا ساندريا، “في اواخر هذه الحقبة و بعد تضاعف درجات الحرارة كان يتم شيّ الناس احياء في الشوارع إن خرجوا نهاراً، معظم الوحوش و الحشرات ماتوا، و كل قطرة مياه ظاهرة تبخرت، كانوا عملياً يعيشون في فرن ضخم ينتظرون دورهم للموت جوعاً او عطشاً او حرقاً…”
تعابير العجوز غو إلتوت، و حتى الاشخاص القريبين من ساندريا سواء من البشر او الثعالب نظروا للأسفل، هذه فعلا كانت من اسوأ الطرق للموت
“لكن في اللحظة المناسبة و قبل اندثار اسلافنا بالكامل، جائت رياح شديدة البرودة من الجنوب خففت درجات الحرارة و اعادت التوازن في الشمال لما كان عليه، بل افضل.” ابتسمت ساندريا قليلاً، ” عندما ذهب اسلافنا ليروا مصدر تلك الرياح الباردة التي انقذت حياتهم و حياة عائلاتهم، وجدوا ان الناحية الجنوبية من الهاوية قد تجمدت بالكامل كأنها تحولت لعالم اخر، و رأوا وحش عظيم يتمشي على الناحية الاخرى بأناقة و عزة لا متناهية، ثم اختفى ببساطة مرة اخرى كأنه لم يظهر ابداً… كانت هذه اول مرة يُرى فيها ثعلب الذيول الثلاثة، دوفوس المتعالي.”
رفع العجوز غو حاجبيه على اخرهما، ذلك الوحش هو السبب في تجميد النصف الجنوبي بالكامل؟
“علمنا فيما بعد ان دوفوس المتعالى هو على الاغلب ملك وحوش قامت روح الكوكب بتنشئته بكل ما تملك لتنقذ الكوكب من خطر انقراض كل الكائنات و التحول لكويكب بلا حياة. لكن اسلافنا في ذلك الوقت لم يعرفوا هذا، لقد اعتقدوا انه إله نزل من السماء لينقذهم، و بدأوا بمزج كل انواع الاساطير حوله.” قهقهت ساندريا، “بل و اصبح لديهم هدف اقوى للوصول للناحية الاخرى، من الهاوية، اولاً الشعور بذلك العالم الجليدي الغريب عنهم، و ثانياً تقديم الاحترام و توقير ذلك الكيان العظيم الذي انقذهم من خطر الابادة.”
اومئ العجوز بضع مرات، هذا فعلاً شئ قد يفعله بشر…
“مرت عشرات، بل مئات آلاف السنين منذ ذلك اليوم، العديد وصلوا لقمة نطاق حكيم عبر التقدم في مسار النار السماوي و نجحوا في الوصول للناحية الاخرى، و مع ذلك فشلوا في التوغل لبضع كيلومترات بسبب شدة البرودة و عدم تكيف اجسادهم لتحمل ذلك النوع من الطقس، فكانوا يعودوا مُكرهين خافضين رؤوسهم.”
تابعت ساندريا بدون توقف، ” حتى في احد الايام في التاريخ الحديث، يعني منذ حوالي 50 الف عام فقط، تحالف عدد كبير من رؤساء القبائل في قمة نطاق حكيم و قرروا الاجتياز معاً، و ساعدوا بعضهم في ايقاد النار بالتبادل و قتلوا عدة وحوش ثلجية كانت قد بدأت بالظهور و التكيف على الجهة الاخرى و احتموا بفرائها، و بعد سنين من البحث و التقدم البطئ نجحوا في التوغل حتى وصلوا لأعمق نقطة في النصف الجنوبي، لعرين دوفوس المتعالي.”
انصت العجوز غو و من معه بإنصات، دخول عرين وحش بهذه القوة بالتأكيد سيكون حدث كبير
“في ذلك الوقت إستحق الثعلب دوفوس المتعالي لقبه~” ابتسمت فلورا، “لقد جلس هناك يراقب اولائك البشر حُمر البشرة بملل و هم يركعوا و يرطموا رؤوسهم بالارض المجمدة امامه و يناجوه و يدعوه، لم يكلف نفسه ان يؤذيهم ولم يعطهم اي شئ ايضاً، اعتقد انه كان مستمتع بذلك العرض اللطيف.”
“بعد ذلك اليوم قام زعماء القبائل هؤلاء ببناء مذبح كبير بالقرب من عرين ثعلب الذيول الثلاث ليقدموا إلى القرابين من الوحوش التي يصطادونها من الجوار و يبجلونه بشتى الطرق، ثم قاموا ببناء قرية صغيرة بجانب العرين ليسكن فيها من يأتي للـ *الحج* من بعدهم. حتى هذه اللحظة لا افهم لم فعلوا كل هذا، فـ ديفوس المتعالي لم يطلب كل هذا، أكانوا يحاولون التقرب منه للحصول على بعض الفوائد، ام يحاولون اتقاء اي شر مستقبلي؟ لا اعرف…” هنا قهقهت ساندريا قليلاً، ” على اي حال، نحن جالسين نتكلم في تلك القرية الان، اما المذبح فهو على بعد خطوات من هنا.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
إجمالي دعم هذا الشهر: 240$.
+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============
الفصل 48/ 10