كوكب جودا– مجتمع القدر

 

*خطوة* *خطوة*
هبطت ساندريا و بعدها العجوز غو، ثم هبط مئة امبراطور بشري و بعدهم حوالي العشرون من فريق الابحاث و التطوير، كلهم يرتدوا الدروع الذهبية السوداء المميزة لإمبراطورية البداية الحقيقية، المكان كان يشبه قريبة لكن اكبر من قرية بكثير، و مع ذلك لا يمكن القول انها مدينة ايضاً…

المكان لم يكن حوله سور او اي سُبل دفاعية، فقط العديد و العديد مباني صغيرة على شكل قِباب متناثرة في الارجاء بشكل عشوائي مصنوعة من قوالب الجليد. العاصفة الثلجية هنا كانت اسوأ بكثير من المنطقة بجوار الهاوية، العجوز غو لاحظ ان درجة الحرارة تنخفض بسرعة كلما اقتربوا من القطب الجنوبي، من سوء الطقس هنا بالكاد تمكنوا من رؤية المرتفع الجليدي الضخم القابع وراء القرية الضخمة، و كأنه يعلن نهاية هذا العالم.

على الرغم من درجة الحرارة التي نزلت تحت اي شئ يمكنهم تخيله، الحياة لم تكن معدومة بالكامل هنا، تمكن العجوز غو من رؤية ثلاثة او اربع اشخاص يركضون من كوخ لكوخ قبل قليل، و هنالك بالذات مُبنى ضخم في منتصف القرية يخرج منه دخان كثيف!

“ياللهول هذه النبتة ليست عادية ايضاً، يمكنني القول من مجرد النظر إليها، انها فعلاً مثيرة للإهتمام…” اشار العجوز غو لنبتة بجانب احد الاكواخ، كانت تبدو كـ زهرة لوتس عادية لستخدم في التزيين في حدائق يورا، لكن شئ حول هالتها جعلها غير عادية، انها افضل بكثير من النباتات التي رأوها على طول الطريق.

مرت بضع ساعات منذ تجاوزهم للهاوية، و منذ اول لحظة فتح عينه فوجه امامه شجرة كاملة بدون اوراق، الشجرة كالنت شفافة و لامعة كالماس و بها بضع فواكه تُعد على اصبع اليد الواحدة، كان واضح انها ليست مجرد شجرة عادية

و من بعدها رأى العجب!

طوال فترة طيرانهم لم يروا سوى مساحات واسعة من الثلج و الجليد، و فوقها اعداد كبيرة من النباتات التي تبلغ اعمارها آلاف السنين، كل واحدة فيهم ستمنحهم عدد ضخم من النقاط إن سلموها للخزينة الامبراطورية! لكن كل اباطرة البشر بطريقةٍ ما تمالكوا انفسهم و تابعوا الطيران في خط مستقيم.

“لا اعرف ما إن كانت مثيرة للإهتمام،” تقدم ساندريا قليلاً لتقف بجوار العجوز غو ثم نظرت نحوه من الاعلى لأسفل، ” لكن دروعكم هذه مثيرة للإهتمام بلا شك.”

“هذه؟ هاها، انها لا شئ حقاً، كيف تدخل انظاركم معدات بسيطة كهذه و انتم لديكم سيد اعلى؟ لابد انه اعطاكم ما هو اثمن.” ضحك العجوز غو بصوت عالٍ

“تعرف ان لدينا سيد اعلى؟” عقدت ساندريا حاجبيها، منزعجة ان العجوز تكلم عن دروعهم الغريبة بأنها *بسيطة* ان كانت هذه بسيطة فماذا عن عتادهم هم؟!

“بالطبع يا انستي الصغيرة، كيف سنأتي لمكان جديد كلياً إن لم نعرف شئ او شيئين؟” ابتسم العجوز غو، “لأصدقك القول نحن سمعنا من بعض اسرى امبراطورية الثعبان العظيم بضع اشياء بسيطة، ما زلت سأحتاج شرحك لنفهم بعضنا اكثر.”

وجهه متلألأ و المفعم بالحيوية وسط البرد القارس زاد انزعاج ساندريا منه اكثر، “نحن بالفعل لدينا سيد اعلى، لكن علاقتنا معه ليست كما تظن، ليست كعلاقة الوغد بايثور مع سيده الاعلى على الاقل… نحن لدينا نوع مختلف من التبعية ولا نريد مشاكل مع احد.”

“اوه، كيف هذا؟” بدى العجوز غو مهتماً، لكنه اوقف ساندريا قبل ان تكمل، ” هل يوجد مكان ادفئ قليلاً لنذهب إليه؟ اعتذر لكنك لا تبدين بخير يا ابنة الاخ.”

عقدت ساندريا حاجبيها قليلاً لكنها لم تجد ما تقوله فهى فعلاً كانت بدأت تشعر بأن الصقيع بدأ يؤثر عليها، “…تعالوا.” ثم بدأت تتقدم بخفة نحو اكبر مبنى في المجتمع

اثناء سيرهم بين الطرقات الضيقة لمح العجوز شئ بطرف عينه، كانوا عدة اشخاص لديهم رؤوس ذئاب يقوموا بالحفر بأيديهم في منطقة فارغة بجانب المجتمع، بدى عليهم الضعف و التعب لكنهم اكملوا حفر على اي حال، بعدها قفزوا في الحفرة.

“ما كان هذا؟!” اشار العجوز غو لمكان الواقعة بسرعة

“همم؟ اوه، انه ذاهبون للصيد، لا داعي لتشغل بالك.” لوحت ساندريا و اكملت الطريق نحو القبة الضخمة

“…” وقف العجوز غو لبضع ثوانٍ مكان، لا يتخيل كيف يمكن ان يكون هذا طريق الصيد.. لكنه تابع المسير خلف ساندريا على اي حال

و سرعان ما وجد نفسه في منتصف القاعة، فاتحاً عينه على اخرها…

كان يوجد على الاقل عشرة آلاف شخص تحت تلك القبة الضخمة متقاربون جداً من بعضهم ليشعروا بدفئ اجسادهم، و في منتصف القبة كان يوجد ما يشبه نار مخيم، كانت هى مصدر الضخان الظاهر في الخارج، النار كانت تشتعل في جلود و عظام حيوانات، و حتى بعض النباتات الثمينة التي رأوها في الخارج!

شعر العجوز غو بألم في قلبه عندما رأى تلك النباتات تحترق، لكنه تبع ساندريا على اي حال حتى وجدوا لأنفسهم بقعة يجلسون فيها بالقرب من النار البرتقالية الخافتة، طوال الطريق يقوم هو و من معه بالايماء و القاء التحيات على الحضور الفضوليين

بطبيعة الحال معظم المتواجدين كانوا عجائز او اطفال بعدما ذهب الجميع لإستعادة الشق الاخر من الكوكب، لذا لم يجدوا رد فعل كبير، عندما رأى العجائز ان ساندريا من تقودهم فقط صمتوا و عادوا للتدفئ بالنار

و عندما شعر الاطفال ان اولائك الغرباء لا يدمرون شراً بدأ يقتربوا منهم و يلعبوا في دروعهم بفضول، يحاولون رؤية ما يقبع في الداخل.

انتظر العجوز غو حتى تأكد ان الجو ملائم، “إذاً… كنتي تقولين ان لديكم علاقة خاصة مع سيدكم الاعلى، كيف ذلك؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 240$

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
=============

الفصل 48/9

من Zeus

-+=