“هذا فعلاً مثير للإهتمام!” اطلق جابا صفيراً خافتاً و عاد ليراقب هولاك، “كلامك جعلني اُقدر ذلك الرجل اكثر…”

“بل عليك ان تحذر منه و تفكر فيما يخفيه!” المارشال هز رأسه، “يستحيل انه هزم ذلك الويفرن مهما بلغت قوته، بل حتى لو افترضنا انه هزمه، ملوك الوحوش لديهم غطرسة و كبرياء لا يضاهى، انهم يفضلون الموت على السماح لأحد باعطائهم الاوامر، فضلاً عن امتطائهم!”

ثم اكمل مغتاظاً، “انظر عندك لدروغر الملتهم مثلاً، لقد هاجمناه 4 مرات على مدار الـ 10 الاف سنة، كل مرة كان يقتل منا الكثير لكنا كنا كل مرة نتمكن من ابراحه ضرباً و اخذ دماءه المتساقطة، لم تحدث في مرة ان تراجع او قبل التواصل مع جلالته بايثور، و ها هو هناك يجمع الوحوش حوله و يستعد للجولة الخامسة!”

“أتقول ان هولاك يملك شئ دفع الويفرن للإنصياع له؟ يا رجل انت تزيده غموضاً، لا عجب ان معاليه يستمر في اعطاءه الفرص واحدة وراء الاخرى…” قهقه جابا و هو يهز رأسه

“همف، لا يهم على اي حال، مهما كان ذاك الاثنان قويان لا يمكنهما فعل الكثير بأنفسهم، انظر لما يحدث في الجيش!” ضحك المارشال و هو يرى ما يجري في الاسفل

هناك كان جيش امبراطورية الثعبان العظيم يقوموا بدفع احد بقع الجيش المحلي للخلف بسرعة و اصحاب تلك البقعة يتراجعوا كالجراد، خلال بضع دقائق اخرى سيسيطروا على هذا المكان كلياً، هذا سيحطم تشكيلة الجيش المحلي و يعطل اي تواصل بينهم، انها بداية نهاية المعركة!

“…هذا ثاني شئ غريب في الساحة، لم يكن عليهم ان يتراجعوا بهذا الشكل، لو وقفوا اماكنهم كان سيأتيهم الدعم. السلف هولاك يبدو غاضب جداً منهم ايضاً…” اسند جابا ظهره على الاريكة و عقد حاجبيه، ثم عاد ليدقق نظره في اولائك المتراجعين

بعد ما يقارب الدقيقة فتح عيناه على اخرها، رصد بين الاشخاص المتراجعين شخص اصلع يرتدي سبحة ضخمة كقلادة، ” هذا الوصف، أيعقل انهم…؟”

“تراجعهم فعلاً غريب، لكن ذلك الهولاك يبدو كرأس بطيخة لا يفهم في شئ سوى الاندفاع بجنون و لن يقوم بأي تكتيك كبير.” قهقه المارشال ثم نظر نحو جابا، ” هل فهمي خاطئ للوضع؟ لو كنت ترى شئ لا اره، فأخبرني حتى احذر الرفاق.”
“…كلا، الوضع ما يزال غريب لي ايضاً.” هز جابا رأسه و عاد ليتابع المعركة

ثم بعد بضع دقائق اخرى حاجبيه و وقف بسرعة، صاح نحو المارشال: “يبدو ان لدينا زائر غير مدعو، سأهتم بالامر.” ثم فتح بوابة انتقال فوري.

——–

على بُعد عشرة اميال من بوابة مدينة الامل

*بززززت*

خرج جابا من بوابة الانتقال الفوري و مسح المنطقة بحسه الروحي حتى ثبتت عيناه على ظل صخرة ضخمة، ” اعرف انك هناك، اخرج و إلا اخرجتك.”

*شيييـ*

شخص يرتدي قناع اسود و ملابس سوداء ظهر ببطئ من الظل، ” لم يكن عليك ان تتعب نفسك، سيد جابا، كنت سأتي حتى عندك.”

“نحن قوة ذات سيادة الان، أتحسبها زريبة لتأتي و تذهب كما تشاء؟ لقد نشرت بالفعل اعلان ان كل سيوف الظل ممنوعين من الاقتراب من مدينة الامل و إلا سيتعرضوا للسجن او القتل، و ها انت ذا تقترب لهذا الحد الخطير..” عينا جابا اضائت بنية قتل طفيفة و قبض يده اليمنى، ” أعطني سبب واحد ان لا اسحقك فوراً.”

“لم أتي بنية سيئة، سيد جابا، انا هنا بأمر من معاليه لأسلمك هذه الرسالة.” رد سيف الظل بسرعة و ألقى بطاقة معدنية صغيرة نحو جابا

إلتقطها جابا بعد إلقاء نظرة سريعة عليها، ثم لوح لسيف الظل، “يمكنك المغادرة.”

“شكراً على كرمك.” انحنى سيف الظل قريباً ثم عاد للظل، و سرعان ما استخدم تقنية تنقل الظل ليختفي من المنطقة
“….” اخذ جابا يحدث في البطاقة المعدنية لأكثر من دقيقة، و في النهاية أغلق عينه و ادخل فيها حسه الروحي

بعد عشرة دقائق اخرى كاملة فتح جابا عينه مجدداً، تنهد، ثم داخل بوابة الفضاء الفورية مرة اخرى

———

فوق برج الشيوخ– مدينة الامل

“هل إلتقطت شبكة صيد الظلال اشارة اخرى؟ قبضت على كم واحد هذه المرة؟” ضحك المارشال بصوت عالٍ عندما رأى جابا يعود

جابا قام بتصميم عدة طلاسم الغرض منها مراقبة الظلال و الكشف عن اي تحرك مشبوه حتى يمنع توغل سيوف الظل في المدينة كما كانوا سابقاً.

“لم يكن هنا للإختراق، لقد جلب لي رسالة هذه المرة.” تحرك جابا مباشرة نحو مقعده، و ألقى البطاقة المعدنية نحو المارشال

ثم جلس و غطى وجهه بيده اليمنى، واضح انه كان في مزاج سئ جداً

“هممم؟” استغرب المارشال من تغيير مزاج جابا المفاجئ، ثم ادخل حسه الروحي في البطاقة المعدنية، هذه لم تكن اول مرة يتعامل مع هذا النوع من تقنيات نقل المعلومات

بعد 5 ثوانٍ فقط اخرج حسه الروح ثم ألقى البطاقة جانباً، “ما هذا الهراء بالضبط؟”

محتوى الرسالة كان بسيط جداً، روبين يخبر جابا ان يبقى مستعداً للتدخل في الحرب بعدما يتصادم الجيش الشمالي و جيش الغزاة في محيط جبل الحد الشمالي، و يخبره ايضاً ان العفاريت ستساعده في الوقت المناسب.

“هاهاها، لا اعرف حتى من ابدأ في وصف سخافة هذه الرسالة، ؟ ذلك الشخص واهم! أيحسب ان يمكنه رؤية المستقبل؟ بل و يحدد متى ستحصل المعركة و متى تتدخل و من سيساعدك؟ و يختارك انت من بين كل الناس؟ هاهاها!!!” المارشال لاكروس وجد لنفسه مقعد بسرعة و امسك بطنه من كثرة الضحك

اما جابا فظل يغطي وجهه، شفتاه ترتعشان تحت يده بقوة…

بخلاف السطحية التي قرأ بها المارشال الرسالة، هو كان يعرف المعنى الحقيقي فيها

لقد نشر شبكة صيد الظل متأخر لذا سيوف الظل كانوا يملأوا المدينة منذ فترة قريبة، هذا بخلاف جواسيس عائلة بورتون بداخل العشيرة بل بداخل مجلس الشيوخ انفسهم، و بخلاف التقنيات الحديثة التي تظهر كل يوم في الامبراطورية…

القول ان روبين لم يشم خبر بدخول سفينة مارشال لقلب مدينة الامل لهو درب من خيال.

رسالة روبين اليوم بعيدة كل البعد عن ما تبدو عليه، انها تشير لشيئين لا ثالث لهما:

معاليه إما يعطيه فرصة اخرى ليراجع قراره، و إما ما يزال يرفض تصديق انه قد خانه.

و في الحالتين…

*كراك* ابعد جابا يده من على وجهه فحطم الطاولة بجانبه و صرخ على المارشال، ” إستمر في الضحك ايها العاهر و سأستخدم انيابك كفتاحة زجاجات، جربني إن اردت!!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 145$$

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE


عدد الفصول المتأخرة: 2

عدد الفصول المتأخرة في حالة عدم اكمال الدفع: 1

شكلكم مش هتقدروا تزنقوني الشهر دا هاهاها!

من Zeus

-+=