رجل وقف فجأة و ضرب الطاولة امامه بيده، ” ماذا تعني بأن تتخلى عنا المملكة بالكامل؟ لقد تحملنا وذر قتل ذلك القديس من اجل المملكة، كما اننا لم نفعل شيئاً من رؤوسنا بل بتوجيهات صاحب السمو، أهكذا تكون مكافئتنا؟ كيف تجرؤ حتى على اقتراح الأمر؟!”

كان هذا ممثل دوقية تينلي في المجلس، فالدوق تايتوس نفسه كان في قصره يتابع تطورات ما يحدث في دوقيته.

“ارجوك إهدأ ايها السيد، انا فقط اقول الواقع، و القرار في النهاية لصاحب السمو”

رفع الحكيم لويس يده ” ششش لا احد يتدخل مجدداً، و انت أكمل..”

“حاضر يا صاحب السمو، كما قلت فأول حل سيكون التخلي ظاهرياً عن دوقية تينلي حتى نمنع جيش الشمس السوداء على الحدود معنا من الإنضمام للمعركة، و ندع الدوق جالان يجمع جيوش اكبر للتخلص من الدخلاء الحاليين بينما ندعمه بالسلاح مثلاً..

مشكلة هذا الإقتراح انه سيطيل فترة الحرب لوقت طويل و سيسمح لجيش الاعداء بزيادة إمداداتهم و ربما يجلبون المزيد من الطلاسم، إن حدث هذا فقد تزيد رقعه سيطرتهم على الدوقية شيئاً فشيئاً ، او حتى…او حتى يقتلعون عائلة تينلي بالكامل و يسيطرون على كافة الدوقية. لكن الجانب الجيد من الإقتراح انهم لن يتقدموا إلى أبعد من دوقية تينلي سواءً خسروا او انتصروا، و يمكننا ان نجد طريقة دائماً لإستعادة أراضينا مستقبلاً إن نجى فرد واحد من عائلة تينلي”

عند هذه النقطة فالمبعوث الخاص بعائلة تينلي قبض يده بقوة حتى نزلت منها الدماء، هذا كان أسوأ سيناريو ممكن لكنه ايضاً الأعلى إحتمالية.

اومئ الحكيم، “أكمل، ما هو الخيار الثاني؟”

” الخيار الثاني هو.. معاهدة عدم إعتداء.”

“أتريدنا ان نستسلم و نفرط في أراضينا؟!” صاح الحكيم لويس، هو كان يعرف جيدا معنى الخيار الثاني

ممثل عائلة تينلي إندفع ايضاً “خسئت! نحن لن نترك لهم شبراً واحداً”

“صاحب السمو.. أراضينا قد أخذت بالفعل ولا يمكننا إرجاعها، لقد أخذوا بالفعل حوالي نصف الدوقية، إلى متى سننتظر؟ الخيار الأول مطروح لكن مخاطره كبيرة جداً، لذا اقترح ان نعقد معاهدة عدم إعتذار لعشرة سنوات مثلاً، خلالهم نكون قد عرفنا ما هى تلك الطلاسم و طريقة لصدها.. ثم يعود الدوق تينلي لأخذ أراضيه.”

لم يرد الحكيم لويس بسرعة، ولم يرد حتى ممثل عائلة تينلي… الخيارين أحلاهما مُر

الأول كان خيار حرب مطولة فيها خطر محو الدوقية.. و الثاني الخضوع و رفع الراية البيضاء و التنازل عن 40% من حجم الدوقية من اجل السلام..

بعد فترة من الصمت القاتل، سُمعت كلمة ” إفعلها.”

“عفواً؟”

“ارسل الرسل لجينرال جيش العدو و لعاصمة مملكة الشمس السوداء… اخبرهم اننا مستعدون للتخلي عن الأرض لتنضم لأراضي الشمس السوداء و لن نحاول الهجوم لإستعداتها، في المقابل نريد معاهدة عدم إعتداء لمدة خمسون عاماً.”

وقف مبعوث عائلة تينلي بسرعة، ” سيدي!! أبهذا الشكل سنبقى عائلة دوق بعد اليوم؟ أهذه مكافئتنا على إتتباع الأوامر؟!”

” سأعطيكم قطع أراضي من بقية الدوقيات حولكم، ستكون اراضيكم كبيرة بما يكفي لتحافظوا على لقب دوق، إرجع إجلس مكانك.”

بالفعل عاد ممثل عائلة تينلي للجلوس عابس الوجه، لكنه كان نوعاً ما مسرور.. هذه كانت افضل نتيجة ممكنة لعائلته

“سنجتمع مجدداً عندما يصلنا رد الشمس السوداء، إنصرفوا.”
==========================

عندما وصلت اخبار طرح المعاهدة للجينرال إدوارد أخبر رسول دوليفار انه سيتوقف مكانه حتى تأتيه الأوامر من أولياء الأمر.. و لو انه كان سيتوقف على أي حال بما انه إتنفد كل الطلاسم التي يملكها.

أما عندما وصل طلب عدم التعرض للعاصمة فقد احدثت عاصفة غير مسبوقة… هذا كان إعلان إستسلام!

ماذا عن المضايقات في حدث الممالك الثمانية؟ ماذا عن حادثة قتل القديس مورفي؟ أين هو ما كان يقوي قلبهم؟ أكل هذا كان عنتريات فارغة؟

الجميع فرحون بالإنتصارات المتتالية لكنهم ظلوا في وضعية التأهب، فقد كانوا ينتظرون رد فعل قوي، و في النهاية جاء إعلان إستسلام؟ ما هذا..؟

الضحك و الإستهزاء في قاعة المؤتمرات عند الإعلان الأول جعلت رسول دوليفار يفكر في الإنتحار من شدة العار

لكن عندما هدأوا و بحثوا الموضوع اكثر و وجدوا ان الطلاسم قد نفدت بالفعل، قرر الجميع ان المعاهدة ستكون فعلاً افضل ناتج لهم

خاصةً الآيرل براين بورتون الذي كان يعيش كل لحظة و كأنه في حُلم.. لا، بل اكثر..

فكل ما تحقق الان من تقدم يعتبر انتصار زائف، يمكن لدوليفار الهجوم مجدداً و اخذه في أي وقت، لكن هذا العرض يؤمن ما جمعوه من اراضي حتى الأن، على الاقل لن يخشى من هجمات دوليفار… و هذا اكثر من ممتاز!!
لكنه قبل يعطي القرار النهائي تواصل مع روبين، الذي أخبره ان يفضل ما يراه صواباً، لكن عليه ان يعرف انه لم بكمية طلاسم كبيرة اخرى…

و هذا كان اكثر من جيد بالنسبة له! حُلم عائلته طوال الألف عام الماضية كان جمع اراضي كافية للحصول على لقب ماركوس، لكنه الأن سيحصل على ما هو اكثر بكثير.. و بدون خسارة تُذكر في الجنود!!

بعد ان وافق الجميع مبدئياً و دعم الآيرل براين الفكرة بقوة، بدأت عملية المفاوضات على السلام و التي أخذت حوالي اسبوعين ذهاباً و إياباً حتى تم الإتفاق على الشروط النهائية و هى كالأتي:

-حصول الشمس السوداء بشكل نهائي على قطعة أرض إضافة ليرتفع المجموع النهائي إلى نصف دوقية تينلي بالضبط

-إتفاقية عدم الإعتداء ستدوم لعشرون عاماً فقط

– دفع عشرة ملايين عملة ذهبية فداءً لـ 50 الف أسير دوليفاري

—————–
حرص مسؤولي مملكة الشمس السوداء على نشر كل ما يجري في كل انحاء المملكة و بأقصى سرعة، بل إنتشرت اخباره في كل الممالك الثمانية ايضاً… فهى إهانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لدوليفار و فخر بلا مثيل للشمس السوداء

الجميع شهد على معاملتهم المزرية لبعثة مملكة الشمس السوداء، شهدوا على محاولة إغتيال الطفل قيصر، و شهدوا على مقتل قديس من الشمس السوداء جاء للمشاركة في الحدث على أراضي دوليفار، لهذا فهجوم مملكة الشمس السوداء مبرر لأقصى حد

لكن ما هو غير مبرر هو الهزائم المتتالية.. جيش صغير من 60 الف جندي سحق دوقية تينلي بالكامل!!

و في النهاية أعلنت دوليفار الهزيمة و فرطت بجزء كبير من أراضيها!

الحكايات الأسطورية للجيش ذا الـ 60 الف جندي ستبقى في الاذهان و على الألسن لفترة طويلة جداً،

لكن كبار القوم كان لديهم اشياء اخرى تشغل بالهم.. كل من هو ذا شأن في الممالك الثمانية كان يفكر في سؤالين لا ثالث لهما:

– ما هى تلك الطلاسم التي يستخدمها عائلتا برادلي و بورتون؟

– كيف نستطيع الحصول عليهم؟

من Zeus

-+=