“هاهاهاهاها”

” تباً هذا مُرضي جداً”

“هذا سيُعلمهم درساً! هاهاهاها”

” إعتقدوا انه يسهل التنمر على مملكتنا، هذا ما يسحتقوه!”

الضحك و الصياح و الأحضان الرجولية هزت القاعة، حتى الحكيم ألبيرت إرتسمت إبتسامة كبيرة على وجهه العجوز، كانت هذه اجمل اخبار سمعها منذ سنوات كثيرة، بغض النظر عن ما سيحدث لاحقاً، هذه الحرب القصيرة ستكون كفيلة برفع هامات مواطني الشمس اسوداء للمئة العام القادمة

اومئ الحكيم ألبيرت ” شكراً لك يا نيكولاس على تقريرك المُفصل، يمكنك الإنضمام لنا الأن… اولاً قبل اي شئ نفعله، يجب نشر هذه الأخر في كل ركن من أركان مملكتنا، يجب ان يعرف الجميع عظمة مملكة الشمس السوداء، ألدى احدكم اعتراض على هذا؟”

“كلا سيدي، هذا هو عين الصواب”

“أؤيد بشدة”
وافق الجميع بسرعة، رفع معنويات المواطنين يعني إنتماء اكبر و زيادة الإنتاج و زيادة اعداد من يرغبون للإنضمام للجيش.

“جيد، ثانياً، حسب التقرير فلم يعد جيشنا يملك طلسم واحد اخر و انخفضت اعدادهم لأقل من 50 الف، أي هجوم اخر يعني موتهم.. يجب ان نفعل شيئاً لنحافظ على سلامة اولائك الأبطال، لهذا انا اطلب رسمياً من الدوقيات الثلاث الحدودية جمع جيشهم بالكامل، أكرر.. بالكامل! و وضعهم على الحدود في اقصى سرعة!

عندما تكتمل كتيبة ارسلوها للحدود أولاً بأول، خلال اسبوع اريد 500 الف جندي على الاقل هناك، ألدى الدوقيات الثلاثة مشكلة في هذا؟”

وقف الدوق جورج ستانلي، ” سأبدأ الترتيبات فوراً”

تبعه الدوق رايموند ألتون، ” لقد بدأت بالفعل إرسال قواتي منذ تعليمات سيادتك الاخيرة، لكني سأزيد وتيرة ضخ الجنود اليوم”

“سأرسل جيشي كله و أعلن التعبئة العامة ايضاً!” اكثر من تلقى هذا القرار بفرح لم يكن سوى الدوق دونالد آيفرين، فهو الدوقية الوُسطى بين الثلاثة و إن قامت دوليفار بعمل حرب شاملة فعلاً سيعبروا من خلال ارضه اولاً، لذلك جمع جيش كهذا على أرضه كان من مصلحته.

“جيد، ثالثاً..” عند هذه النقطة نظر الحكيم بإتجاه الآيرل براين و الدوق جالان الذان يجلسان متجاورين، ” تواصلا مع هذا الشخص العبقري الذي إبتكر الطلاسم و اطلبا منه عمل دفعات اخرى، و اخبراه ان العائلة الملكية مستعدة لشراء تقنية صنع طلاسم النار بخمسون مليون عملة ذهبية، و السعر قابل للنقاش.”

عبس جالان للحظة قبل ان يستعيد حالته بسرعة و يومئ بإبتسامة خفيفة، لقد ارسل جيده و خسر منهم الالاف و منهم قديسان او ثلاثة من اجل طريقة صنع طلاسم النار، التي أدرك الأن فقط انه دفع ثمن بخس عليها..
و مع ذلك هو بالتأكيد لا يريد ان تقع طريقة صنعهم في يد احد غيره!

أما آيرل براين لم يومئ حتى، بل ظل مذهولاً من الرقم.. خمسون مليون عملة ذهبية..

دخل عائلة بورتون بالكامل خلال السنة حوالي مليون عملة، عندما يتم اخذ الرواتب و مصاريف المعيشة و الجيش منها، لا يتبقى سوى اقل من مئة ألف عملة ذهبية صافي أرباح

لذا تقنياً.. هو يحتاج حوالي 500 عام حتى يتمكن من إدخار هذا المبلغ.

الحكيم ألبيرت تفهم نظرة آيرل براين البلهاء و لم يحاول الضغط عليه من اجل جواب، بل رجع ليخاطب الجميع ” المجلس سيتم فضه للأن، كل واحد منكم يذهب للقيام بمهمته، و من ليس لديه مهمة يُركز على نشر الاخبار!”
===================
مشهد مشابه و غير مشابه يجري في نفس الوقت داخل القصر الإمبراطوري في دوليفار

مشابه في انه ايضاً كل قادة الدولة تجمعوا ليقرروا ما سيفعلوه مستقبلاً.. و غير مشابه لأنهم كانوا جالسين كأنهم في عزاء

عاقدي الحواجب قبيحي الملامح، بعضهم يبدو و كأنه يتمنى ان تنشق الأرض و تبتلعه

إهانه.

لم تكن هنالك نقاشات جانبية.. لا يوجد صراخ ولا مجادلات.. فقط صمت.

حتى تكلم الشخص الجالس على الكرسي الرئيسي، الأمير المتوج الحكيم لويس كسر اخيراً قائلاً، “هل وصلت رسالة جديدة من الحلفاء؟”

“أ.. اجل يا صاحب السمو، حتى بعد محاولات المفاوضات رأيهم لم يتغير…” قديس متوسط المستوى رد بخوف

“رفضوا دعمنا مجدداً، ها…؟ منذ عشرات السنين و نحن نبحث فرصة كهذه لإقامة الحرب الملكية الشاملة بدون تدخل الإمبراطوريات.. و عندما تأتي الفرصة يتراجعوا؟!” إرتفعت حدة كلام الحكيم لويس حتى صرخ في النهاية، أرعب كل الحاضرين

“انهم.. انهم يقولون ان كل شئ تغير… تلك *الطلاسم* قوية جداً و لا يمكنهم الإنضمام لنا قبل ان يعرفوا حجم المخزون الذي تملكه الشمس السوداء منها و طرق للتصدي لها و حتى طرق لسرقة تصميمها.”

وجه الحكيم لويس إلتوى من شدة الغضب، ” و ماذا افعل انا؟! جعلوا دوليفار في وجه المدفع و هم يسترخون من بعيد و يشاهدوا؟! بسببهم اضطررنا لإستفزاز الشمس السوداء و هم الأن يتحضرون لإكتساحنا!

التقارير تقول انه يوجد تقريبا 200 الف جندي واقفين على حدود الشمس السوداء معنا يستعدون للدخول في اي وقت، و ما يزال عددهم يتزايد!! لو ذلك الجيش مسلح بالطلاسم ايضاً فقد لا يبقى شئ اسمه دوليفار!”
” صاحب السمو، قد لا تكون هذه هى الحالة، ربما كل ما لديهم من طلاسم نفد بالفعل في المعركة الأخيرة.” رد احد القديسين بسرعة متفائلاً

نظر الحكيم لوسع ناحيته، ” ألست الشخص الذي قال سابقاً انه السلاح الذي مع قيصر و أخويه كان مجرد عينة لتخويفينا و انه مستحيل ان يكون لديهم كميات منه؟”

“هذا…. هذا صحيح يا صاحب السمو، لكني كنت- ماذا تفعل.. لا.. لااااا”

سقط القديس على الأرض فاتحاً عينيه على مصرعيهما… لقد مات

“إن تكلم احدكم مجدداً يجب ان يكون مسؤولاً عن ما يقوله” تحدث الحكيم لويس ببطئ، كان ما يزال جالس مكانه لم يتحرك.. ”

عم الصمت على المكان مجدداً، سابقاً لم يكن لديهم ما يقولوه، و الأن من لديه شئ ليقوله أصبح خائف جداً ليتكلم..

عندما رأى الحكيم هذا أكمل كلامه، ” في عملية إغتيال قيصر إستعمل أسلحة نارية مستوى 16، يمكننا الإفتراض الأن انها تلك الطلاسم.. أهذا يعني انهم يملكون كميات من طلاسم النار من كل المستويات بين 6 و 16؟!

حتى الأن يعبثون معنا و يهاجموا بتلك الطلاسم *الضعيفة* لكنهم كبلوا أيديهم و أرجلنا بها… نحن من جنينا هذا على أنفسنا. الأن نعرف ما هو قادرين على فعله، و نعرف ان *حلفائنا* الأوساخ تخلوا عنا.. ماذا نفعل؟ أعطوني أرائكم”

بعد بضع ثوان رد دوق، “صاحب السمو.. نحن بلا حليف، و إن حاولنا إعلان حرب شاملة فسنستفز مملكة الشمس السوداء اكثر، أرى ان لدينا حلين لا ثالث لهما… الأول ان نترك دوقية تينلي يتعاملون من الوضع بأنفسهم و ننأى بأنفسنا مما يحدث”

من Zeus

-+=