مدينة يورا المنكوبة– كوكب يورا
*بززززتتتـ*
*خطوة* *خطوة*
*شهيق عميق*
“كح كح… هواء ثقيل ملئ بالطاقة السلبية، يبدو اننا وصلنا ليورا فعلاً.” ابتسم روبين و هو ينظر على المستودع المعدني المتهالك منه حوله
*خطوة* *خطوة* *خطوة* *خطوة*
من خلف اخذ فضاء البوابة يضطرب و يخرج من خلفه المزيد من جينرالاته واحداً تلو الاخر، ثم بدأ يخرج بقية الاباطرة القتاليين
أليكساندر اخذ بضع خطوات ليقترب من روبين بسرعة، “معاليك، الان هلا اخبرتني سبب عودتنا؟ لن اخبر احد، لكن على الاقل لا اريد ان اكون متفاجئ مثل البقية و إلا هيبتي بينهم ستقل…”
بعدما اعلن روبين الانتقال بالجميع ليورا استغرب الجميع بشدة و امطروه اسئلة، فمن غير الطبيعي ان يحدث تغيير مفاجئ كهذه وسط معركة كوكبية هائلة كالتي تحدث في نيهاري، لكن روبين اكتفى بالابتسام و استعجالهم للمغادرة.
“لا داعي للقلق، بما ان هذه البوابة ما تزال قائمة فهذا يعني ان الشباب قاموا بعمل جيد.” اكمل روبين خطواته للأمام حتى خرج من المستودع المعدني و بدأ يتمشى في طريق المدينة الداخلية المتهالك، الكثير من الذكريات بدأت تضرب رأسه…
“هذه البوابة ما تزال قائمة؟ لماذا، ماذا كان سيحل بها؟ ..معاليك، لماذا بالضبط جئنا إلى يورا و لم ننزل في العاصمة الامبراطورية؟ خلت انك تريد اخفاء الجيش هنا، هل يحدث شئ في كوكب يورا؟!” قلب أليكساندر بدأ ينبض بشدة، بقية الجينرالات خلفه يتبعونهم بحواجب معقودة ايضاً و يستمعوا، ينتظروا اي كلمة من روبين تريح صدورهم.
و بالفعل كاد روبين ان يتكلم، عندما قاطعهم اصوات انفجار قادمة من بعيد
*بوووم* *كراااك*
“ااااررغغ!!”
“ما كان هذا؟” أليكساندر تخطى روبين بسرعة و طار، بسرعة قام بتحديد اتجاه الاصوات، كان هنالك ما لا يقل عن عشرون الف شخص الان امام اسوار المدينة يحاولون الدخول، لكن سور المدينة كان يتحرك بغرابة ليمنعهم!
“هنالك معركة امام المدينة!!” صاح أليكساندر بقوة و طار نحو المعركة بدون تفكير *سووش*
“معركة؟!” بقية الجينرالات صُدموا من هذه المعلومة و لحقوا بأليكساندر بسرعة، من يجرؤ على مهاجمة مدينة يورا، اكثر بقعة مقدسة في الكوكب؟!
اما روبين فنشر حسه الروحه بدون ان يحرك ساكناً، اياً كان ما يحدث، طالما الجينرالات توجهوا إلى هناك و خلفهم عدد من الاباطرة، ما الذي لا يمكن حله؟
*با-دوم*
لكنه سرعان ما اخذ خطوة للوراء عندما شعر الشخص الواقف فوق بوابة المدينة، لقد كان ريتشارد!
“معاليك، أهنالك خطبُ ما؟” احد اباطرة عائلة بورتون الذي خرجوا متأخرين تقدم نحو روبين عندما رأه مصدوماً
“لا.. لا لا ابداً، انا بخير…” اخذ روبين بضع خطوات للجانب حتى سند على سور ما كان قصره يوماً ما
ريتشارد… منذ علم روبين ان هنالك هجوم على كوكب يورا و هو يخشى على ريتشارد، ليس من ناحية انه قد يُقتل، فهو اكثر شخص يعلم مدى قوته، بل كان خائف على قواه العقلية و ما سيفعله و هو يرى عالمه ينهار.. مجدداً..
منذ فترة ورده تقرير من قيصر انه لاحظ شخصيتين مختلفتين في ريتشارد و هما يسافران معاً، شخصية هادئة صبورة لكنها عديمة الرحمة، مثالية للتآمر و التخطيط و تميل للإنتحارية
اما الشخصية الثانية محبة للحرب و القتل و تندفع نحو الدماء لكنها ايضاً السبب الذي يدفع ريتشارد للبقاء حياً لأن هذه الشخصية تضع حماية العائلة و الديار في مكان عالية جداً.
عندما سمع روبين عن انفصام شخصية ابنه هربت من عينه بضع دمعات، لكنه لم يستغرب، ما مر به ريتشارد يمكنه ان يسبب ذلك و زيادة، كل ما امر به بعد قراءة تقرير قيصر ان يغدق عليه من خيرات الامبراطورية اكثر و يوفر له عيشة رغدة من الان فصاعداً، لم يعرف ان هذه العيشة الرغدة لن تدوم سوى بضع ايام…
حالياً لا يعرف ماذا عليه ان يشعر و هو يرى ابنه يدافع عن اخر بوابة فضائية، اخر معقل لإمبراطورية البداية الحقيقية في الكوكب، بهذه الشراسة… أيشعر بالفخر و السعادة ام الخزي و التقصير؟!
في جميع الحالات.. اغلب الظن ان علاقته التي كانت بدأت تتحسن نسبياً مع ابنه لم يعد لها وجود الان، اغلب الظن انه سيتبرأ منه عندما يراه لأنه اب غير مسؤول.
تراجع روبين عدة خطوات اخرى حتى وصل لبوابة القصر، ثم فتحها و دخل بسرعة و تكلم بتردد، ” انا سأبيت هنا لليوم لا اريد ان يزعجني احد، انشر اوامري التالية للجميع: اقيموا معسكرات حول حدود مدينة يورا و اتبعوا تعليمات قيصر، هذا كل شئ.” ثم بخطوات سريعة اختفى داخل القصر الذي يملأه الغبار و خيوط العنكبوت قبل ان يراه ابنه…
“….” الامبراطور القتالي رفع كتفيه، لا يفهم شيئاً، لكنه عاد على اي حال و بلغ الجميع بأوامر معاليه.
—————
امام سور مدينة يورا—
“اللعنة، أهؤلاء انصاف البشر الذين كنا نقاتلهم في نيهاري؟ هنالك سفن حربية ايضاً!”
“كوكب يورا تم غزوه ايضاً؟ ألهذا عدنا؟!”
“اقتلوهم جميعاً!!”
“من ذا الشاب ذا الشعر الابيض؟ انه يقاتل عدة اباطرة قتاليين لوحده!”
“دعينا نسأل الاسئلة لاحقاً، الان ساعدوا صاحب الشعر الابيض و أبيدوا الاعداء!!”
“هسسس، تعزيزات للاعداء جائت، تراجعوا!!”
لا تفاهم ولا تبادل معلومات، لم تكن هنالك حاجة لتبادل النظرات حتى… عندما رأى أليكساندر و من معه ريتشارد محاط بعدة اباطرة من جيش امبراطورية الثعبان العظيم اخرجوا اسلحتهم و هاجموا مباشرةً، كل واحد فيهم سحب امبراطور قتالي للجانب و قتله خلال بضع تبادلات
اما الاباطرة الذين لم يكن لهم خصم فذهبوا للقضاء على عصبة الجنود و الخونة امام السور، لم يتوقف احدهم للحظة ليسأل لماذا هنالك بشر يقاتلوا جنباً لجنب مع الغزاة، طالما هو يقفون وسطهم فسيُقتلوا!!
تحت هجوم سور المدينة الضخم و عدة اباطرة، لم يتمكن جنود الثعبان العظيم و الخونة من متابعة القتال و فروا لكل حدبٍ و صوب، حتى السفن الحربية إستدارت و فرت!
لكن بعد تعليمات روبين السابقة لم يطل الامر قبل ان بدأ يخرج المزيد و المزيد من اباطرة و جنود البداية الحقيقية، كل من يعرف بما يحدث يُصاب بصدمة لوهلة قبل ان يخرج سلاحه و يهب لمطاردة الهاربين بدون الحاجة لقول كلمة، هذا يثبت مدة الجاهزية الذهنية لهذا الجيش!
بعد مرور ما يقارب الساعة من المطاردات و المعارك التي ازهقت ارواح كل المهاجمين، اقترب أليكساندر نحو الشاب ذا الشعر الابيض الذي كان ما يزال واقف على السور، وضع يده اليمنى على قلبه و انحنى قليلاً، “شكراً لك ايها المحترم على الدفاع عن مدينة يورا، لولاك لا يمكنني تخيل ما كان سيحدث لمدينة يورا و البوابة.”
“لا احتاج للشكر مقابل الدفاع عن موطني…” بصوتٍ خشن رد الشاب، ثم قفز من فوق السوق و بدأ يتمشى لداخل المدينة واضعاً يديه وراء ظهره، ” لكني احتاج لمقابلة شخصاً ما يعتقد انه يمكنه الاختباء مني.”
“هممم؟” رفع أليكساندر رأسه و اراد ان يطلب من ذلك المحترم ان يتوقف و يخبره ان المدينة مكان محرم إلا على اشخاص معينين، لكن شئ داخله اخبره انه لا يملك الحق ان يقول شئ كهذا
اكتفى بالوقوف و اطالة النظر في ظهر ذلك الشخص الغريب الذي يبتعد امامه، لقد كان هنا منذ بداية الامبراطورية و انطلاق روبين، كيفله ان لا يعرف بوج
نبرة صوته الغليظة و شعره الابيض المُترامي يوحي انه عجوز، لكن تركيبته الجسدية و جلده المشدود يوحي بأنه شاب، “…هل قال الدفاع عن موطني؟ ….أكان هذا ابن معاليه، صاحب السمو ريتشارد؟!”